اتركوها فإنها منتنة شرح الحديث بالتفصيل

دعوها فإنها منتنة

اتركوها فإنها منتنة حديث شريف، لا ينطق رسول الله بكلمة إلا ولها موقف وأثر عظيم فقول رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام لجملة أتركوها فإنها منتنة، أو في رواية أخرى دعوها فإنها منتنة له دلالة وموقف وهنا من خلال موقع محيط نريد أن نوضح لكم هذه الدلالة.

اتركوها فإنها منتنة
اتركوها فإنها منتنة

اتركوها فإنها منتنة

ترجع دلالة هذا الحديث الشريف لموقف قد حدث في عهد الرسول ﷺ بين المهاجرين والأنصار عند عودتهم من إحدى الغزوات والتي يطلق عليها غزوة ( بني المصطلق)،

بعد الرجوع من الغزوة، وكان كثير من المهاجرين قد ثابوا أي اجتمعوا مع رسول الله ﷺ، وكان من المهاجرين رجل لعاب، فكسع المهاجر رجلاُ أنصارياُ، فحزن الأنصاري واشتدّ غضبه كثيراُ، حتى بدأ كل منهم أن يتداعى على الآخر وفي رواية أخرى تداعوا.

قال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجرين: يا للمهاجرين، فجاء رسول الله ﷺ وقد سمعهم فقال لهم: ما بال دعوى الجاهلية؟ أي أترجعون لزمن أهل الجاهلية؟

سألهم رسول الله ما سبب هذا، فحكوا له ما فعله المهاجر مع الأنصاري أي كسعة المهاجر للأنصاري، وخرج قول رسول الله المصطفى ﷺ (دعوها فإنها منتنة) او كما يعرف الناس “اتركوها فإنها منتنة” وفي رواية أخري (دعوها فإنها خبيثة).

لم ينتهي الحوار فخرج من بينهم أحد الأنصار عبد الله ابن أبي سلول وقال لقد تداعوا علينا لئن رَجَعْنَا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ منها الأذَل، فَقالَ عُمَرُ بن الخطاب: ألَا نَقْتُلُ يا رَسولَ اللَّهِ هذا الخَبِيثَ؟ لِعَبْدِ اللَّهِ.

فَقالَ النبيُّ ﷺ : لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أنَّه كانَ يَقْتُلُ أصْحَابَهُ.

معاني بعض الكلمات

  • لعاب: يلعب بالحراب.
  • كَسَعَ: (فعل)، كَسَعَ فلانًا: ضرب دُبُرَه بيده أَو بصدر قدمه.
  • تداعوا: ندا كل منهم قومه أي استغاثوا ببعض.
  • يا للأنصار: يا أداة نداء.
دعوها فإنها منتنة
دعوها فإنها منتنة

شاهدالزوار: أجر الصلاة على الميت في الدين الإسلامي

تفسير الموقف أعلاه لقول الرسول “اتركوها فإنها منتنة” في عدة نقاط

كانت تسود أيام الجاهلية العصبية القبلية فكل جماعة تفخر بنفسها وتتعصب للشخص او القبيلة أو البلد.

وجود الإسلام وتعاليمه ونصائح رسول الله ﷺ جاءت لتقضي على هذه العصبية.

الأساس هنا هو الولاء للدين الاسلامي والمسلمين أجمعين بدون الفرقة بين أعجمي وأعرابي.

استفهام الرسول ﷺ منهم في قوله ما بال أهل الجاهلية هو استنكار فعلتهم.

قول رسول الله دعوها انها منتنة يقصد بها أفعال اهل الجاهلية من عصبية قبلية، لأنها تثير الغضب بدون حق وتؤدي إلى التقاتل.

وفي قول ابن أبي سلول وهو كان معروف بنفاقه ليُخرجنّ الأعزّ ويقصد نفسه والأذلّ يقصد رسول الله، درس من رسول الله.

طلب عمر ابن الخطاب أن يَقتُل هذا الخبيث ولكن رسول الله ﷺ راعى أن لا يتحدث الناس ويقول قتل أحد أصحابه وهو مسلم بدون وجه حق، فهم لا يعرفون أنه منافق.

موقف الرسول ﷺ مع المنافق حتى لا ينفر الناس من الدخول الي الإسلام فهو نظر للعامة لا للخاصة.

مظاهر العصبية ودعوى الجاهلية المنتنة

  • كانوا يتفاخرون بالحسب.
  • يغترون بالعرق والبلد.
  • معايرة الآخرين في شكلهم ولونهم.
  • التقسيم الطبقي كالسيد والعبد.
  • كانوا ينصرون القبيلة أو الفرد في الحق والباطل.
  • يطعنون في الأنساب.
  • يلطمون على وجههم إذا اصابتهم مصيبة، اعتراضاُ على قدر الله.
  • الندب والصراخ.
  • التعصب للعرق والأصل.

أثر الإسلام على المجتمع

مظاهر العنف والتعصب في الجاهلية قد تجعل الأمة الأسلامية ضعيفة، ولذلك شدّد رسولنا الكريم ﷺ، وديننا الحنيف على تجنبها وظهر أثر الدعوة في ترك دعوى الجاهلية على المجتمع حيث أن:

  • مواقف الإسلام هذه تبين أنّه دين التسامح وعدم التفرقة بين الناس لا بالنسب ولا العرق ولكن بالتقوى.
  • الأخوة بين المسلمين فقد آخى الرسول ﷺ بين المهاجرين والأنصار.
  • يعلمنا الإسلام نصرة الحق وليس نصرة الظالم.
  • عند الابتعاد عن الدعوى المنتنة أي الجاهلية يبتعد المجتمع عن العصبية، والحقد بين الشعوب.

قد يهمك قراءة: اتقوا الله حق تقاته معنى التقوى

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق