هل المرض يخفف من عذاب القبر أم لا
هل المرض يخفف من عذاب القبر؟ واحد من الاسئلة الهامة التي يحتاج الإنسان أن يتعرف على إجابتها وذلك لأننا جميعًا بالطبع قد مررنا بفترات صعبة في الحياه أو عزيز علينا قد مرّ بفترة صعبة من المرض والألم، لذلك يحتاج الكثير من الناس أن تطمئن قلوبهم فيما يخص بإن كان المرض يُخفف عذاب القبر ويُكفِر عن ذنوب صاحبه وغيرها من الأمور المُتعلقة بهذا الأمر حتى يطمئن القلوب وتهدئ التساؤلات في العقول.
هل المرض يخفف من عذاب القبر
يُعتبر المرض واحد من الأمور التي يُكفِر بها ذنوب صاحبها وذلك على حسب ما ورد في الحديث عن أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
« مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ».
وهناك من الأحاديث التي ورد في شأنها بأن الأمراض تُعد من الأمور التي تُخفف على صاحبها العذاب وكذلك تكفيه من ذنوبه ويتوب الله به على عباده حيث ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عز وجل عنه حتى الشوكة يشاكها ».
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يُشَاكُها إلا كفَّر الله بها من خطاياه. متفق عليه ».
وفي الحديث الشريف الأخر الذي يؤكد أن المرض يُخفف عن صاحبه ويُكفِر ذنوبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض ». رواه الترمذي
تابع قراءة التالي: حكم الدعاء بالموت على شخص
أجر المريض في الدنيا والآخرة
أكد العلماء على أن الشخص المريض له أجر كبير عند الله، وبالطبع أن كل الأمور من الله هي خير لعباده حتى وإن بدت غير ذلك في مظهرها،
ويمنح الله للشخص المريض الأجر بتكفير ذنوبه وعلو مكانته والتخفيف عنه في سكرات الموت والعذاب، كما أن هناك من الأمراض ما ثبت فيه أن الشخص المريض بها لا يعذب قط في القبر.
ذلك نسبةَ لما وُرد عن النبي فيما يتعلق بمرضى البطون، والشخص المبطون هو كل من مر به الأذى والمرض في بطنه حيث قالَ سُلَيمانُ بنُ صُردٍ لخالدِ بنِ عُرفُطةَ أو خالدٌ لسُلَيمانَ:
« أما سمِعتَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: مَن قتلَهُ بطنُهُ لم يُعَذَّبْ في قبرِهِ؟ فقالَ أحدُهُما لصاحبِهِ: نعَم ».
كما أن المرض والبلاء بشكل عام من علامات حب الله للعبد، وذلك لأن الله إذا أحب عبدًا أبتلاه لكي يُكفِر عنه السيئات والذنوب
فإذا رأى الله صبر العبد على هذا البلاء رفع من درجاته وخفف عنه العذاب سواء في الحياة الدنيا أو الآخرة وتحدث الله عز وجل في كتابه الكريم عن فضل الصبر على البلاء في قوله تعالى
« إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ».
كما أن الصبر على البلاء والأمراض يُزيد من محبة الله للعبد ويُيسر أمره في كل مشقات الحياة وذلك تأكيدًا على قوله تعالى « وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ »
هذا بالإضافة إلى أن الصبر على البلاء من أمراض وغيرها يمنح صاحبه في النهاية الجنة حيث قال عطاء بن أبي رباح:
قَالَ لي ابنُ عَبَّاسٍ: ألَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى، قَالَ: هذِه المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ، وإنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قَالَ: إنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ: أصْبِرُ، فَقَالَتْ: إنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لي أنْ لا أتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا » (متفق عليه).
اقرأ أيضاً: سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كاملة
فضل الصبر على المرض
بالإضافة إلى ما سبق ذكره هناك فضائل كبيرة تعود على المريض الذي صبر على بلاء الله له المُتمثل في المرض ومن الفضائل التي ذكرها الله في كتابه
أن يكون الإنسان في معية الله سبحانه وتعالى وتشمله محبته وذلك كما ورد في قوله تعالى « وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ».
هذا بجانب الفضل العظيم من الخير الذي يعود على المريض في الدنيا والآخرة وذلك كما ورد في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم:
« وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنْ الصَّبْرِ » بالإضافة إلى أن الله بعظمته يجعل قلب المريض ممتلئ بـ حُبه ويجعله تارك للمعاصي ويُكفِر عنه ما مضى من ذنوبه.
كما قال شيخ الإٍسلام ابن تيمية :
«وكذلك ترك الفواحش يزكو بها القلب، وكذلك ترك المعاصي؛ فإنها بمنزلة الأخلاط الرديئة في البدن ومثل الدغل في الزرع».
اطلع على: معلومات عن الرسول صلى الله عليه وسلم
