تعرف على ما هو عام الحزن

ما هو عام الحزن؟ هو العام الذي سبق هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة. وقد اشتهر هذا العام بهذا الاسم نظرًا للأحداث الحزينة التي شهدتها مكة في ذلك الوقت، ففي هذا العام توفيت زوجة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد، التي كانت تعد داعمة رئيسية له ولرسالته الإسلامية، كما توفي أيضًا العم الحنيف للرسول، أبو طالب، الذي كان أكبر داعم للرسول صلى الله عليه وسلم.

ما هو عام الحزن

هو العام الذي توفيت فيه السيدة خديجة بنت خويلد، والتي توفيت في العام العاشر من البعثة النبوية، وكان ذلك قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاث سنوات.

وفي نفس العام توفي عم النبي صلى الله عليه وسلم، أبو طالب، وهو الذي كان يدعم النبي صلى الله عليه وسلم في بداية الدعوة الإسلامية ويحميه من أعدائه.

وقد كانت وفاتهما بعد نزول الوحي الأول على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد تعرض المسلمين للمضايقات والاضطهاد من قبل المشركين في مكة، ونظرا لكل ما حدث في هذا العام أطلق عليه عام الحزن.

وفاة خديجة

توفيت السيدة خديجة رضي الله عنها بعد خروج المسلمين من شعب أبي طالب بعدة أشهر، وهذا الحدث كان له تأثير كبير على النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانت خديجة رضي الله عنها سندًا عاطفيًا وقلبيًا له، بالإضافة إلى دعمها المالي الذي قدمته له.

وتوفيت السيدة خديجة رضي الله عنها بعد وفاة عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو طالب، ولم تكن خديجة رضي الله عنها مجرد زوجة وأم لأولاده،

بل كانت امرأة صالحة ووزيرة صادقة ومستشارة أمينة، وكانت تتمتع بالرأي الحكيم، لهذا أطلق على عام وفاتها عام الحزن، وبذلك نكون قد أجبنا على ما هو عام الحزن.

ولقد عاشت السيدة خديجة مع النبي صلى الله عليه وسلم لحظات الخوف والقلق والترقب، ودعمته بكل ما تستطيع، ولذلك فقد كانت وفاتها خسارة كبيرة للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين جميعًا.

اطلع على: أبناء السيدة خديجة أسمائهم وكافة المعلومات عنهم

وفاة أبو طالب

توفي عم الرسول صلى الله عليه وسلم أبو طالب، في عام الحزن الذي يعرف أيضًا باسم عام الحزن والأسى، وهذا يعد إجابة وافية لسؤال ما هو عام الحزن.

وقد كان عم الرسول صلى الله عليه وسلم يدعمه ويحميه من الأعداء في بداية الدعوة الإسلامية، وكان يعتبر من أشد أعداء الكفار للإسلام.

وفي هذا العام الحزن قدم النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبو طالب عرضًا دينيًا ليدخل الإسلام، ولكن عمه رفض الدخول في الإسلام وتحول إلى الإسلام، رغم حبه الشديد لأبنه الأكبر قريش بن مخزوم، الذي كان قد دخل في الإسلام.

اقرأ أيضاً: كم طول سيدنا ادم

أشكال اضطهاد المشركين للمسلمين في عام الحزن

بعد وفاة أبو طالب زادت الاضطهادات والمضايقات التي تعرض لها المسلمون في مكة، فقد كان أبو طالب يحمي النبي صلى الله عليه وسلم ويعطيه دعمًا كبيرًا في مواجهة القريش وأعدائه،

وبعد وفاته تراجع هذا الدعم وتصاعدت المضايقات والاضطهادات، وكانت هذه المضايقات تشمل:

• الإهانة والإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
• الحصار الذي فرضه قريش على بني هاشم والمسلمين، حيث تم منعهم من الاستفادة من الخدمات العامة والتجارية.
• التعرض للضرب والإيذاء البدني من قبل الكفار.
• محاولات القتل والاغتيال التي تعرض لها النبي صلى الله عليه وسلم وبعض المسلمين.

وتزايدت هذه الاضطهادات حتى وصلت إلى أوجها، حيث قامت قريش بإقامة مقاطعة اقتصادية واجتماعية على المسلمين وعلى بني هاشم بشكل خاص، وذلك لكي يسلم المسلمون ويتركوا دينهم، ولكنهم رفضوا ذلك وأصروا على دينهم.

وقد جعلت هذه الاضطهادات النبي صلى الله عليه وسلم يفكر في الهجرة إلى المدينة المنورة، حيث وجد الدعم والحماية من قبل الأنصار، وقام بالهجرة في العام الذي يعرف باسم الهجرة النبوية، وهي الحدث الذي يعتبر بداية تاريخ المسلمين.

قد يهمك قراءة التالي: ابناء السيدة خديجة من الرسول صلى الله عليه وسلم

هل يصح قول عام الحزن

لم يتم توثيق أي دليل يفيد بأن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه أو التابعين أو المتقدمين من الأئمة قد سموا هذا العام بعام الحزن،

ولم يرو ذلك مسنداً من أي وجه. وبشكل عام، فإن تسمية هذا العام بعام الحزن هي تسمية صُنِّفت من قبل العلماء، وفي كتاب “عمدة القاري” ذكر العيني رحمه الله هذه المسألة.

ما هي السورة التي نزلت في عام الحزن؟

نزلت سورة يوسف في عام الحزن، وهي السورة الوحيدة في القرآن التي تحتوي على قصة نبي كاملة ومنسجمة، وهي سورة جميلة ومؤثرة.

ويعد هدف رواية قصة سيدنا يوسف عليه السلام في السورة هو تعزيز الإيمان بالله وتعزيز الأمل والثقة في الله، وذلك من خلال الإشارة إلى العدالة الإلهية والحكمة في تدبير الأمور.

وتحتوي سورة يوسف على عدة دروس مهم، مثل أهمية الصبر والتوكل على الله والتوبة والعفو، وتعلم الصبر في البلاء والابتلاء،

وتحمل الظلم والاضطهاد، وتعلم الحلم والعفو عن الناس، وكذلك تعلم العدالة وتجنب الغيرة والحسد والكبر، وغير ذلك من الدروس القيمة.

يمكن القول إن سورة يوسف كانت أكثر السور انتشالًا للإنسان من يأسه وحزنه، وهي سورة جميلة ومؤثرة تحوي العديد من الدروس القيمة التي يمكن تطبيقها في حياتنا.