ابتهالات مكتوبة لاغلب الشيوخ
يناجي المسلم ربه بكثير من الأدعية والتواشيح الدينية التي تخرج ما بداخله من كلمات حيث تنتقل من حالة الرجاء والخوف والخشوع لكي يتقبله الخالق عز وجل، واليوم نذكر معكم بعض من صور تلك الأدعية وهي الابتهالات تلك التي تخلو من الرياء ويتم بها التضرع للخالق عز وجل بكل رعب وخشوع وصوت يملؤه الشجن وأقرب للبكاء، ولذلك تابعونا في السطور التالية لنتعرف سوياً على مفهوم تلك الابتهالات والفرق بينها وبين التواشيح والأناشيد الدينية وكذلك نماذج ابتهالات مكتوبة لكبار الشيوخ.
ما هي الابتهالات؟
الابتهالات هي عبارة عن ادعية دينية أو خواطر وقد يعتبرها البعض أيضاً مناجاة تأتي على لسان العبد الذي يتضرع إلى الخالق عز وجل بحزن أو شجن تخاطب الروح، حيث تندرج تحت قائمة الأناشيد الدينية التي عرفها المسلمون منذ بداية الهجرة كما ورد في السيرة النبوية، حيث قام أهل المدينة باستقبال الرسول الكريم بنشيد ” طلع البدر علينا”، وكثيراً ما يتم تردد تلك الابتهالات قبل موعد آذان الفجر اي وقت السحر.
ولقد ظهر كثير من الشيوخ في الوطن العربي اللذين برعوا في تقديم تلك الابتهالات بكلمات مؤثرة وصوت رنان وعذب عن طريق الإرتجال أي ذكر تلك الأدعية دون كتابة مسبقة مثل الشيخ محمد البلهاوي والنقشبندي ونصر الدين طوبار، وبعد ظهور وسائل التواصل الإجتماعي أصبح من السهل تداول تلك الابتهالات عبر الفيس بوك او تويتر او الانستقرام حيث يتم البحث عن ابتهالات مكتوبة عبر مواقع الإنترنت المختلفة.
ما هي آداب قراءة الابتهال؟
أما عن آداب قراءة الابتهال سواء كان ارتجال أو ابتهالات مكتوبة فينطبق عليها آداب الدعاء حيث يجب أن يبتعد عن تناول المحرمات مثل الخمر، وأن يبتعد عن الرياء والنفاق كما ورد في سورة الأعراف ” ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” ويفضل أيضاً أن يكون بصوت خاشع أقرب إلى البكاء.
ما هو الفرق بين الابتهالات والتواشيح والأناشيد الدينية؟
أما عن الفرق بين الابتهالات والتواشيح والأناشيد الدينية حيث أن الابتهالات كما ذكرنا هي عبارة عن ادعية أو خواطر تلقى من قبل الشيخ أو المقرئ وحده دون وجود أي آلات موسيقية أو فرقة منشدة ترتل معه، بينما نجد التواشيح تحمل في مضمونها أيضاً نفس العبارات والخواطر ولكنها تلقى من قبل المنشد والفرقة الدينية، أما الأناشيد فهي التي تلقى مع الكورال أو الفرقة المنشدة ولكن بصحبة الآلات الموسيقية.
هل الابتهالات بدعة مستحدثة؟
ويتساءل البعض عن حكم الابتهالات هل هي بدعة مستحدثة أم تندرج ضمن قائمة الإنشاد الديني؟ حيث يشير كثير من العلماء أن الابتهالات ليست بدعة، ولكنها تُعدّ من المستحدثات الدينية التي لا تضر أي لم تكن متواجدة أيام الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن لم يردّ اي نص ديني قاطع يحرم تلك الابتهالات، حيث إنها عبارة عن ادعية تقال وقت السحر والدعاء عبادة كما ورد في سورة غافر ” وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ” صدق الله العظيم.
على الرّغم من انقسام العلماء حول تلك الابتهالات ما بين معارض استناداً على الحديث الشريف عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه البخاري، إلا أن أغلب الآراء كانت مؤيدة لها حيث أنها لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية مطلقاً بل على العكس تساعد على الخشوع والخضوع بين يدي الله.
ابتهالات مكتوبة
ونقدم لكم مجموعة من أبرز ابتهالات مكتوبة قدمها كبار الشيوخ، فنجد على سبيل المثال
قصيدة الشيخ عبد الرحيم البرعي التي أنشدنا الشيخ سيد النقشبندي بصوت عذب وهي كالآتي:
_ أغيب وذو اللطائف لايغيب، وأرجوه رجاءً لايخيبُ
وأنزل حاجتي في كلِّ حالٍ، إلى من تطمئنُ بهِ القلوب
فكم للهِ من تدبير أمر، طوتهُ عن المشاهدةِ الغيوب
ومن كرم ومن لطفٍ خفي، ومن فرج تزولُ بهِ الكروب
ومالي غيرُ بابِ الله بابٌ، ولا مولىً سواهُ ولا حبيبُ
كريمٌ منعمٌ بَرٌّ لطيف، جميلُ السَتر للداعي مُجيبُ
إلهي مِنكَ إسعادي وخيري، ومنك الجودُ والفرجُ القريب.
أيضاً نجد ابتهالات أخرى مكتوبة من قبل الشيخ نصر الدين طوبار وهي كالآتي:
_ يا من هداك أضاء كل مكان، يامن هداه فوق كل بيان
يا من أحاط بكل شىء علمه، يا واحدا فى الملك مالك ثاني
يا مبدعا فى كل شىء خلقه، ومصرف الأقدار فى الأكوان
لبيك من دمعي، لبيك من بصري، لبيك من قلبي
لبيك من روحي، لبيك من وجداني، لبيك من سمعي، لبيك من أدمعي
يا منعما، غافر الرجاء، ومعطيا قبل الدعاء مواجد الإحسان
أنا لا أُضام وفي رحابك عزتي، أنا لا أخاف وفي حماك أماني.
وعن الشيخ الاصمعي رحمة الله يقدم ابتهالات مكتوبة أيضاً:
_ يا عالم السر الخفي ومنجز الوعد الوفي
قضاء حكمك عادل عظمت صفاتك يا عظيم فجل
أن يحصى الثناء عليك فيها قائل الذنب أنت له بمنك غافر
وتوبة العاصي بحلمك قابل رب يربي العالمين ببره
ونواله أبداً إليهم واصل تعصيه وهو يسوق نحوك دائماً
ما لا تكون لبعضه تستاهل متفضل أبداً وأنت لجوده
بقبائح العصيان منك تقابل وإذا دجا ليل الخطوب وأظلمت
سبل الخلاص وخاب فيها الآمل وأيست من وجه النجاة.
لكم الشكر والامتنان على روعه عملكم الصالح والمنير ولا يمكن أن يسعي أحد في عمل جليل الا. وهو محب لله عز وجل ولرسوله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وعقله وروحه وقلبه معلقه بهم
اشكركم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أود أن أكون شيخ لكن صوتي ليس جميل