كيف تنسحب من حياة شخص تحبه
كثيراً ما يواجه البعض منا صعوبة في الإنسحاب من حياة أحد الأشخاص بعد أن كانت تربطهم علاقة قوية لفترة زمنية طويلة، حيث يخشى أحد الطرفين من إيذاء مشاعر الطرف الآخر عند التصريح بذلك مباشرةً اي وجهاً لوجه وبالتالي يسبب له جرح مدى الحياة، وقد يشعر أيضاً بالتعلق الشديد والمداومة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس الداخلية ولكنه يفاجئ بعدم تقدير الطرف الآخر لها.
وهنا يحاول البحث عن طريقة فعالة للانسحاب من حياة ذلك الشخص بأقل خسائر نفسية ممكنة، ولذلك دعونا نصحبكم في جولة شيقة ومثيرة نجيب من خلالها على ذلك التساؤل وهو؛ كيف تنسحب من حياة شخص تحبه؟ من خلال آراء علماء النفس والطاقة الحيوية وبعض الخطوات العملية التي تساعدك على ذلك، فتابعونا.
كيف تنسحب من حياة شخص تحبه؟
في البداية يقول علماء النفس أن الحب هو علاقة متبادلة بين طرفين تنمو بمرور الوقت وتزداد قوة وترابط من خلال بذل مجهود مستمر من قبل الطرفين والعمل دوماً على إسعاد الطرف الآخر، ولكن هناك بعض الحالات التي تمر على البعض بسبب الفراغ العاطفي وعدم إيجاد شريك حياة مناسب يملأ ذلك الفراغ ويقدم مشاعر الحب والاهتمام والمودة حيث تجعلهم يندفعون بمشاعرهم تجاه بعض الزملاء أو الأصدقاء دون التأكد من حقيقة تلك المشاعر وهل هي مجرد أحاسيس عابرة أم مشاعر صادقة متبادلة.
وهنا يقع البعض في ذلك الخطأ ويتم إختيار شخص مختلف تماماً عن شخصيته من حيث المستوى الفكري والثقافي أو على الأقل لم يبادله تلك المشاعر والأحاسيس، وتزداد الأمور سوءاً إذا صرح له بذلك أي إنه لا يرغب في إكمال تلك العلاقة معه، وبالتالي يجد نفسه قد تعلق به وبنى مستقبل وحياة كاملة في الخيال بل وقدّم كثير من التنازلات دون إيجاد مقابل، مما يجعله يشعر بخيبة الأمل وفقد الثقة بالنفس حيث يظن البعض أن الطرف الآخر لم يبادله تلك المشاعر؛ بسبب خلل ما موجود في شخصيته أو إنه لا يستحق ذلك الحب.
ولذلك يبحث عن وسيلة تمكنه من الإبتعاد عن ذلك الشخص وترميم الجرح الذي خلفه وراءه، ولذلك نقدم بعض الخطوات العملية التي تساعدك على الإنسحاب من حياة شخص تحبه بكل سهولة، وهي كالآتي:
- أولاً يجب العلم أن الحياة مليئة بالاشخاص الرائعين الذين يتشابهون معنا في كثير من الصفات وتربطنا بهم كثير من الاهتمامات المشتركة ولكن ليس شرط أن تجمعنا بهم علاقة قوية، ولذلك يجب ألا تندفع في مشاعرنا وننساق وراء الأوهام الكاذبة التي تجعلنا نتعلق بهم ومن ثم نعاني من حالة نفسية سيئة فيما بعد.
- وفي حال وقوع ذلك يمكن أن يتم التفكير من زاوية أخرى أو بطريقة إيجابية بدلاً من طرح تساؤلات مزعجة تضاعف من حالة الحزن وهي لماذا لم يتعلق بي؟ لماذا هجرني؟ لماذا احب فلان أو فلانة وأنا لا؟ حيث أن تلك التساؤلات تفقد الثقة بالنفس وتؤثر على العقل الباطن، ولكن يمكن أن يتم التفكير في المستقبل والتأكد بأن هناك شخص ما يناسبك ويكن لك مشاعر الحب موجود في هذا العالم لكنك لم تقابله بعد.
- أيضاً يجب أن يتم التنفيث أو التعبير عن المشاعر الكامنة داخلك من خلال التحدث مع صديقك المقرب أو طبيبك النفسي أو حتى التسجيل على هاتفك المحمول وإعادة سماع ذاك، حيث تكتشف إنك كنت السبب فيما حدث لك والتعرض للخذلان من قبل الطرف الآخر من خلال اندفاعك أو رغبتك في الحصول على شريك حياة بصورة أسرع، ولا مانع من البكاء حيث يساعدك ذلك على التخلص من الطاقة السلبية الكامنة داخلك.
- كذلك يجب أن يتم التخلص من كافة التذكارات أو الهدايا أو المحادثات النصية التي كانت تدور بينكم وان يتم تجنب الأماكن التي كانت تجمعكم من قبل، وعدم الانسياق وراء بعض العادات الخاطئة التي يتبعها البعض في تلك الحالة وهي سماع بعض الأغاني الحزينة التي تعبر عن حالتك، حيث يشير علماء الطاقة أن ذلك يؤثر بصورة سلبية على العقل الباطن ويجعلك تجذب مزيد من الأحداث السلبية إلى واقعك.
- ويمكن أن يتم إدخال بعض الهوايات أو تعلم بعض المهارات الجديدة التي تشغل وقتك وتجعلك تفرغ طاقتك وتتعرف على أناس آخرين بل وتساعدك على تحقيق نجاح في حياتك من حيث المستوى التعليمي أو المهني والإجتماعي أيضاً، وأعلم أيضاً أن الطرف الآخر قد يشعر بالذنب بسبب عدم قدرته على مبادلتك نفس المشاعر.
- وفي النهاية تذكر دوماً أن تلك التجربة قد جعلتك تكتسب خبرة وتتخذ احتياطاتك فيما بعد عند الإرتباط بشخص آخر وان تكون أكثر حرصاً ووعياً، وأن الحياة تمنحك دوماً فرص متجددة ولكنك في حال الوقوف عند الفرص الضائعة والشعور بالندم واللوم فأنت بذلك تفقد الفرص الأخرى المتاحة أمامك والتي قد تجعلك تتعافى بصورة أفضل.
وفي حال رغبتك في الإنسحاب من حياة شخص لا تحبه أو تشعر بأن لا توجد أي نقاط مشتركة بينكم يمكن أن يتم التصريح بذلك بطريقة ذكية لكي لا تؤذي مشاعره ولكن لا نعني بذلك أن يتم ذكر بعض العيوب بك وحدك، ولكن يفضل أن يتمحور الحديث عن نقاط القوة أو المزايا في كلاكما وأن تلك العلاقة قد تكون ذكرى طيبة بينكم فيما بعد.