من هو أبو موسى الأشعري
أبو موسى الأشعري هو أحد الصحابة المقربين للنبي – صلى الله عليه وسلم – ولاه الرسول على عدن وزبيد، وفي عهد عمر بن الخطاب تولى البصرة، ولم يتركه عثمان بن عفان لكثرة خبراته وحكمته الكبيرة في إدارة شئون المسلمين، حيث تولى في عصره مدينة الكوفة، وشهد العديد من الغزوات مع النبي والصحابة.
قصة أبو موسى الأشعري
هو أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري هو صحابي جليل شهد مع النبي العديد من الغزوات والحروب، ولد الأشعري في اليمن، وهو أحد أبناء قبيلة الأشعريين القحطانية اليمانية، حيث ذهب إلى مكة المكرمة وحالف سعيد بن أبي وقاص، وأعلن إسلامه عندما سمع بدعوة الرسول – صلى الله عليه وسلم – للإسلام ومكارم الأخلاق، فانشرح صدره وأسلم بين يدي الرسول.
وكان من ضمن الصحابة الذين هاجروا إلى الحبشة وقابل هناك ملكها المسمى بالنجاشي، وعاد بعد ذلك إلى بلده يدعوهم إلى الإسلام ووحدانية الله عز وجل، وذكرت بعض الروايات أنه عاد للرسول بعد فترة ومعه أكثر من خمسين رجلا من قومه، ومن بينهما اثنان من إخوته الأشقاء، وهما أبو رهم، وأبو بردة.
اقرأ أيضًا: من هم ابناء موسى عليه السلام
سيرة أبو موسى الأشعري
تمت تسمية قومه رضي الله عنه بالأشعريين، وقال عنهم بأنهم أرق الناس أفئدة، ويتمتع أبو موسى بالعديد من الصفات العظيمة، كان مثل الأسود في الحرب، ومسالمًا طيب القلب رقيق اللسان وقت السلم، حفظ القرآن كاملًا، وكان صحابيًا جليلًا من صحابة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكان يتمتع بصوت عذب وجميل في قراءته للقرآن الكريم.
ويذكر أنه مر عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – في إحدى الأيام وهو يصلي ويقرأ القرآن بصوت جميل ندي، حتى قال له الرسول مقولته الشهيرة ” لقد أوتيت مزمارًا من مزامير داود يا أبا موسى”، وذكرت رواية أخرى قال له: ” لو كنت أعلم أنك تسمعني لكنت حبرت لك القرآن تحبيرًا أي جودت لك القرآن تجويدًا”.
ولاه النبي – صلى الله عليه وسلم – هو ومعاذ بن جبل على زبيد وعدن، وفي عهد عمر بن الخطاب تمت توليته على إمارة الكوفة، وتولى رضى الله عنه ولاية البصرة في عصر عثمان بن عفان خليفة المسلمين، حتى يعلم أهل البصرة أمور دينهم وأقرأهم القرآن.
قضية التحكيم
عزل الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أبو موسى الأشعري من ولاية الكوفة، في الوقت الذي اشتعلت الفتنة بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان أبو موسى أحد المنضمين إلى حزب علي بن أبي طالب، ووقعت معركة صفين المشهورة في كتب التاريخ بسبب مطالبة معاوية للقصاص من قتلة “عثمان بن عفان”، بين جيش بلاد الشام الذي تولاه معاوية، وجيش بلاد العراق الذي كان علي بن أبي طالب والياّ عليه وعلى الحجاز.
وحدثت وقتها مقتلة عظيمة بين جيوش المسلمين ومات فيها العديد من الصحابة والمسلمين حملة القرآن الكريم، ورفع أهل الشام بعد ذلك المصاحف على السيوف والرماح، مما نتج عنه توقف القتال والدخول إلى مكاتبات في التحكيم بين الفريقين، وكان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أبرز المحكمين في هذه الجلسة.
نُرشح لكم: قصة سيدنا موسى عليه السلام كاملة
الغزوات التي شارك فيها الأشعري
ذكرت قصة أبو موسى الأشعري، بأن الصحابي الجليل شارك في العديد من الغزوات من النبي – صلى الله عليه وسلم -وكانت غزوة خبير أولى الغزوات التي كان له الشرف بأن شهدها مع رسول الله، بجانب أنه كان من أكثر المشاركين في أوطاس التي أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بأن يتم البدء فيها بعد الانتهاء من غزوة حنين.
وكان قائدها الصاحبي الجليل أبو عامر الأشعري، عم أبو موسى رضي الله عنهما، والغرض منها كان لقتال فلول هوازن الذين قادهم دريد بن الصمة، واستشهد في هذه المعركة أبو عامر، وثأر أبو موسى من قاتل عمه في هذه المعركة وقام بقتله.
وذكرت بعض الروايات أن أبو موسى شارك في فتح الشام بعد وفاة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وحضر وفاة أبو عبيدة بن الجراح، وخطبة عمر بن الخطاب بالجابية في عام 17هجرية، كما أنه شارك رضي الله عنه في فتح كلٍ من تستر، والرُها، وسميساط وما حولهم.
الأشعري في عهد عثمان بن عفان
بعدما تولى عثمان بن عفان خلافة المسلمين عند وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عزل أبو موسى الأشعري عن البصرة، وولى عبد الله بن عامر بن كريز بدلًا منه، وخرج رضي الله عنه من البصرة ولا يملك سوى 600 درهم عطاء أبناءه، وانتقل بعدها إلى مدينة الكوفة وطلب أهالي الكوفة من عثمان بن عفان بأن يتم تولية أبو موسى واليًا عليها، وبالفعل تم توليته وظل هكذا حتى مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وفاة أبو موسى الأشعري
اختلفت العديد من الروايات التي ذكرت وفاة الأشعري، مما جعل العديد من الأشخاص يتساءلون متى توفي أبو موسى الأشعري؟ حيث قيل بأنه توفي في عام 42 هجرية، والبعض الآخر قال أنه مات في عام 44 هجرية، وبالرغم من ذلك كان هناك اختلافًا أيضًا في المكان الذي توفي فيه رضي الله عنه، مما جعل البعض يقول بأنه توفي في الثوية القريبة من الكوفة.
والبعض الآخر يقول بأن مكان وفاته كان في مكة، ومع ذلك فإن أبو موسى مات وترك خلفه العديد من القيم والخصال الحسنة التي تمتع بها، حيث أن فضائل أبي موسى الأشعري كانت لها صدى بعيد في جميع البلاد التي تولاها في حياته رضي الله عنه.