ما هو فضل سورة الدخان قبل النوم وما هي مقاصدها وأسباب نزولها بالتفصيل
تعرف على سورة الدخان وعلى ما هو فضل سورة الدخان قبل النوم وما هي مقاصدها وأسباب نزولها بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث تعد سورة الدخان أحد السور القرآنية الكريمة التي لها فضل كبير وعظيم على من يقرأها، ويتجلى فضل هذه السورة العظيمة بالأخص على المسلم الذي يقوم بقراءتها بشكل يومي قبل الذهاب إلى النوم، ويجعل من قراءتها عادة يومية له لا يستغنى عن القيام بها أبداً، وفيما يلي سنتعرف على بعض المعلومات العامة عن سورة الدخان وعن فضل قراءتها العظيم، كما سنتعرف على مقاصد هذه السورة القرآنية الشريفة وعلى أسباب نزولها بالتفصيل.
معلومات عامة عن سورة الدخان
تعرف سورة (الدخان) بأنها السورة الرابعة والأربعون من سور القرآن الكريم، وذلك بحسب ترتيب المصحف العثماني، وهي أيضاً السورة الرابعة والستون، وذلك بحسب ترتيب النزول.
وسورة الدخان هي السورة الخامسة من (الحواميم) السبع، وقد نزلت هذه السورة الشريفة قبل سورة الجاثية وبعد سورة الزخرف.
وسورة الدخان من السور المكية، وتتناول هذه السورة الكريمة كأغلب السور المكية التي نزلت على الرسول (صل الله عليه وسلم)؛ موضوع الدعوة للدين الإسلامي.
بالإضافة إلى تثبيت العقيدة الإسلامية في قلوب المسلمين أجمعين، كما أن سورة الدخان تتحدث عن كلا من البعث ويوم القيامة.
وتقع سورة الدخان في الجزء الخامس والعشرون من أجزاء القرآن الكريم، هذا ويبلغ عدد آياتها تسع وخمسون آية، وتعتبر سورة الدخان من السور القرآنية الكريمة التي لها فضل عظيم.
ما هو سبب تسمية سورة الدخان بهذا الإسم
لقد سميت سورة الدخان بهذا الإسم بالتحديد لورود لفظ الدخان في قول الله سبحانه وتعالى في الآية العاشرة منها، حيث قال تعالى:
(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ)
فقد جعل الله عز وجل من الدخان مصدر تخويف ورعب لكلا من المشركين والكفار، حيث سلط عليهم هذا الدخان الكثيف بسبب قيامهم بتكذيب الرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام).
وقد عاشوا بسبب ذلك الأمر في فقر وقحط لفترة زمنية كبيرة حتى كادوا أن يهلكوا تماماً، لولا دعاء الرسول (صل الله عليه وسلم) لهم.
لا تفوت فرصة التعرف على: سورة يس مكتوبة كاملة بالتشكيل بخط كبير من المصحف
ما هي أسباب نزول سورة الدخان
لقد أصاب البلاء الشديد القوم الكفار والمشركين حتي وصل بهم الحال إلى أن يقوموا بأكل الحيوانات الميتة والعظام، وقد ضعفت قريش كثيراً بسبب هذا البلاء وأصابها الشقاء والتعب.
وكلما قام أحدهم بالنظر إلى السماء فلا يستطيع أن يرى غير الدخان، مما جعل الكفار والمشركين يشعرون بالريبة والخوف، وهو سبب نزول الآية الكريمة التي قال الله سبحانه وتعالى فيها:
(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ)
وقد ذهب بعض هؤلاء الكفار والمشركين إلى رسول الله (صل الله عليه وسلم) وقالوا له: (يا رسول الله إستسق لمضر فإنها قد هلكت).
هذا وقد إعترف المشركين والكفار بأن محمد نبي من الله عز وجل ودعوته مقبولة، وبأن له رب يحميه ويستجيب دعوته، ولكنهم لم يؤمنوا بالله سبحانه وتعالى.
وقد دعا لهم الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) أن يرفع الله جل وعلا عنهم القحط والفقر، فإستجاب الله تعالى لرسوله الكريم، ونزلت الآية الكريمة التي قال الله سبحانه وتعالى فيها:
(إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ)
وعندما رفع الله عز وجل عنهم الفقر والمجاعة والقحط عادوا مرة أخرى إلى إزاء المسلمين والرسول الكريم (صلوات الله وسلامه عليه)، حينها أنزل الله جل وعلا قوله:
(يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ)
هذا وقد نزلت الآية الشريفة التي وردت في قول الله عز وجل في سورة الدخان، حيث قال تعالى:
(ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ)
في أبو جهل بسبب غروره الشديد وعجرفته الكبيرة، فقد قال عكرمة أن الرسول (صل الله عليه وسلم) قد إلتقى أبو جهل في أحد الأيام وقال له: (إن الله سبحانه وتعالى قد أمرني أن أقول لك):
(أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ. ثُمَّ أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰۤ)
فرد عليه أبو جهل لعنه الله وهو يقوم بنزع ثوبه وقال: (ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيء، لقد علمت أني أمنع أهل البطحاء وأنا العزيز الكريم)
فأنزل الله سبحانه وتعالى الآية الكريمة من باب السخرية منه والتهتك، إذ أذله الله جل وعلا أشد ذل حين قُتل في غزوة بدر على يد طفلين صغيرين لا يتجاوز عمرهما الخامسة عشر عاماً.
وقد كان يُعرف بأنه الشخص الشجاع القوي العزيز بين قومه، فعايره الله سبحانه وتعالى بغروره وقوله بأنه العزيز الكريم، وقال له ذق طعم المهانة والذل الشديد فلا أنت عزيز ولا كريم كما كنت تقول.
لا تفوت فرصة التعرف على: سورة آل عمران | مقاصد وموضوعات السورة وسبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم
موضوعات ومقاصد سورة الدخان
تتمثل موضوعات سورة الدخان الكريمة في العديد من الموضوعات والمقاصد الهامة، ومنها نزول القرآن الكريم في ليلة القدر والحث على توحيد الله عز وجل.
كما أنها تتحدث عن حديث سيدنا موسى (عليه السلام) وفرعون وبني إسرائيل، وعن الرد على كل منكري البعث، وعن ذلّ الكفار والمشركين في العقوبة الشديدة، وعز ونعيم المؤمنين في الجنة.
بالإضافة إلى أنها تتحدث عن المنّة الكبيرة على الرسول محمد (صل الله عليه وسلم) بتيسير القرآن الكريم على لسانه، وهو ما ورد في قول الله سبحانه وتعالى، حيث قال:
(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
فقد إفتتحت سورة الدخان الشريفة بالثناء على القرآن الكريم وتعظيمه، وأنه قد نزل في ليلة مميزة قد وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها ليلة مباركة، وهي الليلة التي تسمى عند الله جل وعلا بليلة القدر التي قد ذكرها في سورة القدر الشريفة.
وقد بين الله سبحانه وتعالى في سورة الدخان شرف هذه الليلة الكبير، وأنها ليلة يُفصل فيها في أمور وشئون الخلق، حيث قال الله تعالى:
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)
وكشفت الآيات الكريمة في سورة الدخان عن أحوال الكفار والمشركين، وعن العقوبات الدنيوية التي أنزلها الله عز وجل عليهم، فقال الله تعالى:
(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ. فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ. رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ)
كما أنها تحدثت عن نبي الله موسى وعن بني إسرائيل وفرعون، وقد بينت بالتفصيل ما حل بقوم فرعون، إذ أخرجهم الله سبحانه وتعالى من جنات وعيون، فقال تعالى:
(كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ. وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ. كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ. فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ)
وقد وردت الآيات الشريفة على منكري البعث من كفار ومشركي قريش، ووضحت الآيات الكريمة السابقة أن قريشاً ليسوا بأكرم على الله عز وجل من الأمم الماضية التي تعرضت أيضاً لغضب الله تعالى وعقابه الشديد.
ثم أكدت الآيات الواردة في سورة الدخان على قيام الساعة، ثم تحدثت السورة الشريفة في نهايتها عن موقف الهوان والذل الذي يتعرض له المشركين والكفار.
وعن مشهد العز والنعيم الشديد للمؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله؛ في جنات الخلد وما ينالونه من إحسان وإكرام الله تعالى لهم.
وختمت السورة الشريفة بتسلية النبي (صل الله عليه وسلم) ووعده بالنصر الأكيد على أعدائه، فقال الله سبحانه وتعالى:
(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ. فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ)
لا تفوت فرصة التعرف على: فوائد سورة الواقعة | فضل السورة وأفضل وقت لقرائتها
فضل قراءة سورة الدخان قبل النوم
لم يثبت أيّ حديث من أحاديث النبي (صل الله عليه وسلم) في السنة النبوية الشريفة يشير إلى فضل خاص لسورة الدخان عند قراءتها قبل النوم.
ويجب العلم أن ما يتناقله الناس فيما بينهم من أحاديث، مثل:
(من قرأَ حم الدُّخانَ في ليلةٍ أصبحَ يستغفرُ لَهُ سبعونَ ألفَ ملَكٍ)
ومثل:
(مَن قرأ حم الدُّخَانَ في ليلةِ الْجُمُعَةِ غُفِرَ له)
ومثل:
(مَن قرأ حم الدخانَ في ليلةِ الجمعةِ أو يومِ الجمعةِ؛ بنَى اللهُ لهُ بها بيتًا في الجنَّةِ)
كلّها تعد أحاديث ضعيفة جداً أو أحاديث موضوعة ولا تصلح إطلاقاً للإستشهاد بها في فضائل قراءة سورة الدّخان الشريفة.
وعليه فإنّ القيام بقراءة سورة الدخان الكريمة قبل النوم يعد كقراءة أيّ سورة قرآنية شريفة، فإن القارئ يؤجر ويثاب بالثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى عند قراءته لجميع سور القرآن الكريم.
ومن المؤكد أن قراءة سورة الدخان بشكل يومي يفتح قلب المسلم للتوبة ويقربه من الله عز وجل، بالإضافة إلى أن المداومة على قراءتها تجعل المسلم متيقناً ومتأكداً من أن فرج الله قريب جداً وأنه هو الوحيد القادر على القيام بتحويل الأمور للخير.
بذلك نكون قد تعرفنا على بعض المعلومات العامة عن سورة الدخان الشريفة، كما تعرفنا على أسباب نزول هذه السورة القرآنية الكريمة وعلى سبب تسميتها بهذا الإسم، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على موضوعاتها ومقاصدها وفضلها الكبير عند قراءتها قبل النوم بشكل يومي.
