المحسنات اللفظية والمعنوية
المحسنات البديعة تُعرف بأنها وجوه الكلام التي تدخل على الجملة لتحسينها وذلك بعد مراعاة مقتضى الحال ومن خلال هذا المقال سيتم التعرف على المقصود بالمحسنات اللفظية والمعنوية وأنواعها فتابعوا معنا.
المحسنات اللفظية والمعنوية
المحسنات اللفظية والمعنوية هما قسمان للمحسنات البديعة التي تأتي في الجملة لتحسينها مع مراعاة مقتضى الحال وعلى هذا فيكون تحسين الكلام من جهتين جهة اللفظ
والتي تهتم بتحسين ألفاظ الجملة كالجناس والسجع والأخرى تهتم بتحسين مضمون ومعنى الكلام ومن الأمثلة عليها التورية والطلاق.
هذا وقد بدأت جهود العلماء تتضافر للاهتمام بعلم البديع منذ بداية القرن الثالث الهجري وكان ابن المعتز هو أول من بدأ تأسيس علم البديع
وبعده توالت جهود العلماء في إقامة وتطوير هذا العلم وزادوا في أنواعه الي أن وصلت إلى 145 محسن بديعي.
شاهد أيضًا: ادوات نصب الفعل المضارع
أنواع المحسنات البديعية
تنقسم المحسنات البديعة الي قسمين المحسنات اللفظية والمحسنات المعنوية وفيما يلي نتعرف على أهم المعلومات المتعلقة بكل قسم منها:
القسم الأول: المحسنات اللفظية
ويقصد بها تلك التي يرجع التحسين فيها إلى اللفظ دون المعنى ومن أنواعها ( الجناس، السجع، رد العجز على الصدر، التصريع، التوازن، التشريع، الالتزام،
لزوم ما يلزم، الأزدواج، التطريز، التسميط، التشيع، الاحتباك، الاكتفاء، حسن الابتداء والختام والتخلص، التضمين).
القسم الثاني: المحسنات المعنوية
المحسنات المعنوية هي التي يرجع التحسين فيها إلى المعنى دون اللفظ ومن أنواعها: ( الكناية، الشماتة، التّهكم، التوجيه، الاتساع، الاتفاق، الافتتاح، الاختراع،
حسن الاتباع، الانسجام، حسن البيان، التوليد، التعليق، المواربة، الاحترام، النكتة، التكميل، الإشارة، الإيضاح، الطباق، المقابلة، التورية، المبالغة، الإدماج، التفسير، التفريغ، المشكلة، الاستطراد)
أنواع المحسنات اللفظية
للمحسنات اللفظية العديد من الأنواع التي لا يمكن حصرها نتعرف على مجموعة منها فيما يلي:
- الجناس: وهو عبارة عن الاتيان بلفظين متشابهين في النطق ومختلفين في المعنى ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ).
- السجع: هو أن تتوافق كلًا من الفاصلتين في النثر بأن تنتهي بحرف واحد ومن الأمثلة على ذلك قولنا: إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع.
- الاقتباس: ويقصد به تضمين الكلام بألفاظ ومعاني من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف ومن الأمثلة على ذلك قول الشاعر: قد كان ما خفت أن يكونا إنا إلى الله راجعونا
- التصريع: وهو أن تتفق أخر قطعة من الشطر الأول من البيت مع أخر قطعة من الشطر الثاني منه في الإعراب والوزن والقافية مثال ذلك: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم.
- التوازن: ويقصد به أن تتوافق الفاصلتان في الوزن دون القافية.
- التشريع: وهو أن يتم إقامة البيت الشعري على قافيتين دون التأثير على المعنى.
- الازدواج: ويقصد به الإتيان بألفاظ مزدوجة ويقع بكثرة في المثنى.
- التوشيح: وهو أن يذكر في البيت الشعري ما يدل على أخره.
- الاكتفاء: وهو دلالة الألفاظ المذكورة على المحذوف منها.
- التضمين: ويقصد به تضمين البيت الشعري معنى من معاني أشعار غيره الغير معروفة عند العرب.
شاهد أيضًا: ادوات نصب وجزم الفعل المضارع مع الامثلة
أنواع المحسنات المعنوية
وعلى الصعيد الأخر نجد المحسنات المعنوية أيضًا لها أنواع كثيرة لا يمكن حصرها ومن أبرز هذه الأنواع ما يلي:
- المطابقة: وهي الاتيان بمعنيين متضادين في جملة واحدة ومن الأمثلة عليها قولنا: (وما يستوي العالم والجاهل).
- المقابلة: وهي الاتيان معنيين أو أكثر متوافقين من جهة ثم الاتيان بما يقابلهما من الجهة الأخرى على الترتيب ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: (فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً).
- التورية: ويقصد بها الاتيان بلفظ به معنا أحدهما بعيد خفي وهو المقصود والأخر قريب ظاهر وهو غير مقصود ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: (وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار).
- حسن التقسيم: وهو أن يتم تقسيم البيت الشعري إلى أجزاء متساوية في الإيقاع والطول ومن ذلك قول الشاعر: طويل النجاد، رفيع العماد كثير الرماد إذا ما شتى.
- حسن التعليل: ويقصد به الاتيان بعلة لأمر غير علته الحقيقية.
- المشاكلة: وهي ذكر الشيء بلفظ غيره وتسمى أيضًا المشابهة أو المماثلة.
- المبالغة: الادعاء بوصول الشيء في الشدة أو الضع
- ف حدًا لا يمكن حدوثه وهي ثلاث أنواع (الاعراق، التبليغ، الغلو).
- مراعاة النظير: ويقصد به أن يؤتى بألفاظ متناسبة ومتوافقة ويحسن تجاورها.
- العكس: ويقصد به تقدم بعض الكلام ثم تأخره ومن الأمثلة على ذلك قولنا: عادات السادات سادات العادات.
- الاستطراد: ويقصد به الاطناب في المدح أو الذم حتى يتوهم السامع بأنه سيكمل فيه ثم ينتقل منه إلى غيره.
الفرق بين المحسنات اللفظية والمعنوية
- يتمثل الفرق بين المحسنات اللفظيّة والمعنوية في الغرض من المحسن فإن كان الغرض منه تحسين اللفظ فهو محسن لفظي وإن كان الغرض منه تحسين المعنى فهو محسن معنوي
- كما أن المحسنات اللفظيّة ترتبط باللفظ فإن زال زالت معه بينما المحسنات المعنوية فإنها ترتبط بالمعنى فإن زال زالت معه بالإضافة إلى أنه تحسن اللفظ أيضًا إلا أن ارتباطها بالمعنى أشد.
شاهد أيضًا: فعل الأمر | ما هي حالات وعلامات بناء فعل الأمر وما هي صيغه بالتفصيل
أمثلة على المحسنات البديعية
فيما يلي نتعرف على بعض الأمثلة على المحسنات البديعية بشكل عام:
- قول الشاعر: إذا العَينُ رَاحتْ وَهيَ عَينٌ على الهوى فَلَيْسَ بسِرٍّ ما تُسِرُّ الأضَالِعُ
- قول الشاعر: وَكُنّا مَتى يَغزُ النَبِيُّ قَبيلَةً نَصِل جانِبَيهِ بِالقَنا وَالقَنابِلِ
- قول بعضهم: الحُرُّ إذا وعد وفى وإذا أعان كَفَى.
- قول الشاعر: ومكارمٌ أوليتها متبرعًا وجرائمٌ ألغيتها متورّعًا رد.
- قوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}.
- قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ}.
- قول الشاعر: أَلا عِم صَباحًا أَيُّها الطَلَلُ البالي وَهَل يَعِمَن مَن كانَ في العُصُرِ الخالي.
وبهذا نكون قد انتهينا من مقال المحسنات اللفظية والمعنوية بعد أن تحدثنا فيه عن المقصود بالمحسنات اللفظية والمعنوية وتعريف كلًا منها كما تعرفنا على أنواعها بالإضافة إلى ذكر بعض الأمثلة عليها.