أنواع الانضباط الذاتي
أنواع الانضباط الذاتي عبر موقع محيط، إن الانضباط الذاتي واحدة من أهم الصفات التي من الممكن أن يتحلى بها فرد في المجتمع، لما لها من فوائد، وانعكاسات إيجابية على الأفراد، والمجتمعات، حيث إنها تربي الإنسان منذ الصغر على ضبط نفسه أمام متغيرات الحياة المتجددة يوم بعد يوم، مما تجعله أكثر صلاحا، واستقامة.
ما هو الانضباط الذاتي
ويعرف الانضباط الذاتي على أنه من أهم أدوات التنمية الذاتية للشخص، والتي تتواجد بصورة كامنة في شخصيته، تجعله يقدم على أداء المهام والأشياء الإيجابية فقط،
والابتعاد عن السلبيات، كما يتمكن من التحكم في نزواته، وانفعالاته، ومشاعره في جميع الظروف وصولا إلى تحقيق الأهداف.
لماذا الانضباط الذاتي مهم؟
يبقى الانضباط الذاتي مهم جدا في مكان العمل لما له من فوائد كثيرة على المستوى الفردي، والمستوى الاجتماعي كله، لما يقوم به من تطوير الإجراءات والأفكار نذكر منها:
- تحسين الحالة الصحية للفرد: ينعكس الشعور بالانضباط لدى الفرد على الاهتمام بحالته الجسمانية؛ حيث ينتبه الفرد إلى كمية طعامه وجودتها، بالإضافة إلى القيام بالروتين الصحي للياقة البدنية من أداء التمارين، وشرب كميات كافية من المياه، والحصول على الوزن المثالي لتقليل الأمراض.
- رفع معدلات النجاح المهني للفرد: أن إتقان هذه المهارة تمكن الفرد من الحصول على خيارات تمكنه من الموازنة بين عمله، ودراسته، والاسترخاء والاهتمام بالأمور الشخصية كل على حدة بالتوقيتات المناسبة لذلك
- الحصول على علاقات أفضل: أن انعكاس التزاماتك، أدائك للمهام بالصورة المطلوبة يعود على دائرة معارفك الاجتماعية بصورة أفضل حيث يمكنهم الاعتماد عليك والحصول على ثقتهم، وهذا بالنسبة لك انتصار حقيقي.
- تقليل الشعور بالندم والذنب: عند اتخاذك أفضل الخيارات، وقيامك بالأعمال على أتم وجه فإنك حتما ستشعر بالرضا الكامل عن حياتك، وتقلل الشعور بجلد الذات وتأنيب الضمير المزمن لدى بعض الأفراد.
- تحسين إدارة الوقت: عندما تكون لك قائمة متزايدة يوم عن يوم بالمهام المطلوبة، فإنك بضبط النفس يمكنك وضع المهام في مكانها الصحيح من يومك، وعدم الانصياع خلف المشتتات من وسائل التواصل، والخمول المتزايد، مما يمكنك من كسب معيشتك.
- أما بالنسبة للمجتمع الذي لا بد وأنه يسير في تعداد خطوات محددة فإنه سيكون من الجيد للمجتمع التعامل مع شخص يجيد الانضباط ويخضع نفسه للقوانين الصارمة، والرقابة المستمرة مما يعود عليه بالنفع والتقدم الدائم.
شاهد أيضًا: تنمية المهارات الشخصية وأشهر 6 مهارات مطلوبة في السيرة الذاتية
ما الفرق بين الانضباط الذاتي والانضباط العام؟
من وجهة نظر المنطق أن الفرق بينهم شاسع؛ إذ إن الانضباط الذاتي لا تحكمه القوانين، واللوائح الخارجية إنما دوافعه داخلية بحتة من ضمن رغبات الإنسان في النجاح،
أو في بنيته الشخصية؛ بينما الانضباط العام فإنه خاضع لإرادة المجتمع ولوائحه وقوانينه الصارمة بالإضافة إلى الرقابة المجتمعية السائد.
كيف يكون الانضباط الذاتي في العمل؟
إن أردت أن تصبح شخصا معروف بالانضباط الذاتي في مجال عملك وبين رفقاؤك لا بد أن تتبع عدة خطوات بسيطة لكنها تحتاج إلى الالتزام قليلا، كما قلنا سابقا أن الانضباط الذاتي وضبط النفس دافع داخلي يمكنك تحفيزه وتنميته بعدة خطوات أهمها:
- العمل على التعرف على ذاتك أكثر: وذلك من خلال التركيز مع نقاط ضعفك وقوتك، جوانبك السلبية والإيجابية؛ لأن ذلك سوف يمكنك من معرفة قدرتك وقوتك في أداء المهام وبالتالي ما يتقبل عليه، سيكون مقدرتك.
- تحديد الأهداف: إن فكرة وضع مقياس لأهداف في الحياة سيساعدك بالتأكيد على تركيز قوتك على هدفك فقط والسعي دائما لإتمامه.
- وضع خطة عمل: إن القيام بوضع خطة، والخطة البديلة سيكون أمرا ناجحا بالتأكيد في مجال إدارة عملك أو مشروعك في العمل مهما كانت الخطوات التي تسير عليها بسيطة، لكنها بالنهاية سوف تجدي ثمارها.
- تتبع ما تفعله، واحصل دوما على موجه: إن عادات التتبع تحمل نصف ما تحلم به من الانضباط كما أن وجود موجه لك في العمل مثل مديرك مثلا يمكنك من معرفة حالاتك التقدمية في العمل، والعمل على إصلاح عيوبك.
- الابتعاد عن المغريات في سبيل ضبط الذات: إن المغريات والملهيات هي في ذاتها أدوات تضعف النفس الداخلية للفرد لما تسببه من نسيان الهدف والدليل، والسعي وراء كذبات غير مفيدة بالمرة، حتى يجد الفرد نفسه قد غرق في بحر من خيبات الأمل والضعف المتتالي.
- تقديم مكافأة لنفسك، وترسيخ مبدأ الانضباط الذاتي حتى يصبح عادة أساسية لا يمكن التخلي أو الانحراف عنها بحياتك مطلقا.
شاهد أيضًا: ما هي الموارد البشرية واشهر انواعها
كيف يمتلك الإنسان صفة الانضباط الذاتي؟
إن كنت شخصا يعاني من قلة الالتزام، وترغب في تحسين هذه الصفة لديك عليك بتتبع بعض الخطوات البسيطة لنفسك، والتي من أهمها:
- القيام بدفع التزاماتك المادية بوقتها: وعدم التكاسل لمنع تراكم الديون والفواتير عليك وأنت في غنى عنها
- عمل خطة متوازنة بين الدخل الوارد ونفقتك: إياك وصرف مرتبك كله دفعة واحدة، قم بعمل خطط لتوفير جزء بسيط منه على الأرجح سيفيدك ذلك على المدى البعيد.
- الترتيب والنظافة: والهدف من ذلك هو جعل يومك يبدو بصورة مرتبة ومنظمة، تخلو تماما من التوتر، والاضطرابات التي تعوق مثالية يومك.
- التخطيط الجيد لليوم: وهذه الميزة هي واحدة من أهم الصفات المشتركة بين الأفراد الناجحين في المجتمع، حيث إن وضع خطة يشعرك بالراحة، وأن الأمور ما زالت بخير، وتحت السيطرة.
- الدقة في المواعيد، والقيام بمهامك حتى وإن كانت صعبة في أوقاتها المناسبة، بصورة سلسة ومنمقة.
ما هي عناصر الانضباط الذاتي؟
يضم الانضباط الذاتي عناصر عدة من أهمها العمل بصدق وحب، تجنب الأمور المشتتة للانتباه، القيام بالأمور الصعبة أولا، اتخاذ القرارات بالوقت المناسب،
بالإضافة إلى البحث المستمر، وعدم الاستسلام للتوقعات مطلقا، واستمرار المحاولة رغم الإخفاق.
شاهد أيضًا: أسباب الفشل وعدم تحقق النجاح
الانضباط الذاتي في الإسلام
الإسلام يحث على الانضباط دائما في نصوصه ويعرف الانضباط على أنه الاستقامة كما في قوله تعالى: {الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون {وهذه إشارة إلى ثواب من يقوم بضبط وتقويم ذاته بالدنيا والآخرة.
مهارات الانضباط الذاتي
من أهم مهارات الانضباط الذاتي ما ذكره الكاتب جون ماكسل في إحدى كتبه للتنمية الشخصية ما يلي:
- أن تكون صاحب قدرة على تحديد أولوياتك، والمفاضلة بينها.
- القدرة على تجنب الأعذار الداخلية لعقلك.
- القدرة على إدارة الوقت بصورة علمية صحيحة.
- القدرة على استنباط نتائج المهمة أو المشروع وعدم التركيز على مدى صعوبتها.
الانضباط الذاتي في المجتمع
إن الانضباط الذاتي يعد البذرة الأولية نحو بناء مجتمع ناجح بكل المقاييس، ومختلف مجالات الحياة؛ لأنه من المنطق أن يعمل أشخاص ذوي انضباط نفسي،
وقوة داخلية تدفعهم نحو أداء وتقديم الأفضل دوما، ليسوا كمثل ما يعمل فقط لأجل أداء واجبات بدون وجود حس أو دافع داخلي.
أنواع الانضباط الذاتي
يوجد للانضباط الذاتي أنواع عدة من أهمها ما يلي:
- التوجيه الذاتي: والذي يعني اتخاذ القرارات السريعة بأوقات مناسبة لذلك.
- الاستبطان: والذي يعني القدرة على فحص وفهم ما وراء الشخصيات، والأفكار.
- السيطرة على النفس: والتي تمنع الإنسان من العجلة في اتخاذ قرارات تسبب له الندم فيما بعد.
- التركيز والتحمل: هو القدرة على إعطاء وقتك ومجهودك لعملك لفترة كبيرة.
في نهاية موضوعنا نكون قد حاولنا الإلمام بقدر الإمكان بما يخص الانضباط الذاتي من كافة جوانبه ما بين تعريفه، فوائده على الفرد والمجتمع، أنواعه، كيفية تنمية نفسك للوصول إلى هذه المهارة.