أنواع النفس وتعريفها ومكوناتها

أنواع النفس كثيرة ولكل منها صفاتها وخصائصها، وقد اختلف العلماء والباحثون حول كيفية تقسيمها ووضع لها مراتب عدة مستشهدين بالقرآن الكريم والسنة النبوية وأهل البيت، فما هي هذه الأنواع وماهي طرق تصنيفها، هذا ما سنتمنى الإجابة عنه في المقال بشكل كافٍ.

تعريف النفس وأنواعها

أنواع النفس
أنواع النفس

اختلف العلماء والباحثون حول الوقوف على تعريفٍ واحد للنفس، وذلك لغموضها وأنواعها المختلفة، ومما ذكروه أنها:

  • هي الجُزء المقابل للجسم في التشارك، والتفاعل، والتبادل المستمر بينهما وقيل بأن كلمة نفس لغويًا مذكر ومؤنث في الوقت ذاته، فنفس المذكرة تعني الإنسان كاملًا بجسده وروحه، أما نفس المؤنثة فتعني الروح.
  • ‏قال البعض أنها قوة خفية يحيا بها الإنسان، ماهيتها غامضة ولا نعرف أين توجد، ولكن يقال إنها اتصال الروح بالجسد.
  • ‏أنواعها ثلاثة: النفس اللوامة، والنفس الأمارة بالسوء، والنفس المطمئنة.

أنواع النفس الثلاث

أنواع النفس
أنواع النفس

للنفس ثلاثة أنواع حسب ما ذكر في القرآن الكريم وهذه الأنواع هي:

  • النفس المطمئنة: هي نفس أنزل الله عليها الطمأنينة، فبصرها وسمعها وكلها ساكنة إلى ربها مطمئنة، وهي نفس خيرة، يستطيع الإنسان الوصول لتلك النفس بإذن الله إذا ما استغفر بشكل دائم وزاد من ذكر الله ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
  • النفس الأمارة بالسوء: وهي نفس آثمة كثيرة الذنوب، تقود صاحبها إلى ارتكاب المعاصي وينتهي بها الحال في نار جهنم إلا في حالة توبتها توبة نصوح ومخالفة صاحب هذه النفس لشهواته ليقي نفسه من نار جهنم.
  • النفس اللومة: هي نفس أقسم بها المولى عز وجل، هي نفس تأتي بالذنب ثم تتوب عنه وتلوم نفسها لترجع إلى الطريق الصحيح.

ننصحك بقراءة: ما هو العفو وما هي أنواعه 2025

مكونات النفس البشرية

للنفس البشرية ثلاث مكونات وهم:

  • الهو: هو المكون الأول وذكرت في القرآن بالنفس الأمارة بالسوء.
  • الأنا: ووظيفتها هو منع رغبات الهو بأن تظهر على أرض الواقع وتقويم النفس وجهادها.
  • الأنا الأعلى: وهي تتمثل في المعايير والقيم العليا، وتتمثل في ضمير الشخص.

قد يهمك أيضًا: أنواع القراءات ومميزات كل نوع منها

أنواع النفس عند أهل البيت

للنفس عند أهل البيت عدة مراتب وإليكم بعض ما ذكره الصحابة ورسولنا الكريم عنها:

عن كميل بن زياد قال: سألت مولانا أمير المؤمنين (رضوان الله عليهم) قلت: أريد أن تعرفني نفسي، قال يا كميل أي نفس تريد ؟، قلت: يا مولاي وهل هي إلا نفس واحدة ؟، فقال: ((يا كميل إنما هي أربع: النامية النباتية، والحسية الحيوانية، والناطقة القدسية، والكلية الإلهية، ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصتان.

‏فأما الناطقة القدسية فصفاتها الزيادة والنقصان وأنها منبعثة من الكبد وتتشابه مع الزيادة الحيوانية، وقواها ماسكة هاضمة ومربية وجاذبة ودافعة

الحسية الحيوانية: صفاتها الغضب والرضا، وبانبعاثها من القلب، وهي أشبه الأشياء بنفس السباع، وقواها سمع وبصر وذوق ولمس وشم.

‏الناطقة القدسية صفاتها الحلم والكرم، وقواها بقاء وفناء، ونعيم في شقاء، وعز في ذل، وفقر في غنى.

جاء في وصيته (صلَ الله عليه وسلم) لابن مسعود: “يا بن مسعود، أكثر من الصالحات والبر، فان المحسن والمسيء يندمان، يقول المحسن: يا ليتني ازددت من الحسنات، ويقول المسيء: قصرت”، وفي ذلك تصديق لقوله تعالى: “ولا اقسم بالنفس اللوامة “.

وجاء عن الإمام علي بن أبي طالب (رضى الله عنه): ” أيها الناس تولوا من أنفسكم تأديبها، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها”.

تعرف على: سوء الظن أنواعه وأسبابه وما قيل عنه بالقرآن والسنة

مراتب النفس عند الصوفيين

النفس عند الصوفيين هي عبارة عن اتصال الروح بالجسد بحيث تتولى نشاطاته، ولها خمسة أطوار حتى ترتقي للنفس الكاملة وهم:

  • النفس الأمارة بالسوء: وهي النفس التي تعمل على إشباع الرغبات دون النظر لحلالها وحرامها.
  • ‏النفس اللوامة: التي تجاهد مع صاحبها ليستقيم.
  • ‏النفس المطمئنة: وهي نفس اطمأنت بكنف الله وبكثرة ذكره واستغفاره.
  • ‏النفس الراضية: وهي نفس رضت بكل قضاء الله.
  • ‏النفس المرضية: وهي نفس رضى عنها المولى لرضاها عنه.

لا يفوتك معرفة: أنواع السفر المحمود والمذموم

مراتب النفس السبعة

كما ذكرنا فإن أنواع النفس ثلاث ولكن مراتب النفس سبعة بعصها يرفع صاحبه لجنات النعيم وأخرى تهوي به في نار جهنم، ومراتب النفس السبعة هي:

  • النفس الأمارة بالسوء، واللوامة والمطمئنة، وقد ذكرناهم معناهم من قبل.
  • ‏النفس الملهمة: وهي التي ذكرها المولى عز وجل بقوله” فألهمها فجورها وتقواها” وهي نفس حصيلة النفس الأمارة بالسوء والمطمئنة، جعلتها الطاعات والصبر والتحمل ملهمة تميز بفضل الله الخير من الشر.
  • ‏النفس الراضية: هذه النفس هي نفس مسلمة تسليم تام بقضاء الله وقدره، وإذا سألت ماذا تبتغي قالت ما أراد الله، قال الله عنها “رضى الله عنهم ورضوا عنه”.
  • ‏النفس المرضية: هي النفس التي رضت عن بارئها فأغدق عليها برضاه وشملها بكرمه، وقد جمع الله عز وجل بين النفس المرضية والراضية فقال” يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية.
  • ‏النفس الكاملة: وهي تعني بالكمال الجزئي البشري، فهذه النفس عرفت مداخل الشيطان وميزت بين دروب الشر والخير، وغالبًا تقود البشر لطريق الله، ولا تنضج هذه النفس إلا على يد مربٍ فاضل يرشدها إرشادًا قويمًا.

شاهد أيضًا: أنواع العبادة وأركانها وخصائصها وأهم شروط صحتها

أنواع النفس ثلاثة، ومراتبها سبعة، ولكل منها خصائص تميزها عن غيرها، ولكل منا نفسه التي تقود جسده إما لنعيم دائم في جنات النعيم، أو تهوي به في نار جهنم، فروض نفسك في دنياك وعودها على ذكر الله وكثرة الاستغفار تكن مطمئنة، راضية ومرضية من المولى عز وجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق