ما هي أنواع أوراق الشجر وما سبب تغير لونها وتساقطها في فصل الخريف

تعرف على أوراق الشجر وعلى ما هي أنواعها وما هو سبب تغير لونها وتساقطها في فصل الخريف عبر موقع محيط، حيث تتواجد العديد من أنواع أوراق الشجر، وتختلف هذه الأنواع المتعددة من حيث الشكل والحجم وغيرها، هذا ويشتهر فصل الخريف في جميع أنحاء العالم بأنه الفصل الوحيد الذي يتغير فيه لون أوراق كلا من الأشجار والنباتات، بل ويتساقط الكثير من أوراق الشجر في هذا الفصل بالتحديد بعد موتها، ويرجع هذا الأمر إلى حدوث عدة عمليات طبيعية للأشجار والنباتات في هذا الفصل؛ والتي تؤدي عند حدوثها إلى تغير لون أوراق الشجر ثم تساقطها بشكل نهائي، وفيما يلي سنتعرف على أنواع أوراق الشجر وعلى أسباب تغير لونها وتساقطها في فصل الخريف.

أوراق الشجر

تعتبر ورقة النبات من الأجزاء المهمة جداً للنباتات بالكامل، فهي الجزء المسؤول عن صناعة الغذاء لبقية أجزاء النبات.

حيث تبدأ ورقة النبات بالنمو شيئاً فشيئاً والتمكن من دخول عالمها الخاص بها خلال فترة زمنية قصيرة إلى حد ما، فهي تنمو من البراعم التي تواجدت ونمت على ساق النبات.

وبعد أن تنمو أوراق الشجر إلى الحد الخاص بها؛ فإنها تقوم بأداء وظائفها على أكمل وجه إلى أن تموت وتتساقط على الأرض.

مكونات أوراق الشجر

يجب العلم أن أوراق الشجر مهما تعددت وكثرت أنواعها؛ فإنها تتكون من ثلاثة أنسجة، والتي تتمثل في الآتي:

• البشرة العليا: وهي عبارة عن مجموعة من الخلايا العليا والسفلى، وتكون تلك الخلايا شفافة جداً من صف واحد، كما أنها تكون خالية تماماً من الملونات، وتتمثل وظيفتها في السماح بمرور كلا من غازي الأكسجين وثاني أكسيد الكربون إلى أنسجة أوراق الشجر الداخلية، بالإضافة إلى العمل بصورة دائمة على حماية أنسجة أوراق الشجر الداخلية من فقدان الماء الزائد، وتقوم أيضاً على توفير الحماية اللازمة للتمكن من منع دخول الطفيليات المزعجة، كما أن هذه الخلايا تقوم بعكس أشعة الشمس، هذا بالإضافة إلى أنها تحافظ بشكل كبير على رطوبة أوراق الشجر.
• النسيج المتوسط: يعرف النسيج المتوسط بأنه عبارة عن مجموعة من الخلايا المضلعة الغير متمايزة، حيث تتسم هذه الخلايا بأنّها خلايا ذات جدران رقيقة جداً، هذا وتمتلئ خلايا هذا النسيج بالبلاستيدات الخضراء، ومن الجدير بالذكر أن النسيج المتوسط يحتوي على كلا من الكلوروفيل والغذاء.
• العروق: وهي عبارة عن العروق البارزة بشكل واضح على سطح الورقة الخارجي من أسفلها، وتعتبر هذه العروق هي نهاية النسيج الوعائي للنبات، وتتمثل وظيفة هذه العروق في القيام بتوصيل كل من الغذاء والأملاح والماء إلى الورقة.

ما هي أهمية أوراق الشجر

تتواجد العديد من الأهميات القصوى لأوراق الشجر، حيث تتمثل أهميتها الكبيرة في الآتي:

• تتمثل أهمية أوراق الشجر بالنسبة إلى النبات، في أنها تقوم بتصنيع الغذاء لجميع أجزاء النبات الأخرى، كما أنها تستطيع القيام بتصنيع غذائها الخاص بها من أشعة الشمس المباشرة.
• وتتمثل أهمية أوراق الشجر بالنسبة إلى الحيوان في أنها تعتبر المصدر الغذائي الأساسي والرئيسي لبعض الحيوانات، حيث أن الحيوانات تعتمد بصورة أساسية على غيرها في القيام بتصنيع غذائها.
• وتتمثل أهمية أوراق الشجر بالنسبة للإنسان في العديد من الأشياء والمجالات، حيث تعد بعض الأوراق مصدراً أساسياً للعلاج والشفاء من بعض الأمراض مثل ورق الرمان والكينا، ويتواجد بعض أنواع أوراق الشجر القابلة للأكل مثل السبانخ وورق العنب، وتستخدم بعض أوراق الشجر في إعداد وتحضير المشروبات الساخنة مثل النعناع والمرمية والشاي وغيرها.
• هذا وتتمثل أهمية أوراق الشجر بالنسبة إلى البيئة في أنها تقوم بإطلاق غاز الأكسجين الضروري لإستمرار حياة جميع الكائنات الحية، بالإضافة إلى أنها تقوم بإمتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، لذلك فأنها تعد سبباً أساسياً لجعل الهواء الذي نستنشقه نقياً وصالحاً للإستنشاق.

لا تفوت فرصة التعرف على: مناخ الفصول الأربعة وتأثير كل منها على النباتات

ما هي أنواع أوراق الشجر المتعددة

يمكن التعرف على أماكن نمو النبات في المتنزهات أو الغابات عن طريق معرفة أنواع أوراقه، حيث أنه يمكن التعرف على نوع أوراق الشجر من خلال شكل الورقة وحجمها وحوافها بكل سهولة.

هذا وتتنوع أنواع أوراق الشجر وتتمثل هذه الأنواع المتعددة في ما يلي:

الأوراق المتقابلة

تنمو الأوراق المتقابلة (Opposite Leaves) على سيقان النبات وتكون مقابل بعضها البعض بصورة مباشرة، بحيث تكون هذه الأوراق على هيئة أزواج ثنائية على جانبي ساق النبات.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الأوراق تنمو على نفس عقدة النبات؛ وهو نفس المكان الذي ينمو منه كل من البراعم والساق والأوراق.

هذا ويتمتع الكثير من أنواع الشجر المتعددة بأوراق متقابلة، حيث يعتمد شكل الورقة في الأساس على نوع الشجرة نفسها، إذ إن أوراق الشجر هذه من الممكن أن تكون مركبة أو بسيطة.

ومن أبرز وأشهر الأمثلة الكبيرة على الأشجار التي تتمتع بهذا النوع من الأوراق؛ شجرة الدردار والأوكالبتوس والقيقب والزيتون والشيوخ.

الأوراق المتبادلة

يجب العلم أن الأوراق المتبادلة تنمو على سيقان الأشجار بشكل متعرج، بحيث تنمو كل ورقة من هذه الأوراق بين ورقتين آخرتين على الجانب الآخر.

وهو الأمر الذي يعني أن كل عقدة نباتية لهذا النوع من أوراق الشجر؛ تنمو من خلالها ورقة واحدة فقط، ومن الأمثلة الشهيرة على الأشجار ذات الأوراق المتبادلة كل من شجرة التوت والبلوط والجوز والجميز والصفصاف والبتولا.

الأوراق المجدلة

تقوم الأوراق المجدلة (Whorled leaves) بالنمو بطريقة مشابهة جداً لنمو الأوراق المتقابلة، ولكن الإختلاف بينهما هو أنه بدلًا من تواجد ورقتين متقابلتين على الساق، فإنه يتواجد 3 أوراق أو أكثر من ذلك.

وتنمو هذه الأوراق في كل عقدة تتواجد في السيقان، وهو الأمر الذي يعني أنّ هذا النوع من الأوراق ينبت وينمو من نقطة واحدة أو عقدة وتحيط بالساق بالكامل.

ومن الجدير بالذكر أنّه لا يتواجد الكثير من الأشجار التي تتمتع بهذا النوع من أنواع أوراق الشجر الفريدة من نوعها.

الأوراق البسيطة

تتميّز الأوراق البسيطة (Simple leaves) عن غيرها من أنواع الأوراق الأخرى بأنّ لها نصل واحد فقط ينمو على الساق، حيث تحتوي الورقة البسيطة على شفرة واحدة فقط في كل سويقة.

ويجب العلم أن مصطلح الأوراق المركبة أو البسيطة يُشير إلى عدد أوراق الشجر التي تنمو على السويقات؛ أي السيقان الرفيعة والصغيرة التي تتواجد على كلا من الجذع ونصل الورقة.

هذا ويُمكن أن تنمو هذه الأوراق البسيطة بترتيب معاكس أو بديل مثل الأنواع الأخرى على ساق النبات، ومن أبرز وأشهر الأمثلة على هذه الأوراق البسيطة كل من شجرة البلوط والقيقب والدردار والجميز.

الأوراق المركبة

تتميز الأوراق المركبة (Compound leaves) عن غيرها من أنواع أوراق الشجر المتعددة بنمو عدد كبير إلى حد ما من الأوراق على ساق ورقة واحدة أو على مجموعة من السويقات.

وهو الأمر الذي يعني أن الأوراق المركبة هي في الحقيقة عبارة عن مجموعة من الأوراق التي تنمو معًا لتقوم بتشكّيل ورقة واحدة كاملة.

هذا ويُمكن التمييز والتفريق بين كلا من الورقة البسيطة والمركبة من خلال العقدة المتواجدة في النبات، فإذا تواجدت عقدة لإلتقاء ورقة الشجر بالجذع فهي في هذه الحالة ورقة بسيطة.

وفي حالة عدم تواجد عقدة لإلتقاء الورقة بالجذع فهي ورقة مركبة، ومن أهم وأبرز الأمثلة على الأشجار التي تتمتع بهذا النوع من أنواع أوراق الشجر كل من شجرة الجوز والدردار وكستناء الحصان.

ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الأوراق المركبة تنقسم إلى ما يلي:

الأوراق الريشية: يجب العلم أن إسم الأوراق الريشية (Pinnate leaves) يُشير في الحقيقة إلى طريقة وإسلوب نمو هذه الأوراق؛

حيث إنّ الأوراق التي تتواجد على الورقة المركبة تقوم بالنمو من كل جانب على طول الساق وكأنّها ريشة، وتُسمّى هذه الأوراق في بعض الأحيان بالأوراق المركبة الريشية، ومن أشهر الأمثلة عليها كلا من شجرة الرماد والجوز.

الأوراق الراحية: تتميز أوراق النخيل عن غيرها من أوراق الشجر بأنها قد تكون في بعض أنواع الأشجار مطوية دوماً من الطرف أو راحية تُشبه كثيراً شكل المروحة أو ريشية تُشبه شكل الريش،

ومن الجدير بالذكر أنّ الأوراق الريشية في كثير من الأحيان قد تكون على شكل وهيئة عروق ريشية أو وريقات، وأمّا بالنسبة إلى الأوراق الراحية فتكون في الحقيقة عبارة عن شفرات متعددة لها مجموعة من العروق والأضلاع التي تكون بشكل مستطيل مركزي،

هذا ويجب العلم أنّ للأوراق النخيل أو الأوراق الراحية حوافاً بارزةً جداً من الأنسجة، وفي أغلب الأحيان تكون هذه الأوراق على هيئة رمح وذلك عند قمة السويقة، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من أنواع أوراق الشجر يمتلك أشواكاً.

الأوراق الريشية المزدوجة: الأوراق الريشية المزدوجة (Double pinnate leaves) تحتوي في تكوينها على أوراق ثنائية الحواف مثل أوراق السرخس،

حيث إنّه في الأوراق الريشية المزدوجة تتكون الأوراق المركبة من مجموعة من السيقان الثانوية التي تمتلك وريقات تقوم بالنمو بشكل معاكس، ومن أهم وأبرز الأمثلة على هذه الأشجار كل من شجرة القهوة والجراد وتكساس.

لا تفوت فرصة التعرف على: ما لا تعرفه عن شجر البلوط

الأوراق الكاملة

يُطلق إسم ومصطلح الأوراق الكاملة (Entire leaves) على كافة الأوراق التي تحمل الشكل البيضوي أو الدائري، بحيث تكون حافة هذا النوع من أوراق الشجر مستديرة وناعمة، وليس لها أي مميزات أخرى بخلاف ذلك.

الأوراق المفصصة

تُعرف الأوراق المفصصة (Lobed leaves) بأنها من أسهل الأنواع التي يُمكن القيام بالتعرف عليها، وتتميز هذه الأوراق عن غيرها من الأوراق الأخرى بأنها تتكون بشكل أساسي من مجموعة شفرات تُشبه بشكل كبير شحمة الأذن في ورقة واحدة.

كما يوجد في هذه الأوراق مجموعة من الفجوات والشقوق التي تتواجد بين الفصوص، سواء كانت هذه الشقوق والفجوات عميقة أو سطحية، فإن ذلك يكون على حسب نوع الشجرة.

ومن الجدير بالذكر إنّ المسافة المتواجدة بين كل فصين من فصوص هذه الورقة تُسمى الجيوب الأنفية، ومن الأمثلة الشهيرة عليها كلا من أشجار القيقب والبلوط.

هذا وتتميز الأوراق المفصصة أيضاً بوجود مجموعة نتوءات تتواجد في الضلع الأوسط، بالإضافة إلى وجود عروق داخلية.

كما أنّ بعض أنواع هذه الأوراق المفصصة تكون أطرافها قريبة جداً من بعضها البعض كما هو الحال في شجر البلوط الأبيض.

ويكون البعض الآخر من أنواع هذه الأوراق المفصصة أطرافه حادة جداً ومدببة بشكل كبير، كما هو الحال في أشجار العقيق الحلو والبلوط الأحمر الشمالي.

ومن أشهر وأبرز النباتات والأشجار التي تمتلك وتتمتع بالأوراق المفصصة نبات الهندباء، وهو النبات الذي يُعرف بأنه ينمو بشكل كبير في كلا من أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا.

كما يشتهر هذا النبات بزهوره الصفراء الزاهية والجميلة، هذا ويجب العلم أنّ أوراق نبات الهندباء قابلة للأكل، حيث أنها تُستخدم بصورة دائمة لصنع الطعام في كل من الهند والصين واليونان.

الأوراق المسننة

تتميّز الأوراق المسننة (Toothed leaves) عن غيرها من أنواع الأوراق الأخرى بأنّ لها شكل مسنن حول حوافها شبيه بشكل كبير بالأسنان.

ومن الجدير بالذكر أن تسننات هذه الحواف تكون دقيقة جدًا ولا يُمكن القيام برؤيتها إلا عند الإقتراب منها بشكل كبير.

هذا ومن الممكن أن تكون بعض هذه الأوراق مسننة بصورة كبيرة جداً وكأنها سكين؛ إذ يعود ذلك الأمر إلى نوع الشجرة.

هذا وتتواجد بعض الأنواع لهذه الأوراق المسننة التي تكون لها أسنان مستديرة وحافة أكثر نعومة، ومن الأمثلة الشهيرة عليها كل من شجرة البندق والكستناء والرماد والروان والدردار.

الأوراق الصنوبرية دائمة الخضرة

تتميز الأوراق الصنوبرية دائمة الخضرة (Evergreen Coniferous Tree leaves) عن غيرها من أنواع أوراق الشجر بأنها تبدو بمظهر مختلف تماماً عن باقي الأنواع الأخرى، ولكنها تتميز في الأساس بأنها أوراق دائمة الخضرة.

حيث تتكون الأشجار الصنوبرية من مجموعة أوراق تُشبه الإبر إلى حد كبير جداً، ويُمكن أن تكون هذه الأوراق ناعمة أو صلبة، ومن الأمثلة الشهيرة عليها كل من أشجار الصنوبر والأرز والتنوب، وتنقسم هذه الأوراق إلى ما يلي ذكره:

أوراق أحادية الإبر: حيث تتميز فيها الأشجار الصنوبرية التي تكون من نوع الإبر المفردة؛ بأنها تحمل رائحة عطرية جميلة، هذا وترتبط صفوف الإبر في تلك الأوراق بشكل مباشر بالغصن الصغير،

ومن أهم وأبرز الأمثلة على الأوراق التي تكون من نوع مفردة أو أحادية الإبر كلا من أشجار التنوب وأشجار السرو.

أوراق العقد الإبرية: (cluster and bundle needles leaves) وتسمى هذه الأوراق بإسم حزمة أو أوراق عنقودية؛ إذ إنّها تقوم بالنمو بصورة مشابهة جداً لتلك الإبر التي تكون دائمة الخضرة التي تتواجد على طول أغصان الشجرة،

ومن الأمثلة الشهيرة والبارزة على هذا النوع من الأوراق أشجار الصنوبر التي تمتلك الأوراق الإبرية العنقودية.

هذا وتتمتع الأوراق الإبرية بالكثير من الصفات التي تُساعدها بشكل كبير على التمكن من التكيف والبقاء على قيد الحياة في المناطق القاسية والظروف الجوية الصعبة.

إذ يتواجد هذا النوع من الأوراق في المناطق والأماكن التي يكثر بها تساقط الثلوج، أو في المناطق ذات التربة الجافة جداً.

ومن الجدير بالذكر أن الأوراق الإبرية تتصف بطبيعتها بعدة مواصفات مرنة تجعلها تتحمل وتواجه كافة الظروف القاسية والشديدة التي لا يمكن أن تتحملها النباتات الأخرى ذات الأوراق العريضة.

ومن أبرز وأشهر المواصفات المرنة التي تتمتع بها الأوراق الإبرية القدرة على الحفاظ على الماء بشكل كبير، بالإضافة إلى الحماية القصوى من البرد.

لا تفوت فرصة التعرف على: شجرة الفستق الحلبي بسوريا

لماذا يتغير لون أوراق الشجر وتتساقط بكثرة في فصل الخريف

يرجع السبب الأساسي في القيام بتغير لون أوراق الشجر تحديداً في فصل الخريف إلى اللون الذهبي الفاتح؛ إلى عمل مادة الكلوروفيل التى تتواجد داخل خلايا وأنسجة جميع النباتات، والتي تدخل أيضاً في تكون أوراق الأشجار.

حيث تلعب مادة الكلوروفيل دورًا كبيراً ومهمًا في عملية التمثيل الضوئي الهامة جداً للنبات، حيث أنها العملية التي تحافظ على حياة النباتات.

إذ أن مادة الكلوروفيل تقوم بإمتصاص ضوء الشمس ثم تعطي ورقة الشجر الطاقة اللازمة التي تقوم بإستخدامها للتمكن من تفكيك كلا من الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون وتحويلهم إلى غذاء.

وغالباً ما تحدث هذه العملية بشكل كبير ومتكرر خلال فصلي الربيع والصيف، وهو الأمر الذي يفسر لمعان أوراق الشجر وخضرتها في هذين الفصلين.

ومن الجدير بالذكر أنه بينما نرى اللون الأخضر الخاص بأوراق الشجر، تتواجد أصباغ ذات ألوان أخرى بداخل الأوراق على مدار العام، ولكن يتفوق اللون الأخضر ببساطة على الأصباغ والألوان الأخرى.

ويجب العلم أن خلال أشهر فصل الخريف، ومع الإنخفاض الملحوظ لدرجات الحرارة وندرة وجود ضوء الشمس في هذه الأيام، لا يتم إنتاج مادة الكلوروفيل، وهو الأمر الذي يؤدي إلى وجود خلل كبير في عملية التمثيل الضوئي.

مما لا يسمح بتصنيع الغذاء اللازم للنبات وضمان إستمرار حياته، فيبدأ في الإنهيار، وعندها يقوم بالتحلل ويتلاشى الخضار تاركًا وراءه كل من الأصفر والبرتقالي والأحمر، وهي الألوان التي نربطها بأوراق الشجر المتساقطة.

هذا وقد إتضح أن سقوط الأوراق الخريفية ما هو إلا شكل من أشكال الحماية الذاتية والتكيّف للنباتات، حيث تلجأ الأشجار إلى هذا الإسلوب وتعتمده حتى تحمي نفسها من التعرض إلى التغيرات البيئية ومخاطر الشتاء.

وفيما يلي أهم الأسباب الأساسية لتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف:

 التجمد: 

تتميز أنواع النباتات التي تتساقط أوراقها بكثرة في فصل الخريف بأن لها أوراق رقيقة جداً تكون عرضة بشكل كبير لدرجات الحرارة الباردة.

ونظرًا إلى أن الماء بطبيعته يتمدد عند التجميد، فإن الخلايا التي تتواجد في الأوراق الرقيقة ستتمزق وتتكسر خلال فصل الشتاء، وهو الأمر الذي يجعلها غير مجدية ونافعة للقيام بعملية التمثيل الضوئي.

الزوائد غير المنتجة: 

كما ذكرنا سابقاً، أنه إذا لم تتساقط الأوراق في فصل الخريف فإنها ستتلف بالتأكيد في فصل الشتاء، وفي هذه الحالة ستكون هذه الشجرة عالقة بالآلاف من الزوائد الغير المنتجة والغير نافعة.

وهذا كله في الوقت نفسه الذي لا تتواجد فيه أي طريقة أو وسيلة لصنع الغذاء اللازم لإستمرار حياة النبات بالكامل.

الرياح: 

من الجدير بالذكر أن أوراق الأشجار تشكل تهديدًا كبيراً لسلامة النبات بالكامل وذلك عند مواجهة رياح الشتاء الشديدة والقوية، حيث أن قوة الرياح الشديدة تسبب ضغطاً كبيراً على الأوراق العريضة.

هذا ويجب العلم أنه عندما تكون الشجرة هشة وباردة بشكل كبير فإنه يسهل تكسرها، وينطبق الشيء نفسه على وزن الثلج المتواجد والمتجمع على كل تلك الأوراق، وهو الأمر الذي يجعل الأشجار بالكامل عرضة للتلف والتكسر.

التجديد: 

وبحلول نهاية فصل الصيف؛ تكون الكثير من أوراق الشجر قد أصيبت بالمرض أو أكلتها الحشرات أو تعرضت للتلف بشكل أو بآخر.

لذلك فإن سقوط تلك الأوراق يمنح النبات فرصة لبداية جديدة في فصل الربيع، هذا بالإضافة إلى أنه يتم إعادة تدوير كافة العناصر الغذائية من الأوراق المتحللة للتمكن من المساعدة في نمو أوراق جديدة.

لا تفوت فرصة التعرف على: ما جزء النبات المسؤول عن امتصاص الماء والأملاح من التربة

هذا في حين أن الأشجار التي تمتلك الأوراق الرقيقة تلجأ بشكل كبير إلى إسقاط أوراقها للقيام بحماية نفسها.

حيث إن النباتات دائمة الخضرة التي تتواجد في المناطق ذات المناخات الشديدة البرودة تحتوي بداخلها على راتنج سميك وشمع للتمكن من حماية كافة أوراقها من التكسر والتجمد.

هذا بالإضافة إلى أن أشكال الأوراق دائمة الخضرة تكون ذات مساحات صغيرة جداً، وهو الأمر الذي يسمح للثلج بالتساقط عنها، مما يؤدي إلى إنخفاض خطر تكسر أفرع الشجرة.

والأمر المثير للدهشة بصورة كبيرة هو أن الأوراق المتساقطة عن الأشجار في فصل الخريف لا تُقتلع منها، وإنما تقوم بالإنفصال عنها من خلال عملية دقيقة جداً، فكيف تُسقط هذه النباتات والأشجار تلك الأوراق؟

مراحل إنفصال الأوراق عن الأشجار في الخريف:

• عندما تقصر فترة النهار وتنخفض درجات الحرارة بشكل كبير وملحوظ؛ يتم القيام بتنشيط الهرمونات المتنوعة داخل النبات للتمكن من بدء عملية الإنفصال.
• وتتوقف في تلك المرحلة عملية إنتاج مادة الكلوروفيل وتبدأ في التراجع بشكل ملحوظ، وهو الأمر الذي يؤدي إلى الكشف عن الألوان الزاهية (الأصفر والأحمر)، وهو الألوان التي كان اللون الأخضر طاغياً عليها بشكل كبير.
• يتم القيام بإغلاق جميع الأوعية التي تحمل بداخلها الماء إلى الورقة لترويها، وتغلق أيضاً جميع الأوعية التي تحمل بداخلها السكريات والغذاء من الورقة إلى باقي أجزاء النبات. 
• تبدأ طبقة معينة من الخلايا، تُعرف بإسم طبقة الإنفصال (abscission layer)؛ بالنمو بشكل تدريجي بين كلا من ساق الورقة والغصن الذي يقوم بحملها.
• تعمل هذه الخلايا المتواجدة في طبقة الإنفصال على القيام بقطع الورقة ببطء شديد من النبات دون القيام بترك جرح مفتوح به.

وهكذا، ومع سقوط الأوراق في فصل الخريف، يدخل النبات في حالة شديدة وكبيرة من السكون، وهو الأمر الذي يؤدي إلى توفير الطاقة اللازمة من أجل بزوغ البراعم الجديدة في فصل الربيع.

بذلك نكون قد تعرفنا على أوراق الشجر وأنواعها المختلفة، كما تعرفنا على السبب وراء تغير لون أوراق الشجر وتساقطها بكثرة في فصل الخريف.