محاضرة عن اثار رحمة الله على عباده مكتوبة
اثار رحمة الله على عباده عبر موقع مُحيط، إن الله عز وجل هو الرحيم بعباده الذي هيأ لهم كل شيء دون أي عناء، فهو أرحم من الأم بولدها، وبهذه الرحمة خلقنا الله وهدانا إلى دين الإسلام والعقيدة السليمة، ونحن جميعاً بحاجة ماسة إلى هذه الرحمة لتكملة الطريق دون أي قدر أو ضيق، بالإضافة الفوز بالآخرة، وآثار رحمة الله نراها كثيراً في حياتنا، حيث تتبع دائماً العمل الصالح الذي لا عوج فيه، لذلك يجب التقرب من الله بالطاعات وعمل الخير لنيل رضا الله ورحمته.
ما هي اثار رحمة الله
تُعد آثار رحمة الله على عباده كثيرة فبعضها نعلمه والبعض الآخر لا يعلمه إلا الله عز وجل، ونرى رحمة الله على كل شيء حي في هذا الكون، ومن أهم آثار رحمة الله على الإنسان أنه خلقه في أحسن صورة، حيث أعطاه العقل يميزه عن باقي المخلوقات وأعطاه القوة والشعور وغيرها الكثير من النعم التي توضح رحمة وكرم الله بهذا المخلوق.
لو طاف بنا الخيال لكي نستحضر في أذهاناََ آثار رحمة الله لانتهت أعمارنا دون أن نستعرضها كلها فهي لا حصر لها على الرغم من أنها جزء بسيط من رحمته الكلية، حيث يقول الإمام ابن القيم، لكي يصف كمال رحمة الله: “وأنت لو تأملت العالم بعين البصيرة لرأيته ممتلئًا بهذه الرحمة الواحدة كامتلاء البحر بمائه والجو بهوائه، فسبحان من أعمى بصيرة من زعم أن رحمة الله مجاز”.
للمزيد من المعلومات حول اثار الله على عباده يُمكنك الإطلاع على الآتي: اثار رحمة الله بعباده وأجمل القصص عن رحمة الله
أسباب رحمة الله
تظهر آثار رحمة الله على الإنسان الذي يتقيه ويخافه في كل شيء، ومن أسباب رحمة الله على عباده:
- معاملة الناس بالحُسنة والإخلاص في عبادة الله، هذا يرجع لأن مراقبة الله في العبادة كأنه يراه، كما أن معاملة الناس معاملة جيدة من أهم الأشياء التي تجلب رضا الله ورحمته، حيث قال الله تعالى: “إن رحمة الله قريب من المحسنين”.
- طاعة الله واجتناب نواهيه وعدم الاستماع إلى أي إنسان يقود إلى الضلال، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
- رحمة جميع الضعفاء من الأحياء الذين أُوجدهم الله سبحانه وتعالى على هذه الدنيا سواء كانوا آدميين أو حيوانات، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.
- الجهاد في سبيل الله، الذي يضم جهاد النفس بترك المعاصي والشهوات وتوجيهها إلى فعل الخير، والهجرة التي تكون عن طريق الذهاب من بلد الشرك والضلال إلى بلد المسلمين والحق، حيث قال الله تعالى: ” إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم “.
- أداء الصلاة وإيتاء الزكاة واتباع الرسول في كل أفعاله وأقواله، حيث قال الله تعالى: ” وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون”.
- الدعاء المستمر إلى الله بالحصول على هذه الرحمة أو بأحد من أسمائه، فمن أهم الأدعية التي ذُكرت في كتابه عز وجل: ” ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا”.
- قراءة القرآن الكريم والعمل بما فيه وإتباع جميع أحكامه، حيث يقول الله تعالى: ” وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون”.
- عدم التحدث أثناء تلاوة القرآن والاستماع إليه بهدوء وتعد من أفضل الآداب التي يتم إتباعها، والدليل على ذلك قول الله تعالى: ” وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون”.
- الاستغفار وطلب العفو من الله عز وجل كما قال في كتابه الكريم: ” قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون”.
قصص عن رحمة الله
لقد وسعت رحمة الله كل شيء، فهو دائماً محب لعباده الطيبين الذين يحملون بداخلهم الخير ولا يفضلون فعل المعاصي، ومن أهم القصص التي تبين اثار رحمة الله سبحانه وتعالى على عباده:
ما ذكر في الحديث فيما يدور حول قصص عن رحمة الله ولطفه بعباده حيث قال الألباني: “أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئًا، وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها، فهل لذلك من توبةٍ؟ قال: فهل أسلمت؟ قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، قال: تفعل الخيراتِ، وتترك السيئات، فيجعلهنَ الله لك خيرات كلهنَّ، قال: وغدراتي وفجراتي؟ قال: نعم، قال: اللهُ أكبر، فما زال يُكبر حتى تَوارى”.
هذه قصة رجل جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو مليء بالمعاصي والذنوب وقد ضاع كل شيء جيد في حياته، ولكن جاء له بصيص الأمل عندما بشره الرسول بمدى رحمة الله الواسعة فآمن وظل يكبر، وهذه قصة هداية للجيل القادم للتعلم والتقرب من الله لنيل رحمته.
يُمكنك إثراء معلوماتك عبر قراءة التالي: اتقوا الله ما استطعتم والفرق بينها وبين واتقوا الله حق تقاته
رحمة الله العامة والخاصَّة
تُعد الرحمة من الصفات التي يتحلى بها المتقين الذين يخافون الله في السر والعلن، وتنقسم تلك الرحمة إلى نوعين، ولقد وضح أهل العلم الفرق بين رحمة الله العامة والخاصَّة:
رحمة الله العامة
- تشمل هذه الرحمة الجميع العاصي والمؤمن المسلم الكافر.
- لا يوجد أحد في هذه الدنيا إلا وهو يعيش برحمة الله ليلاً ونهاراََ.
الرحمة الخاصة
- تتمثل اثار رحمة الله في نيل الجزاء الحسن في الآخرة وهو دخول الجنة وتلك تكون فقط للمتقين والمؤمنين.
- قال الله تعالى: “ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون”، لذلك لا يضيع الله أجر المؤمنين هباء ويساوي بينهم وبين الكافرين ولكن هناك درجات تفصل بينهم وهي الآخرة التي تكون أفضل النهايات.
تابع أيضاً: اتقوا دعوة المظلوم فإن ليس بينها وبين الله حجاب
الرحمة من صفات الخالق عز وجل الذي أنعم بها على جميع مخلوقاته في الأرض، ولولا وجود هذه الرحمة لكانت البشرية مثل الوحوش تأكل بعضها دون أي خوف من كارثة أو موت، ولكن بوجود الرحمة في القلوب يعيش العالم في سلام، كما أن الرحمة من أهم أسباب دخول الجنة، حيث يقول الرسول صلى الله: ” لن يُدخل أحداََ منكم عمله الجنةَ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله، قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة”، ونرى اثار رحمة الله تغمر عباده الصالحين الذين يفعلون الشيء طوعاََ لله.