فضل سورة البقرة
فضل سورة البقرة، كثر التساؤل عن فضل سورة البقرة وعن سبب تميزها بين باقي سور القرآن الكريم، حيث ورد في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن فوائد قراءة وحفظ سورة البقرة وذلك ما سوف نوضحه في السطور التالية من محيط.
فضل سورة البقرة
تعتبر قراءة القرآن الكريم بانتظام من العوامل الهامة لكي تستقيم الحياة، حيث تجلب الهدوء إلى النفس وراحة البال وتقرب المسلم من ربه.
وقد تميزت بعض السور القرآنية عن غيرها بأفضال وفوائد مثل سورة البقرة، التي بتلاوتها يحظى المسلم بفوائد عديدة منها:
- طرد الشياطين: تملك سورة البقرة القوة على إبعاد الشياطين عن البيت الذي تقرأ فيه باستمرار، حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِى تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ).
- حفظ ووقاية: سورة البقرة تجلب البركة على من يقرأها فتحفظه من كافة الشرور مثل الحسد والسحر، حيث تحمي سورة البقرة صاحبها من أعمال السحرة والمشعوذين.
- رحمة يوم القيامة: تأتي سورة البقرة مع سورة آل عمران يوم القيامة على هيئة سحابتين كبيرتين تحمي صاحبهما، وتطلب له العفو والمغفرة، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ).
- حفظ سورة البقرة: يكمن فضل كبير في حفظ سورة البقرة، وهي رغم مشقتها لأنها أطول سور القرآن الكريم، إلا أن ما تجلبه للإنسان من بركة ونور يستحق الجهد.
- شبه الرسول الكريم من يحفظ سورة البقرة كأن بداخله مسك يفوح منه في كل مكان، فهي تطهر نفس الإنسان وتشيع داخله البركة.
- ظهر فضل هذه السورة جلياً عندما قام الرسول الكريم بجعل حافظ سورة البقرة أميرا على جماعته، لأنه أفضلهم بفضل سورة البقرة بداخله، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(تعلَّموا القرآنَ، واقرءُوه، فإنَّ مثلَ القرآنِ لمن تعلَّمه، فقرأه وقام به، كمثلِ جرابٍ مَحشُوٍّ مسكًا، يفوحُ ريحُه في كلِّ مكانٍ”).
اقرأ معنا : تفسير اخر ايتين من سورة البقرة وفضلهما
فضل آية الكرسي
ذكرت آية الكرسي في العديد من الأحاديث التي أوضحت فضلها الشديد وفوائدها العظيمة مثل:
احتلت آية الكرسي مكانة كبيرة كأعظم آية في القرآن الكريم، وذلك لما تحمله من معاني كريمة وفضل كبير وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِى أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ قَالَ: قُلْتُ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ، قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ: وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ)
تعد من أذكار الصباح والمساء فهي حافظة لمن يقرأها من كيد الشيطان، خاصة قبل النوم فيكون المسلم في حفظ من الشيطان حتى يستيقظ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إذا أَوَيتَ إلى فراشِك، فاقرأ آيةَ الكرسيِّ: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) حتى تختم الآيةَ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ).
أوصانا الرسول الكريم بقراءة آية الكرسي بعد الفروغ من الصلاة الواجبة، وجعل الله جزاء المداوم عليها الجنة وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(مَن قرَأ آيةَ الكُرسيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ لَمْ يمنَعْه مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أنْ يموتَ).
اقرأ أيضاً : سورة البقرة لماهر المعيقلي
فضل آخر آيتين من سورة البقرة
بحانب آية الكرسي يوجد آيتين مباركتين لهما فضل كبير وهما في آخر سورة البقرة، حيث ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من قرأهما في ليلة فقد حمته من كل سوء وقيل أنها تحمي من شر الشيطان.
قيل أيضاً في ثوابها يعدل قيام الليل بأكمله، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
(مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ).
سورة البقرة
هي من السور المدنية أي نزلت أثناء وجود الرسول الكريم في المدينة المنورة، ولأنها أطول سور القرآن الكريم فقد نزلت على مراحل متفرقة من حياة النبي الكريم.
آخر آية نزلت منها وهي
(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
فقد نزلت أثناء حجة الوداع قبيل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أطلق على سورة البقرة اسم فسطاط القرآن رمزا لمكانتها العظيمة وأهميتها في الكتاب الكريم، يصل عدد آياتها 286 آية وبذلك أصبحت أطول سورة في القرآن.
تحتوي السورة بداخلها على أطول آية في المصحف الشريف وهي آية الدَيْنٍ التي تبدأ بقوله تعالى
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾
يأتي ترتيبها الثاني في القرآن، ويرجع سر تسميتها بسورة البقرة إلى ذكر قصة بقرة موسى عليه السلام ضمن آياتها المباركة.
حكت السورة عن أمر الله لقوم موسى بذبح بقرة لينتهي الأمر بمجادلة قوم موسى له، وذكر وصفها بدقة ليقوموا بذبحها أخيراً.
يعم جنبات المصحف الشريف فوائد عظيمة لا يحظى بها إلا من حرص على قراءته وتدبر ما فيه من معاني كريمة، فيطيع الله فيما أمره ويبتعد عن ما نهاه، لتعم حياته البركة والراحة، إنها لنعمة كبيرة لا يبتعد عنها إلا جاهل.
موضوعات مشابهة : تفسير سورة الفاتحة وأسمائها