موضوع عن حقوق الجار في الإسلام
إن كتابة موضوع عن حقوق الجار، يتطلب توضيحًا لأهم المسئوليات التي يجب أن يتحملها كلُّ شخصٍ تجاه جاره، وحقوق هذا الجار عليه تعرف عليها من خلال موقع مُحيط، وذلك لأن قُرب مكان الإقامة والمسكن، يفرض على الجيران مزيدًا من الود والرعاية والمعاملة الطيبة، وأن يحافظ كلاً منهما على مصلحة الآخر، فلا يؤذيه أو يسمح للغير بأذيَّته، وقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم على الجار، وضرب هو وصحابته أروع الأمثلة في الحفاظ على حقوقه وحُسن معاملته، حتى وإن لم يكن هو أهلًا لذلك.
موضوع عن حقوق الجار
هناك مجموعة من الحقوق الأساسية، التي لا بد أن يلتزم بها الأفراد تجاه جيرانهم، منها ما فرضه الإسلام، سواءً عبر الآيات القرآنية.
أو من خلال الأحاديث والمواقف النبوية الشريفة، ومنها ما هو مُتعارَف عليه اجتماعيًا وأخلاقيًا، فلا يجوز الخروج عليه، لما قد يسببه ذلك من أذى الجار، وفسادًا للعلاقات.
وهو ما يعني أن حقوق الجوار كانت موجودة قبل مجيء الإسلام، فقد كان العربُ أكرمَ الناس لجيرانهم، وأعلمهم بحقوقهم، وكانوا يتفاخرون فيما بينهم بكرمهم وحسن ضيافتهم.
بعد الاطلاع على موضوع عن حقوق الجار يُمكنك قراءة المزيد من المعلومات حول الآتي: بحث عن حقوق الجار
تعريف الجار
خلال عرضنا لهذا الموضوع عن حقوق الجار، وقبل أن نوضح المسئوليات التي أقرَّها الإسلام تجاهه؛ وجب أن نشير إلى معنى تلك الكلمة، لغةً واصطلاحًا.
الجار لُغةً
في اللغة العربية، يوجد العديد من الاشتقاقات والمعاني لكلمة الجار، ومن معانيها المجاوَرة أو الجيرة، سواءً في المسجد أو المسكن أو حتى أماكن العمل، أي أنها تشير إلى الملاصقة بأي مكان، وليس المسكن فقط.
فجارُك هو كل شخصٍ قريبٍ منك، حتى وإن كان في مصلحةٍ أو محلٍّ تجاري أو غير ذلك، وجمع كلمة جار، بحسب هذا المعنى، هو جيران وجوار وجيرة وأجوار.
الجار اصطلاحًا
هو النزيل الذي يسكن بالقرب من منزلك، وإن كان تعريف الجار يختلف باختلاف العُرف، والذي يختلف بدوره باختلاف الزمان والمكان، فما اجتمع عليه أغلب الناس في تعريف الجار بفترةٍ من الفترات، يكون التعريف الصحيح له.
على سبيل المثال؛ كانت البلدان صغيرة، وحاراتُها ضيقة، ويجتمع سكانها بمسجدٍ واحدٍ للصلاة، ولذا فقد أُطلق وصف الجار في القرآن الكريم على سكان البلدة الواحدة.
أنواع الجيران
وفي هذا الموضوع عن حقوق الجار؛ يمكن أن نصنف الجيران بطريقتين؛ الأولى من حيث نوع ومكان هذه الجيرة، ويشمل ذلك:
- جارك في السكن.
- جارك في مكان العمل.
- في المزرعة.
- جارك في مقعد الدراسة.
- جارك في مقعد المركبة (المواصلات).
أما الطريقة الثانية لتصنيف الجيران، فتكون على أساس ديانتهم، ونوع العلاقة التي تربطهم، وتشمل:
- الجار المسلم؛ أي الشخص المسلم المجاور لك، ويكون له حق الجوار.
- الجار المسلم الذي تربطك به صلة قرابة؛ وهذا يكون له حق الجوار بالإضافة لصلة الرحم، كما يجب عليك السؤال عنه ومتابعةأحواله ومؤازرته ومواساته، إن كان في حالة حزنٍ أو يمرُّ بأي ظروفٍ صعبة.
- الجار النصراني واليهودي؛ ولهما عليك حق الجيرة، بما يشمله ذلك من المعاملة بالحسنى وعدم إيذائهم، لأنهما أهل ذمة، وقد أوصى بهم الرسول خيرًا.
قد يهمك قراءة المزيد حول موضوع عن الصحة من خلال الرابط التالي: موضوع عن صحتي في غذائي علمي
حق الجار في الإسلام
ولا يمكن تناول موضوع عن حقوق الجار، دون توضيح الحقوق التي أعطاها الإسلام له، فرابطة الجوار هي رابطة قوية، تجعل من مصلحة طرفيها تجنب الخلاف والشَّحناء والبغض، وتفرض عليهما مراعاة آداب هذا الجوار وحسن المعاملة.
وقد أكد كلٌّ من القرآن والسنة على تلك الحقوق، فجاءت آياتٌ وأحاديث عدة تبين حق الجار المسلم وغير المسلم، وتحثّ على التجاوز والتغاضي عن أخطائه.
حق الجار في القرآن
لقد القرآنُ منعَ الأمتعة عن الجار المحتاج،ورفضَ إعارتها له، وذلك في قوله تعالى: “وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُون”.
كما أكد القرآن على احترام حقوق الجيران، بكل أنواعهم، وذلك في قوله:
“وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا”.
فالجار ذي القربى، هو الجار الذي تربطك به صلة قرابة ورحِم، أما الجار الجنب، أي الذي له حق الجوار فقط دون قرابة، وقيل في الصاحب؛ أن المقصد به الصاحب على إطلاقه، وقيل الزوجة، وقيل الشخص المصاحب لك في سفرك.
بل إن الحرمان من مجاورة الأخيار، قد يكون عقابًا ربانيًا في بعض الأحوال، كما يوضح قولُه تعالى:
“لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا”.
حق الجار في السنة
كما وردت الكثير من الأحاديث النبوية، التي أوصى بها الرسول عليه الصلاة والسلام بالجار،وأكد فيها على كافة حقوقه،وهي أحاديث لا يمكن كتابة موضوع عن حقوق الجار دون ذكرها، ومنها:
ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “ما زالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ)، وهذا يدل على عِظم وارتفاع قدْر الجار في الإسلام.
وأيضًا ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ سِتٌّ قيلَ: ما هُنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: إذا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاكَ فأجِبْهُ، وإذا اسْتَنْصَحَكَ فانْصَحْ له، وإذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ).
ويؤكد الحديث الشريف على ضرورة، إلقاء التحية على الجار المسلم والسلام عليه،وتقديم النصيحة له إذا طلب، وزيارته عند مرضه، وغيرها من الحقوق.
بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم، نفى صفة الإيمان عن الجار الذي لا يتقي الله في جاره، ويتعمد أذيته، فقال:
“واللَّهِ لا يؤمنُ واللَّهِ لا يؤمنُ واللَّهِ لا يؤمنُ قالوا وما ذاكَ يا رسولَ اللَّهِ قالَ الجارُ لا يأمنُ جارُهُ بوائقَهُ قالوا يا رسولَ اللَّهِ وما بَوائقُهُ، قال: شرُّه”.
كما اعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم كفّ الأذى عن الجار من علامات الإيمان، فقال:” مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِ جارَهُ”، وقالأيضًا: “الجارُ أحَقُّ بصَقَبِهِ”، أي أحق بجاره.
كما روى أبو ذرٍّ الغفاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يا أبا ذَرٍّ إذا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فأكْثِرْ ماءَها، وتَعاهَدْ جِيرانَك”، وهي إحدى صور المعاملة الحسنة، أي إكرام الجار وتقديم الهدايا له.
معاملة الرسول والصحابة لجيرانهم
وقد راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه تلك الحقوق، عند تعاملهم مع جيرانهم، فكان جيرانه عليه الصلاة والسلام يقدمون له الهدايا.
وقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم بجوع أبي هريرة، في إحدى الليالي، فأرسل له اللبن، كما لعبت جارات اسماء (زوجة الزبير) دورًا كبيرًا في دعمها ومساعدتها عندما هاجرت من مكة إلى المدينة.
بعد قراءة موضوع عن حقوق الجار يُمكنك إثراء معلوماتك والتعرف على المزيد عن الآتي: موضوع تعبير عن عيد الام وفضلها
حد الجار عند الأئمة الأربعة
خلال حديثنا عن موضوع حقوق الجار، لا بد أن نوضح حدّ الجار، وما إذا كانت تلك الصفة تقتصر على الشخص الذي يلاصق بيتُه بيتَك، أم إنها تمتدُّ لأبعد من ذلك، وقد اختلف الأئمة في الأمر، فجاءت أقاويلهم على النحو التالي:
- الإمام أبو حنيفة، ويرى أن الجار هو الشخص الملاصق لبيتك فقط، حتى يتماشى ذلك مع ما تعنيه كلمة المجاورة، أي الملاصقة.
- بينما يرى المالكية أن الجار هو الشخص الملاصق لك من إحدى الجهات، أو المقابل لبيتك، ويفصل بين بيته وبيتك شارعٌ ضيق
- ويرى الشافعية والحنابلة أن حد الجار هو أربعون دارًا من كل جانب، واستدلوا في ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “حقُّ الجارِ أربعون دارًا، هكذا وهكذا”.
بعد معرفة موضوع عن حقوق الجار قد يهمك قراءة المزيد من المعلومات حول أفضل مقدمة للتعبير من خلال: مقدمة موضوع تعبير
حقوق أخرى للجار
ولأن الموضوع عن حقوق الجار، لم يُثَر فقط عند مجيء الإسلام، وإنما ثمة آداب أخلاقية عامة عرفها وطبقها الناس قبل نزول القرآن، فإننا يمكن أن نجمل حقوق الجار العامة في النقاط التالية:
- رد السلام على الجار، وإجابة دعواه، وهي حقوق عامة لكل المسلمين، وتزداد أهميتها بالنسبة للجار.
- كَفّ الأذى، وهو أيضًا مع كل الناس؛ مسلمين وغير مسلمين، لكنه يزداد أهميةً عندما يتعلق الأمر بالجار، بل إن امرأةً كانت تصوم النهار وتقوم الليل، وعندما ماتت قال عنها الرسول: “لا خير فيها، هي في النار”، وذلك لأنها كانت تؤذي جيرانها.
- الصبر على أذى الجار، فقد قال الله تعالى:
“ادفع بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ”، وأيضًا:”وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ”، كماقال: “ليس حُسْنُ الجوار كفّ الأذى، حسن الجوار الصبر على الأذى”.
تفقُّد أحواله وقضاء حاجاته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما آمنَ بي من بات شبعانًا وجاره جائعٌ إلى جنْبِه وهو يعلم”.
بل إن صحابة رسول الله كانت تأتيهم الهدايا، فيبعثون بها إلى جيرانهم، ثم يبعثها جيرانُهم إلى جيرانهم.. وهكذا، حتى تعود إلى الجار الأول.
صيانةُ العِرض والستر، وهي من أكثر الأمور التي يجب التأكيد عليها إذا أردنا تناول موضوع عن حقوق الجار؛ فبحُكم ملاصقة الجار لجاره، قد يعرف عنه بعض الأسرار الخاصة، لذا لا بد من أن يستر الجارُ جارَه، وإلا فإنه سيتعرض لجزاءٍ من جنس عمله.
مودَّته وتقديم الهدايا إليه، فالهدية تزيد المحبة بين الناس، وخاصةً الأصدقاء والجيران، كما أن القول اللطيف يزيد تلك الألفة والمحبة أيضًا.
وقبل أن نختتم موضوع عن حقوق الجار؛ يجب أن نشير إلى أن حق الجار مُقسَّم على ثلاث مراتب، أولها كفّ الأذى، وثانيها احتمال الأذى الذي تلقاه منه.
وثالثها الإحسان إليه ومعاملته بالحسنى، وبشكلٍ عام؛ فإن ما يجب عليك من حقوقٍ تجاه إخوانك المسلمين، هو واجبٌ عليك أيضًا تجاه جيرانك.