عالم الطفل وما له من تأثير عجيب عبر حياته
عالم الطفل يتميز بالمرح والسرور والألوان المُبهجة كما يُعد عالم لوضع أساس في شخصية الطفل المُستقبلية، والتي لن تكون سوية إلا من خلال الاهتمام والتغذية والمعيشة بالطرق السليمة والمبادئ المجتمعية والتربوية، واللعب الهادف المُفيد والذي يُعزز قدرات الطفل العقلية والجسدية لاستقبال الغد والدخول إلى المراهقة والشباب بطفولة سعيدة.
عالم الطفل بالتفصيل
على الرغم من البساطة الظاهرية التي يبدو بها، إلا أنه في حقيقة الأمر مُعقد التركيب وحسَّاس الخطوات، ويحتاج الطفل إلى نسبة معينة من الحب والاهتمام والرعاية، وتوجيه كل الوقت إلى التغذية والنظافة الخاصة به والحرص على مرور المرحلة بنفسية سليمة.
عالم الطفولة والأمومة
يَنصب كل الطفل حول الأم وما تُقدمه له، حيث تُعتبر مصدر الأمان الوحيد له في تلك المرحلة، ويعتمد عليها اعتمادًا تامًا في التغذية والتعليم وغيرها.
الغذاء:
- يقتصر غذاء حديثي الولادة على حليب ثدي الأم الذي قد وضع الله -سبحانه وتعالى- فيه ما يُعين الطفل على النمو والشعور بالشبع.
- وبعد مرور الطفل بهذه المرحلة تبدأ الأم في إدراج تصنيفات الأكل الواحدة تلو الأخرى على معدة الطفل، حيث تحرص على تكامل الفيتامينات والبروتينات في جسده وكل العناصر الهامة للنمو.
- وعلى الرغم من حدوث فجوة غذائية للطفل، حيث انتقل من مرحلة الغذاء عن طريق الثدي إلى الغذاء بالطبق والملعقة، إلا أنه سُرعان ما يتعود على ذلك من خلال فِطنة الأم.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: بحث عن الطفولة: ملف كامل عن مراحلها المختلفة وكيفية التعامل معها
إرشادات في تغذية الطفل:
- يقع على عاتق الأم أن تجعل من وقت تناول الغذاء وقتًا ممتعًا.
- يتم استخدام ألعاب الطفل في الترغيب لا في الترهيب وخصوصًا في وقت الطعام، حيث تحتال الأم على الطفل وتعمل على إلهاءه لأطول وقت ممكن.
- الكف عن المحاولة مع الطفل لاستمرار تناول الطعام إذا ما كانت ترى أن تلك الكمية كافية للشبع.
- وإذا لم تكن بالقدر الكافي ويرفض الطفل التناول، يتم الاستجابة له ومن ثَم عرض الطعام عليه فيما بعد بشكل مختلف.
النظافة:
- ينبغي الاهتمام بنظافة جسد الطفل جيدًا، حيث أن الحركات الجسدية والتعبيرية لهم تتميز بالعشوائية والمبالغة أحيانًا، مما يجعلهم عُرضه للقاذورات والبكتيريا التي تُسبب لهم الأمراض.
- لذلك يقع على عاتق الأمهات تنظيف الأطفال أولًا بأول، إزالة الأوساخ من محيط تواجدهم مع مراعاة اختيار الملبس المُتناسب مع حالة الجو العام.
- تختلف طبيعة نظافة الرضيع عن الأكبر منه سنًا، حيث تقوم الأم بتحميم الرضيع بنفسها وتغيير الحافِظات بشكل مُستمر وترطيب الجسد تمامًا.
بينما قد يرغب الطفل في الاعتماد على نفسه، أو أن تتقاسم الأم عملية تنظيفه معه.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: تعريف الطفولة واهم 6 مراحل لها وفقا لاحتياجات اطفالنا
إرشادات تنظيف الطفل:
- الحرص على أن تكون درجة حرارة المياه متناسبة مع الجو العام.
- إغلاق منافذ دخول الهواء إلى غرفة الاستحمام، والاستعانة بالأب مثلًا للإمساك بالطفل واللعب معه حتى تنتهي الأم من تنظيفه.
الساعة البيولوجية للطفل وقراراته
- حتى تستطيع الأم الدخول إلى عالم الطفل بأمان، ينبغي أن تُقدِّر أن الطفل إنسان له حقوق وعليه القليل من الواجبات وأن يشعر هو بذلك.
- فعندما يريد أخذ قسط من الراحة في منتصف ساعات النهار، فيعني هذا أنه بحاجة فعلية إلى الراحة.
- فالطفل كالإنسان الكبير في رغباته في تخليل أوقات المدرسة والواجبات بالنوم أو اللعب، حيث ترفض طبيعة الطفل أحيانًا تقبُّل هذا الكم من الأوامر والأمور الواجبة عليه.
- ولا تتوقف بيولوجية الطفل على وقت معين، بل تنتظم بناءً على الهرمونات الجسدية التي تنظّم هذا العمل لإراحة الجسم أو تنظيم وقته وفقًا لقدراته.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: مراحل الطفولة وخصائصها حسب الفئة العمرية
استقلالية الطفل
- يحاول الطفل توصيل الشعور بالاستقلالية لمن حوله فيعاندهم ولا ينصاع للأوامر.
- وفي الحقيقة أنه يختبر مدى سماح الأم والأب له بتنفيذ رأيه وما يريده ليس أكثر.
- فهذا لا يُعتد به كعناد أو تربية ليست جيدة، ولكنه يكون في حاجة إلى القليل من الاهتمام والتعامل معه بحل وسط يُرضيه.
- كما وينبغي مراعاة أن محاولات الاستقلال تلك تتكرر في الطفولة دائمًا، وتترك ردود الفعل عليها أثر في شخصية الطفل فيما بعد ومدى رؤيته للأم والأب، وتتكون أولى انطباعاته عن تعاملات الآخرين معه.
- إن زرع الخوف في شخصية الطفل أو نزعة التردد تجاه الأشياء، لا ينبغي أن يكون بشكل مستمر.
- فصحيح أن التخويف من بعض الأشياء الضارة حَوله قد يفيد في تجنبه بعض المخاطر مثل النار أو السكين، ولكن من الخطأ أن تكون تلك الطريقة عماد حياته.
حيث سيأتي التوقيت الذي يتمرَّد فيه على الخوف أيضًا عالم الطفل الصغير؛ لذلك يجب أن يكون الوالدين على دراية كاملة بالتوقيتات الصحيحة لذلك ووقتية الكف عن التخويف وكشف الحقائق والتجريب.
الزمن عند الطفل
- إن تركيبات الزمن معقدة بالنسبة لعقل الطفل، فلا يستوعب الفرق بين الغد واليوم وكثيرًا ما يظن أنه إذا نام عدة ساعات فإن اليوم قد انتهى.
- فترتبط حاجة الطفل بالتوقيت الذي يريده فيه، حيث تتحكم ساعات اللعب والمرح في الزمن العقلي له، فإذا شرع في اللعب لمدة ساعتين فإنه يستقبل ذلك الزمان كنصف ساعة، فلا يعلم قيمة الدقائق والثواني الحقيقة.
- وهذا الأمر طبيعي في عالم الطفل وليس له علاقة بالقدرات العقلية، حيث يستوعب الطفل هذا الفارق تدريجيًا من قِبل الأم.
- فعندما يكون هناك مدرسة في تمام السابعة فينبغي أن يكون الطفل متيقظًا، ليكون جاهز في هذا التوقيت حتى لو لم يستوعبه وكذلك الحال في أوقات الدروس أو الغداء.
- ينبغي أن تتخلل ساعات اللعب أو المرح عند الطفل أمورًا جادة، حتى يتم استدراجه من زمنه الطفولي إلى الزمن الحقيقي.
على الرغم من أن عالم الطفل بسيط وصادق إلى حد كبير، إلا أنه لا يخلو من التعقيدات الإنسانية في التعاملات، التي إذا ما اتخذت الطريق الصحيح في النمو مالت بالطفل إلى المبادئ الخاطئة.