ما هي أسباب غزوة مؤتة
ما هي أسباب غزوة مؤتة
غزوة مؤتة من أعظم المعارك التي خاضها جيش المسلمين أما الجيش الصليبي، لكن ما هي أسباب غزوة مؤتة وما دور خالد بن الوليد في قيادة الجيش الذي انتصر رغم قلتهم.
تلك الغزوة كانت التمهيد إلى فتح بلاد الشام على يد جيش المسلمين، فهي كانت تقع تحت حكم الروم وكانت تلك الغزوة في العام 8 بعد هجرة الرسول صل الله عليه وسلم.
نبذة عن غزوة مؤتة
- كانت غزوة مؤتة بين المسلمين والنصارى.
- كانت الغزوة في العام الثامن من الهجرة النبوية الشريفة.
- كانت غزوة مؤتة بعد عقد صلح الحديبية.
- كان عدد الجيش المسلم لا يتخطى عدد ثلاث آلاف محارب.
- كان عدد جيش الروم مئة ألف محارب، وتم الاستعانة بعدد مماثل من الجوار.
- كانت في حوزتهم عدد محدود من الأجهزة والمعدات.
- لم يحضر الرسول صلَّ الله عليه وسلم الغزوة.
- ولى الرسول الكريم صلَّ الله عليه وسلم 3 من الخلائف يقودون المعركة.
موقع محيط يسعده أن يقدم لكم معلومات عن غزوة مؤتة ومن يكون طرفي النزاع فيها، كما يعرض إلى حضرتكم ما هي أسباب غزوة مؤتة وما النتائج المترتبة عليها من خلال هذا المقال.
ما هي أسباب غزوة مؤتة
- نشأت بعض الخلافات بين الروم والمسلمين بعد صلح الحديبية.
- تم التعرض من قبل الروم على القوافل التي تحمل بضائع وتجارة للمسلمين.
- ما هي أسباب غزوة مؤتة يكون السبب الرئيسي لها هو تعرض المسلمين للإيذاء النفسي عند مقابلة أحد الروم.
- تكرار نهب القوافل التي تخص المسلمين كان من أهم أسباب غزوة مؤتة.
- ما هي أسباب غزوة مؤتة يكون الرد على هذا السؤال أن أمير بُصري قد تجرأ على الرسول الذي أرسله سيدنا محمد صلَّ الله عليه وسلم إليه برسالة دعوة لدخول الإسلام.
أحداث قتل الصحابي الحارث بن عمير
قام رسول الله صلَّ الله عليه وسلم بإرساله إلى أمير بلقان حتى يسلمه رسالة تنص على الدعوة بالإسلام، وعندما وصل الصحابي إلى بلاد الشام وبالأخص في أرض البلقان تم أسره على يد شرحبيل بن عمر الغساني وهو قام القيصر باستخلافه في هذه الأرض.
قام شرحبيل بن عمر على شد وثاق الصحابي الجليل بعد اعتقاله، وقام بعد بقتله وكان هذا مخالف للعادات المتبعة، فإن الرسول له حق الضيافة والإكرام وما فعله كان من الجرائم المعظمة، كما أنها تعد ناقوس الحرب فإن هذا الموقف يستدعي قيام المعارك.
عندما وصل رسول الله صلَّ الله عليه وسلم خبر مقتل الحارث حزن حزنًا شديدًا، أثار هذا الموقف غضبه بشدة وأخذ قرار القيام بالغزوة وأعطى جيش مؤتة إشارة الاستعداد، حتى يثأر لمقتل الصحابي دون ذنب، على الرغم من ذلك فإن الرسول الكريم دعا قوم بلقان للدخول في الإسلام مرة أخرى قبل بداية الغزوة.
ما هي أحداث غزوة مؤتة
أمر رسول الله صلَّ الله عليه وسلم جيش غزوة مؤتة بالذهاب إلى الأرض التي تم قتل فيها الصحابي الحارث بن عمير رضي الله عنه، حتى يعرضوا على أهل بلقان مرة أخرى دعوة الدخول في الإسلام دون التعرض لخطر المعارك، فإن كانوا وافقوا فكانوا أحقنو الدم والمال.
لكن لم يجد جيش مؤتة قبول من أهل بلقان، فأمرهم الرسول صلَّ الله عليه وسلم ببداية الحرب عليهم، وهذا كان الجواب لسؤال ما هي أسباب غزوة مؤتة، عند الاعلان عن بداية الحرب قام الملك هرقل حاكم الروم بحشد عدد كبير من الجنود، وصل عدد جنوده نحو المئة آلاف جندي.
قام هرقل بعد العُدة عندما ترسبت إليه أخبار وصول الصحابي زيد ابن حارثة رضي الله عنه إلى حيث في الأردن، وهو كان أول خليفة في قيادة تلك الغزوة حسب ما أوصى به رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، كما استعان بنفس العدد من جيش النصارى والمشركين الذين كانوا بالجوار ليتحالفوا أمام المسلمين.
على الرغم من عدم التكافؤ بين عدد جيش المسلمين الذي كان ثلاثة ألف مقاتل فقط مع جيش الروم الذي تخطى عدد المئتين ألف مقاتل، إلا أن كان النصر من نصيب جيش رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، إلا أن كان يوجد عزيمة كبيرة وإصرار بين صفوف جنود المسلمين حتى أن يواصلوا الجهاد.
أدخل القلق في نفوس الجنود وبدأوا يتشاورون وكادوا أن يبلغوا رسول الله على عدم التكافؤ الذي بينهم وبين جيش العدو، ولكن زيد ابن حارثة قام بأخذ المشورة من جميع الأفراد حتى وصل إلى عبد الله ابن رواحة وألقى عليهم كلمة بعثت في نفوسهم الثقة والثبات.
دور عبد الله بن رواحة في بداية الغزوة
كان الصحابي عبد الله بن رواحة رضي الله عنه صامتًا حتى أنه سأله القائد زيد عن رأيه فأجاب “يا قوم والله إن الذي تكرهون للذي خرجتم له تطلبون الشهادة، ما نقاتل الناس بعدد ولا عدة ولا كثرة ما نقاتلهم، إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة”.
كان الخطاب دفعة رفعت روح الجيش وجعلتهم يتسارعون لملاقاة العدو للفوز بإحدى الحسنيين، وبدأت الغزوة بإرشادات الرسول الكريم حيث أمرهم قائلاً “اغزوا باسم الله وفي سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغدروا، ولا تغلوا ولا تمثّلوا، ولا تقتلوا وليدًا ولا أصحاب الصوامع” رواه أحمد وغيره من أصحاب السنن.
تداول القيادة أثناء الغزوة
قام جيش المسلمين بتنفيذ أوامر قائدهم الأعلى، حيث أوصاهم رسول الله قائلاً “إن أصيب زيد بن حارثة فجعفر بن أبي طالب فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحه” رواه البخاري ومسلم، وبالفعل بدأت المعركة على يد الصحابي زيد بن حارثة رضي الله عنه، وكان ذلك لفترة قصيرة ونال الشهادة.
تولى بعده الصحابي جعفر بن أبي طالب واستلم الراية من زيد رضي الله عنهما، وتولى قيادة الجيش أثناء الغزوة حتى أن أصابته ضربة من العدو في يده اليمنى، نقل الراية إلى يده اليسرى إلا أن أُصيب فيها، فقام بمسك الراية بواسطة عضديه حتى أن استشهد أيضًا.
قام بعد ذلك عبد الله بن رواحة بالتقاط الراية من جعفر رضي الله عنهما، وشارك في الغزوة حتى أن نال الشهادة كما سبقه بها زيد وجعفر رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين، وهنا حدث بعض الضعف في عزيمة الجنود فتولى ثابت بن أقرم الراية ومدها إلى خالد بن الوليد وقاد الجيش وقتها.
ما هي خطة خالد بن الوليد في حماية جيش المسلمين
جلس خالد بن الوليد يفكر في خطة يتخلص بها من الوضع الذي يواجهه الجيش وبحث عن طريقة التي تساعده في النجاة وهو وما تبقى من المقاتلين، حيث أنه بدء يرى فرصة الانتصار على العدو تكاد معدومة وهذا كان صوت العقل، كل ما شغل عقله هو حقن دماء المسلمين ويكون هذا النصر عينه.
عمل على تقليل العزيمة داخل جنود العدو، وكان ذلك عن طريق عمل بعض التغييرات في الليل حتى يراها العدو يظن أن يوجد مدد من الجيوش تقف بجوار جيش المسلمين، فأخذ بتغيير الأماكن والتبديل بين جنود الميمنة وجنود المقدمة وأيضًا جنود الميسرة، كما أن الرايات استبدلها بأخرى نظيفة.
بالفعل عندما أصبح اليوم التالي وجد جنود الروم رايات جديدة، وأيضًا وجوه مختلفة شعروا بالخوف وهذه الخطوة عملت على ضعف ثقتهم التي كانوا يشعرون بها في بداية الحرب، وفي نفس الوقت بث خالد بن الوليد روح القتال لنيل إحدى الحسنيين، وطلب منهم أن يخرجوا بطولاتهم في الصباح.
هجم جيش المسلمين على جيش الروم وصاروا يوجهوا لهم ضربات قوية، لاحقتهم في كل مكان حتى أن نالوا منهم وأنهكت قوتهم، كما أن القوة التي كان يتمتع بها جيش رسول الله صلَّ الله عليه وسلم عملت على تحطيم عزيمتهم وأشعرت العدو بالإحباط.
انتهز الصحابي خالد ابن الوليد رضي الله عنه فرصة تعب جنود العدو في الفرار والانسحاب بأمان من تلك الغزوة، حيث أنه تأكد من أن تلك الجنود لا تقوى على ملاحقة جنود المسلمين، وبدأ الجيش بالانسحاب بهدوء ونظام حتى لا يشعر به جيش الروم.
واصل الجنود الانسحاب حتى أن تمكنوا من الوصول إلى ديارهم بعد ما تركوا جنود جيش الروم يتأثر بجراحه، وعند ذهابهم إلى رسول الله صلَّ الله عليه وسلم، والحزن يغمرهم من مرارة الهزيمة على خسارة الغزوة وفقد 3 من الصحابة الأجلاء.
عن أنس رضي الله عنه قال وصف رسول الله هذا الانسحاب قائلاً “أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحه فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم” رواه البخاري.
بعد ما تعرفنا على ما هي أسباب غزوة مؤتة وما هي الأحداث التي دارت بين جيش المسلمين وجيش الروم، كما تعرفنا على القيم التي يعلمها لنا ديننا الحنيف حتى في حالة الحرب مع العدو، سوف نتعرف على النتائج المترتبة على خوض تلك الغزوة مع جيش الروم.
نتائج غزوة مؤتة
بعد معرفة ما هي أسباب غزوة مؤتة يمكن استنتاج الأحداث، استولى البيزنطيين على المنطقة المتواجدة في شرق نهر الأردن حتى يتمكنوا من:
- الحفاظ على أرض أورشاليم أو فلسطين الحبيبة.
- كما أن سعوا وراء حماية السكان المحليين، فهم شعروا بالأمان وتم الحفاظ عليهم.
- بعد الغزوة عادت الإمبراطورية البيزنطية إلى مكانها السابق والتزمت بحدودها.
- تمت حماية النصارى بعد تلك الغزوة وتمكنوا من أداء مناسك الحج في بيت المقدس وأيضًا جبل بنو في سلام وأمان.
- عملوا على تأمين الطرق التي تسري فيها القوافل التجارية التي تربط بين سكان ساحل البحر الأحمر وبين البدو.
إقرأ أيضًا: معلومات عن سيدنا إبراهيم مختصرة
ما هي الدروس المستفادة من غزوة مؤتة
قدمت لنا غزوة مؤتة مجموعة كبيرة من القيم والمبادئ التي يجب على كل شخص أن يتخذها مرجعًا له في حياته مثل:
- ضرورة الحفاظ على الدم سواء كان مسلم أو غير مسلم، فإن إهدار الدم من الكبائر التي حرمها الله عز وجل ورسوله الكريم.
- ضرورة بداية العمل على أسس وخطط مدروسة، كما يجب أن يعمل الإنسان على وضع خطة بديلة يستعين بها في حالة فشل خطته الرئيسية.
- قبل الدخول في أمر يجب دراسته جيدًا، كما يجب معرفة ما هي عاقبة الأمور التي يقدم عليها الإنسان، مثل ما فعل خالد بن الوليد رضي الله عنه.
- وضع مصلحة الجماعة في المقدمة على مصلحة الفرد، فإن القائد عمل على وضع خطة انسحاب لحماية الجنود دون التفكير في الفوز وخسارة المحيطين به من جنود.
- يجب التفكير في الأمور والنظر إليها نظرة استراتيجية، والعمل على تنفيذها في هدوء حتى تنجح.
- معرفة أن الإيمان هو مصدر النصر، فإن الجنود قدموا أرواحهم للجهاد في سبيل الله بدافع الإيمان دون النظر إلى العدد والعُدة.
- كما أن يتوجب على الشخص أن يكون متحمل للمسؤولية التي وكلت إليه مهما كلفته.
- تولية القيادة إلى من يستحق يكون هذا الفوز والنصر، فإن كان يستحق القيادة يسير بالرعية إلى بر الأمان في الفوز والهزيمة.