بحث عن مدينة طنجة وتاريخها العريق
بحث عن مدينة طنجة التي تُعد من أهم مدن البحر المتوسط تعرف على المزيد من خلال موقع مُحيط، فهي مركز تلاقي المحيط الأطلسي مع البحر الأبيض المتوسط ومن ناحية أخرى تربط بين القارة الإفريقية والقارة الأوروبية، حيث تتميز طنجة كونها من ضمن مدن دولة المغرب بل وهي في المركز السادس من حيثُ عدد السكان طبقًا لإحصائيات سنة 2014.
بحث عن مدينة طنجة
عُرفت مدينة طنجة قديمًا باسم مدينة تِنكا أو تِتكا أو تِنكيس وطبقًا للغة الأمازيغية فإن الاسم ينقسم إلى قسمين هما تِن ويُعني الوصف وبالصيغة المؤنثة “ذات” والقسم الثاني هو اكر ويُعني الشيء العالي.
ومن هنا فإن اسم المدينة معناه ذات المكان العالي ولا يزال يُطلق على المدينة هذا الوصف حتى الآن، وهناك أقاويل عن أسطورة تداولت بين ألسنة السكان عن المدينة وهي أنه بعد حدوث الطوفان قديمًا في عهد سيدنا نوح ضلت سفينة نوح طريقها.
وفي يوم جاءت حمامة إلى السفينة تحمل في رجليها وحل وقد صاح أهل السفينة لقد جاء الطين ومن هنا سُميت المدينة بإسم”طنجة”.
وفي فترة العصور الإسلامية ظلت المدينة باسم طنجة ولكن المسلمون أطلقوا عليها بعض الاسماء الأخرى ومنها”البيضاء وليلى” وقد لُقبت المدينة حاليًا باسم جوهرة الشمال.
تاريخ مدينة طنجة
في فترة العصور القديمة:
تعتبر المدينة من أقدم مدن دولة المغرب وقد اعتبرها بعض المؤرخين من المدن الأزلية مثل ابن حوقل وقد تم إنشاءها من قبل السكان المحليين في فترة القرن الرابع عشر، وعاش فيها التجار الفينيقيون في بداية القرن العاشر قبل الميلاد.
وحصلت المدينة على مركز تجاري هام مما جعلها تنضم إلى الإمبراطورية الرومانية في بداية القرن الأول الميلادي ومع الوقت أصبحت المدينة عاصمة للمقاطعة الرومانية في عام 42 ميلاديًا.
حيث استطاع البيزنطيون الاستيلاء عليها ووقوعها تحت حكم أسرة الغمارية حتى قام الأمويين بفتحها في سنة 702 ميلاديا.
فترة العصور الإسلامية:
عاد النشاط من جديد في المدينة بعد انتشار الفتوحات الإسلامية من قِبل “طارق بن زياد” على بلاد الأندلس ولكن استطاع الأمازيغ السيطرة عليها مرة أخرى واتخاذها عاصمة لهم وبدء انتشار مذهب الخوارج.
بايع أهل المدينة إدريس بن عبد الله على يد العراقيين بعد اتباعهم المذهب الشيعي وظلوا تحت حكم الأدارسة حتى استطاع الأمويين السيطرة عليها وأصبحت خاضعة للحكم الأموي.
تعرضت المدينة لكثير من الهجمات ووقوعها فريسة في أيدي المحتلين لها حتى عقد معاهدة الحماية في عام 1912 والتي كانت تنص على جعل المنطقة الوسطى من المغرب في حكم فرنسا والجزء الشمالي والجنوبي تحت حكم الأسبان.
وذلك بعد نفي السلطان “عبد الحفيظ بن الحسن” إلى القصر بمدينة طنجة لكي تظل تحت حكمه بالاسم فقط.
قد يهمك الاطلاع على المزيد من المعلومات عبر: بحث حول مدينة تيمقاد وأهم معالمها الأثرية
فترة الحرب العالمية الثانية
بدأت الحرب العالمية الثانية بعد احتلال مدينة باريس من قِبل القوات النازلة في سنة 1940 واحتلت إسبانيا طنجة، مما أدى إلى حدوث الأزمة بين إسبانيا وبريطانيا.
وقد قام الجنرال فرانكو بعقد اتفاقية لتجنب قيام حرب جديدة مع الإنجليز وأعطاهم الحماية الكاملة وقد اعترفت بريطانيا بمنح اسبانيا الحق للتحكم في مدينة طنجة.
جغرافيا مدينة طنجة
تقع المدينة في الاتجاهين الشمال الغربي من دولة المغرب، حيثُ تقع على هضبة تسمى مرشان التي تقع على امتداد المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر حوالي 145 متر.
يُمكنك إثراء معلوماتك من خلال: بحث حول مدينة وهران وأهم معالمها
مساحة مدينة طنجة
تصل مساحة المدينة حوالي 124 كيلومتر بالإضافة إلى وجود بعض المنتزهات والقرى الصغيرة وتبلغ مساحة الغابات بها حوالي 963 هكتار، وتنقسم إلى غابة مسنانة وغابة رأس سبارطيل.
الخليج:
تطل المدينة من ناحية الشمال على خليج يبلغ طوله 12 كيلو متر يقع بين باب البحر و رأس ملاباطا وهو من أهم المعالم السياحية في المدينة، حيثُ يتصل الخليج بساحة إيبيريا وهو المركز الاقتصادي في المدينة وينتهي الخليج بوجود قلعة مالاباطا في المنار.
مناخ مدينة طنجة
تتميز المدينة بمناخ معتدل البرودة بدايةً من شهر أكتوبر حتى شهر مايو ومعتدل الحرارة في فصل الصيف وتصل درجات الحرارة في شهر يناير حتى 8 درجات وفي الصيف تصل أعلى درجة حرارة حتى 28 درجة.
ويوجد رياح طوال العام تسيطر على المدينة بسبب وقوعها في مضيق جبل طارق وتلاقي الكتل الهوائية.
تابع قراءة المزيد من خلال الآتي: بحث حول مدينة تيبازة وأهم آثارها
أهمية مدينة طنجة في مجال الصناعة
تُعتبر المدينة من أهم المدن الصناعية التي توجد في المغرب وأنها موازية لمكانة الدار البيضاء، حيثُ تحتل المدينة المركز الثاني في الصناعة في دولة المغرب.
حيثُ تحتوي على الكثير من المصانع في مجال الملابس والتي يتم تصديرها إلى الخارج ولا يخلو أي بحث عن مدينة طنجة من ذِكر أهميتها الاقتصادية بين مدن العالم.
تقوم المدينة بإنتاج حوالي السدس من إجمالي إنتاج الدولة للطباعة والنشر بالإضافة إلى إنتاج المواد الغذائية والكيميائية، ويعتبر ميناء المدينة ضمن أكبر الموانئ التي دخلت في الاستيراد والتصدير.
وتعد المدينة من أهم وأكبر المراكز الثقافية في قارة افريقيا لاحتوائها على الكثير من المسارح وقاعات الفنون والموسيقى وغيرها وقام كبار المدينة بدعم الثقافة في المدينة ماديًا ومعنويًا.
السياحة في طنجة
تُعد السياحة من أهم مصادر الدخل في المدينة، حيثُ تحتوي على العديد من مقومات السياحة بجانب وجود المناظر الطبيعية، ومن أهم المدن القديمة بها مدينة القصبة وتتميز المدينة بمعالمها العتيقة واطلالتها على البحر المتوسط.
وتحتوي المدينة على غطاء غابوي والذي يمنحها منظرًا رائعًا بجانب أنه يُطل على البحر،بالإضافة إلى وجود مغارة هرقل والتي تُطل على المحيط الأطلسي ولها منظر خاص يشبه إلى حد كبير قارة إفريقيا.
يوجد في المدينة أيضًا الكثير من القرى والمنتجعات الساحلية ومنها منتجع طنجة سيتي سانتر والذي تم افتتتاحه عام 2007 والذي يقع على مساحة 18 هكتار، ويمكن أن يستوعب أكثر من ألف سرير والذي يبلغ 20% من طاقة استيعاب المدينة.
يذهب إلى المدينة عدد كبير سنوياً من السياح فهي تعتبر بوابة لعبور نسبة كبيرة من المغارب في العالم عند زيارتهم لبلدهم أثناء فصل الصيف، وقد تم تحويل الميناء القديم في المدينة إلى ميناء ترفيهي منذ عام 2010 ويتمتع الزوار برؤيته في أوقات الزيارة.
اقرأ أيضاً المزيد عن: بحث عن مدينة الإسكندرية تاريخها القديم والتطور الإقتصادي
الرياضة في المغرب
تُعد المدينة من أهم مدن المغرب الرياضية وذلك لاحتوائها على مقومات الرياضة المناسبة لكثير من الرياضات وتحتوي على ملعب ابن بطوطة.
والذي يُعدْ من أعظم المنشآت الرياضية في طنجة ويُعد هذا من أهم أسباب كتابة بحث عن مدينة طنجة وتوضيح مدى تطورها وأهَميتها.
تم بناء الملعب في سنة 2011 لكي يضم أكثر من 45 ألف مشاهد للمباريات ويقع خلفه ملعب مرشان الذي كانت تُقام فيه جميع المباريات قبل إنشاء ملعب ابن بطوطة،ولكن تم هدم ملعب مرشان في سنة 2016 وتحويلة إلى ساحات خضراء.
وباقي الرياضات مثل كرة اليد والطائرة وغيرها خُصص لهم ثلاثة قاعات أخرى، وقام الملك محمد السادس ملك المغرب بالإشراف شخصيا على مشروع إنجاز قرية رياضية بمنطقة الزياتن.
وقد تم تأسيس معظم الفرق الرياضية في المدينة أثناء فترة الاحتلال الأجنبي ويُعد فريق ألفونسو هو أول فريق تم إنشائه في المدينة عام 1912.
يوجد بالمدينة عدد من الفرق الرياضية المتفوقة في كثير من الرياضات وجميع أندية الرياضات بالمدينة تلعب باسم “نادي اتحاد طنجة” فيما عدا كرة السلة والتي تلعب باسم نهضة طنجة بسبب الاندماج الذي حدث بينهما.
المدينة مليئة بالمقومات والأحداث الكافية لعمل بحث عن مدينة طنجة لتظهر أمام العالم بوضعها الحقيقي والتقدم الدائم التي تحققه باستمرار.
وتأثيرها الكبير بالحضارات الكثيرة التي عاصرتها بدايةً بالحضارة اليونانية وحتى الحضارة الإسلامية، مما جعلها تحصل على أهم المراكز السياسية والاقتصادية والثقافية في دولة المغرب.