سورة آل عمران | مقاصد وموضوعات السورة وسبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم
تعرف على سورة آل عمران وعلى مقاصد وموضوعات السورة وسبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم عبر موقع محيط، حيث تعد سورة آل عمران من أهم السور القرآنية التي وصانا الرسول الكريم (صلوات الله وسلامه عليه) بقراءتها بإستمرار للفوز بفضلها العظيم، فقد ورد في فضل قراءة سورة آل عمران العديد من الأمور التي تعود بالنفع على الإنسان سواء كان ذلك في الحياة الدنيا أو في دار الآخرة، وفيما يلي سنتعرف على أهم المعلومات عن سورة آل عمران وعلى مقاصد وموضوعات السورة.
أهم المعلومات العامة عن سورة آل عمران
تعرف سورة آل عمران بأنها أحد السور المدنية التي نزلت على الرسول (صل الله عليه وسلم) وهو في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية وكان ذلك في غزوة أحد، ويبلغ عدد آياتها مئتي آية، وهي أحد السور الطوال بالقرآن الكريم.
وهي السورة الثالثة حسب ترتيب السور القرآنية الكريمة في المصحف الشريف، وتأتي في الجزء الرابع من أجزاء القرآن الكريم، وهي في الأحزاب السابع والثامن والتاسع بالتحديد.
كما جاءت سورة آل عمران في ترتيب النزول بعد سورة الأنفال، كما أن سورة آل عمران أحد السور التي تبدأ بالحروف المقطعة، حيث أنها تبدأ بـ “الم”.
وتحدثت آيات سورة آل عمران عن العديد من الموضوعات والمقاصد الهامة والتي تتمثل في العقيدة الإيمانية لدى المسلمين والمؤمنين بالله عز وجل، كما تحدثت عن الجهاد في سبيل الله تعالى وغير ذلك من الموضوعات الهامة.
مقاصد وموضوعات سورة آل عمران
تتضمن سورة آل عمران موضوعين أساسيين تحدثت آياتها بإستفاضة عنهما، أما الموضوع الأول فهو العقيدة وتوحيد الله سبحانه وتعالى، والموضوع الثاني هو التشريع، وفيما يلي بيان شامل لكلا من الموضوعين.
العقيدة بوحدانية الله عز وجل
تعد العقيدة بوحدانية الله سبحانه وتعالى من أهم الأمور التي يجب أن تترسخ داخل قلب وعقل كل مسلم حتى يصل إلى مرحلة الإيمان بالله عز وجل بإقتناع.
وقد ركزت سورة آل عمران على هذا الموضوع بشكل كبير، ومن أهم النقاط التي تناولها موضوع العقيدة في سورة آل عمران ما يلي:
- الإقرار بتوحيد الله سبحانه وتعالى بكافة أنواع التوحيد والتي تتمثل في توحيد الإلوهية وتوحيد الربوبية.
- ذكر في سورة آل عمران الكثير من اسماء وصفات الله سبحانه وتعالى، وهي من أهم الأمور التي تقوي العقيدة بوحدانية الله سبحانه وتعالى عند معرفتها ومعرفة معانيها.
- أوضحت سورة آل عمران أن جميع الديانات السماوية مصدرها واحد وهو الله عز وجل.
- قامت آيات سورة آل عمران بتحذير الكفار والمشركين بأن موعدهم النار ولن يغني عنهم أموالهم ولا قوتهم ولا سلطانهم في الحياة الدنيا من الله شيئا.
لا تفوت فرصة التعرف على: سورة يس | ما هو فضلها وما هي أسرارها وأسمائها
التشريع والحديث عن الغزوات والجهاد في سبيل الله تعالى
إهتمت سورة آل عمران بالحديث عن موضوع التشريع وذلك من خلال التعمق في الحديث عن الغزوات والحروب والجهاد في سبيل إعلاء كلمة الله وإنتشار الدين الإسلامي.
حيث تناول ذلك الموضوع الكثير من النقاط الهامة والتي من أبرزها ما يلي ذكره:
- ذكر غزوة بدر الكبرى مع ذكر أهم تفاصيلها، بالإضافة إلى ذكر حال المؤمنين المجاهدين في سبيل الله في تلك الغزوة.
- ذكر غزوة أحد وبيان كافة تفاصيلها.
- الإشارة إلى ما أعده الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين من جنات الخلد والنعيم العظيم.
- التحدث عن أهمية الدين الإسلامي وأنه الدين الحق.
- معرفة مظاهر محبة الله عز وجل للعبد المؤمن، وما يترتب على تلك المحبة من ثمرات عظيمة تعود على الإنسان في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
- ذكر الكثير من الأنبياء عليهم السلام وذكر منزلتهم الكبيرة عند الله جل جلاله.
- التحدث عن وجوب الإلتزام بمجموعة من الآداب الأخلاقية وكذلك التربوية كالتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما إلى ذلك.
- الحديث عن سيدنا عيسى عليه السلام بإستفاضة وذكر معجزاته.
- حثت آيات سورة آل عمران المسلمين على وحدة صفهم والتعاون فيما بينهم على التصدي للكفر والكفار، كما حثتهم على الإعتزاز بالنفس والتحلي بالصبر والقيام بالأعمال الصالحة كالإنفاق في سبيل الله تعالى.
- جاء في نهاية سورة آل عمران ضرورة التدبر والتفكر في خلق الله سبحانه وتعالى لمعرفته وحق عبادته.
لا تفوت فرصة التعرف على: سورة الحشر | سبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم 2025
سبب تسمية سورة آل عمران بهذا الإسم
لقد سميت سورة آل عمران بهذا الإسم لأن الله سبحانه وتعالى قد ذكر فيها قصة سيدنا عمران وأهله، وهي تسمية توقيفية أي أن النبي (صل الله عليه وسلم) قد أشار على الصحابة (رضوان الله عليهم أجمعين) بتسميتها بهذا الإسم.
والجدير بالذكر أن تسمية بعض السور القرآنية كانت على أساس ما ورد بها من قصص وأحداث، مثل تسمية سورة البقرة فقد سميت بهذا الإسم لورود قصة البقرة فيها.
وعمران هو والد السيدة مريم أم سيدنا عيسى (عليه السلام)، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في تلك السورة قصة السيدة مريم وقدرة الله تعالى في ولادة إبنها سيدنا عيسى (عليه السلام) بدون وجود أب.
وسميت سورة آل عمران بإسم الزهراء، وهذا لما جاء في الصحيح أن النبي (عليه أفضل الصلاة والسلام) قال فيها:
(اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ)
سبب نزول سورة آل عمران
قال الإمام الواحديّ أن سبب نزول الآيات الأولى من سورة آل عمران حتى قول الله سبحانه وتعالى:
(قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
قد نزلت بسبب وَفْد قبيلة نَجْران وقد كان ذلك في السنة الثانية للهجرة، وأشار آخرون من أهل العلم والذكر أن سورة آل عمران قد نزلت بعد سورة الأنفال، أي أنها نزلت في شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة بسبب غزوة أحد.
وقد إتفق جمهور العلماء على أن كلا من الآيتين التاليتين قد نزلا في غزوة أحد ، حيث قال الله عز وجل:
(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ…)
وقوله أيضا:
(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ…)
لا تفوت فرصة التعرف على: ما هو فضل سورة يوسف وأهم الآيات لاستجابة الدعاء
فضل سورة آل عمران
يعود قراءة سورة آل عمران بالفضل الكبير على حياة المسلم، فقد أوضح النبي (صلوات الله وسلامه عليه) هذا الفضل العظيم في قوله:
(اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما)
وأوضح الإمام النووي (رحمه الله) أن سورة البقرة وآل عمران قد سميتا بذلك لنورهما وهدايتهما وكذلك عظيم أمرهما، وقام بتفسير كلمة غيايتان بأنها جمع لكلمة غياية وهي كل ما يظل ويحجب أشعة وحر الشمس.
وأشار أن لفظ فرقان في الحديث الشريف يأتي بمعنى قطعتان، والمراد بذلك هو أن ثواب قراءة سورتي البقرة وآل عمران يظل العبد يوم القيامة.
وكان الصحابة (رضوان الله عليهم) يعظمون سورتي البقرة وآل عمران كثيرا، فقد جاء عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) أنه قال:
(كان رجُلٌ يكتُبُ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قد قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ، وكان الرجُلُ إذا قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ يُعَدُّ فينا عظيمًا)
لا تفوت فرصة التعرف على: سورة النجم | تعريفها وسبب نزولها وأهم مواضيعها
مناسبة سورة آل عمران للسورة التي قبلها
تناسبت مواضيع سورة آل عمران مع مواضيع سورة البقرة وهي السورة التي تسبقها حسب ترتيب المصحف الشريف، فقد قامت آيات سورة البقرة بنفي كلا من الريب والشك في القرآن الكريم وقد أكدت سورة آل عمران على وجوب هذا النفي.
وقد ذكر في سورة البقرة إنزال القرآن الكريم مجملا وجاء في سورة آل عمران تفريع آياته الكريمة إلى محكمة ومتشابهة، وقد ورد موضوع القتال في سورة البقرة بصورة مجملة وقد فصل في آيات سورة آل عمران وذلك بالحديث عن غزوة أحد.
وجاء في سورة البقرة الحديث عن المقتولين في سبيل الله بإختصار شديد وتم الحديث عنه بتعمق في سورة آل عمران، كما حذر الله سبحانه وتعالى من التعامل بالربا في سورة البقرة بإيجاز وقد ذكره بالتفصيل في سورة آل عمران.
كما ورد الحديث عن كلا من الحج والعمرة بإستفاضة في سورة البقرة وتم الحديث عنهم بإختصار في سورة آل عمران.
مناسبة سورة آل عمران للسورة التي بعدها
جاءت سورة النساء بعد سورة آل عمران وذلك حسب الترتيب الذي جاء في المصحف الشريف، ويتضح التناسب بين السورتين في سياق المعنى.
فقد ختمت سورة آل عمران بالحديث عن التقوى وهو الأمر الذي أفتتحت به سورة النساء، وقد ذكر في سورة النساء نهاية أحداث غزوة أحد، وهي الغزوة التي ذكرت بالتفصيل في سورة آل عمران.
ومن الجدير بالذكر أن السورتان قد تحدثا عن الغزوة التي وقعت بعد غزوة أحد، كما أنهما تحدثا أيضا عن الراسخين في العلم، وقد تم الحديث عن الشهوات بصورة مختصرة في سورة آل عمران وتم الحديث عنها بالتفصيل في سورة النساء.
بذلك نكون قد تعرفنا على أهم المعلومات العامة عن سورة آل عمران، كما تعرفنا على أهم موضوعاتها ومقاصدها، بالإضافة إلى أننا تعرفنا على سبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم.
وتعرفنا أيضا على فضل قراءة سورة آل عمران ومناسبتها للسور التي قبلها والتي بعدها بالتفصيل.