سورة يس | ما هو فضلها وما هي أسرارها وأسمائها

تعرف على سورة يس وعلى ما هو فضلها وما هي أسرارها وأسمائها عبر موقع محيط، حيث تحمل سورة يس بين آياتها الكثير من المقاصد والأسرار العظيمة التي تفيد كل من يداوم على قراءتها، فقد سميت سورة يس بقلب القرآن لما تركز عليه في محتواها من القعيدة الدينية والإيمانية بالله الواحد القهار، وفيما يلي سنتعرف على بعض المعلومات التفصيلية حول سورة يس وعلى سبب نزولها وكافة أسمائها وفضلها العظيم بالتفصيل.

معلومات حول سورة يس

سورة يس أحد السور المكية التي تتميز بخصائص دينية معينة، فهي من السور التي تلقي الضوء على العقيدة والشريعة الإسلامية وتهتم بالإيمان بالله وتوحيده.

كما تهتم سورة يس بالتركيز على الإيمان بالجنة والنار والثواب والعقاب، كما تقص علينا أحد القصص الهامة التي يجب أن نتعظ بها ونأخذها عبرة لنا حتى لا نكون كالقوم الكافرين.

وسورة يس من أحد السور التي أظهرت مكانة وعظمة بلاغة القرآن الكريم، حيث بدأها الله عز وجل بحروف مقطعة كي يتحدى بها الكافرين والمشركين في القدرة على إتيانهم بمثله.

وتعتبر سورة يس مرتبطة ومكملة لما قبلها من السور وهي فاطر وسبأ، حيث أوضحت سورة سبأ الشكل الشامل الذي يجب أن يكون عليه المؤمن عند الإلتزام بالتكليف القائم على حمد الله وشكره.

وجاءت سورة فاطر بعد سورة سبأ لتوضح الكيفية والبداية التي يقوم عليها هذا التكليف، وبعدهم جاءت سورة يس لتحدثنا بشكل أوضح وأشمل عن العقيدة الإيمانية وقدرة الله عز وجل على كل شيء.

فأخبرنا الله سبحانه وتعالى فيها أنه يجب علينا تلقي دعوة الرسول (صلوات الله وسلامه عليه)، وأن نعبده وحده جل وعلا حق العبادة عن طريق خشيته والإلتزام بأحكامه والإبتعاد عن نواهيه.

اسماء سورة يس
اسماء سورة يس

لا تفوت فرصة التعرف على: ما هو فضل سورة يوسف وأهم الآيات لاستجابة الدعاء

اسماء سورة يس

يعرف إسم (يس) بأنه الإسم المشهور عند جمهور الفقهاء لتلك السورة، وقد سماها الناس بستة اسماء أخرى.

وهذه الاسماء هي قلب القرآن، وهو الإسم الذي أطلقه السيوطي على تلك السورة في كتابه (الإتقان في علوم القرآن).

كما سميت بإسم المعمة بمعنى السورة التي تعم خيري الحياة الدنيا والآخرة، كما سميت بإسم الدافعة القاضية أي السورة التي تدفع الأذى والسوء وتقوم بقضاء الحوائج عند قراءتها.

بالإضافة إلى إسمي العظيمة والعزيزة، وأطلق عليها البعض إسم سورة حبيب النجار، وهو حبيب بن مرة، الشخص الذي وردت قصته في سورة يس، وذلك حسب ما جاء عن ابن عباس وأصحابه.

فقد قال الله سبحانه وتعالى:

(وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)

سبب نزول سورة يس

تتواجد أسباب نزول سورة يس وتتحدد في بعض الآيات المتواجدة فيها، حيث أن سورة يس لم تنزل على رسولنا الكريم (صل الله عليه وسلم) دفعة واحدة، وفيما يلي بيان شامل لأسباب النزول المتعلقة بآيات السورة الكريمة.

قول الله سبحانه وتعالى:

(إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ)

حيث نزلت تلك الآية في بني سلمة الذين كانوا يقطنون ويسكنون في أطراف المدينة، فقد جاء عن أبي سعيد الخدري أنه قال:

(أنَّ بَنِي سَلِمَةَ أرَادُوا أنْ يَتَحَوَّلُوا عن مَنَازِلِهِمْ فَيَنْزِلُوا قَرِيبًا مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: فَكَرِهَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُعْرُوا المَدِينَةَ، فَقَالَ: ألَا تَحْتَسِبُونَ آثَارَكُمْ)

قول الله جل جلاله وتقدست أسماؤه:

(وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)

حيث ورد عن ابن عباس أنه قال:

(جَاءَ الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَظْمِ حَائِلٍ فَفَتَّهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَيَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا بَعْدَ مَا أَرَمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَبْعَثُ اللَّهُ هَذَا يُمِيتُكَ، ثُمَّ يُحْيِيكَ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ نَارَ جَهَنَّمَ)

قصة مؤمن آل يس
قصة مؤمن آل يس

لا تفوت فرصة التعرف على: سورة الحشر | سبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم 2025

قصة مؤمن آل يس

وردت في سورة يس قصة مؤمن آل يس الذي يدعى (حبيب بن مرة)، حيث ذكرت السورة الشريفة أن نبي الله عيسى (عليه السلام) قد قام ببعث رجلين من الحواريين إلى أحد القرى.

وقام أهل تلك القرية بتكذيب المرسلين وقاموا بحبسهم وتعذيبهم بأبشع الطرق، فقام عيسى (عليه السلام) ببعث رسول ثالث تعزيزا لهم وتضامنا معهم وتأكيدا على رسالتهم.

وكان (حبيب بن مرة) قد آمن بالرسل عند قدومهم إلى القرية، حيث أن بيته كان عند أقصى باب لتلك القرية، فسبق أهل قريته بالإيمان بهم.

وعند علمه بما فعله أهل قريته بتلك الرسل جاء إليهم يسعى لينصحهم بالإيمان بتلك الرسل وإتباع هداهم، فقام أهل القرية بحمل (حبيب بن مرة) إلى الملك الذي قام بإستنكار إيمانه.

فما كان من مؤمن آل يس إلا الإصرار على إيمانه والإعتراف به أمام أهل القرية وملكها، فأمر الملك بقتله وقتله أهل القرية وأنزله الله منزل صدق وأدخله جنة النعيم.

ثم غضب الله سبحانه وتعالى على أهل تلك القرية وملكها لما فعلوه بمؤمن آل يس، فقام بإهلاكهم وإبادتهم بصيحة واحدة قضت عليهم جميعا.

فضل سورة يس
فضل سورة يس

لا تفوت فرصة التعرف على: فضائل سورة البقرة وسبب تسميتها بهذا الاسم

فضل سورة يس

جاءت عدة أحاديث ضعيفة في فضل سورة يس، ومنها ما يلي:

قول الرسول (صل الله عليه وسلم):

(اقرَؤوا يس علَى موتاكُم)

قوله (صلوات الله وسلامه عليه):

(مَن قرأَ يس في ليلةٍ أصبحَ مغفورًا لَه)

قول النبي (صل الله عليه وسلم):

(مَنْ قرأَ (يس) في ليلةٍ ابْتِغَاءَ وجْهِ اللهِ؛ غُفِرَ لهُ)

وعلى الرغم من عدم ثبوت صحة تلك الأحاديث عن فضل سورة يس، وعدم إنتسابها إلى النبي (صل الله عليه وسلم)إ إلا أن بعضا من تلك الأحاديث موقوف عند الصحابة (رضوان الله عليهم أجمعين) بسند حسن.

والبعض الآخر من تلك الأحاديث مأخوذ عن تجارب العديد من الصالحين، فقد وجدوا أنها تقوم بقضاء الحوائج عند قراءتها وتزيل هموم القلب وتفرج الكروب.

والأمر الأكيد أن كتاب الله سبحانه وتعالى به الكثير من البركات والفضل العظيم لمن يقوم بقراءته وتدبر معانيه والإلتزام بأحكامه وأوامره والإبتعاد عن نواهيه.

العبر المستفادة من سورة يس
العبر المستفادة من سورة يس

لا تفوت فرصة التعرف على: سورة النجم | تعريفها وسبب نزولها وأهم مواضيعها

العبر المستفادة من سورة يس

قامت سورة يس بالإشارة إلى العديد من العبر والدروس التي يجب على المسلم أن يتفحصها بتمعن ويتدبر معانيها، حتى يستفاد من تلك العبر والدروس في الحياة الدنيا، مما يعود عليه بالنفع في الآخرة.

ومن أهم تلك العبر والدروس ما يلي ذكره:

  • أهمية الإعتراف بقدرة الله سبحانه وتعالى القادر على إحياء العظام وهم رميم وخشيته والإيمان به وحده دون غيره، ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق الإيمان بما أنزل على الرسل.
  • كتاب الله سبحانه وتعالى محكم ومحفوظ إلى يوم الدين، فلا يمكن تبديله ولا الإتيان بمثله، فهو كلام الله العظيم الذي يخاطب به جميع البشر بحكمة كي يوضح لهم الطريق المستقيم ويرشدهم إلى طريق النجاة.
  • يجب على كل مؤمن الثبات على العقيدة والصبر عليها والتضحية في سبيلها وفي سبيل توحيد الله والإيمان به، فيجب أن نقتضي بالرسل الذين تعرضوا إلى إيذاء الناس وصبروا ليقوموا بتوصيل الرسالة وصبروا حتى يهتدي قومهم إلى الله.
  • يجب أن نتأمل قدرة الله سبحانه وتعالى على خلق الخلق وتدبر كافة الدلائل القاطعة التي تدل على قدرة الله ووحدانيته، كما يجب الإتعاظ بما حدث للأمم السابقة التي كذبت وإسكتبرت فأبادها الله عز وجل بصيحة واحدة.
  • دوام الشكر والحمد لله عز وجل على جميع نعمه، ومنها القدرة على التنقل عبر البحر أو البر أو حتى الجو، مما يوفر على الإنسان الكثير من الوقت والجهد.
  • يجب العلم أن الموت والساعة أمران لابد وأن يأتيان بغتة دون مقدمات، فعلى المسلم أن يعمل عملا صالحا ولا يغفل عن ذلك الوقت أبدا للفوز بالجنة ونعيمها.
  • يعد القرآن الكريم هو مصدر التشريع الأول الذي وجد فيه كافة الأحكام الشرعية الإسلامية، والتي يجب على كل مسلم الإيمان بها وإتباعها والعمل بها.
  • إختص الله سبحانه وتعالى نفسه بالعلم، فلا علم للإنسان إلا بما علمه الله إياه.
  • دعوة الناس إلى القيام بإتباع دعاة الخير، وتصديق الرسل وعدم تكذيبهم أو الإستهزاء بهم وتعذيبهم.
  • التأكد من أن الله هو القادر القدير المقتدر الذي لا يعجزه شيء من أمور الحياة الدنيا ولا الآخرة، فهو القادر على تحقيق المستحيلات والمعجزات مهما رفض تصديقها العقل البشري، فهو من إليه ترجع الأمور وهو الذي إذا قضى أمرا قال له كن فيكون.

بذلك نكون قد تعرفنا على بعض المعلومات التفصيلية حول سورة يس وعلى كافة أسمائها، كما تعرفنا على أسباب نزولها، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على قصة مؤمن آل يس.

وتعرفنا أيضا على فضل سورة يس وذكرنا بعض الأحاديث الضعيفة التي وردت في فضلها، كما تعرفنا على بعض العبر والدروس المستفادة من سورة يس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق