سورة لفك الكرب والفرج مجربة
سورة لفك الكرب والفرج
ما أحلى قراءة سورة من سور القرآن الكريم بخشوع، فالتحدث عن فضل قراءة القرآن مثل قراءة سورة لفك الكرب والفرج في حياتنا يحتاج لسنوات عديدة، فالحمد لله على نعمة القرآن.
فضل قراءة القرآن
القرآن الكريم هو كلام الله وهو آخر الكتب السماوية أنزل على خير البرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، أنزل من اللوح المحفوظ للسماء الدنيا في ليلة القدر، ومن السماء أنزل على نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في أحداث كثيرة، فهو خير كتاب أنزل على خير الأنبياء في خير ليلة، فما بالنا بما فيه من آيات وحكم وهداية للحق كما فيه سورة لفك الكرب والفرج.
لم ينزل القرآن الكريم لقراءته فقط بل لكي يكون منهاجًا لكل الأمة ويكون دستورًا نعمل به في شتى أمور حياتنا، فنقرأه حين نصبح وحين نمسي حتى نكون من أهل القرآن ولا نكون مما قيل في حقهم يوم القيامة حين سيشتكى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من هجر القرآن قال الله تعالى في سورة الفرقان وقال الرسول يا رب إن قومي أتخذوا هذا الكتاب مهجورًا.
فالقرآن فيه شفاء للصدور ورحمة لنا كما قال الله تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين وقال أيضًا يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين، ومن عنده كرب وهم ويريد أن يهديه الله ويفك عنه ذلك الكرب عليه بالقرآن فإنه يحتوي على أكثر من سورة لفك الكرب والفرج مثل سورة الانشراح.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل قراءة القرآن ” الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران “، كما جاء في سنة نبينا أنه يقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ ورتل وارتق كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفًا من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف، كما حثنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن في جماعات فقال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده.
لتعليم القرآن فضل كبير لا يعرف قدره إلا الله سبحانه وتعالى وقد قال فيه رسول الله مخاطبًا الصحابي الجليل أبو هريرة ومن بعده يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه للناس ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإنه إن أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما تحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فضل القرآن الكريم لو ظللنا نتحدث عنه لسنوات ما انتهينا فلا يعلم فضله إلا الله سبحانه وتعالى، فعلينا أن نأخذ ما فيه من فضائل وما حلله الله ونترك ما حرمه الله فيه، ففيه ملاذنا لجنة عرضها السماوات والأرض وخلاصنا من النار.
سورة لفك الكرب والهم
يوجد في قرآننا الكريم أكثر من آية وسورة إذا قرأتها وكنت مهمومًا ومكروبًا فرج الله همك وفك كربك ومنهم:
صدر عن منبر الإسلام في العالم كله الأزهر الشريف أن قراءة آية الكرسي تفك الكرب وتزيل الهم والضيق فتقول { الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم}.
ثم تتبع بقراءة آخر آيتين من نفس السورة بعد قراءة آية الكرسي من قول الله تعالى {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون إلى قوله تعالى أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}.
أكد العلماء أن سورة الانشراح هي سورة لفك الكرب والفرج ففيها شرح الله صدر رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم { الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب }.
قول الله تعالى في سورة الفتح { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليمًا حكيمًا}، وقال تعالي في سورة الرعد بسم الله الرحمن الرحيم { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب }، فمن هنا نتعلم أن ذكر الله تعالى بقراءة القرآن يزيل الهم وبه يطمئن القلب وتسكن الجوارح.
وذكر بعض العلماء عن فضل قراءة سور الفاتحة والشمس والليل والتين أن كل واحدة من تلك السورهي سورة لفك الكرب والفرج فإذا كنت في كرب وتتمنى من الله أن يزيل ذلك الكرب ويفرج فعليك بقراءتهم.
فسر القرآن الكريم ما مر به سيدنا يوسف عليه السلام من كرب وهو فرج الله عنه وارضاه، فسورة يوسف هي سورة لفك الكرب والفرج لما تحتويه من مواقف صعبة مر بها سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام من اخوته وزوجة العزيز والسجن إلى أن فك الله كربه وجمعه بأبيه واخوته وارتقى ليصبح أمينًا على خزائن الأرض.