ما هي السورة التي نزلت في معركة بدر
السورة التي نزلت في معركة بدر هي سورة الأنفال، وهي السورة الثامنة في القرآن الكريم، فلقد نزلت هذه السورة بعد غزوة بدر، وهي تتحدث عن هذه الغزوة وعن أحكام الغزوات في الإسلام، وتتحدث سورة الأنفال عن نصر الله للمسلمين في معركة بدر، وعن هزيمة المشركين، وعن فضل الله على المسلمين، كما تتحدث عن أحكام الغزوات في الإسلام، مثل الأحكام المتعلقة بالأموال والغنائم والقتلى والأسرى.
ما هي السورة التي نزلت في معركة بدر
تتضمن سورة الأنفال العديد من المقاصد والمعاني، فهي سورة مدنية نزلت بعد سورة البقرة، وتتضمن تشريعًا لتقسيم الغنائم في الحروب.
يُقال إن سبب نزولها كان في غزوة بدر حيث كانت أول غزوة يغنم فيها المسلمون، وحدث تدافع بينهم للحصول على الغنائم،
ونزلت سورة الأنفال لتوضيح حكم الغنائم وكيفية توزيعها ولمن تكون، فلقد قال الله تعالى: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ”، فلا يكون لأحد من المسلمين نصيب منها.
ثم نزل الله حكمًا بشأن الغنائم في أربعين آية أخرى، قائلاً:
“وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ”، وبينت السورة الأصناف المستحقة للحصول على الغنائم وأظهرت السورة أن الرغبة في ثواب الآخرة وما عند الله هو خير من الدنيا وما فيها.
آيات تتحدث عن غزوة بدر في سورة الأنفال
تعد سورة الأنفال من السور المهمة في القرآن الكريم، فهي تتحدث عن نصر الله للمسلمين في معركة بدر، وعن أحكام الغزوات في الإسلام، ومن الآيات التي تتحدث عن غزوة بدر في سورة الأنفال:
{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (الأنفال: 42)
{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} (الأنفال:17)
{وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النَّصْرَ مِنْهُ وَسَلْمًا} (الأنفال: 19)
اقرأ أيضاً: سورة الأعراف | ما هو فضل قراءتها ومن هم أهل الأعراف
فضل سورة الأنفال
تتميز سورة الأنفال بفضل عظيم؛ حيث ساهمت في حل النزاعات والاختلافات بين المسلمين ووقف الخصومات التي كانت تحدث بين بعض الصحابة -رضي الله عنهم-، ومنعت تبعات سلوكيات لا يحبها الإسلام.
بدأ المسلمون بعدها في قراءة هذه السورة الكريمة قبل كل غزوة، لتذكيرهم بقيم الحرب ومبادئها، وتوزيع الغنائم، وكان لها تأثير جميل على قلوب المسلمين، حيث نشرت بينهم السكينة والطمأنينة.
أصبحت قراءة سورة الأنفال سنة عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإما أن يقرأها بنفسه على المسلمين، أو يطلب منهم قراءتها قبل بدء المعارك، إنها سورة تصلح القلوب المنكسرة وتمنحها قوة عظيمة.
وفي معركة القادسية طلب سعد بن أبي وقاص من أحد الصبية أن يقرأ سورة الأنفال على المسلمين، ومنذ ذلك الحين أصبحوا يقرؤونها قبل مواجهة الأعداء، وتعتبر سورة الجهاد التي يجب قراءتها.
تناولت السورة بعض الآيات التي تعالج قضية الأسرى في العقيدة الإسلامية، وأيضًا ذكرت نزول الملائكة لمساعدة المسلمين في القتال، بالإضافة إلى العديد من الآيات التي تتعلق بفضل الحرب عمومًا ومعركة بدر الكبرى بشكل خاص.
اطلع على: سورة آل عمران | مقاصد وموضوعات السورة وسبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم
معلومات عن غزوة بدر
من أسماء الغزوة التي ذكرت في القرآن هو “يوم الفرقان”، وذلك لأنها كانت يومًا فصل الله فيه بين الحق والباطل وقعت الغزوة في يوم الجمعة 17 من رمضان في العام الثاني للهجرة، عند عين ماء بدر بين مكة والمدينة.
قاد رسول الله المسلمين الذين كان عددهم 313 رجلًا، بينما قاد أبو جهل جيش المشركين الذي كان عددهم ما بين التسعمائة والألف وشهد إبليس المعركة في صفوف المشركين، في حين شهد الأمين جبريل بنفسه ومعه عدد من الملائكة.
هرب إبليس عندما رأى الملائكة تشارك في الحرب خوفًا من قتلهم. وخلال المعركة، ظل النبي يناجي ويدعو الله من أجل نصر وتأييد المسلمين.
تعد جامعة وشاملة لما اختلف فيه المسلمون حول الغنائم، وتوضح أهمية الرغبة في الثواب الآخرة وما عند الله على ما في الدنيا وما فيها.
نتائج غزوة بدر
كانت غزوة بدر أول غزوة في التاريخ الإسلامي، وقد وقعت في السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني من الهجرة،
فلقد واجه فيها المسلمون بقيادة النبي محمد ﷺ قريش بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي، فلقد انتهت المعركة بنصر المسلمين وهزيمة قريش، وقد كان لها نتائج مهمة على تاريخ الإسلام، منها:
- نصر الله للمسلمين، فلقد كان انتصار المسلمين في غزوة بدر بمثابة نقطة تحول في تاريخ الإسلام، فقد أظهر أن الإسلام هو دين الحق، وأن المسلمين قادرون على الانتصار على أعداءهم.
- أدت غزوة بدر إلى انتشار الإسلام في شبه الجزيرة العربية، فقد أسلم الكثير من الناس بعد رؤية نصر المسلمين.
- أضعفت غزوة بدر قريش، فقد فقدت قريش الكثير من أموالها ورجالها، كما فقدت مكانتها المهيمنة في شبه الجزيرة العربية.
- قتل من المشركين سبعين رجلاً، وأسر منهم سبعون آخرون، أما المسلمين فلم يقتل منهم إلا أربعة عشر رجلاً، وجرح سبعون آخرون.
- غنم المسلمون الكثير من الأموال والأسلحة، وتمكنوا من أسر قافلة قريش التجارية التي كانت في طريقها إلى الشام.
- أظهرت أن المسلمين قادرون على الدفاع عن أنفسهم، وأنهم لن يقبلوا بالظلم والاضطهاد.
- كسر شوكة قريش، وإلى ضعف مكانتها المهيمنة في شبه الجزيرة العربية.
- أظهرت أن الإسلام هو دين الحق، وأن الله تعالى يؤيد المسلمين وينصرهم، كما أدت إلى ازدياد ثقة المسلمين بأنفسهم ودينهم.
تابع قراءة التالي: ما هو فضل سورة التوبة وسبب نزولها