سورة الكافرون | فضل سورة الكافرون ومقاصدها وأسباب نزولها
تعرف على سورة الكافرون وعلى فضل قراءة سورة الكافرون ومقاصدها وأسباب نزولها عبر موقع محيط، حيث تعرف سورة الكافرون بأنها من قصار السور القرآنية الكريمة، وتعد سورة الكافرون من سور المفصل، ويتواجد فضل عظيم للمسلم عند قراءة سورة الكافرون وتدبر معانيها والتعلم من مقاصدها وغاياتها، وفيما يلي سنتعرف على فضل قراءة سورة الكافرون وعلى بعض المعلومات التعريفية عنها وعلى الدروس المستفادة من تلك السورة الكريمة، كما سنتعرف على سبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم بالتفصيل.
معلومات عامة عن سورة الكافرون
إختلف بعض أهل العلم في مكان نزول سورة الكافرون على سيدنا محمد (صل الله عليه وسلم)، حيث ذهب كل من ابن مسعود وعكرمة وابن عباس والحسن (رضي الله عنهم أجمعين) إلى أن سورة الكافرون من السور المكية.
وذهب كل من الضحاك وعبد الله بن الزبير وقتادة (رضي الله عنهم أجمعين) أن سورة الكافرون قد نزلت على النبي (صلوات الله وسلامه عليه) وهو في المدينة المنورة، أي أنها سورة مدنية.
ويبلغ عدد آيات سورة الكافرون ست آيات، وعدد كلماتها تبلغ ست وعشرون كلمة، أما بالنسبة لعدد حروفها فهم أربعة وتسعون حرفا، وهي أحد السور القرآنية التي لم يذكر فيها إسم الله عز وجل.
وسورة الكافرون هي السورة التاسعة بعد المائة في ترتيب السور القرآنية في المصحف الشريف، وبالتالي فهي أحد سور جزء عم وهو الجزء الثلاثين من أجزاء المصحف الشريف، وتتواجد بالتحديد في الحزب الستين.
وقد نزلت سورة الكافرون بعد نزول سورة الماعون، كما أنها من السور القرآنية الكريمة التي بدأت بفعل أمر، حيث قال الله سبحانه وتعالى في الآية الأولى من آيات سورة الكافرون:
{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}
وتعتبر سورة الكافرون مناسبة للسورة التي قبلها وهي سورة الكوثر، فهي في نفس سياق المعنى وتحتوي على نفس المقاصد.
حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى في سورة الكوثر بعبادته وتوحيده وحده لا شريك له والإخلاص له، ثم جاءت سورة الكافرون التي تشير إلى نفس المعاني والمقاصد، حيث أشارت سورة الكافرون إلى ضرورة الإخلاص لله جل جلاله وتقدست أسماؤه.
وقد أوضحت سورة الكافرون براءة المسلمين من المشركين والكفار ومن أعمالهم، فهم لهم دينهم وللمسلمين دين الله الواحد الأحد وهو الدين الحق.
وقد سميت سورة الكافرون بهذا الإسم لورود لفظ الكافرون بها، حيث بدأت السورة بنداء الرسول (صل الله عليه وسلم) للكافرون وإخبارهم بأنه هو ومن آمن معه لا يعبدون إلا الله الواحد الأحد.
وتتواجد الكثير من الاسماء التي تطلق على سورة الكافرون، ومن أهم تلك الاسماء الشائعة ما يلي:
- المقشقشة ومعناها بأنها السورة المبرئة من الشرك، وهذا ما قاله الطنطاوي عنها في تفسيره الوسيط.
- قال عنها الواسطي بأنها سورة الجحد وسماها أيضا بسورة الدين.
- وقد أطلق عليها الزحيلي إسمي المنابذة والإخلاص في تفسيره.
- وسميت أيضا بسورة العبادة.
لا تفوت فرصة التعرف على: دعاء سورة يس لفك الكرب وتيسير الزواج
فضل قراءة سورة الكافرون
يتواجد فضل عظيم عند قراءة سور القرآن الكريم، ولكل سورة من تلك السور القرآنية فضل خاص بها يناله كل من يقوم بقراءتها وتدبر معانيها، وفيما يلي سنتعرف على فضل قراءة سورة الكافرون بالتفصيل:
- جاء في فضل سورة الكافرون بأنها تعدل ربع القرآن الكريم، حيث ورد عن النبي (صل الله عليه وسلم) الحديث الشريف الذي قال فيه:
(مَنْ قرأَ قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ عَدَلَتْ لهُ بِرُبْعِ القُرآنِ، ومَنْ قرأَ قُلْ هو اللهُ أحَدٌ عَدَلَتْ لهُ بِثُلثِ القُرآنِ)
- كانت من السور المحببة لدى النبي (صل الله عليه وسلم)، فكان يكثر من قراءتها، وقد ورد عنه أنه قد قرأها في كل من ركعتي الطواف وصلاة الفجر وقبل الفجر وكذلك بعد صلاة المغرب وعند النوم.
وقال أن قراءة سورة الكافرون عند النوم براءة من الشرك، وهو ما جاء في الحديث الشريف الذي ورد عن النبي (صل الله عليه وسلم)، حيث قال:
(اقرأْ قُلْ يَا أيُّهَا الكَافِرُونَ عند منامِك، فإنها براءةٌ من الشركِ)
- ضرورة قراءة سورة الكافرون عند الرقية الشرعية.
لا تفوت فرصة التعرف على: اسماء سورة الفاتحة بالتفصيل
ما هو سبب نزول سورة الكافرون
قال ابن عباس (رضي الله عنه) أن سبب نزول سورة الكافرون على النبي (صلوات الله وسلامه عليه) هو قدوم بعض من قادة قريش وكبارئها كأبي جهل والوليد بن المغيرة إلى النبي (صل الله عليه وسلم) وطالبوه بالتخلي عن الدعوة إلى الإسلام.
كما قالوا له بأنهم سيتخذونه ملكا عليهم إن قام بالتخلي عن الدعوة إلى دين الله، وإذا لم يقبل النبي (صل الله عليه وسلم) بذلك فعليه بأن يعبد آلهتهم يوما ويعبدون إلهه يوما.
وهو ما لا يمكن القيام به أو حتى التفكير فيه، حيث يجب الإخلاص لله الواحد الأحد ووحدانيته وعدم عبادة غيره، وقد أخبرهم النبي (صلوات الله وسلامه عليه) بأنه لن يقوم بعبادة آلهتهم وأنهم لن يعبدوا إلهه.
وقد قيل بأن سبب نزول سورة الكافرون هو مجيء بعض رجال كفار قريش إلى النبي (صل الله عليه وسلم) وقالوا له “يا محمد، هلمّ اتّبع ديننا ونتّبع دينك”، فنزلت سورة الكافرون.
وقال بعض أهل التفسير أن النبي (صل الله عليه وسلم) عندما قرأ سورة النجم وهو في مكة المكرمة في وجود بعض المشركين، ثم وصل إلى ذكر اسماء الأصنام التي يعبدونها والتي وردت في قول الله سبحانه وتعالى في سورة النجم، حيث قال:
(أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى)
ظن أولئك المشركين دخول النبي (صلوات الله وسلامه عليه) في دينهم، وقالوا “ألقى الشيطان على لسانه”، فنزلت سورة الكافرون وقام النبي (صل الله عليه وسلم) بقراءتها على المشركين والكفار المتواجدين في مكة المكرمة.
حيث أنه بذلك قد نفى ظنونهم عنه وأوضح لهم بأنه قد تبرأ منهم، فقاموا بسبه وأذيته ولكن ذلك لم يغير شيء بداخل النبي (صل الله عليه وسلم)، فهو موحد لله ومخلص له، وقد أكمل دعوته إلى الدين الإسلامي بكل إصرار وعزيمة.
لا تفوت فرصة التعرف على: فوائد سورة الشرح وفضلها في قضاء الحوائج
مقاصد سورة الكافرون
تتواجد العديد من المقاصد الجليلة في سورة الكافرون، حيث تصب تلك المقاصد في غاية واحدة وهي وحدانية الله سبحانه وتعالى، ومن أهم تلك المقاصد ما يلي:
- جاء في آيات سورة الكافرون بيان صريح جدا بأن الدين عند الله سبحانه وتعالى هو الدين الإسلامي، وبأنه لا يجب ولا يمكن مساومة المسلم على دينه، وهذا المعنى يظهر ويتضح في ما ورد في سورة غافر، حيث قال تعالى:
{إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}
- أفتتحت سورة الكافرون بإسلوب أمر ونداء، حيث أمر الله جل وعلا الرسول (صل الله عليه وسلم) بأن يقوم بنداء الكفار بإسم الكافرين وليس المشركين، ويرجع ذلك إلى أن كلمة الكافرين تشمل اللذين أظهروا الكفر أم أخفوه، كما أنها تشمل كلا من المنافقين والمشركين أيضا بشكل صريح.
- دلت آيات سورة الكافرون على النفي القاطع لعبادة ما دون الله عز وجل.
- براءة الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) ومن آمن معه من الكافرين ومن أفعالهم ومن ما يعبدون من أصنام لا تنفع ولا تضر.
لا تفوت فرصة التعرف على: سورة النجم | تعريفها وسبب نزولها وأهم مواضيعها
ما هي الدروس المستفادة من سورة الكافرون
تتعدد الدروس المستفادة من قراءة سورة الكافرون، ومن أهم تلك الدروس العظيمة ما يلي:
- يتعلم المسلم من قراءة سورة الكافرون الإخلاص في عبادة الله سبحانه وتعالى والبعد عن كل من يريد تضليله وإبعاده عن الطريق المستقيم.
- التخلي عن الخوف وإتخاذ الجرأة مبدأ من مبادئ الحياة، حيث يجب الإفصاح عن معتقدات المرء ومبادئه بكل جرأة وشجاعة.
- البعد عن الحديث في المسائل الدينية التي تتعلق بوحدانية الله سبحانه وتعالى والإعراض عن الخوض في تلك الأحاديث مع الكفار والمشركين.
- يجب عدم التخلي عن أي مبدأ من مبادئ الدين بغرض إرضاء الناس ومجاراتهم.
- معرفة أن كل إنسان بالغ عاقل مسؤول عن إختياراته ومعتقداته، فلا يجب أن يجبر أحد على إعتقاد شيء بعينه، فلا إكراه في الدين، حيث يجب أن يكون إتباع الدين بقناعة مبنية على الحرية في الإختيار، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة يونس:
(وَإِن كَذَّبوكَ فَقُل لي عَمَلي وَلَكُم عَمَلُكُم أَنتُم بَريئونَ مِمّا أَعمَلُ وَأَنا بَريءٌ مِمّا تَعمَلونَ)
بذلك نكون قد تعرفنا على بعض المعلومات العامة حول سورة الكافرون، كما تعرفنا على فضل قراءتها ومكانتها عند الرسول (صل الله عليه وسلم)،
بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على سبب نزول تلك السورة ومقاصدها والدروس المستفادة منها بالتفصيل.