سورة الحشر | سبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم 2025

تعرف على أهم المعلومات عن سورة الحشر وعن سبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم عبر موقع محيط، حيث تعد سورة الحشر من أهم السور القرآنية التي نزلت في المدينة المنورة، فجاء نزولها قبل سورة النصر وبعد نزول سورة البينة، فهي تعد من أواخر السور التي نزلت على النبي (صل الله عليه وسلم)، كما أنها السورة التاسعة والخمسون في ترتيب السور القرآنية في المصحف الشريف، وفيما يلي سنتعرف على كافة المعلومات والبيانات التفصيلية لسورة الحشر.

معلومات عن سورة الحشر

سورة الحشر من السور المدنية والتي يبلغ عدد آياتها أربعا وعشرين آية، وبالرغم من قصرها وقلة عدد آياتها إلا أنها من السور القرآنية الهامة التي تحتوي على العديد من الأمور.

كالحديث عن المنافقين من يهود بني النضير وذكر عدد كبير من اسماء الله الحسنى وكذلك بيان أن كافة المخلوقات تقوم بتسبيح الله سبحانه وتعالى.

وتعد سورة الحشر أحد السور المسبحات، وذلك لأنها تُفتتح بفعل ماض (سبح)، وهو أحد الأساليب المتبعة لتسبيح الله عز وجل ومدحه والثناء عليه.

وكانت سورة الحشر هي السورة الثامنة والتسعون في ترتيب نزول السور على النبي (صلوات الله وسلامه عليه)، ويبلغ عدد كلماتها سَبعمئةٍ وخمسٌ وأربعون كلمةً، بينما يبلغ عدد حروفها ألفٌ وتسعمئةٍ وثلاثةَ عشر حرفاً.

وتعرف كلمة الحشر بأنها أحد اسماء يوم القيامة، وقد جاء أن السبب في تسمية تلك السورة القرآنية بهذا الإسم أن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه قد حشر جميع اليهود وجمعهم خارج المدينة المنورة.

كما تعرف سورة الحشر بإسم بني النضير، وذلك لأنها تتحدث بشكل أساسي في آياتها الكريمة عن يهود بني النضير وعن نقضهم عهدهم مع النبي (صل الله عليه وسلم)، فقام الله سبحانه وتعالى بإخراجهم من المدينة المنورة.

وتحدثت سورة الحشر عن الجانب التشريعي أيضا كالجهاد وتقسيم غنائم الحروب والغزوات وكذلك الفيء، كما أنها بينت موقف كفار قريش الذين تحالفوا مع يهود بني النضير بإيجاز وتوضيح.

سبب تسمية سورة الحشر
سبب تسمية سورة الحشر

لا تفوت فرصة التعرف على: فضائل سورة البقرة وسبب تسميتها بهذا الاسم

سبب تسمية سورة الحشر

نزلت سورة الحشر عقب إخراج يهود بني النضير من المدينة المنورة إلى بلاد الشام في السنة الرابعة من الهجرة، وسميت بهذا الإسم لأنه قد ذكر فيها حشر يهود بني النضير، حيث قال تعالى:

(هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ)

والمراد بالحشر هنا حشران:

  • الحشر الأول: وهو كما أوضحنا سابقا حشر يهود بني النضير في عهد النبوة إلى بلاد الشام.
  • أما الحشر الثاني: فالمراد منه هو إجلاء يهود بني النضير من خيبر إلى الشام وذلك في عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).

وقد جاء أن ابن عباس (رضي الله عنه) أراد أن يوضح للناس أن المراد بالحشر هو إخراج بني النضير وليس المقصود به يوم القيامة.

فقد جاء عن سعيد بن جبير (رضي الله عنه) أنَّه قال:

(قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الحَشْرِ، قالَ: قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ)

أسباب نزول سورة الحشر
أسباب نزول سورة الحشر

لا تفوت فرصة التعرف على: سورة النجم | تعريفها وسبب نزولها وأهم مواضيعها

أسباب نزول سورة الحشر

توجد العديد من الأسباب التي نزلت بسببها سورة الحشر، وفيما يلي سنوضح سبب نزولها بشكل عام وأسباب نزول كلا من الآيتين الخامسة والسادسة بالتفصيل.

سبب نزول سورة الحشر بوجه عام

جاء أن سبب نزول سورة الحشر أن كفار قريش قاموا بمكاتبة يهود بني قريضة وذلك بعد غزوة بدر، حيث قام كفار قريش بتهديد أولئك اليهود بمحاربتهم إن لم يقاتلوا النبي (صل الله عليه وسلم).

ورضخ اليهود إلى الأمر وقد أجمعوا على الغدر وتنفيذ ما أمروا به، ثم أرسلوا إلى الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) يطالبونه بالخروج إليهم ومعه ثلاثين صحابيا من صحابته (رضوان الله عليهم).

كي يتلاقوا مع ثلاثين حبرا من أحبارهم ويستمعون إلى دعوته للدخول في الإسلام، ثم أرسلوا إليه مرة أخرى ليخرج إليهم ومعه ثلاثة من الصحابة ليقابلوا ثلاثة من علمائهم وقاداتهم ليسمعوا منهم.

وكانت تلك خطتهم الدنيئة ومكيدتهم الخبيثة للنيل من رسول الله (صل الله عليه وسلم)، فقد أعدوا خناجرهم للفتك به، ولكن يشاء الله السميع العليم بإرسال منذر للرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام) لتبليغه وإنقاذه.

حيث قامت إمرأة صالحة من بني قريضة بإرسال رسالة إلى أخيها وهو أحد رجال الأنصار وأخبرته في تلك الرسالة بما يخطط له يهود بني قريضة.

وأسرع هذا الرجل وأخبر النبي (صل الله عليه وسلم) بخيانة اليهود له، فرجع الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) عن اللقاء، وقام في اليوم التالي بمحاصرتهم بالكتائب، فنزلت سورة الحشر.

سبب نزول الآية الخامسة من سورة الحشر
سبب نزول الآية الخامسة من سورة الحشر

لا تفوت فرصة التعرف على: فضل واسرار سورة يس الحقيقية المجربة فعلا

سبب نزول الآية الخامسة من سورة الحشر

تحدث الله سبحانه وتعالى في الآية الخامسة من سورة الحشر عن موقف من المواقف التي حدثت عندما حاصر النبي (صل الله عليه وسلم) يهود بني قريضة.

حيث قال ذو الجلال والإكرام في تلك الآية:

(مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّـهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ)

فقد تحصن يهود بني قريضة في حصونهم لما حاصرهم رسول الله (عليه أفضل الصلاة والسلام)، ولما رأى رسول الله ذلك منهم أمر بقطع نخيلهم والقيام بحرقها.

فقال اليهود عندما وجدوا ذلك من رسول الله (صل الله عليه وسلم): “زعمت يا محمد أنك تريد الصلاح، أفمن الصلاح عقر الشجر المثمر، وقطع النخيل، وهل وجدت فيما زعمت أنه أنزل عليك الفساد في الأرض“.

وقد شق ذلك على رسولنا الكريم (صل الله عليه وسلم)، فقد جرحت تلك الكلمات مشاعره وشعر أنه قد فعل شيء خاطئ، وقد قال فريق من المسلمون “لا تقطعوا النخيل فإنه مما أفاء الله علينا“.

وقال الفريق الآخر منهم “بل إقطعوه“، وحينها نزلت الآية الكريمة لتقوم بتصويب رأي كلا الفريقين وإخبارهم أن سواء قطع النخيل أو تركه يكون بإذن الله تعالى.

سبب نزول الآية السادسة من سورة الحشر

قال الله عز وجل في الآية السادسة من سورة الحشر:

(وَمَا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ وَلَـكِنَّ اللَّـهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

وقد نزلت تلك الآية في يهود بني قريضة، حيث أنهم قد عاهدوا الرسول (صل الله عليه وسلم) عندما جاء إلى المدينة المنورة بأن لا يقاتلوه.

وعندما أكرم الله سبحانه وتعالى المسلمون بالنصر في غزوة بدر، قال اليهود من بني النضير “والله إنه النبي الذي وجدنا نعته في التوراة، لا تردّ له راية“.

وعندما هزم المسلمون بعدها في غزوة أحد قام اليهود بنقض العهد الذي عاهدوه مع النبي (صل الله عليه وسلم) وأظهروا له ما بداخلهم من كره وحقد، فحاصرهم النبي (صلوات الله وسلامه عليه) وأخرجهم من المدينة المنورة.

فضل سورة الحشر
فضل سورة الحشر

لا تفوت فرصة التعرف على: فوائد سورة الشرح وفضلها في قضاء الحوائج

فضل سورة الحشر

يعد قراءة القرآن الكريم بالكامل خير للمسلم وثوابه عظيم عند الله سبحانه وتعالى، ولكن ما جاء في فضل قراءة سورة الحشر خصيصا بعض الأحاديث الضعيفة التي لم تثبت صحتها عن الرسول (صل الله عليه وسلم).

ومن تلك الأحاديث الضعيفة ما يلي:

(..ثُمَّ قَرَأَ الثَّلاثَ آياتِ مِن آخِرِ سورةِ الحَشرِ، وَكَّلَ اللهُ به سَبعينَ ألْفَ ملَكٍ يُصلُّونَ عليه حتى يُمسيَ، إنْ مات في ذلك اليومِ مات شَهيدًا، ومَن قالها حين يُمسي كان بتلك المَنزِلةِ)

وبذلك نكون قد تعرفنا على كافة المعلومات الهامة عن سورة الحشر، كما تعرفنا على سبب نزولها بوجه عام وأسباب نزول كلا من الآيتين الخامسة والسادسة.

كما تعرفنا أيضا على موقف اليهود ونقضهم عهدهم مع النبي (صل الله عليه وسلم)، بالإضافة إلى أننا تعرفنا على السبب وراء تسميتها بسورة الحشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق