قصة اصحاب الاخدود ومن هم أصحاب الاخدود
قصة اصحاب الاخدود وهي قصة ذكرت في القرآن الكريم في سورة البروج، وذكرت أيضاً بالتفصيل في حديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتعطي هذه القصة مثلاً عظيماً في التضحية من أجل الإسلام والثبات على الدين مهما كلف الأمر، وفي هذا المقال سوف نذكر لكم قصة اصحاب الاخدود وأحداثها من خلال موقع محيط .
من هم أصحاب الاخدود
أصحاب الاخدود هم قوم من النصارى وترجع أصولهم إلى اليمن وعاشوا في الفترة الواقعة بين بعثة عيسى عليه السلام وبين بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وسمي أصحاب الأخدود بهذا الاسم نسبة إلى الأخاديد الذي أقامها الملك وأشعل فيها النيران وألقي بها كل من أمن بدين الإسلام وارتكبت هذه المحرقة في نجران.
أحداث قصة اصحاب الاخدود
تدور قصة اصحاب الاخدود حول غلام هداه الله إلى طريق الخير وأنعم عليه بنعمة الإيمان والثبات عليه، حتى تمكن من إزالة الملك المتسلط الذي ادعى الربوبية، حيث كان يعتمد هذا الملك على ساحر ليساعده في تخويف الناس وبقاؤه في ملكه وعندما كبر هذا الساحر في السن طلب منه الملك أن يحضر غلاماً صغيراً ويعلمه أمور السحر حتى يخلفه في مهمته.
وفي أثناء ذهاب هذا الغلام إلى الساحر حتى يعلمه أمور السحر التقى براهب مؤمن دعاة للتوحيد بالله عز وجل والإيمان به فأعجب الغلام بكلامه واستجاب لدعوته وكان يمر الغلام على هذا الراهب كل يوم وهو في طريقه إلى الساحر.
ولاحظ الساحر أنه كان يتأخر وذلك لمروره على الراهب وكان يضربه بسبب تأخره، وعندما أخبر الغلام الراهب بذلك قال الراهب له إن خشيت من الساحر قل له حبسني أهلي، وإن خشيت من أهلك فقل حبسني الساحر.
وبينما كان الغلام سائر في أحد الأيام رأي دابة تغلق الطريق ويخاف منها الجميع، فقال الغلام لنفسه سوف أعلم اليوم أيهم على حق الساحر أم الراهب، ثم أمسك بحجر ودعا الله سبحانه وتعالى إن كان الراهب أحب إليه من الساحر أن تقتل الحجر الدابة وقام بإلقاء الحجر على الدابة فماتت، وفرح الناس وعبروا بسلام.
ذهب الغلام إلى الراهب وأخبره بما حدث فقال له الراهب أنه قد بلغ مرحلة عظيمة من الإيمان بالله عز وجل ، وأكرم الله عز وجل هذا الغلام بكرامات لتساعده على نشر الدعوة وتبليغ الرسالة ومن هذه الكرامات شفاء المرضى وإبراء الأبرص ورد البصر للأعمى.
وعلم الملك بخبر هذا الغلام عندما روي له جليس أنه شفي من مرضه عندما دعا هذا الغلام له وعندها شعر الملك أن هذا الأمر سوف يهدد بقائه في العرش ذهب الملك للراهب وقام بقتله ولكنه استخدم مع الغلام وسائل أخرى للتخويف والتعذيب حتى يرجع عن دعوته ويضمن بقائه في الحكم.
وكانت عناية الله تنجي الغلام في كل مرة كان يحاول الملك قتله فيها، وعندما يأس الملك من محاولاته الفاشلة لقتل الغلام قال له الغلام أنه لن يستطيع قتله إلا بالطريقة التي يحددها هو بنفسه.
ولم يكن يرغب الغلام في الموت ولكنه كان يريد أن يثبت للناس جميعاً عجز الملك عن قتله وقدرة وحكمة الله عز وجل، فقال الغلام للملك أنه لن يتمكن من قتله إلا عندما يجمع الناس في مكان واحد ويقوم بصلب الغلام على خشبة ويرميه بسهم قائلاً بسم الله رب الغلام.
نفذ الملك ما أخبره به الغلام وعندما سقط الغلام ميتاً ارتفعت أصوات الأناس تنادي من كل حدب وصوب آمنا برب الغلام، واستشاط الملك غضباً في هذه اللحظة وأمر جنوده بحفر الأخاديد وأشعل فيها النيران والقي بها كل من أصر على الدين.
وضحى المسلمون في سبيل الله بأنفسهم وحدثت معجزة من معجزات الله عز وجل، حيث أنطق الله الطفل الرضيع الذي ترددت أمه عن أن تضحي بنفسها وتلقي في النار، وقال لها الرضيع يا أماه اصبري فإنك على الحق، وكانت هذه آية من الله عز وجل ليثبت بها قلوب المؤمنين.
فوائد قصة اصحاب الاخدود
- الثبات والإصرار على تبليغ رسالة الله عز وجل ونشر الدعوة الإسلامية.
- الإيمان بالله عز وجل والثقة المطلقة بقدرته والتوكل على الله وحده واللجوء إليه واليقين التام باستجابة الدعاء مثل ما فعل الغلام.
- إدراك مفهوم النصر وكيف يجب أن نركز على المبدأ وليس الانتصارات الشخصية، فالخسارة الحقيقة هي أن تتخلي عن مبادئك وترتد عن دينك وتترك الباطل ينتصر وتتنازل عن الحق، كما أن النصر ليس معناه سلامة الأبدان وحفظ الأموال وإنما الفوز الكبير هو أن تموت من أجل أن ينتصر الإسلام.
- أهمية تربية الأطفال تربية سليمة وتعليمهم أصول دينهم منذ الصغر وتنشئتهم تنشئة إيمانية صحيحة، حيث أن بطل هذه القصة كان غلاماً صغيراً.
- تترك القصص الدينية أثراً جميلاً في نفس كل من يستمع إليها أو يقرأها، لذلك يجب اختيار مثل هذه القصص وقصها في المجالس وفي الخطب وكذلك للأطفال والشباب.
- إدراك أهمية الصبر على البلاء والتعذيب في سبيل الله عز وجل وعدم التراجع عن المبدأ مهما كانت التحديات والصعوبات التي تمر بها ومهما تعرضت للمصائب.
- كان الغلام في هذه القصة يحرص على تعلق نفوس المدعوين بالله وحده لا شريك له، حيث أنه كان عندما يطلب منه أحد الشفاء كان يقول له أنه لا يشفي أحد وإنما الله سبحانه وتعالى من يشفي، فإذا أمنت بالله دعوته لك فشفاك.