حكاية الشاطر حسن
تتميز حكاية الشاطر حسن بكونها من الحكايات التراثية الجميلة التي يحبها الجميع فهي تحمل بين طياتها الكثير من التسلية والتشويق بجانب توفير الحكمة الأخلاقية و الموعظة من خلال تفاصيل الحياة مما جعلها من الحكايات الشعبية المشهورة وهي تتنوع باختلاف أحداثها وموعظته.
حكاية الشاطر حسن
تتميز حكاية الشاطر حسن بأنها تحمل الكثير من الخيال الجميل والموعظة والقدوة حيث تجد تلك التفاصيل الكثير من خلال الأحداث الآتية:
كان يا ما كان في قرية بعيدة كان يوجد صياد فقير اسمه الشاطر حسن، وفي أحد الأيام كان الشاطر حسن يسير على شاطئ البحر فرأي فتاة جميلة بل شديدة الجمال ترتدي ثوب مبهر ساطع يبدو عليه الثراء،
وقد أثرت تلك الفتاة قلب الشاطر حسن بجمالها وحسن مظهرها، وقد تكرر الأمر عدة مرات فكلما مر الشاطر حسن بالشاطئ رآها حتى تعود على رؤيتها وحتى
هي اعتادت عليه، فقد وجدت فيه مثال جميل على النشاط والاجتهاد والإتقان في العمل وكلما رأته زدت تعلقا بها إعجابا بعمله الدؤوب وقد استمر الأمر لشهور عديدة.
وفي يوم من الأيام ذهب الشاطر حسن كالمعتاد للشاطئ لكنه لم يجدها وأصابت الدهشة و شعر بأنه يوجد شئ غريب وبحث عنها في أرجاء المكان ولم يجدها على الإطلاق وشعر بأن يومه ليس
على ما يرام و بأنه يشتاق لرؤيتها ففي طريقه للعودة إلى المنزل بحث عنها في أرجاء القرية ثم عاد للمكان الذي اعتاد رؤيته عليه ينتظر في هم وحزن، وفجأة سمع صوت يناديه وإذ برجل يطلب منه أن يأتي معه إلى قصر الملك،
وعندما سأله الشاطر حسن عن السبب أخبره بأن بنت الملك تريد رؤيته وعندما سأله الشاطر حسن وكيف تعرفه فأخبره الرجل أنها تعرفه
وتراه كل يوم فأدرك الشاطر حسن بأنها الفتاة التي سلبت عقله وقلبه، وفي الطريق إلى القصر سأل الشاطر حسن الرجل عن الفتاة وكيف حالها فأخبره بأنها مريضة بشدة وبأنها تطلب منه أن يأخذها في رحلة بحرية
وهو ما ينصح الأطباء به، وبالفعل أخذها الشاطر حسن في رحلة امتدت لأيام عديدة في البحر يملؤها الكثير من القصص والحكايات عن المغامرات
المختلفة حتى شُفيت الفتاة تماما وعادت إلى قصرا في أتم صحة، وعندما عادت إلي قصره أخبرت والدها بأنها أحب الشاطر حسن حبا شديدا وتريده زوجا لها،
ولكن الحاكم كان لا يجد في الشاطر حسن الزوج المناسب لابنته فأخذ يفكر كيف يصعب عليه الزواج فاشترطت على الشاطر حسن كي يستطيع الزواج بابنته بأن يقدم له جوهرة ثمينة لا مثيل لها أبدا.
اقرأ أيضًا: قصة سيدنا سليمان مع النملة وحبة القمح
حكاية الشاطر حسن وست الحسن
يشتهر من الحكايات الشعبية حكاية الشاطر حسن خاصة حكايته المعروفة الشاطر حسن وست الحسن والجمال حيث تتكون الحكاية من الأحداث الآتية:
كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك غراب كبير، يتجول طوال النهار بحثاً عن طعامه، وذات يوم ذهب الغراب للبحث فوق أحد الجبال فوجدت قطعة قماش من الحرير في وسط الجبل،
فاقترب منها الغراب فوجد بداخلها فتاة في غاية الجمال كُتب على يديها اسمها وقد كان اسمها ست الحسن.
التقط الغراب الكبير الفتاة بمنقاره وطار بها إلى إحدى الأشجار الكبيرة، ثم بنى عُش ووضع بداخله ست الحسن،
واعتاد الغراب على إطعامها وإحضار الماء لها كل يوم حتى انه كان يسرق الحليب من السوق ليحضر ست الحسن، وظل الغراب هكذا حتى كبُرت تلك الفتاة وأصبحت شابة في غاية الجمال.
وذات يوم خرج ابن السلطان يتجول بصحبة حصانه في الغابة، فقاده قدره الى الوقوف أسفل الشجرة التي تسكنها ست الحسن، فشعر الحصان بوجودها أعلى الشجر وأخذ يتحرك بعصبية وتشنج محاولاً لفت أنظار الأمير اليها،
وبالفعل نظر الأمير إلى أعلى تفاجأت بفتاة تُشبه في جمالها القمر ليلة تمامه، فسألها: من أنتي، هل أنتي من الانس ام الجن أم ارسلك الله من الجنة؟ قالت له: أنا ست الحسن.
لم يستطع الأمير مقاومة جمالها كثيراً فطلب منها الزواج على الفور، وبالطبع وافقت ست الحسن، و اخذها الأمير الى القصر وعرضها على والده وزوجته فوافق والده على عقد القران، وتم الزواج وعاشا سوياً في سعادة.
ظلت البهجة والحب يحاوطون الأمير وست الحسن حتى توفى الملك في احد الحروب، وتم استدعاء الأمير لاستكمال الحرب بعد والده،
فاضطر الأمير الى الخروج وترك ست الحسن وحدها بالقصر مع زوجة والده التي استغلت الفرصة وقام بسجن ست الحسن في مكان بعيد لا يمكن لأحد الوصول إليه.
وذات يوم شعرت ست الحسن بالجوع الشديد فتوسلت لزوجة الأب أن تطعمها، فوافقت بشرط أن تخلع عينيها، وبالفعل أخذت عينيها مقابل لقمة عيش،
وظلت ست الحسن تفعل هكذا كلما جاعت تطلب من زوجة الأب الأكل مقابل شيء من جسدها حتى لم يتبقى منها سوى العظام، فرمتها زوجة الأب من الشباك حتى تتخلص من بقاياها.
سقطت عظام ست الحسن على خاتم سليمان، ذلك الخاتم الذي يسكنه الجن المطيع، فخرج لها العفريت ودب الروح فيها،
ثم قال لها: أنا عبدك المطيع بين يديك اطلبي لتناول ماتمنيتي، قالت ست الحسن: أعد لي جمالي الذي سُرق مني، واتمنى ان احصل على قصر ضخم فيه كل ما تشتهي الأنفس من الفواكه.
وخلال لحظات كان العفريت قد نفذ لها طلبها، فعادت لجمالها المعهود و وجدت نفسها داخل قصر كبير يطل على قصر السلطان، وبعد أيام قليلة عاد الأمير من الحرب منتظراً.
وعندما دخل قصره قابلته زوجة ابيه وهي تتقمص شخصية ست الحسن بعد ان اخذت منها جمالها، فخُدع الأمير فيها وسألها عن زوجة أبيه،
فقالت له إنها ماتت، وبعد مرور يومين شعر الأمير أن زوجها قد تغيرت كثيراً ليست هذه التي تركها قبل أن يذهب للحرب.
وعندما سألها قالت له انها مريضة وتشعر بالتعب بسبب حملها في ولد، كما طلبت منه ان يحضر لها تفاح وعنب، فرح الأمير بشدة وطلب من حاشيته إحضار التفاح والعنب على الفور،
ولكن لم يكن هذا الوقت موسم التفاح والعنب، فذهبوا إلى الملك وقالوا له: لا توجد هذه الفاكهة في المملكة كلها سوى في القصر المسحور الذي امامنا، فأمر الامير احد حراسه بالذهاب الى القصر المسحور وطلب الفاكهة من أصحابه.
ذهب الحارس ودق الباب قائلاً: يا من هنا، يا من قصره أمامنا، نرغب في تفاحه وعنب للعلية الموجودة عندنا، ردت ست الحسن: يا مقص قص لسان هذا الرجل؛
فعاد الحارس إلى الأمير أخرس، فأرسل الأمير غيره فحدث معه نفس الشيء، فقلق الأمير وقرر الذهاب بنفسه الى صاحبة تلك القصر.
وعندما وصل الأمير دق على الباب وقال نفس الجملة التي قالها من قبله من الحراس: يا من هنا، يا من قصره أمامنا، نرغب في تفاحه وعنب للعلية الموجودة عندنا، ردت ست الحسن قائله: انا العليلة وأنت الدواء.
تعجب الأمير وقال لنفسه: هذا الصوت ليس بغريب، لقد سمعته من قبل، خرجت عليه ست الحسن، تفاجأ الملك وقال لها: انتي اذن ست الحسن الحقيقية، لكن من تلك التي بالقصر؟
قالت له ست الحسن: زوجة ابيك التي بالقصر، ثم حكت له القصة بأكملها، عاد الأمير الى القصر ومعه ست الحسن،
وأمر حاشيته بجمع كل الحطب الموجود بالمدينة وأقام محرقة كبيرة و ألقى فيها زوجة ابيه، وعاش الأمير مع ست الحسن في سعادة وأنجبوا أولادا وبنات.
قد يمكنك الاطلاع أيضًا على: قصة ناقة الرسول صلي الله عليه وسلم