أساليب التفكير العلمي من منظور علم النفس
أساليب التفكير تتعدد وتختلف وتصبح ذات وتيرة أسرع، ومعقدة أكثر، وهي تعبر عن التقدم والتطور المستمر في الذكاء لدى البشر، ومن الأساس فإن التفكير هو قدرة وامتياز حباه الله للبشر دونًا عن غيرهم من المخلوقات الأخرى، فهو يستخدمه للتعامل مع ما حوله من طبيعة، وبشر آخرون، ويستخدمه لحل مشكلاته وابتكار حلول لها.
تعريف أساليب التفكير
تم تعريف أساليب التفكير من خلال هاريسون& برامسون، حيث تم استخلاص التعريف على أنه مجموعة استراتيجيات وطرق يستخدمها المرء بشكل فكري للتعامل مع البيانات والمعلومات التي لديه عن البيئة المحيطة به أو حتى عن نفسه.
للتعامل مع المشكلات التي تحيط به وحلها، كما يشير التعريف إلى أن أسلوب التفكير هو أساس وجود فروق فردية بين البشر وبعضهم.
وقد تم تصنيف أساليب التفكير بناءً على هذا التعريف إلى 5 أساليب، وهي:
الأسلوب التركيبي للتفكير:
- هو أسلوب يرتكز على الإبداع، فهو شخص يبتكر الجديد، ويفعل ما لا يفعله غيره، كما أنه يفضل الدمج، والتأمل.
- يقوم بعمل ترابط بين الآراء أو وجهات النظر التي تظهر وكأنها مختلفة ومتناقضة؛ ويستطيع أن يصل بها إلى حل متكامل.
الأسلوب المثالي للتفكير:
- هو شخص يهتم فقط بما يراه مفيدًا للآخرين، كما يضع أهدافًا نصب عينيه ليحققها ويمتلك آراء واسعة الأفق تجاه ما يحيط به، فهو يحبذ النظر للمستقبل.
الأسلوب التحليلي:
- هو أسلوب لمواجهة التحديات ولكن بالحذر والحرص، مع عدم إهمال التفاصيل، كما أنه يميل للعقلانية، ويحب التوجيه والمتابعة والإرشاد، ولا يحبذ أي شيء غير عقلاني بتاتًا وتجده يبتعد عن العواطف، كما يحبذ الاستقرار.
الأسلوب العملي:
- هو أسلوب يستخدمه الشخص لتحديد الأمور ما بين صحيح وغير صحيح، يعتمد على خبراته الشخصية مما يتيح له القدرة على التجربة، ويسعى للوصول لحلول سريعة للمشكلات.
الأسلوب الواقعي:
- هو شخص يبني نظريته على الملاحظة والتجربة، كما يميل للنتائج وليس للحقائق لأن النتائج هي ما حققها ورآها، ويعرض آراءه باختصار وصراحة، كما يرفض الأحاديث العاطفية، والنظرية، وغير العملية.
تعرف على: إستراتيجيات و أساليب تنمية مهارات الطفل 2025
أساليب التفكير في علم النفس
قد قام علماء النفس بتصنيف أساليب التفكير إلى مجموعات، ومن أشهرها:
التفكير الملموس(الإدراكي):
- هو قائم على الفهم والإدراك، مع تفسير ما يتعرض له الإنسان ويقابله في حياته من مواقف وتحديات، وهو نوع بسيط من التفكير نظرًا لاعتماده الرئيسي على الوقائع والأمور الملموسة.
التفكير المجرد:
- نوع يتم من خلاله استخدام المفاهيم، وكذلك الرموز، كما أنه متطور عن التفكير الإدراكي لأنه يوفر الوقت والمجهود في الاستيعاب والتوصل إلى الحلول.
التفكير التأملي:
أسلوب يتطلب استحضار وترتيب التجارب السابقة والمشابهة للموقف الذي يواجه الشخص، يُستخدم عند حل المشكلات التي تعتبر معقدة، ويعتمد على استحضار ما حدث في المواقف السابقة للتوصل لحلول تدريجية لهذه المشكلة الحالية.
التفكير الإبداعي:
هو خروج الشخص عن المألوف، وانتهاج نمط تفكير غير مسبوق، يعتمد المفكر هنا على الأخذ بالمتغيرات والحيثيات التي تحيط بالموقف.
ثم يقوم بتفسيرها بشكل شامل وواعي وانطلاقًا منها يأتي بالحلول الإبداعية لهذه المواقف وقد تم تعريف التفكير الإبداعي بأنه خروج الشخص باستنتاج جديد ومبتكر لم يسبقه أحد إليه.
التفكير الناقد:
- أسلوب يقوم على التقييم بشكل دقيق لتحديد دقة موقف ما يمر به الشخص، يركز على فهم الموقف ككل بجميع جوانبه من أجل الخروج بأفكار تستخدم لتحسين الموقف أو حل التحدي القائم.
التفكير المتشعب:
- تفكير يقوم على البدائل والحلول، حيث يتم البحث عنها وعمل مفاضلة بينها، وبعدها يتم اختيار الحل الأنسب للموقف، والذي يتوافق مع جميع الجوانب الحياتية.
أساليب التفكير العلمي
هي أساليب تستخدم بشكل علمي، لأجل تفسير ظاهرة ما، والتعرف على أسباب ظهورها، وبالتالي حلها بشكل منطقي، ويعتمد هذا النوع من التفكير على عمليات منطقية تساعد على التعامل مع المواقف مثل:
- الاستنباط، وتكوين المفاهيم.
- التصميم التجريبي، وكذلك الاستدلال السببي.
- اختبار الفرضيات.
كما أن هناك عمليات أخرى تسعى لإيجاد الحلول المنطقية، وله أيضًا ممارسات تتم عقليًا من أجل التوصل إلى التفسير والحل وتتلخص في:
- وعي الفرد بحدوث مشكلة أو موقف.
- البحث عن طرق الحل أو التفسير، ويتم ذلك عن طريق القياس والملاحظة وعمليات أخرى.
- التركيز على الحقائق للتوصل لتفسيرات محتملة.
- التوصل لحل الموقف بشكل فعال ونهائي.
كما يشتمل على عمليات معرفية تتعلق بنواحي عامة في الحياة مثل:
- مجال الاستنباط والبحث.
- مجال القياس ومجالات حل المشكلات عمومًا.
- كما إن التفكير العلمي يتأثر بالمتغيرات، وبالمجتمع الذي يعاني المشكلة، ولا يحدث تلقائيًا.
من خصائصه التي يتسم بها:
- التراكمية، ويقصد بها الإضافة التي يقدمها كل باحث في مجالٍ ما.
- التنظيم، وهو تنظيم النظريات والمعارف والفرضيات واختبارها بشكل دقيق.
- البحث عن الأسباب، وهو هدف أصلي في التفكير العلمي لتفسير الظواهر.
- الشمول واليقين، وهو محاولة التوصل لتفسيرات ونتائج يمكن استخدامها كمرجعية فيما بعد.
- الدقة والتجريد: وهي سمة لغة التفكير فهي علمية رياضية تضمن دقة النتائج.
وله خطوات يتم من خلالها وهي:
- الإدراك، وهنا يتم إدراك المشكلة أو الظاهرة التي يواجهها الفرد أو المجتمع، مما يشكل دافعًا للبحث عن حل.
- تحديد وصياغة المشكلة لمناقشتها من كل الجوانب.
- جمع المعلومات لارتباطها بحل المشكلة والوصول لنتائج علمية.
- وضع فرضيات وحلول ممكنة قد تساهم في حل المشكلة وقياسها.
- اختيار الحل المناسب استنادًا على الاستنتاجات التي تمت.
- تطبيق الحل وإعادة استخدامه بالطرق المناسبة.
لا يفوتك معرفة: أساليب الصحة النفسية والعلاج النفسي
أساليب التفكير الإنساني
له عدة أنواع، وسنأخذ مثالًا لتحديد خصائصها؛ ولنقل إن هذا المثال هو ظاهرة الرعد والبرق، فسنجد أن أنواع التفكير الإنساني تنقسم إلى:
التفكير الخرافي:
هنا سيفسر الشخص حدوث ظاهرة الرعد والبرق بأسلوب ساذج، والسبب عدم اكتمال النضج العقلي أو عدم توافر القدرة على التفكير المنطقي.
ولا أدواته وبسبب هذا فهو يفتقر لمقومات الإدراك للأسباب الحقيقية وراء تلك الظاهرة، ويكتفي بتبرير خرافي غير منطقي.
التفكير الديني:
هو ربط الظواهر الحادثة حول الشخص بإرادة الرب الذي يملك الكون ويفعل ما يشاء وهو هنا ينظر لظاهرة الرعد والبرق على أنها دليل على وجود الله عز وجل وقدرته في تدبير ملكه.
يقوم هذا الشخص باتباع المنهج الذي وضعه له الله إتباعًا لمبدأ أن المالك والمدبر هو الله.
التفكير العلمي:
يختلف تمامًا عما سبق، لأنه سيقوم بملاحظة الظاهرة، ثم يحللها، ثم يتوصل إلى أسباب مادية بحتة لحدوثها، ويستخدم في ذلك حواسه، وتجاربه.
وأيضًا أجهزة تساعده، ثم يضع قانون واضح لتفسير الظاهرة، وتحديد أسباب حدوث الضوء مع شرحها، وكذلك أسباب الصوت وشرحها.
التفكير الفلسفي:
من خلاله تفسر الظاهرة عن طريق التأمل، والتفكير العقلي الشامل يعتمد الفلسفي على العقل والعقل فقط في تفسير هذه الظاهرة.
وربطها بغيرها من الظواهر سعيه الأساسي هو التفسير المنطقي ويبحث عن العلل التي توضح تفسير كل الظواهر التي تظهر في الكون.
قد يهمك أيضًا: أنواع استراتيجيات التعلم بالشرح التفصيلي
أساليب التفكير الناقد
من أنواع التفكير وهو يعتمد على المنطق في التفكير، وله أسس يعتمد عليها هي:
- الملاحظة، الاستنباط، والعقل.
- التجربة، والتواصل.
له مهارات خاصة، هي:
- تمييز الحقيقة، وتحديد المعلومات التي تتعلق بالموضوعات.
- صياغة الاسئلة والملاحظة والمرونة.
- التمييز ما بين الصحيح والخاطئ.
ومن معاييره:
- الصحة والوضوح والاتساع في الأفق.
- الدقة، والمنطق.
- من خطواته للتعامل مع المشكلات والمواقف:
- تحديد المشكلة وكافة جوانبها.
- تحليل المشكلات من جوانبها المختلفة، ودراسة الحلول المحتملة.
- طرح الأفكار المساعدة على التوصل للحلول.
- اتخاذ القرار والتنفيذ وضع الحل الذي تم اختياره قيد التطبيق.
اختبار أساليب التفكير
هو اختبار هدفه قياس الأسلوب السائد للتفكير عند شخص ما، في مواجهة المشكلات الحياتية، ويتم باستخدام التقدير الكمي لميل الشخص لمواجهة المواقف.
ومدى اعتياده على استخدام الأسلوب الذي يتم عليه القياس وتحدد الإجابات تفسير الأساليب المرغوبة، وتقاس بالدرجات التي يحصل عليها المفحوص من الاختبار.
فعند حصول المفحوص على 60 درجة وأعلى في أسلوب محدد دونًا عن غيره فهو ذو تفكير له بعد أحادي، وإن حصل على الدرجة في أسلوبين فهو ذو تفكير ثنائي البعد، وعلى هذا المنوال.
إن جمع درجات بين 48 و60 فهو ذو تفكير سطحي وحصوله على 26 في أسلوب ما يشير لأن هذا الأسلوب لا يثير اهتمامه، أما حصوله على 42 درجة وأقل فهو معارض لهذا الأسلوب وحصول المفحوص على 48 فمعارضته للأسلوب معتدلة.
إن حصل على 60 فهو يفضل هذا الأسلوب، وإذا كانت درجته 66 فهو يحبذ الأسلوب ويحب تفضيله، وإن كانت درجته 72 فهو الأسلوب الطاغي الذي يفضله المفحوص بشكل مطلق.
ننصحك بقراءة: أنواع البحث العلمي | الاهداف والخصائص
وبهذا نعلم أن أساليب التفكير عند البشر متطورة، وتُكتسب مع تراكم الخبرات ومع التعلم المستمر والتفاعل مع البيئة المحيطة بالإنسان.
وبالطبع هذا بدون الرضوخ لبعض الحدود التي تتعمد بعض المجتمعات وضعها للحد من قدرات أفرادها لتحافظ على قدرتها على السيطرة عليهم بما يخدم أهداف محددة.