ماهي الاقمار الصناعيه ودورها في العصر الحديث
تعتبر الاقمار الصناعيه أحد أبرز اختراعات التكنولوجيا الحديثة في وقتنا الحالي لاستكشاف الفضاء الشاسع، بجانب دورها الكبير في المساهمة بنقل الإشارات بمختلف أنواعها من أي مكان في العالم، مما يجعل الأقمار الصناعية المساهم الوحيد والفعال في البحث والاستكشاف بدقة عالية وبأداء متميز في كافة المجالات، وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة، ولهذا سوف نتعرف معكم في مُحيط على دور الاقمار الصناعيه في خدمة البشرية.
تاريخ الاقمار الصناعية
لم يكن يتخيل أحد في الماضي أن يجد وسيلة تمكنه من الوصول إلى الفضاء ومعرفة ما يتواجد خلف الفراغ، ولكن مع التطور التكنولوجي لم يكن هذا الحلم مستحيلًا، عندما كتب إدوارد ايفرت هيل في عام 1869 ميلاديًا قصة قصيرة عن إطلاق قمر صناعي في الفضاء، وفي عام 1903، ولم يمر على هذه القصة أكثر 34 عامًا، حتى نشرت قسطنطين تشياكوفسكي عن اكتشاف طريقة لدفع الأجهزة المختلفة.
وبعد إجراء العديد من الأبحاث في هذا المجال حتى عام 1957 ميلادية، الذي تم إطلاق أول قمر صناعي في العالم عن طريق الاتحاد السوفيتي، وتم تسميته “سبوتنيك 1″، وكان له العديد من الإمكانيات التي مكنته من تحديد كثافة طبقات الغلاف الجوي، و أطلق بعد ذلك القمر الصناعي ” سبتونيك 2 ” وكان على متنه كلب يدعى لايكا، وتوالت بعد ذلك العديد من التطورات التكنولوجية في مجال الأقمار الصناعي حتى الوصول إلى وقتنا الحالي.
وتم إطلاق حتى الآن حوالي 6600 قمراً صناعياً عن طريق حوالي 40 دولة على مستوى العالم، ولكن تختلف الأماكن التي تتواجد فيها في الفضاء، حيث يتم تقسيمها على حسب الغرض منها، ويتم إطلاق هذه الأقمار الصناعيه من الأرض بواسطة أنواع محددة من الصواريخ لغرض محدد، ومدار يتم التوافق عليه من الدولة المطلقة له.
اقرأ أيضًا: افكار مشاريع جديدة ومبتكرة للشباب
أنواع الاقمار الصناعية
هناك العديد من الاقمار الصناعيه التي تم إطلاقها على مدار أكثر من نصف قرن إلى الفضاء الخارجي للاستفادة منها بشكل كبير، سواء للبحث أو دعم شبكات الاتصالات والإنترنت، ناهيك عن الخدمات العلمية والاستكشافية الأخرى، ولهذا فإن هناك عدد كبير من أنواع الأقمار الصناعية التي يجب أن نتعرف عليها.
- الاقمار الصناعيه الفلكية: ويستخدم هذا النوع في رصد الكواكب البعيدة جدًا عن الأرض والمتواجدة في المجرات المحاولة لمجرتنا، بجانب البحث عن الأجسام الفضائية المختلفة.
- الأقمار الصناعية الحيوية: ويعتبر هذا النوع من الأقمار الصناعيه، تم تصميمه لحمل الكائنات الحية لعمل العديد من التجارب العلمية المختلفة عليها.
- أقمار الاتصالات: وتعمل هذه الأقمار بشكل دائم في الفضاء الخارجي، وذلك لغرض تسهيل وتسريع عملية الإتصالات السلكية واللاسلكية.
- أقمار رصد الأرض: تعتمد برمجة الأقمار الصناعية التي لا تستعمل في الغرض العسكري، على رصد الظواهر البيئية والأرصاد الجوية المختلفة.
- الأقمار الصناعية الملاحية: ويستخدم هذا النوع من الأقمار إشارات الراديو لتحديد أماكن أجهزة الإستقبال لتحديد أماكنها بالتحديد.
- الأقمار الصناعية القاتلة: تم صناعة هذا النوع لقدرته العالية على تدمير الصواريخ والرؤوس الحربية للعدو، والأقمار الصناعية الأخرى.
أنواع المدارات المتواجدة فيها الأقمار الصناعية
تختلف المدارات الجوية المتواجدة فيها الأقمار الصناعيه على حسب الاستخدامات المحددة لمثل هذه الأنواع، حيث أن أهمية الأقمار الصناعية، تتمثل في الغرض المستخدم لها والمكان المتواجدة فيه، بجانب دور تخصصها الأساسي.
- المدار الأرضي المنخفض: ويبلغ ارتفاعه ما بين 0 إلى 2000 كيلو متر.
- مدار أرضي متوسط: يتراوح ارتفاع هذا النوع من المدارات من 2000 كيلو متر إلى – 35786 كيلو متر، ويعرف تحت اسم المدار الدائري الوسطي.
- المدار المتزامن مع الأرض: ويتميز هذا المدار بأنه مدار دائري يصل ارتفاعه 35786 كيلومتر.
- المدارات الأرضية العالية: يبلع إرتفاع المدار الأرضي العالي إلى ما لا نهاية.
لماذا يتم إطلاق العديد من الأقمار الصناعية
تتعلق الأسباب التي تجعل الدول في إطلاق أقمارها الصناعية بنوع الخدمات التي تقدمها للدولة المطلقة لهذا النوع من الأقمار، ومن ضمنها قدرتها على توصيل الإنترنت فائق السرعة، بدلًا من الاعتماد على الأسلاك، ولذلك فإن أهمية الاقمار الصناعيه تتعلق في بتوصيل خدماتها إلى الأرض مباشرة، مما يمكنها من توصيل شبكة الإنترنت في جميع مدن العالم.
ولا تقتصر إرسال الأقمار الصناعية على هذا الأمر فقط، ولكن قد تصل إلى أن كل دولة تطمح بأن يكون لها قمرًا صناعيًا خاصا بها، بدل من الاعتماد على الدول الأخرى في تقديم خدماتها للجماهير، وذلك عن طريق البحث العلمي والاستكشافات داخل كوكب الأرض وخارجه، ناهيك عن المستخدمات العسكرية الأخرى، سواء عن طريق التجسس أو مراقبة نشاطات الدول الأخرى.
الاتصالات عبر الأقمار الصناعية
سهلت الاقمار الصناعيه في وقتنا الحالي من عملية الاتصالات بسهولة فائقة جدًا، وذلك من خلال استخدامها في إعادة بث الموجات اللاسلكية وتوزيعها بشكل كبير في أي مكان بالعالم، مما يمكن هذه الإشارة من انتقال أي شيء على الأرض، سواء المتعلق بالاتصالات أو شبكات الإنترنت وتحويلها إلى بث لموجات الراديو والتلفزيون، وتجعل جميع الأشخاص يشاهدون مثل هذه المعلومات بسهولة ويسر.
وتستطيع أقمار الاتصالات القيام بحل جميع المشاكل المتعلقة بإرسال الإشارات اللاسلكية بشكل جيد، في مختلف دول العالم، مما يمكنها من الوصول إلى الأماكن النائية التي لا تستطيع أبراج التغذية الشبكية الوصول إليها، ولذلك فإن إجراء المكالمات عبر الهواتف اللاسلكية التقليدية يحتاج منا شبكة شديدة التعقيد تحتوي على كمية كبيرة من الأسلاك والمبدلات المختلفة، لإرسال رسالة أو التواصل بين الشخص والآخر.
ويتم ذلك عند استخدام الهواتف النقالة للاتصال من أي مكان يتم فيه التقاط الإشارة اللاسلكية، ولكن في حالة استخدام الهواتف التي تسمى ” الثريا” والتي تقوم باتصالاتها عن طريق الاقمار الصناعيه ، تجعل الشخص يستطيع إجراء أي مكالمة هاتفية بدون تشويش أو قطع للإشارة.