الساموراي المحاربين القدماء في اليابان وأهم المعلومات عنهم
تعرف على الساموراي وعلى ما هو الإسم الذي يطلق على المحاربين القدماء في دولة اليابان وعلى ما هي أهم المعلومات العامة عنهم عبر موقع محيط، حيث يُعرف الساموراي (samurai) بأنهم عبارة عن مجموعة من الجنود المحاربين في دولة اليابان القديمة، هذا ويُطلق مصطلح الساموراي ليشير في حقيقة الأمر إلى المحاربين الأرستقراطين (البوشي) الذين تواجدوا خلال القرن 12 الميلادي، حيث تمكن هؤلاء المحاربين من الإمساك والتحكم بمقاليد الحكم في الدولة اليابانية القديمة حتى عام 1868 ميلادي، وفيما يلي سنتعرف على من هم الساموراي وعلى أهم المعلومات العامة عنهم بالتفصيل.
من هم الساموراي
يجب العلم أن مصطلح “ساموراي” مشتق في الأصل من الكلمة اليابانية (سابوراو)، وهي الكلمة التي تعني “يخدم”، وقد تم القيام بإستخدام هذا المصطلح لأول مرة في التاريخ في كوكين واكاشو في عام 702 بعد الميلاد.
حيث إستُخدم حينها للقيام بوصف مديري المحاكم وأولئك الأشخاص الذين هم من ذوي الرتب المتوسطة إلى المنخفضة أو الأدنى، ثم تم القيام بإستخدامها لاحقاً لوصف الحراس الإمبراطوريين المسلحين.
فقد كان مقاتلي الساموراي يعيشون في الدولة اليابانية في العصور الوسطى، وقد كان لهم الفضل الكبير في القيام بإحداث التغيير الكبير المستمر على كلا من المستوى الإجتماعي والفكري لكافة مواطني الدولة اليابانية.
وتتواجد حتى الأن العديد من المظاهر لهذا التغيير الكبير، والتي تؤثر بصورة كبيرة في عادات وتقاليد الشعب الياباني.
ومن الجدير بالذكر أن مقاتلي الساموراي يتمتعون بشكل كبير بالعديد من القدرات والمهارات العسكرية الكبيرة، فخلال فترة وجودهم على رأس الدولة اليابانية أوجدوا الكثير من الفنون الشعبية اليابانية التي لم تكن موجودة ومعروفة سابقًا.
ولعل من أهم هذه الفنون؛ المدونة الكبيرة التي تتحدث عن الأخلاق والشرف والإنضباط، والتي عرفت بإسم (بوشيدو) وهي الكلمة اليابانية التي تعني طريق المحارب.
وهي المدونة التي أصبحت فيما بعد سلوك للكثيرين في المجتمع الياباني بالكامل.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن محاربي ومقاتلي الساموراي كانوا يقومون بإستخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة أثناء القتال، منها الأقواس والرماح والبنادق والسهام.
هذا بالإضافة إلى السيف الذي كان يُعتبر سلاحهم الرئيسي الخاص بهم، كما أنه كان الرمز الأساسي الذي يرمز لهم.
لا تفوت فرصة التعرف على: انواع السيوف العربية واليابانية وأشكالها وأهميتها قديمًا
ما هي ثقافة محاربو الساموراي
على ما يبدو أن ثقافة محاربو ومقاتلو الساموراي لم تقتصر فقط على كلا من الفنون الحربية والقتالية، بل تعددت وتنوعت مصادر هذه الثقافة العريقة.
حيث إنها تأثرت كثيراً وبشكل كبير بالتعاليم الكونفوشيوسية والبوذية والشنتو وغيرها الكثير من الثقافات التي ساهمت وساعدت بصورة كبيرة على إضفاء معنى عميق وحقيقي على حياة كل محاربي الساموراي.
ومن الجدير بالذكر أنه وعلى الرغم من أن نظام الساموراي لم يعد موجود في دولة اليابان الحديثة، إلا أن التأثير الكبير لهذه الطبقة العريقة من البشر والتي قامت بالحكم لفترة زمنية طويلة ما يزال واضحًا جداً في الثقافة اليابانية الحديثة حتى الآن.
إذ يُلاحظ أن كلا من آثارهم وتراثهم ما تزال شاخصة ومنتشرة في مختلف أنحاء الدولة اليابانية، سواء أكانت الحدائق أو القلاع أو حتى المساكن الخاصة بهم.
وتعتبر كل هذه الآثار والمعالم الخاصة بمحاربي الساموراي محط إعتزاز وفخر من الشعب الياباني.
وعلى ما يبدو أن لفلسفة مدونة طريق المحارب التي تبنتها محاربي الساموراي أثر كبير جداً وراء إعتزاز اليابانيين وفخرهم بهم.
فهي مدونة تُشير إلى مراتب عليا ومكانات كبيرة من الشجاعة والشرف والقوة والوفاء حتى الموت ونكران الذات.
وبالتالي فهي مدونة بها مجموعة كبيرة من القواعد السلوكية والأخلاقية والإنضباطية المحترمة، والتي أصبحت فيما بعد عبارة عن نموذجًا جيداً يُحتذى به طوال الوقت.
لا تفوت فرصة التعرف على: نظام الحكم في اليابان
أهمية التعليم لدى محاربو الساموراي
يجب العلم أن محاربو الساموراي لم يكونوا مجرد مقاتلون يُتقنون الفنون القتالية وفنون الحرب فقط، بل كانوا محاربين ومقاتلين على درجة عالية جداً من كل من الثقافة والقراءة والكتابة.
فكان أحد أهم المبادئ الأساسية والضرورية لهذه الفئة من المحاربين أن يتقن محارب الساموراي كلا من القتال والتعلم على حد سواء، حيث كان شعارهم أن السيف والقلم في تناغم وإتفاق.
ولهذا السبب كان جنود ومحاربي الساموراي غالبًا ما يستمتعون ويتميزون كثيراً عن غيرهم بالكتابة بخط جميل جداً، هذا بالإضافة إلى تميزهم في كل من الموسيقى والشعر وفي دارسة مختلف أنواع الفنون والعلوم.
وعلى ما يبدو أن تلك المبادئ العليا والقيم السامية كانت السبب الحقيقي وراء تماسك وقوة جيوش الساموراي، والتي مكنتهم جداً من الإمساك بزمام الأمور والتحكم والسيطرة على الحكومة والبلاد.
وخلال عام 1160 ميلادي تم تأسيس أول حكومة يقودها مقاتلي الساموراي، وهو الأمر الي أدى إلى فقدان الإمبراطور لسيطرته الفعلية، وبالتالي أصبح وجوده مجرد وجودًا شكليًا.
وخلال هذه الفترة الزمنية جرى توظيف جنود ومحاربي الساموراي لخدمة طبقة النبلاء والقيام بحماية ثراوتهم وأموالهم.
لا تفوت فرصة التعرف على: معلومات عن اليابان واهم التفاصيل عنها
تراجع نفوذ الساموراي
لقد شهد نفوذ وحكم الساموراي تراجعًا كبيراً في أواخر القرن التاسع عشر، وقد حدث ذلك عندما سمحت دولة اليابان بدخول القوات الأمريكية إلى البلاد، حيث أعيدت السلطة في ذلك الوقت إلى الأسرة الإمبراطورية الحاكمة.
وكان ذلك بالتحديد في عام 1868 ميلادي، عندما إستعاد الإمبراطور ميجي الحكم وتمكن من الإمساك بزمام الأمور في دولة اليابان مرة أخرى.
وأصبح الساموراي في ذلك الوقت يعرف بإسم شيزوكو، وهي الكلمة التي تعني الساموراي السابق.
ومن الجدير بالذكر أن السلطة اليابانية كانت قد قامت بإتخاذ مجموعة من الإجراءات الفعلية التي تهدف بشكل أساسي إلى الحد من وجود مقاتلي الساموراي، فقامت بمنعهم من القيام بإرتداء زيهم الخاص بهم في الأماكن العامة.
ويجب العلم أنه قد تم القيام بإلغاء طبقة مقاتلي الساموراي كجيش كبير وقوة قتالية مقابل القيام بإنشاء جيش ياباني على غرار العديد من الجيوش الغربية.
وبالتالي تم القيام بالإستعانة ببعض جنود الساموراي حتى يكونوا ضباط منظمين للجيش الياباني الجديد تحت قيادة الجيش الإمبراطوري الياباني.
في حين انضم آخرون من محاربي الساموراي ليكونوا جزء أساسي من الحكومة اليابانية، ومع ذلك ظل الشعب الياباني حتى وقتنا الحالي يفتخر وبشدة بمحاربي ومقاتلي الساموري وبثقافتهم المميزة.
لا تفوت فرصة التعرف على: مميزات التعليم في اليابان
أهم المعلومات العامة عن الساموراي
- لقد دخل مقاتلي الساموراي في العديد من المعارك المضادة للإقطاعيين على العديد من الأراضي اليابانية، كما أنهم ساعدوا على القيام بتوحيد الدولة تحت الإشراف الحكومي المركزي عام 1886 ميلادي.
- من أهم مميزات محاربي الساموراي أنهم كانوا مطيعين جداً لقاداتهم، حيث أنهم كانوا يروا أن ذلك من الواجبات الحتمية والأساسية لهم، فكانوا دائمًا ما ينفذون جميع الأوامر بدون القيام بالتفكير فيها.
- إذا شعر محارب الساموراي بحالة كبيرة من الفشل في القيام بتنفيذ إحدى الأوامر، أو إذا شعر أحدهم بالخزي والعار تجاه القادة أو العائلة، أو إذا تم أثره من قبل جيش العدو؛ فإن محارب الساموراي يُقدم على الإنتحار عن طريق القيام بشق البطن من الجهة اليسرى إلى الجهة اليمنى، ويقوم بذلك وهو جاثٍ على ركبتيه، ويعرف هذا الفعل بإسم السيوكو.
- يرتدي محاربي الساموراي خلال خوض المعارك الكبيرة المختلفة عدة أقنعة مخيفة، لأنهم كانوا يعتقدون أن تلك الأقنعة المخيفة قد تشعر العدو بالرعب الشديد والخوف الكبير.
- كان محاربي الساموراي في الدولة اليابانية القديمة عبارة عن رجال وإناث، فلم يكن مقتصراً على فئة الرجال فقط، حيث كانت المرأة حينها تتلقى جميع التدريبات القتالية بكافة أنواعها، هذا وقد إستطاعت المرأة إثبات كفاءتها القتالية عند إنضمامها إلى جيوش الساموراي، كما أنها قد خاضت جميع المعارك والحروب بجانب الرجال.
- لقد بلغ أعداد محاربي الساموراي في الدولة اليابانية القديمة بالعصور الوسطى حوالي أكثر من 2 مليون مقاتل.
- من أهم سمات وصفات الجندي التابع للساموراي أنه كان يقوم بالتعامل مع جميع أسلحته بأسلوب ومعاملة خاصة جداً، وخصوصاً السيوف، فقد كان جنود الساموراي يعاملون السيوف بقدر كبير جداً من الإحترام، حيث أنه كان هناك إعتقاد سائد ومنتشر بينهم بأن روح الجندي تقوم بأخذ السلاح أو السيف مخبئًا لها.
بذلك نكون قد تعرفنا على من هم الساموراي وعلى ثقافة محاربو السماوراي، كما تعرفنا على أهمية التعليم لدى هؤلاء المحاربين العظماء، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على أهم المعلومات العامة حولهم.