احترام كبار السن في الإسلام وأهميته ومظاهره وكيفية نجاح العلاقة معهم
احترام كبار السن هو واحد من أهم الأشياء التي حث عليها الإسلام، وفرض أساسي على الصغار بشكل خاص، وذلك بسبب تمتع الأشخاص المتقدمين في العمر بمكانة عالية، بسبب خبرتهم الكبيرة، وعلينا أن نربى أبنائنا على تلك القيم منذ نعومة أظافرهم، وتنبيههم إلى ضرورة تكريم الأشخاص كبار السن، وجعلهم لا يكونوا في حاجة إلى أي أحد.
احترام كبار السن
الدين الإسلامي قام بتكريم الإنسان بوجه عام، وكبار السن بصفة خاصة ومن أهم الآداب التي تساعدنا في عمل ذلك ما يلي:
- السلام على كبار السن والحرص على قول التحية عندما نمر بالأشخاص الكبار، وهذا بسبب وجوب التعامل معهم بوقار، مثلما أوصانا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.
- مراعاة كبار السن في التجمعات الاجتماعية، وجعل الأولوية لهم في الضيافة والكرم.
- التعامل مع الأشخاص المتقدمين في العمر بكل رحمة وود، والحرص على عدم ارتفاع الصوت أثناء وجودهم.
- إعطاء كبار السن الاحترام والوقار في كل المواقف الاجتماعية.
احترام كبار السن في الإسلام
نص الدين الإسلامي على ضرورة احترام كبار السن، نظرًا لما يتمتعون به من منزلة كبيرة وذلك للأسباب التالية:
- واحد من أهم الآداب الدينية التي فرضت علينا في الإسلام، وجاء تأكيد عليها في السنة النبوية احترام كبار السن، ولا يوجد شخص لا إيمانه قوى وصالح إلا وكان يحترم الكبار.
- ينال الشخص رضا ربه عندما ينفذ تعاليم الدين، ويوقر كبار السن، وذلك مراعاة لتاريخه السابق، ووضعه الاجتماعي في تلك المرحلة.
- عندما يقوم الأشخاص بالانخراط مع كبار السن في المجتمع، يقلل ذلك من تعرضهم للاكتئاب والمشاكل النفسية.
- هناك مجموعة من الأساسيات التي نص عليها الدين الإسلامي في التعامل مع الأشخاص المتقدمين في السن، مثل الحرص على الإحسان إليهم، ومنحهم الرعاية الصحية الخاصة بهم، وتوفير الأمان الاجتماعي لهم.
- جاء في السنة النبوية ضرورة التعامل مع كبار السن بصورة جيدة، وتوفر لهم أهم الأشياء التي توفر لهم حياة كريمة دون الحاجة إلى أحد.
- المجتمع الإسلامي قائم على التأخي وحب الأشخاص الخير لمن حولهم.
مظاهر احترام كبار السن
يمكنك التعرف على: عبارات عن الاحترام تجعلك ترفع القبعة لمن يحترمك
يوجد أكثر من صورة لبعض المواقف التي تشير إلى احترام الأشخاص المتقدمين في العمر مثل ما يلي:
- الدعاء لهم: يجب الحرص على الدعاء للأشخاص المتقدمين في العمر بالأدعية التي تجعلهم يشعرون بالسعادة، مثل البركة في العمر، أن يزيد إيمانهم أكثر، تحقيق أي شيء يريدونه، بعد أي شيء سيء قد يسبب لهم الضرر عنهم.
- نأخذ في الاعتبار ضعفهم: الشخص كلما تقدم في السن، زاد ضعفه، لذلك يجب علينا أن نراعي مثل هذه الأمور، ونهتم جيدًا بالكبار من الناحية الجسمانية والنفسي، ويعزز من ثقتهم في أنفسهم.
- نترك لهم مساحة للتحدث: أهم آداب احترام كبار السن هو جعله يتكلم بكل راحة وعندما ينهي كلامه نتكلم نحن، كما يجب أن نقدمهم عنا في كل شيء من أمور الحياة مثل الأكل، الشرب، الدخول إلى الأماكن المختلفة أو الخروج منها.
- إحسان الخطاب: وذلك من خلال المناداة بكلمات طيبة مليئة بالحب، والتعامل معهم بلين، وإعطائهم الوقار والمكانة العالية في التعامل، مثل ذكر كلمة حضرتك عند التحدث معه، أو مناداته بلقب العم، وغيرها.
- إلقاء التحية عليهم: يجب أن يبدأ صغار السن بإلقاء التحية والسلام على الأشخاص المتقدمين في العمر، وذلك يكون بأدب ووقار.
- المعاملة الحسنة: من أهم حقوق الأشخاص المتقدمين في العمر، أن يتم التعامل معهم بصورة جيدة، ويكون هناك كرم واهتمام بهم، وقول افضل الكلمات، وتبادل أطراف الحديث وزيادة الود، خاصة وأن احترام الشعر الشائب لكبر السن يعد تعظيم وإجلال لرب العالمين سبحانه وتعالى.
- الاحترام والوقار: احترام كبار السن ذكر في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (ليس منا من لم يرحمْ صغيرَنا، ويُوَقِّرْ كبيرَنا) بسبب كبر مكانتهم.
يمكنك التعرف على: حكمة رجل عجوز شاب رأسه من أفاعيل الحياة
أشياء أساسية يجب توفرها لكبار السن
احترام كبار السن يتضمن مجموعة من الأساسيات التي لا غنى عنها مثل ما يلي:
- أخذ الشخص الكبير قدوة، ومنحه الاحترام والوقار في التعامل.
- يتمتع كبار السن بمكانة كبيرة عند ربهم، لذلك يجب أن نسمو بمكانتهم الاجتماعية وتمنحهم الاحترام اللازم، خاصة وأن الله سبحانه وتعالى لم يرزقهم بالبركة في العمر إلا لوجود سبب وحكمة من ذلك.
- الرحمة بين المسلمين وبعضهم البعض خاصة كبار السن، والحرص على بقاء الود والتواصل الاجتماعي معهم بين الحين والأخر.
- الحرص على كرامة الأشخاص المتقدمين في العمر، خاصة وأن الله كرم الإنسان في كل شيء في حياته، وجعل له مكانة خاصة وأعطاه مهمة إعمار الأرض وهو صغير، وعندما يكبر أوصى باحترامه، وتوفير له أساسيات الحياة والحرص على حالته النفسية بالتعامل معه معاملة جيدة.
- البر والتعامل بإحسان مع الآخرين تمنح الشخص الرزق والبركة في العمر، وتحد من حدوث الفتن، ووقوع الأشياء السيئة، وتجلب الخير وذكر في حديث عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(هل تُنصرونَ وتُرزقون إلَّا بضعفائكم)
يمكنك التعرف على: بحث عن حقوق الوالدين | واهم الواجبات تجاه الوالدين
ما هي أهمية احترام كبار السن
عندما يتقدم الإنسان في العمل يكون لديه العديد من الخبرات الحياتية، والحكمة التي تجعله يحسن التصرف، وجنى الكثير من الأموال، لكن بالرغم من ذلك تقل صحته، تضعف قواه لذلك حث الدين على احترام الكبير والتعامل معه بكل وقار، وهذا للأسباب التالية:
- واحد من تعاليم الدين الإسلامي احترام الكبير، لذلك يعد ذلك الأمر هام جدًا في تحلى الشخص بالآداب الدينية والتزامه بما جاء في السنة النبوية، وهذه الصفة تميز بها جميع الأنبياء والأشخاص المؤمنين الصالحين.
- جاء في كتاب الله الكريم عن كبار السن الآية التالية ((ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً)) وذلك للحث على الاهتمام بهم ورعايتهم.
- الحصول على حب الله سبحانه وتعالى ورضاه، وذلك بسبب طاعته فيما أمرنا به، بخصوص احترام كبار السن والتعامل معهم بود ورحمة، ومنحهم الوقار اللازم تقديرًا لما مروا به على مدار سنوات طويلة.
- الاهتمام بمبدأ احترام الكبير يجعل كبار السن يشعرون بالإهمال أو المعاناة في حياتهم، ويعيشون المتبقي من حياتهم في استقرار وهدوء.
يمكنك التعرف على: بطاقة شكر للمعلمة من طالبة بكلمات رائعة بها تقدير للجهد المبذول
إرشادات هامة لنجاح العلاقات مع كبار السن
يجب أن تكون العلاقة مع كبار السن مليئة بالود والحب والرحمة وذلك من خلال إتباع الخطوات التالية:
- بقاء الود والاتصال بشكل مستمر مع كبار السن لأن ذلك يجعلهم يشعرون بالاطمئنان.
- أن نناديه بأفضل الاسماء التي يحبها.
- الاستماع له باهتمام وترك المساحة الكافية له للتحدث.
- الاهتمام بكل شئون كبار السن خاصة إذا كانوا يعانون من مرض ما.
- البدء بتعليم أطفالنا الصغار احترام الكبير، والسلام عليهم باستمرار عند المرور بهم.
ذكر في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يكرم ذا الشيبة؛ إلا قيض الله له من يكرمه في سنة” وهذا يشير إلى احترام كبار السن ويؤكد على نيل رضا الله سبحانه وتعالى عندما نجعل ذلك المبدأ أساسي في حياتنا.
ذكرنا كيف يتم احترام كبار السن والأسس الخاصة بذلك، ويجب على الشباب الصغير أن يعرف أن جزاء الإحسان هو الإحسان، والحسنة لها عشرة من أمثالها، وعندما يوقر الشخص كبار السن ينال الثواب والمكافأة من ربه في الدنيا عندما يكبر حيث يجد من يكرمه، وفى الآخرة يحصل على الفوز الكبير من ربه.