بحث حول التخطيط الاستراتيجي
تقوم العديد من الشركات بإجراء بحث حول التخطيط الاستراتيجي ليتعرفوا على كل ما يتعلق به ولكي يجدوا نقاط القوة التي يمكنهم استغلالها ليحققوا النجاح في مخططهم، ومن خلال هذا المقال سنذكر جميع المعلومات المتعلقة بالتخطيط الشخصي لعمل بحث شامل عنه.
بحث حول التخطيط الاستراتيجي
سنقدم من خلال هذا البحث إطار التخطيط الاستراتيجي العام، ومعرفة كل ما يتعلق به، حيث سنوضح تعريف التخطيط الاستراتيجي وأهميته، وخصائصه، ومتطلباته، والعوامل المؤثرة عليه بالإضافة إلى مكوناته وأنواعه ومراحله:
تعريف التخطيط الاستراتيجي
قام العديد من المفكرين والباحثين بتناول تعريف التخطيط الاستراتيجي وشرحه لأكثر من معنى، وفيما يلي أهم تعريفاته:
- عملية توضح أهداف المؤسسة التي تسعى لإنشائها.
- عملية إدارية تتعلق بإدامة ووضع علاقة بين تطلعات المؤسسة وأهدافها، وإعادة تنظيم أنشطة المؤسسة بشكل صحيح يحقق الأرباح والنمو في المستقبل.
- القدرة على التوافق بين التهديدات والفرص الناشئة عن بيئة المؤسسة الخارجية وقدرات المؤسسة الذاتية.
- عملية تطبيق سياسات واستخدام موارد لتحقيق أهداف المؤسسة، واتخاذ قرارات فيما يتعلق بهذه الأهداف.
- عملية نظامية متواصلة ينفذها أعضاء من القادة بالمؤسسة مثل اتخاذ القرارات المتعلقة بتطور المؤسسة ومستقبلها، بجانب العمليات والإجراءات المطلوبة لتحقيق مستقبل المؤسسة المنشود، وتحديد كيفية قياس مستوى نجاح تحقيق التخطيط الاستراتيجي.
أهمية التخطيط الاستراتيجي
أهمية التخطيط الاستراتيجي كبيرة للغاية، ويمكن ذكر تلك الأهمية بالتفصيل من خلال النقاط التالية:
- يوفر للعاملين فرصة بالمنظمات عبر مشاركتهم عملية اتخاذ قرارات المؤسسة، حيث يشعرهم هذا بالمشاركة وأنهم حققوا نوع من الرضا بداخلهم.
- تحقيق القدرة على القيادة والتأثير، فلا تكون قرارات المؤسسة مجرد ردود أفعال أو مجرد مستجيبة للأحداث الجارية.
- إتمام القدرة على التوفيق بين أوجه النشاط المختلفة، والالتزام بأهداف الإدارة الاستراتيجية التي تقوم بوضعها.
- تقليل آثار الظروف المحيطة السلبية، والتي تزيد من الفعالية والكفاءة.
- تشخيص آثار العوامل البيئية الخارجية على حركة الإدارة، وتوقع ظروف عدم التأكد بالنسبة لها، وتحديد الفرص المتاحة والقيود التي تفرضها، حيث يسهم في تحقيق كفاءة وفعالية المؤسسة.
- توفير إطار تمكين الإدارة من الترشيد في اتخاذ القرارات.
خصائص التخطيط الاستراتيجي
يتميز التخطيط الاستراتيجي بالعديد من الخصائص التي تساعد على تحقيقه، وفيما يلي هذه الخصائص بالتفصيل:
- التركيز على البيئة الخارجية والداخلية على حد سواء، والاعتماد على النوعية والمعلومات الكمية معًا.
- تحقيق الحوار البناء والتفاعل بين المستويات الثلاث للإدارة في تخطيط مستقبل التنظيم وطرق تطوره ونجاحه، وهي (العليا – الوسطى – الدنيا) ويرشد لاتخاذ قرارات بشأن العملية الإدارية.
- يسهم لدعم أساليب اتخاذ قرارات المؤسسة المستقبلية بشكل عملي يقوم على التحليل والتوقع والدراسة لاتخاذ أكثر القرارات القابلة للتنفيذ، وأفضلها.
- يهدف لإحداث تغييرات هامة وجوهرية بالمؤسسة خلال فترة طويلة الأمد، بجهود مهمة وتكاليف كبيرة.
- يتميز بالمرونة حيث يستطيع أن يواجه أي تغيرات محتملة أثناء التنفيذ.
شاهد أيضًا: أهمية التخطيط التربوي
متطلبات التخطيط الاستراتيجي
هناك عدد من المتطلبات للتخطيط الاستراتيجي، وفيما يلي أهم هذه المتطلبات:
- توفر خبرات متخصصة بمجال التخطيط: تكون مؤهلة لإعداد وتحضير الخطة، وكلما كانت كفاءة هذه الخبرات مرتفعة، كلما ارتفع مستوى الخطة وكانت أكثر قابلية للنجاح.
- دعم الإدارة العليا: إن اتخاذ الإدارة العليا لقرار تنفيذ أي خطة، وتحمل مسئوليته للآخرين ليس كافيًا، بل لابد من اتخاذها موقع القيادة للمشروع، ولكي تنجح أي خطة استراتيجية لابد من تقديم الدعم الحقيقي للقيادة، فيجب أن يشعر كل الموظفين بالمشروع أنه يمس الإدارة العليا وأنها تراقبه باستمرار وتدعمه فينبغي عدم التهاون فيه.
- دور الإدارة العليا: لابد من وضوح دور الإدارة العليا منذ بداية المشروع وكذلك أثناء التنفيذ، كما يجب توفير آلية واضحة للتنسيق بين الإدارة الوسطى والإدارة العليا بخصوص مشروع الخطة.
- تشخيص وضع المؤسسة: وهي تعتبر مرحلة تشخيصية مبكرة، يتم خلالها الكشف عن سبب المشكلة، أو الكشف عن وجود فرص متاحة يمكن استغلالها.
العوامل المؤثرة على التخطيط الاستراتيجي
عملية التخطيط الاستراتيجي هي الخطوات التي تتخذها أي مؤسسة حتى تطور ميزانيتها، ولتوجيه الأنشطة المستقبلية لها، ويمكن تحديد العوامل التي تؤثر في عملية التخطيط الاستراتيجي، من خلال التالي:
- عمليات التواصل الداخلي (Internal Communication).
- الثقافة التنظيمية (Organizational culture).
- الهيكل التنظيمي (Organizational structure).
- القيادة التنظيمية (Leadership).
- أصحاب المصالح (Stakeholders).
ما هي مكونات التخطيط الاستراتيجي؟
يتكون التخطيط الاستراتيجي من أربع مكونات مهمة، وهي كالتالي:
- المستقبلية في اتخاذ القرارات: يمثل هذا العنصر تحديد الأهداف المستقبلية وطريقة أو كيفية تحقيقها، حيث تقوم المؤسسة بتحديد المخاطر والفرص المستقبلية، وتجمع المعلومات التي تتعلق بالأمر لتتكون لديها خلفية مناسبة لاتخاذ القرارات التي تتعلق بتجنب واكتشاف المخاطر.
- العملية: حيث يتضمن التخطيط الاستراتيجي عملية التحديد المسبق لمختلف الجهود التنظيمية المطلوبة، من يقوم بها، ومتى يتم اتخاذها، فالعملية مستمرة بسبب التغير المستمر في البيئة الخارجية والداخلية.
- الفلسفة: حيث أن التخطيط الاستراتيجي طريقة واتجاه في الحياة، وهو اقتناع وثقافة ينبغي أن تتوفر لدى القائمين عليه.
- الهيكلية: يربط التخطيط الاستراتيجي بين ثلاثة أنواع من الخطط وهي البرامج أو الخطط قصيرة المدى، والبرامج أو الخطط متوسطة المدى، والخطط الاستراتيجية، ويتطلب ذلك وجود علاقة هيكلية تربط بين هذه الأنواع، وتقوم هذه الهيكلية بمساعدة الإدارة العليا في تحويل الخطط الرئيسية لها إلى قرارات تحقق الأهداف النهائية.
شاهد أيضًا: أهمية التخطيط الاستراتيجي وأنواعه 2025
ما هي أنواع التخطيط الاستراتيجي؟
للتخطيط الاستراتيجي ثلاثة أنواع، يمكن التمييز بينها على النحو التالي:
- التخطيط الدفاعي: هذا النوع يغلب عليه الاتجاه التكيفي مع متغيرات ومعطيات البيئة الخارجية، فهو يركز على التوصل للحلول المناسبة لمواجهة المشاكل القائمة، وهذا النمط يميل إلى المركزية أكثر من الشمولية.
- التخطيط الريادي: هذا النوع يغلب عليه الاتجاه لكشف المستقبل ويحاول معرفة المشكلة الكامنة قبل أن تقع وكذلك البحث عن فرص جديدة، وهذا النمط يميل إلى العمومية أكثر من المركزية.
- التخطيط التحليلي: هذا النوع يعتمد على المسح الموضوعي البيئي، وما ينتج عنه من مؤشرات ومعلومات، ويتضمن البحث عن فرص جديدة، كما يتضمن مواجهة المشاكل القائمة بالحلول المناسبة، وهذا النمط يميل إلى المركزية والشمولية في نفس الوقت.
شاهد أيضًا: مراحل التخطيط الاستراتيجي
ما هي مراحل عملية التخطيط الاستراتيجي؟
مراحل التخطيط الإستراتيجي تصنف إلى خمس مراحل، وهي كالتالي:
- الرؤية الاستراتيجية: هي مسار المؤسسة المستقبلي، والمركز السوقي الذي تريد تحقيقه، ونوعية الإمكانات والقدرات التي تخطط لتنميتها، وهي تتكون من ثلاثة عناصر (الأهداف – القيم الرئيسية – المهام الرئيسية)، ولها سبع خصائص (الإعلامية وقابلية الإيصال – الجاذبية – التركيز – المرونة – الخيالية – المتجذرة – الجماعية)
- الرسالة الاستراتيجية: وهي الإطار الذي يميز المؤسسة عن غيرها، من حيث أسواقها وعملائها ومنتجاتها ومجال نشاطها، وهي تبين سبب وجود المؤسسة وهويتها، ومكونات الرسالة هي (عملاء المؤسسة – مجال عملها – الخدمات والمنتجات – الأسواق – التكنولوجيا).
- الأهداف الاستراتيجية: وهي النتائج النهائية للنشاطات المنظم لها، وتعبر عن نية أو هدف المخطط، وخصائصها (الوضوح – المرونة – الدقة – قابلية الفهم).
- التحليل الاستراتيجي: هو تحليل ومراجعة البيئة الخارجية للتعرف على التحديات التي يمكن أن تواجه المؤسسة، وكذلك تحليل ومراجعة البيئة الداخلية للتعرف على نقاط القوة والضعف في المؤسسة.
- الخيار الاستراتيجي: وهي مرحلة تأتي بعد التحليل البيئي، ويتم خلالها عرض البدائل الاستراتيجية واختيار الأفضل منها وفق المعايير المعتمدة على نتائج التحليل الاستراتيجي، والتي تحددها عملية الخيار.
ختاما، فإن التخطيط الاستراتيجي يعتبر مفهوم معقد وواسع وذلك لتعدد أبعاد تكوينه، وارتباطه بالمستقبل الذي يتصف بالديناميكية والتغير المستمر والسريع، وكذلك تفاعله مع البيئة الخارجية الغير مستقرة.
