أذكار للمريض يوم الجمعة
أذكار للمريض يوم الجمعة
الدعاء للمريض من أفضل وسائل الأخذ بالأسباب مع التداوي والعلاج، ويوم الجمعة فيه ساعة استجابة، نلجأ إلى الله فيها ونردد أذكار للمريض يوم الجمعة حتى يرفع الله عنه البلاء ويعجل له بالشفاء.
ساعة الاستجابة في يوم الجمعة
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتحرى ساعات الاستجابة دائمًا حتى نتقرب إلى الله فيها بالدعاء، ونفوز بالاستجابة وتحقيق المراد، وما أحوجنا إلى معرفة أذكار للمريض يوم الجمعة حتى يشفينا الله من كل مرض، ويخفف آلام كل مريض.
وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: “فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه الله إياه”،وأخرج سعيد بن منصور في سننه أن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: “إن أناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا فتذاكروا في ساعة الجمعة فتفرقوا ولم يختلفوا أنها في آخر ساعة من يوم الجمعة”.
كما أخرج أبو داود في سننه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يوم الجمعة اثنتا عشرة -يريد ساعة- لا يوجد مسلم يسأل الله شيئًا إلا أتاه الله عز وجل فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر”.
واتفق العلماء من الأحاديث السابقة على وجود ساعة استجابة في يوم الجمعة، ولكنهم اختلفوا في تحديدها على أكثر من قول، وكلاً منهم يستشهد بحديث أو موقف لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
منهم من قال إنها من جلوس الإِمام إلى انقضاء الصلاة، وذلك لما جاء من حديث أبي بُردة بن أبي موسى، أن عبد الله بن عمر قال له: أسمعتَ أباك يحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة شيئًا؟ قال: نعم سمعتُه يقول: “هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضى الصلاة”.
والقول الثاني: أنها بعد العصر،وهذا هو القول الراجح عند عبد الله بن سلام، وأبي هريرة، والإِمام أحمد، ودليله ما جاء في حديث أبي سعيد وأبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن في الجمعة ساعة لا يُوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر” رواه أحمد.
فضل آيات القرآن الكريم في شفاء المريض
مما سبق يتضح من خلال موقع محيط أن يوم الجمعة من الأيام المباركة التي يجب أن يلجأ كل مريض فيها إلى الله عز وجل بالدعاء أن يرفع عنه البلاء، لذلك يحتاج كلاً منا أن يتعلم أذكار للمريض يوم الجمعة حتى يتجه إلى الله بها في ساعات الاستجابة، وأول هذه الأذكار هي آيات القرآن الكريم التي نُرتلها عند المرض.
عن أبي سعيد الخدري رضي الّله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف سورة الفاتحة بأنها رقية، وأقر الصحابي الذي رقى بها من لدغة العقرب ونحوه. “رواه البخاري ومسلم”، وقال ابن القيم: “ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها، آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا، ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع “.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه، جعلت أنفث عليه وأمسح بيد نفسه، لأنها كانت أعظم من بركة يدي. “رواه البخاري ومسلم”.
إقرأ أيضًا: دعاء السيدة زليخة للزواج من سيدنا يوسف
رقية المريض من القرآن الكريم
بالرغم من أن القرآن كله شفاء، إلا أنه يُستحب البداية ببعض الآيات القرآنية عند قراءة أذكار للمريض يوم الجمعة، أو في أي وقت آخر من أوقات استجابة الدعاء، وذلك لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل تلك الآيات في شفاء المريض، ومن هذه الآيات:
سورة الفاتحة
“بسم الله الرحمن الرحيم* الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين* إياك نعبد وإياك نستعين* اهدنا الصراط المستقيم* صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين”.
الإخلاص والمعوذتين
- “قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوًا أحد”.
- “قل أعوذ برب الفلق* من شر ما خلق* ومن شر غاسق إذا وقب* ومن شر النفاثات في العقد* ومن شر حاسد إذا حسد”.
- “قل أعوذ برب الناس* ملك الناس* إله الناس* من شر الوسواس الخناس* الذي يوسوس في صدور الناس* من الجِنّة والناس”.
آية الكرسي
“الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سِنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم”.
أواخر سورة البقرة
“آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير* لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين”.
أذكار للمريض يوم الجمعة من السنة النبوية
عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أتى مريضًا أو أُتي به إليه، قال: “أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقمًا” رواه البخاري ومسلم.
وجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لعثمان بن أبي العاص لما اشتكى إليه وجعًا يجده في جسده: ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثًا، وقل سبع مرات: “أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر”.
وروى أبو داود عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اشتكى منكم شيئًا أو اشتكاه أخ له فليقل: “ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ”.
دعاء المريض لنفسه
يمكن للشخص أن يردد على نفسه أذكار للمريض يوم الجمعة وأوقات الاستجابة، وذلك لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أباح أن يدعو المريض لنفسه بالشفاء، فيمكن أن يقول:
- “اللهم يا سامع دعاء العبد إذا دعاك، يا شافي المريض بقدرتك، اللهم اشفيني شفاء لا يغادر سقماً، اللهم ألبسني لباس الصحة والعافية يا رب العالمين”.
- “اللهمّ إنّي أسألك من عظيم لطفك، وكرمك، وسترك الجميل، أن تشفيني وتمدّني بالصّحة والعافية”.
- “اللهم إني أسألك بصفاتك العليا التي لا يقدر أحد على وصفها، وبأسمائك الحسنى التي لا يقدر أحد أن يحصيها، وأسألك بذاتك الجليلة ووجهك الكريم أن تشفيني وتعافيني بحولك وقوتك”.
أوقات الاستجابة المستحب فيها الدعاء للمريض
كما يُستحب ترديد أذكار للمريض يوم الجمعة، يُستحب أيضًا الدعاء له في كافة أوقات الاستجابة التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها:
- الثلث الأخير من الليل.
- الدعاء أثناء السجود.
- دعاء الصائم.
- تحري ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان.