أسباب سقوط الدولة الحمدانية
سقوط الدولة الحمدانية كان له عدة أسباب منها أسباب داخلية وأخرى خارجية، والدولة الحمدانية كانت إحدى الدول الإسلامية التي استقل بها حكامها لتكون دولة ذات حكم ذاتي وفي نفس الوقت تابعة للخلافة الإسلامية وتحت حمايتها وقبل الحديث عن سقوط الدولة الحمدانية يجب أن نذكر نشأتها ومؤسسيها وأهم حكامها.
سقوط الدولة الحمدانية
الدولة الحمدانية هي واحدة من الدول الإسلامية المستقلة التي ظهرت في العصر العباسي، وكانت بدايتها في بلاد الموصل بالعراق على يد الأمير ناصر الدولة.
ثم ضعفت في الموصل فأقامها سيف الدولة علي بن الهيجاء مرة أخرى في الشام، ومرت الدولة الحمدانية بالمراحل الأساسية لأي دولة بداية من فترة النشأة التي كانت على يد ناصر الدولة وأخيه سيف الدولة.
ثم فترة الازدهار والتقدم في عهد سيف الدولة، ثم الضعف والسقوط في عهد سعيد الدولة، وسقطت الدولة الحمدانية في حلب سنة 1003 على يد الدولة الفاطمية.
إلى أي قبيلة تنتمي الدولة الحمدانية
يرجع نسب مؤسسو الدولة الحمدانية إلى واحدة من القبائل التابعة للعرب الجاهلية وهي قبيلة تغلب من بطن ربيعة بن نزار، وقد تميزت جماعة تغلب ابن وائل بأعدادهم الكبيرة حتى أصبحت لهم مكانة عظيمة بين القبائل.
حيث كان أصلهم من العرب من بني عدنان، وكانت بداية مسكنهم في الجزيرة وبيوت ربيعة، بعد ذلك هاجروا منها إلى بلاد الروم مع الإمبراطور الروماني هرقل.
عاد بنو تغلب مرة أخرى إلى موطنهم ومع ظهور الإسلام وانتشاره في ربوع الجزيرة العربية لم يعتنقه منهم إلا عدد قليل أما أغلبهم فكانوا من أعداء هذا الدين حتى أنهم تحالفوا مع الرومان ضد المسلمين في الحروب التي قامت بينهم سنة 12هـ.
في عهد الخليفة عمر بن الخطاب – رضوان الله عليه – كان عليهم دفع الجزية المقررة وقد اعترضوا على لفظ “الجزية” بدعوى أنه يقلل من شأنهم أمام العرب.
لذا كانوا يدعونها بالصدقة – مثل التي كان يدفعها المسلمون – لكنهم كانوا يدفعون أضعاف ما يدفع المسلمون.
لا يفوتك معرفة: أسباب سقوط الدولة الفاطمية | أشهر 14 اسم لخلفاء الدولة الفاطمية
من هو مؤسس الدولة الحمدانية
- أسس الدولة الحمدانية في حلب الأمير سيف الدولة علي بن الهيجاء التغلبي الذي نشأ بمدينة ميافارقين الشهيرة التابعة لمدن ديار بكر
- ولد سنة 303 هـ في الوقت الذي وُلي فيه والده أميراً على الموصل.
- أهتم والده بتعليمه منذ طفولته فعلمه فنون القتال وبرع في الصيد والفروسية حتى أصبح من أمهر الفرسان في شبابه.
- عندما دخل “البريدين” مدينة بغداد سنة 330 وألحقوا الهزائم بالمتقي بالله (أحد الخلفاء العباسيين) وأرغموه على الخروج منها.
- خرج لاجئًا إلى الموصل وأرسل إلى الحمدانيين يطلب مساعدتهم، فقام الأمير علي بن الهيجاء بمطاردهم حتى وصلوا إلى المدائن واستطاع هزيمتهم بقواته.
- بعد انتصاره على البريدين كفاءه الخليفة بأن لقبه باسم سيف الدولة ثم جعله اسمه يوضع لأول مرة على العملة.
- حقق العديد من الانتصارات على الدولة البيزنطية، فبدأ بأن قاوم هجومهم المتكرر على بلاده وعمليات السلب والنهب ثم استطاع أن يحمي حدود الدولة الإسلامية من هجماتهم حتى تمكن من أن يصل إلى حدود دولتهم الداخلية ويتوغل فيها.
- اختار مدينة حلب لتكون عاصمته، فعيّن نفسه أميًرا عليها وعلى إقليم الثغور والعواصم والجزيرة الفراتية.
- مات سنة 356 وجاء بعده ولده سعد الدولة الذي حاول ترميم البلاد مما لحق بها أثناء صراعهم مع الرومان.
حكام الدولة الحمدانية
حكم الدولة الحمدانية عدة أمراء منهم من كان بالموصل ومنهم في حلب ومن هؤلاء الحكام:
ناصر الدولة
- كان ناصر الدولة أول الحكام الحمدانيين في الموصل، وبدأ حكمه في عهد الدولة العباسية أثناء خلافة أبو الفضل جعفر عندما جعل ناصر الدولة واليه في الموصل، فعمل الأخير على إنشاء دولة لنفسه ليستقل بحكمها.
- استطاع بجيوشه أن يخضع بعض المدن في شمال العراق ثم أرسل إلى الخليفة يطلب منه الاعتراف بإمارته على تلك المناطق وأبدى الخليفة موافقته ولكن بشرط أن يدفع إليه مبلغ مالي، بمقتضى هذا المبلغ يعطيه الخليفة الأمان في هذه البلاد.
- بعدما ثبت ناصر الدولة أقدامه في العراق قام بإصلاح دولته اقتصاديًا وكان تلك الخطوة تمهيدًا لاستقلاله بحكم البلاد، ولم تستطع الدولة العباسية أن تمنعه من ذلك بسبب مركز دولته القوي اقتصاديًا وعسكريًا.
- دخل البويهيون بلاد العراق في عهد ناصر الدولة وسيطروا عليها وجعلوا أنصار الدولة الحمدانية يرتكزون فقط في الموصل ويدفعون مقابل ذلك جزية سنوية.
ننصحك بقراءة: أسباب سقوط الدولة الأيوبية
سيف الدولة
- هو علي بن الهيجاء الملقب بسيف الدولة، وهو شقيق ناصر الدولة والمتولي حكم الحمدانيين من بعده في حلب.
- أثناء ضعف الدولة الحمدانية في الموصل وخضوعها إلى البويهيون استطاع سيف الدولة أن يترك العراق ويزحف إلى بلاد الشام وتحديدا في منطقة الشمال وكان ذلك في عهد الدولة الإخشيدية.
- سيطر على حلب والمناطق المجاورة لها سنة 944 ميلاديا وكان يطمح أن يتجه إلى جنوبي دمشق فسيطر على مدينة حمص.
- استطاع أن يواجه الخطر البيزنطي الذي كان يهدد الدولة الإسلامية
- كان محبًا للعلم والأدب وانتشر في عهده الشعر الملحمي الذي يحكي بطولاتهم وانتصارهم على الأعداء.
- يعتبر سيف الدولة هو مؤسس الدولة الحمدانية في حلب وعرف عهده بالازدهار والتقدم في كافة المجالات.
سعد الدولة
- هو بن سيف الدولة، ثاني الحكام الحمدانيين في حلب.
- تولى الحكم بعد وفاة والده وعمل على إعادة بناءها وإصلاح ما أفسدته غارات البيزنطيين وصراعاتهم المستمرة في عهد والده.
- في عهده كانت الدولة الإخشيدية في مصر قد ضعفت وجاءت من بعدها الدولة الفاطمية، فحاولت الأخيرة أن تضم إليها بلاد الشام لكنها لم تستطع أن تضم سوى مدينة حمص.
سعيد الدولة
- ابن سعد الدولة وتولى الحكم في الدولة الحمدانية من بعده.
- أثناء حكمه حاول البيزنطيين أن يسيطروا على بلاده مرة أخرى فاضطر إلى طلب المساعدة من الدولة البيزنطية فأرسلت إليه مدد عسكري لكنهم هزموا أمام القوات الفاطمية.
- مات سعيد الدولة عام 1003 وبموته سقطت دولته في الشام عندما سيطر الفاطميون على عاصمتها في حلب.
أين تأسست الدولة الحمدانية عام 317
تأسست الدولة الحمدانية عام 317 في بلاد العراق حيث استطاع بنو حمدان أن يستغلوا الخلافات القائمة في تركيا بالإضافة إلى ضعف الخلفاء العباسيين وتشتتهم وحققوا استقلالاهم في الموصل وحلب.
بعدما تأسست الدولة وبدأ العرب ينضمون إليها رغب الحمدانيين في التخلص من سلطة الأتراك وتدخلهم في شؤون الدولة العباسية.
فقدموا المساعدة للخليفة المتقي بالله في بغداد – ليتخلص من نفوذهم – بقيادة الحسن بن عبد الله الحمداني الذي أطلق عليه الخليفة “ناصر الدولة العباسية”.
شاهد أيضًا: معلومات تفصيلية عن الدولة البيزنطية
من هو مذهب سيف الدولة الحمداني
كان سيف الدولة الحمداني شيعي المذهب، ففي عام354 أمر بإصدار دنانير مدوَنًا عليها اسم علي بن أبى طالب وأبناءه وفاطمة الزهراء – رضوان الله عليهم جميعا.
كان اعتناق سيف الدولة – والحمدانيين بشكل عام – للمذهب الشيعي واضح، والدليل على ذلك رغبة الشيعيين وعلمائهم في الهجرة إليهم من وقت لآخر.
بالإضافة إلى ذكرهم ومدحهم في الشعر الشيعي مثل شعر الصنوبري والزاهي وغيرهم.
تذكر بعض المصادر الأجنبية أن تشيع سيف الدولة لم يكن إلا لطلب رضى الفاطميين في مصر حتى لا يكونوا سببًا في سقوط الدولة الحمدانية، لكن ذلك لم يكن صحيحَا فقد توفي سيف الدولة قبل أن تظهر الدولة الفاطمية من الأساس.
والخلاصة أن الدولة الحمدانية ظلت قائمة أكثر من سبعون عام بداية من عهد ناصر الدولة في الموصل (930م) حتى عهد سعيد الدولة في حلب، ثم كان سقوط الدولة الحمدانية (1003) هو السقوط النهائي لها ولم تقم بعدها مرة أخرى.