أسباب سقوط الدولة الأيوبية
سقوط الدولة الأيوبية من أكثر قصص سقوط الدول التي لها صدى ولسقوطها تأثير كبير في مجريات أحداث التاريخ، فتعالوا بنا نتعرف على الدولة الأيوبية ونخوض مع صلاح الدين الأيوبي حروبه ضد الصلبيين ونحرر معه بيت المقدس، ونكون مع التاريخ شاهدين على عظمة وإنجازات الدولة الأيوبية، ونتعرف أسباب سقوط الدولة الأيوبية.
سقوط الدولة الأيوبية
ثمة العديد من الأسباب التي أدت إلى سقوط الدولة الأيوبية بعد تاريخها العظيم مع الانتصارات والفتوحات وبعد صولات وجولات في ميدان الإنجازات لتسقط مدرجة بدمائها تعلن نهاية فصل من البطولات العظيمة وتغلق صفحتها في كتب التاريخ:
بعد موت صلاح الدين الأيوبي نسي خلفاؤه المبدأ الذي علمهم إياه صلاح الدين الأيوبي ألا وهو مبدأ الجهاد والفتوحات والحروب ضد الصلبيين.
انشغل خلفاء صلاح الدين الأيوبي في الصراعات الداخلية على الحكم والسلطان ونسوا أو تناسوا الهدف الأنبل والأعظم الذي رسخه فيهم صلاح الدين الأيوبي، والذي كان السبب في قوة الدولة الربوبية ألا وهو مبدأ الجهاد.
كان لهذا الصراع والخلاف أثر كبير على الدولة الأيوبية حيث هو بها من أعلى درجات سلم المجد والقوة إلى هوة الضعف والسقوط.
وهكذا سطر خلفاء صلاح الدين نهايتهم الحزينة في كتب التاريخ بصراعهم على الملك والسلطان بأيديهم.
أما الكلمة الأخيرة واللمسة الأخيرة في أسباب سقوط الدولة الأيوبية فقد كانت من نصيب الزحف المغولي حيث قضوا على آخر ملوك الدولة الأيوبية توران شاه الذي كان يعتبر أضعف ملوك الدولة الأيوبية وأكثرهم فسادًا وأقلهم حكمة.
متى قامت الدولة الأيوبية هجريًا
قامت الدولة الأيوبية على يد صلاح الدين الأيوبي حين زاد ضعف الدولة الفاطمية التي سبقت الدولة الأيوبية وسقطت وانتهت على يد صلاح الدين الأيوبي وذلك عام 1171.
لتنتهي بذلك الخلافة الشيعية في مصر وتعود إلى أحضان الخلافة السنية كبرت الدولة الأيوبية ونمت رقعتها حتى بلغت الشام واليمن وبلاد النوبة وبلاد شمال إفريقيا.
كانت بداية نشأتها في مصر حيث كان صلاح الدين الأيوبي وزيرًا للعاضد لدينا الله الخليفة الفاطمي، وفي الوقت عينه كان يعمل لدى نور الدين محمود زنكي الذي أمره بالذهاب إلى مصر وإنهاء الخلافة الفاطمية الشيعية هنالك.
اعطى السلطان نور الدين لصلاح الدين كل الصلاحيات اللازمة لينهي الخلافة الفاطمية ويبدأ عصى الدولة الأيوبية فأغلق صلاح الدين كل المراكز الشيعية في مصر التي كانت تبث تعاليم الشيعة، وبدأ بنشر المذهب السني في مصر مرة أخرى.
بعد وفاة السلطان نور الدين توجه صلاح الدين ناحية حلب ودمشق وضمهما وحصن نفسه ودولته النامية ضد أي محاولة هجومية من ناحية الكرك.
وكانت أقوى الفتوحات التي تمت في عهد الدولة الأيوبية وأكثرها قيمة للمسلمين وتعتبر هي بداية قيام دولة بني أيوب هو فتح بيت المقدس والانتصار على الصلبيين في معركة حطين عام ٥٨٣ هجريًا.
بعد ذلك قام صلاح الدين الأيوبي بإرسال جيش إلى اليمن والتي كانت عبارة عن قبائل متفرقة وتشكو من ظلم حكامها ففتح أجزاءً منها بالقوة وأجزاء منها فتحت بكل سهولة ويسر وكان ذلك عام ٥٦٩ هجريًا.
ننصحك بقراءة: اين يقع منفذ الوديعة وتاريخه
الأيوبيون والسلاجقة
يطلق المؤرخون على سلاطين الدولة السلجوقية لقب الدولة التي قامت على دماء إخوانهم حيث:
كانت العلاقة بين دولة السلاجقة وبين دولة بني أيوب علاقة مضطربة شوهها الصراع حول التوسيعات والفتوحات، فعندما أراد السلطان عز الدين أرسلان الثاني يرغب في التوسيعات في دولته.
أرسل إلى صلاح الدين يطلب منه أن يعيد إلى أحضان دولة السلاجقة حصني رعبان وكيسوم لأنه يرغب في توسيع دولته جنوبًا ولأنه يرى أن هذين الحصنين تابعان لدولة السلاجقة.
رفض صلاح الدين الخضوع لكلام عزيز الدين أرسلان مما جعل الأخير يهجم على حصن رعبان عام ٥٧٥ هجريًا وتصدى له المظفر تقي الدين بأمر من صلاح الدين وفشلت محاولة أرسلان.
في هذا التوقيت كان الصلبيين يرسلون دعوات طلب العون من السلاطين لمواجهة صلاح الدين فوافق أرسلان على مدى يد العون لهم.
وخان بذلك أبناء أعماله بني أيوب فعندما كانت الحملة الصليبية قريبة منهم قدم لهم المؤن اللازمة ليستمروا بالزخف نحو بلاد الشام.
وعندما وصلت السلطة إلى يد عز الدين كيكاوس السلجوقي رغبة في ضم حلب وحمص إلى دولة السلاجقة فاشتبك معهم في معركة على أطراف حلب خسرها عز الدين وانسحب وقام الجيش الأيوبي بالاستيلاء على بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة السلاجقة.
علم الدولة الأيوبية
اتخذ صلاح الدين من النسر شعارًا له حيث وجد في قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتم إعادة استعماله بعد ثورة ٢٣ يوليو في عديد من الدول العربية مثل مصر والعراق وسوريا.
شاهد أيضًا: تاريخ العصر العباسي هزيمة الصلبيين وسقوط بغداد
الدولة الأيوبية في اليمن
شهدت اليمن في الفترة الزمنية بين 1173-1228 م (569 هـ – 626 هـ)، التي حكم فيها الأيوبيون اليمن الكثير من الصراعات والخلافات الداخلية والخارجية حيث:
تصارع الزيديون والأيوبيون مع بعضهم البعض ومع الوافدين على بلاد اليمن وبين الذين حاولوا توحيد بلاد اليمن.
شهدت اليمن العديد من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية مثل إنشاء القصور والجوامع والمدارس والأبنية الفخمة وأقاموا التوسيعات في الطرقات وبيوت الإضافة والطرقات.
الحياة الاقتصادية فقد شهدت اليمن ثورة في الزراعة ومقومات الثروة الحيوانية، وأنشئوا البساتين التابعة لقصورهم مما شجع على الاهتمام بالزراعة.
كذلك وعملوا على استيراد الغرسات من الأقطار المجاورة لهم، وقاموا بالعديد من التجارب الزراعية مما ترتب عليه تنوع المحاصيل والنباتات في بلاد اليمن والاكتفاء الذاتي بل وتصدير ما تبقى لديهم من المحصول للبلاد المجاورة.
وازدهرت الثروة الحيوانية كذلك حيث اشتهرت اليمن بجودة الخيول العربية الأصيلة، وجودة الأغنام والماشية التي نمت في بلاد اليمن مما ترتب عليه تسابق العديد من البلدان المجاورة لليمن في استيراد ثروتها الحيوانية من خيل وأغنام وماشية.
وعلى مستوى الصناعة فلم يقل الأمر بل توفرت لليمن خلال هذه الفترة كل مقومات الصناعة من أيدي عاملة مهرة وخامات للصناعات المحلية التي غزت السوق اليمني والأسواق العربية.
من أشهر الصناعات اليمنية التي ذاع صيتها صناعة السيوف والدروع اليمنية، والمنسوجات والمنتجات الخزفية والزجاجية التي انفردت بها اليمن خلال هذه الحقبة من الزمن.
السر وراء هذا الازدهار في مجال الصناعة هو اعتماد الأيوبيين على الصناعة المحلية كحجر الأساس الذي أقاموا عليه نهضة بلاد اليمن خلال فترة حكمهم.
لم ينسى الأيوبيون الجانب التجاري بل كان لهذا الجانب أيضًا نصيب من اهتمام الدولة الأيوبية به، حيث اهتموا بالأسواق المحلية الأسبوعية واليومية.
زاد نشاط التجارة الخارجية برًا وبحرًا، حيث مثلت عدن عقدة الربط بين اليمن وبين البلاد المجاورة لها بسبب موقعها المميز، فترتب على ذلك ثروة طائلة دخلت إلى الخزائن الأيوبية بسبب مدينة عدن التي كانت تعتبر محطة جمركية حينذاك.
لا يفوتك معرفة: اسماء مصر القديمة عبر مر العصور وعواصمها المختلفة وتاريخها
آثار الدولة الأيوبية في مصر
من الآثار التي أنشاءها الأيوبيون في مصر وبقيت قائمة تشهد على روعة حكمهم، وعظمة دولتهم ما يلي:
- قاعة صلاح الدين الأيوبي.
- قبة الإمام الشافعي.
- بئر صلاح الدين يوسف.
قد يهمك أيضًا: أهم مدن سوريا | ومعالمها الطبيعية والتاريخية
هكذا نكون قد عرضنا لكم أسباب سقوط الدولة الأيوبية وتاريخها مع السلاجقة والرمز الذي اتخذه صلاح الدين الأيوبي ليشهد على مجد انتصارات الدولة الأيوبية والتي ما كانت لتسقط لولا وفاة صلاح الدين الأيوبي، فيا ليت التاريخ يقرر لنا رجلًا مثل صلاح الدين الأيوبي فما أكثر حاجتنا إليه الآن.