الفرق بين المطر والغيث
الفرق بين المطر والغيث
الفرق بين المطر والغيث عبر موقع محيط نذكره لكم ونتحدث عن الفروقات التي تميز المطر عن الغيث إذ أن هناك الكثير من الناس حتى الآن لم يتمكنوا من التفرقة بين كل من الغيث والمطر وقد بين الله للناس في القرآن الكريم الفرق بين الغيث والمطر وهناك براهين ودلائل كثيرة على ذلك من الكتاب والسنة وسنتحدث عن هذا الفرق بينهم ونتمنى من خلال هذا المقال أن نستطيع تقديم موضوع متكامل عن كل من الغيث والمطر كما نتمنى أن يكون الفرق بين الغيث والمطر واضحًا للجميع بعد هذا المقال من خلال فقراته.
الفرق بين المطر والغيث
هناك تشابه كبير جدًا بين كلا الكلمتين غيث ومطر حيث إن الكلمتين يحملان نفس المعنى وهو الماء الذي يسقط من السماء وتحديدًا من السحاب وهذا التشابه من الناحية اللغوية.
أما بالنسبة للناحية العلمية والتي هي المقصود منها القرآن فقد بين الله سبحانه وتعالى الفرق بين كل من الغيث والمطر في القرآن الكريم من حيث المعنى المجازي وليس المعنى الحقيقي للكلمة.
عندما نقف عند مواضع كلمة غيث في القرآن الكريم فنجد أن تلك المواضع جميعها تتفق على الرحمة والتوسعة وجميع المعاني المشابهة لذلك من العطاء الوفير بعد المنع ومن الميسرة بعد العسرة وهناك أدلة كثيرة على ذلك.
ونذكر لكم أشهر الأدلة قوله تعالى في سورة الشورى:
( هو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته )
وعند التمعن في تلك الآية نفهم أن الغيث وهو الماء الساقط من السماء ومن وسط السحاب جاء يسرًا من بعد عسر وفرج كبير من بعد ضيق.
عندما نأتي لمواضع كلمة المطر في القرآن ونتمعن في معانيها المجازية سنجد أن كلمة المطر وجميع مشتقاتها لا تذكر سوى في مواضع العذاب والعقاب للمشركين والكفار والدليل قوله تعالى:
( و أمطرنا عليهم مطرًا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين )
وأيضًا المؤمنين في مواضع الابتلاء والفتنة والأذى وهو ما يعني أن المطر من الاسماء المذمومة للماء الساقط من السحاب وهناك دلائل كثيرة وأهمهما قوله تعالى في سورة النساء ( إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى ).
شاهد أيضا: تفسير حلم المطر الغزير
الدلائل في اختلاف المطر عن الغيث
هناك عدة شواهد واختلافات كثيرة تبين وتوضح الفرق الكبير بين كل من المطر والغيث وسنتحدث عن كل من المطر والغيث على حداه ونذكر أشبه الاختلاف بين كل منهم:
الغيث: تحدثنا عن المعنى اللغوي لكلمة الغيث والتي تتشابه كثيرًا مع المطر والتي تعني الماء الساقط من السحب المتجمعة في السماء وهو نفس المعنى الذي تحمله كلمة مطر،
ولكن الاختلاف بينهم يكمن في المعنى المجازي لهم فيختلف كل منهم اختلافًا تمامًا عن الآخر في المعنى المجازي فيعتبر الغيث هو الماء الذي ينزل ويأتي دائمًا بمعنى الرزق والتوسعة،
وهو الخير ويأتي بعد الضيق الشديد والعسر على شكل يسر وفرج من الله وقد تحدث الثعالبي عن ذلك فقال أن الغيث يأتي دائمًا عند حاجة الناس إليه وهناك أدلة كثيرة على الغيث وتبين معناه أكثر وجميعها من القرآن الكريم.
دلائل كلمة الغيث في القرآن الكريم: قوله تعالى في سورة لقمان ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ) ،وفي آية أخرى في سورة الشورى قوله تعالى
( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر الرحمة )
وأيضًا قوله تعالى في سورة يوسف ( ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس ) ولو نظرنا في معاني كلمة غيث ومشتقاتها في المواضع السابقة سنجد أنها تأتي جميعها بنفس المعنى وهو التفريج والتوسعة والرزق من بعد الضيق.
دلائل معنى المطر
بالنسبة للمطر فهو يحمل معنى لغوي واحد وهو المشترك بينه وبين كلمة غيث والذي يعني الماء الساقط من السماء من السحب المتجمعة،
وأما معناه المجازي الذي يفرقه عن كلمة غيث كثيرًا فهو يحمل معنيان ولكنهما يختلفان تمامًا عن معنى الغيث وقد ذكرت كلمة مطر بجميع مشتقاتها في القرآن الكريم ويحملان هذان المعنيان فقط وهم:
المعنى الأول لكلمة مطر: تذكر دائمًا كلمة مطر في القرآن الكريم بمعنى العذاب الشديد والعقاب لجميع الكافرين بالله والدلائل على ذلك آيات كثيرة ومنها قوله تعالى في سورة الأعراف
( وأمطرنا عليهم مطرًا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين )
وأيضًا من الأدلة القوية على ذلك المعنى قوله تعالى في سورة هود ( وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ) وبالإضافة إلى ذلك قوله تعالى في سورة الشعراء ( وأمطرنا عليهم مطرًا فساء مطر المنذرين ).
المعنى الثاني لكلمة مطر: المعنى الثاني والأخير لكلمة مطر في القرآن الكريم يقصد به المؤمنون وأيضًا يحمل نفس المعاني ولكن بقصد البلاء والأذى والفتنة للمؤمن بهدف تكفير ذنوبه أو اختباره
أو حكمة من ذلك لا يعلمها إلا الله وهناك دلائل كثيرة على ذلك من القرآن الكريم ومنها قوله تعالى في سورة النساء ( إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى ).
أقرأ ايضا: دعاء المطر للميت وآدابه
في ختام هذا المقال نكون قد انتهينا من شرح الفرق بين المطر والغيث بالتفصيل فقد وضحنا المعنيين الحقيقي والمجازي لكلا الكلمتين وذكرنا أشهر الأدلة من القرآن الكريم والتي توضح وبشدة الاختلاف بين الكلمتين.