سورة الأعلى | مقاصد سورة الأعلى وفضلها وسبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم
تعرف على سورة الأعلى وعلى مقاصد تلك السورة وعلى فضلها وأسباب نزولها وتسميتها بهذا الإسم عبر موقع محيط، حيث تعد سورة الأعلى من اجمل السور القرآنية التي تحتوي في آياتها على الكثير من المعاني الجميلة والغايات السامية، فتتواجد الكثير من المقاصد الهامة التي تكمن بداخل سورة الأعلى، وفي ما يلي سنتعرف على تلك المقاصد وعلى بعض المعلومات التفصيلية عن سورة الأعلى، كما سنتعرف على فضل قراءة سورة الأعلى وعلى أسباب نزولها ولماذا سميت بهذا الإسم.
معلومات تفصيلية عن سورة الأعلى
سورة الأعلى من أحد السور المكية التي نزلت على النبي (صل الله عليه وسلم) وهو في مكة المكرمة قبل الهجرة.
ويبلغ عدد آيات سورة الأعلى تسعة عشر آية، وكلمة الأعلى تعرف بأنها صفة من صفات الله عز وجل وتعني علو الله وتنزيهه عن جميع الخلق.
وتسمى سورة الأعلى أيضا بإسم سبح وهي أول كلمة ذكرت في تلك السورة الشريفة، وتأتي سورة الطارق قبل سورة الأعلى، وذلك في ترتيب السور في المصحف الشريف.
حيث تنسجم معاني ومقاصد سورة الطارق مع مقاصد ومعاني سورة الأعلى بشكل بديع، فقد جاء في سورة الطارق بيان خلق الله سبحانه وتعالى للإنسان والنباتات.
ثم جاءت سورة الأعلى لتؤكد على قدرة الله سبحانه وتعالى على خلق الإنسان وعلى خلق الكون بأكمله.
حيث قال عز وجل في سوره الاعلى:
(خَلَقَ فَسَوّى)
كما قال أيضا في سورة الأعلى عن النباتات:
(وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى* فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى)
ونزلت سورة الأعلى بعد نزول سورة التكوير، وهي من السور القصيرة نسبيا، والتي تتواجد بجزء عم.
وهو الجزء الثلاثين من أجزاء القرآن الكريم، وتقع سورة الأعلى في الحزب الستين، وهو آخر أحزاب القرآن الكريم.
لا تفوت فرصة التعرف على: لماذا سميت سورة الفجر بهذا الاسم
ما هي مقاصد سورة الأعلى الجليلة
تتواجد العديد من الموضوعات الهامة جدا في سورة الأعلى، حيث شملت آياتها بعض المقاصد الضرورية التي يجب على كل مسلم أن يعرفها وينتبه إليها، ومن أبرز تلك المقاصد ما يلي:
أفتتحت سورة الأعلى بتقديس الله سبحانه وتعالى وتنزيهه عن جميع خلقه، وأشارت إلى قدرة الله الكبيرة والعظيمة في خلق الإنسان وغيره من جميع المخلوقات كالنباتات وغيرها.
كما أشارت آيات سورة الأعلى إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وقدر له كل ما في الكون وسخره له لقضاء حوائجه وتيسير امور حياته حتى يتمكن من العيش في تلك الحياة الدنيا.
ودلت آيات سورة الأعلى الشريفة على تأييد الله جل جلاله وتقدست أسماؤه للنبي محمد (صل الله عليه وسلم).
وأشارت أيضا إلى وعد الله سبحانه وتعالى بتثبيت القرآن الكريم في قلب النبي (صلوات الله وسلامه عليه)، كما وعد الله سبحانه وتعالى الرسول الكريم (صل الله عليه وسلم) بتأييده بالوحي وتسهيل إيصال رسالته السامية وتيسير الطريق أمامه للدعوة الى دين الله جل وعلا.
كما أشارت آيات سورة الأعلى إلى تكليف النبي (صل الله عليه وسلم) بتبليغ المسلمين للرسالة والدعوة إلى الله عز وجل.
أوضحت آيات سورة الأعلى ببيان أقسام الناس المختلفة أمام شريعة الله عز وجل، فيوجد من الناس من يتعظ ويستجيب إلى الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
فيقوم الله سبحانه وتعالى بمجازاته بالخير الكثير، وينجيه من العذاب الأليم، وأولئك هم أصحاب النفوس المطمئنة.
كما يتواجد أيضا نوع آخر من الناس، وهو الذي يتكبر وينشغل بالحياة الدنيا ويبتعد عن طريق الله سبحانه وتعالى ويعرض عن الآخره، ويكون نصيب هذا النوع هو الهلاك العظيم.
وأوضحت آيات سورة الأعلى أن أصول الشريعة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين وأوحى بها للرسول (صل الله عليه وسلم) هي من مبادئ العدل لضمان إستمرارية الحياة بصورة سليمة وقويمة بين الناس أجمعين.
وقد جاءت تلك الأصول في الكتب السماوية والشرائع التي سبقت الشريعة الإسلامية، وهو الأمر الذي يدل على أن كل تلك الشرائع من إله واحد لا إله إلا هو.
لا تفوت فرصة التعرف على: سورة النجم | تعريفها وسبب نزولها وأهم مواضيعها
ما هو فضل قراءة سورة الأعلى
كان الرسول (صل الله عليه وسلم) يحب سورة الأعلى بشكل كبير وكان يكثر من قراءتها، وذلك لما فيها من الآيات الشريفة التي تدل على تنزيه الله سبحانه وتعالى وتقديسه.
كما يوجد بها ذكر كافة النعم التي قام الله سبحانه وتعالى بالإنعام بها على جميع المخلوقات، وهو الأمر الذي يدل على قدسية تلك السورة الشريفة وعظم شأنها وجزيل فضل قراءتها.
وقد جاء في فضل قراءة سورة الأعلى ما يلي:
- قام النبي (صل الله عليه وسلم) بنصح الصحابي الجليل (معاذ بن جبل) رضي الله عنه وأرضاه بقراءة سورة الأعلى.
وذلك حين إشتكى الناس للنبي (صل الله عليه وسلم) من إطالة (معاذ بن جبل) للصلاة، حيث كانوا يشعرون بالمشقة الشديدة أثناء القيام بأداء الصلاة تحت إمامته.
- جعل النبي (صل الله عليه وسلم) قراءة سورة الأعلى في صلاة العيدين وكذلك صلاة الجمعة من السنن المؤكدة، حيث جاء في حديث الصحابي الجليل (النعمان بن بشير) رضي الله عنه أنه قال:
(كان رسولُ اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم يقرَأُ يومَ الجمعةِ في الجمعةِ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} فإذا اجتمَع العيدُ والجمعةُ في يومٍ واحدٍ قرَأ بهما جميعًا في الجمعةِ والعيدِ)
بمعنى أنه يستحب قراءتها في الصلوات التي يلتقي فيها المؤمنون ويتواجد بها الكثير من العباد ويجتمعون بها.
- سن الرسول (صل الله عليه وسلم) قراءة سورة الأعلى في صلاة الوتر، وقد سن أيضا قراءة كلا من سورتي الإخلاص والكافرون.
وذلك لما في تلك السور من توحيد لله عز وجل وتنزيهه عن خلقه.
لا تفوت فرصة التعرف على: ما هي صفات المؤمنين في سورة المؤمنون
سبب نزول سورة الأعلى الكريمة
تعد سورة الأعلى من السور الشريفة التي لم ترد أحاديث نبوية صحيحة وصريحة في سبب نزولها، حيث أن كل ما ورد عن سبب نزول سورة الأعلى ما هي إلا أحاديث ضعيفة وموضوعة.
ولكن جاء في كتاب (الإستيعاب في بيان الأسباب) للكاتب (سليم الهلالي) حديث صحيح جاء تحت باب أسباب نزول سورة الأعلى.
وكان هذا الحديث ينص على الآتي:
(كان أوَّلُ من قدِم علينا من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم مصعبَ بنَ عُمَيرِ وابنَ أمِّ مكتومٍ ثمَّ قدِم علينا عمَّارٌ وسعدٌ وبلالٌ ثمَّ قدِم عثمانُ في عشرين ثمَّ قدِم رسولُ اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم فما رأينا أهلَ المدينةِ فرِحوا بشيءٍ فرحَهم برسولِ اللهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم فما قدِم حتَّى نزلتْ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وسورةٌ من المُفصَّلِ)
وقد قام (سليم الهلالي) بالتعليق على هذا الحديث في كتابه، وقال أنه حديث صحيح، وقد أخرج البخاري هذا الحديث الصحيح، ولكنه جاء بلفظ (حتى قرأت)، حيث جاء في صحيح البخاري ما ينص على الاتي:
(… ثُمَّ قَدِمَ النَّبيُّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ، فَما رَأَيْتُ أهْلَ المَدِينَةِ فَرِحُوا بشَيءٍ فَرَحَهُمْ برَسولِ اللَّهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى جَعَلَ الإماءُ يَقُلْنَ: قَدِمَ رَسولُ اللَّهِ صلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ، فَما قَدِمَ حتَّى قَرَأْتُ: {سبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} في سُوَرٍ مِنَ المُفَصَّلِ)
فالحديث السابق لا يحتوي على سبب صريح لنزول سورة الأعلى، وخصوصا أنه جاء بلفظ آخر في صحيح البخاري.
لا تفوت فرصة التعرف على: ما هو فضل سورة يوسف وأهم الآيات لاستجابة الدعاء
سبب تسمية سورة الأعلى بهذا الإسم
يكون تسمية سور القرآن الكريم عن طريق ذكر بعض القصص فيها كسورة البقرة وسورة الكهف وسورة آل عمران وغيرها العديد من السور القرآنية الشريفة.
ويمكن تسمية السور القرآنية عن طريق ذكر لفظ أو كلمة في بداية السورة القرآنية كسورة الأعلى، فقد تم تسمية سورة الأعلى بهذا الإسم لإحتوائها على الآية الأولى منها، والتي يقول فيها سبحانه وتعالى:
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)
ويعد سبح الإسم الثاني لسورة الأعلى، وذلك لإفتتاحها بتلك الكلمة، وهي فعل أمر يقوم بأمر المسلمين بتسبيح الله سبحانه وتعالى وتنزيهه عن كل نقص أو عيب.
وكان ذلك الإسم متداولا في ما سبق، كما ذكر في العديد من كتب التفسير القديمه.
بذلك نكون قد تعرفنا على بعض المعلومات التفصيلية الخاصة بسورة الأعلى، كما تعرفنا على مقاصد سورة الأعلى الجليلة وغاياتها الهامة، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على فضل سورة الأعلى وعلى سبب نزولها، كما تعرفنا على سبب تسميتها بهذا الإسم.