تعريف حماية الطفل وأنواع الإساءة التي يمكن أن يتعرض لها
تعريف حماية الطفل في كل من اتفاقية الأمم المتحدة، وأغلب الاتفاقيات الدولية وحتى الوطنية الأخرى تحتوي على مجموعة من الإجراءات، والقوانين التي تعمل على حماية الأطفال، بدايةً من لحظة ولادتهم حتى تجاوزهم مرحلة البلوغ، وتعمل كذلك على تحصينهم من التعرض إلى أي أذى، أو إساءة، أو إهمالِ أسري أو استغلال مجتمعي من أي نوعًا كان سواء كان استغلالاً جسديًا، أو جنسيًا، وحمايتهم كذلك من العنف الذي بالطبع سيؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.
تعريف حماية الطفل
الطفولة هي أولى المراحل العمرية التي يمر بها أي انسان، وتكون السمة الغالبة على الأطفال في تلك المرحلة هي الضعف.
والحاجة المستمرة إلى الاهتمام والرعاية، والمساعدة، لذا كان من الضروري الدفاع عنهم ضد أي مخاطر من الممكن أن تصيبهم.
لذا كنتيجة متوقعة لتزايد كم الإساءات، والاستغلال الذي يتعرض له بعض الأطفال في مختلف بقاع العالم، عملت المُنظمات الحقوقية العالمية، على تسنين بعض القوانين وإخراج المواثيق التي تحافظ على حقوق الطفل وتعمل على حمايتها.
استطاعت هذه المنظمات الحقوقية أن تحمي الأطفال، من خلال فرض عقوبات معينة على حكومات دول الأعضاء بها، ممن لا يلتزمون بهذه المواثيق.
لذا نستطيع أن نرى أن مفهوم حماية الطفل، يُعد مفهومًا واحدًا حول العالم، وهو عبارة عن مجموعة من القوانين، والإجراءات التي تدور في الإطار القانوني، والتي تعمل معًا على حماية الأطفال من التعرض إلى أي أذى أو استغلال.
والتي تعزز لديهم ثقتهم بأنفسهم وبمجتمعاتهم من خلال الحفاظ على كرامتهم الشخصية، والعمل على حصولهم على قدرِ من الرفاهية، مع مراعاة تنشئتهم بطرق سليمة سوية ومتزنة، حتى نستطيع في النهاية إخراج فردًا نافعًا للمجتمع.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: مراحل تطور اللغة عند الطفل منذ ولادته وما العوامل التي تؤخر النمو اللغوي
منظمة حماية الطفل
عملت العديد من المنظمات الدولية على وضع اتفاقيات شاملة بهدف تأسيس الأطفال حول العالم بطرق سوية وسليمة، ومن ضمن هذه المنظمات ما يلي:
منظمة العمل الدولية (IOL)
التي اهتمت بظاهرة عمالة الأطفال التي تنتشر في العالم كله، خاصةً في الدول النامية منه.وذلك يتعارض مع مبادئ حماية الطفل من الاستغلال التي ذُكرت في تعريف حماية الطفل، لذا صدر عنها اتفاقيتان برقم 182 و138 للحد من انتشار هذه الظاهرة.
الجمعية العامة للأمم المتحدة
- حيث عُقدت اتفاقية حقوق الطفل، المصحوبة بإصدار إعلان لحقوق الطفل في20 من شهر نوفمبر لعام 1959 ميلاديًا.
منظمة الأمم المتحدة المعروفة بـاسم (UNICEF)
- تعمل على تقديم المساعدات المادية، والإنسانية على المدي الطويل إلى الأطفال في الدول النامية، واتفقت دول أعضاء مُنظمة الأمم المتحدة، من منع أي استغلال عسكري للأطفال.
منظمة اليونيسكو (UNESCO)
- التي تهتم برعاية وحماية الأطفال وتعمل على توفير حياة كريمة لهم من خلال توفير فرص جديدة للعيش.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: تأثير وسائل الإعلام على الأطفال ما بين إيجابيات وسلبيات قد تودي بهم إلى حافة الهاوية
قضايا حماية الطفل
هناك العديد من القضايا التي تعمل المؤسسات المعنّية بحماية الطفل، على مواجهتها في العالم ومن هذه القضايا:
- التعرض إلى مشكلات صحية، أو نفسية كنتيجة طبيعية للفقر، أو العنف الجسدي.
- التعرض إلى الإهانة، والاستغلال البدني فما يخص عمالة الأطفال في سن مبكرة.
- التعرض للعنف البدني، الذي ينتج عنه تشوهات وجروح مُستديمة.
- معاناة الأطفال من الأمراض النفسية الناتجة عن سوء المعاملة والتنمر.
- تعرض حياة بعض الأطفال إلى الخطر، نتيجة الظروف المعيشية القاسية، أو نتيجة لحالات الحرب التي تشهدها البلاد.
- هروب الأطفال من منازلهم، أو حتى أوطانهم بسبب عدم شعورهم بالأمان؛ مما يؤدي إلى تعرضهم إلى الاستغلال، والتعرض لمخاطر أكثر في العالم الخارجي.
تعريف الإساءة للأطفال
العنف المقرون بالإساءة، ووقوع الضرر على الأطفال، هو استخدام مقصود للقوة والطاقة البدنية المتوفرة لدى شخص ما، أو مجموعة من الأشخاص ضد الطفل لتحقيق غاية شخصية، مما يؤدي إلى وقوع اضرار فورية وجسيمة على الطفل تُهدد أمنه، بل حتى قد تهدد بقائه على قيد الحياة.
الإساءة هي أي فعل عنيف لفظيًا أو جسديًا، يقع على الطفل سواء كان من شخص غريب، أو شخص قريب منه بشكل متعمد، يعود عليه بالضرر والأذى النفسي، والبدني، وقُسمت الإساءة اتجاه الأطفال كما يلي:
الإساءة البدنية
- وهي استخدام قوة مبالغ فيها أثناء التعامل مع الطفل مثل الضرب، مما يؤدي إلى وقوع ضرر بدني جسيم على الطفل، يُمكن أن يظهر في صورة تشوهات، وحروق، وجروح، وهي من الأفعال التي ذكر في تعريف حماية الطفل وضرورة وجوب التخلص منها.
الإساءة النفسية
- التي يتعرض إليها الأطفال من خلال معاملتهم بشكل مُزري، ومذل ومهين، والتقليل من كرامتهم الشخصية، بأفعال مشينة مثل التنمر، ومناداتهم باسماء سيئة، والانتقاد المستمر لأفعالهم، والتقليل من قيمتهم.
الإساءة الجنسية
- وهي استخدام الأطفال في نشاطات جنسية، واستغلالهم بشكل غير لائق ومُنافي لجميع التعاليم الدينية، والفطرة الإنسانية السليمة، والآداب العامة مما يؤثر عليهم من الناحية النفسية، وحتى البدنية وإذا ما قارنا الاستغلال الجنسي للأطفال، بتعرضهم لأذى بدني فهو أقسى كثيراً.
الإهمال
- الذي يتعرض له بعض الأطفال في حقهم للحصول على المتطلبات الأساسية من خلال أسرهم ومجتمعاتهم، وتتلخص هذه المتطلبات في حقهم في الحصول على الطعام، والشراب، والمسكن الآمن، والحب، والرعاية، والتعليم.
استغلال الأطفال
- لتحقيق فائدة لمصالح شخصية بطرق يُمكن أن تؤدي إلى وقوع ضرر على الأطفال، أو تعرضهم إلى الخطر.
- تعرض الأطفال إلى المعاملة القاسية، والغير عادلة في المجتمع.
- إلزام الأطفال بالعمل لفترات طويلة بأجرِ زهيد، في مهن يُمكن أن تهدد حياتهم وتعرضها للخطر.
حقوق الطفل
هناك حقوق يجب أن يتمتع بها الأطفال بغض النظر عن بلدهم، أو موقعهم الجغرافي، أو لونهم، أو عرقهم، أو لغتهم، أو دينهم لذا تعمل جميع المنظمات الحقوقية على الضغط على الدول، حتى يكفل دستورها هذه الحقوق التي تتلخص في النقاط التالية:
- حق الطفل في التمتع بكل الحقوق الأساسية، والخدمات الاجتماعية والصحية التي تتلخص في حصول الطفل على الأكل الصحي السليم والشراب، والرعاية البدنية والصحية، والمسكن الآمن.
- حق الطفل في الحماية من أي تمييز عنصري سواء كان السبب في ذلك هو دينه، أو عرقه، أو لون بشرته، أو نسبه، أو مستواه الاجتماعي.
- حق الطفل في توفير كافة العوامل التي تساعده على النمو بشكل صحي وسليم من الناحية النفسية، أو من الناحية العقلية.
- رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير الرعاية الخاصة التي يحتاجون لها، وبنية تحتية صلبة، تساعدهم على إجراء نشاطاتهم اليومية الطبيعية بسهولة مثل: الحركة والمشي في الشوارع العامة.
- توفير حق التعليم بحيث يكون التعليم مجانيًا وإلزاميًا، على الأقل لأول ثلاث مراحل دراسية.
- توفير الحماية والرعاية الصحية والتعليمية للأطفال، وحمايتهم من التعرض لأي شكل من أشكال الاستغلال.
- تنشئة الأطفال على قيم سليمة مثل: المحبة، والتسامح، والأخوة.
- توفير الحماية، والدعم المالي للأطفال ذوي الحالات الخاصة الذين تعرضوا إلى ظروف قاسية، أو فقدوا ذويهم.
- توفير الحقوق الأساسية التي يجب أن يكتسبها الطفل منذ ولادته وهي الاسم، والجنسية، والهوية، وذلك حتى يستطيع الطفل الحصول على هوية وطنية تساعده في الحصول على بقية حقوقه فيما بعد، وأبسطها حق المشاركة في الانتخابات التي تساعد الأفراد على تحديد مستقبلهم في بعض البلدان الديمقراطية.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: العناية بالأطفال وأهم ما يجب فعله لهم
حماية حقوق الأطفال في الإسلام
كالعادة فالدين الحق الإسلام، كان سبّاقًا في وضع الخطوط العريضة التي من شأنها ضمان الحقوق الأساسية للأطفال، والتي تطابقت مع الحقوق التي ذُكرت في تعريف حماية الطفل،
ويمكن أن نرى ذلك متجليًا في الأحكام التالية:
- تحريم عادة وأد البنات(أي دفنهم أحياء) والتي كانت منتشرة أيام الجاهلية.
- تكريم الأنثى وإعطائها حقوقها مثلها مثل الذكر.
- إلزام الوالدين بتأمين الاحتياجات الأساسية للأطفال مثل: الحصول على الغذاء، والمسكن، والكساء.
- إرضاع الطفل لمدة عامين سواء كان ذكراً أو انثى.
- اختيار اسماء حسنة تحمل معنى جيدًا للأبناء.
تعريف حماية الطفل جاء ليؤكد على الأفعال التي يجب اتخاذها من قبل أصحاب الفطرة السوية والسليمة، فلا نستطيع أن نرى إلا الوحشية والهمجية مع كل من يحاول تعريض أي طفل إلى خطر، أو أذى.