كيفية الصلاة على الميت والدعاء له
الصلاة على الميت هي إحدى الصلوات التي يجب على المسلمين أداؤها، لأنها حق من حقوق المسلم على المسلم، وهي دفنه واتباع جنازته والصلاة عليه، قال الله تعالى في القرآن الكريم “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم”، والمقصود بالصلاة في اللغة الدعاء، فالصلاة على الميت معناها الدعاء له.
صلاة الميت أو صلاة الجنازة
صلاة الميت أو صلاة الجنازة حكمها في الشريعة الإسلامية أنها فرض كفاية، وفرض الكفاية تعريفه في الإسلام هو الفرض الذي إذا قام به البعض سقط عن الباقين ولكن يستحب أن يسعى المسلمون لأدائه، وإذا لم يؤديه أي فرد في القرية أثم أهلها جميعًا، قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم” ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه”، وتؤدي صلاة الجنازة بدون ركوع أو سجود كما أنه لا يتم الإعلان عن وقتها بالأذان.
كيفية الصلاة على الميت
الصلاة تؤدى بأربع تكبيرات دون ركوع أو سجود، وتصلي في جماعة بإمام، يقف الإمام عند رأس الميت إذا كان المتوفى ذكرًا، ويقف عند وسط الميت إذا كانت المتوفاة أنثى وهذه هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، يكبر الإمام جهرا أربع مرات، بعد كل تكبيرة يقول الإمام والمأموم ذكر معين سرًا، وإليك الطريقة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقول” صلوا كما رأيتموني أصلي”:
- التكبيرة الأولى: يكبر الإمام جهرا التكبيرة الأولى، بعدها يستعيذ المسلمون بالله من الشيطان الرجيم، ويقرأون سورة الفاتحة وبعدها أي سورة قصيرة أو بعض من آيات القرآن الكريم.
- التكبيرة الثانية: بعد التكبيرة الثانية يقول المسلمون الصلاة الإبراهيمية، وهي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى سيدنا إبراهيم عليه السلام (الجزء الأخير في التشهد)، وأما عن صيغتها فهي كما وردت في الحديث الشريف عندما سأل الصحابة رضوان _الله عليهم جميعا_ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريقة الصلاة عليه، فقال لهم صلى الله عليه وسلم قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد”.
- التكبيرة الثالثة: بعد التكبيرة الثالثة في الصلاة على الميت يدعى المسلمون للميت وأفضل دعاء يستحب الدعاء به للميت هو الدعاء الذي ورد إلينا عن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو: اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده.
- التكبيرة الرابعة: يقف المسلمون قليلًا بعد التكبيرة الرابعة في صلاة الجنازة، وبعدها يسلم المصلى على يمينه فقط وهذا هو المتفق عليه من أكثر العلماء وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سلم في الصلاة مرة واحدة.
لمعرفة أفضل الأدعية للميت اقرأ أيضا: فضل الدعاء للميت ونصوص لأفضل الأدعية للمتوفي
الصلاة على الميت الشهيد
الشهيد في الإسلام هو من مات دون وطنه أو أهله أو بيته، وهم أحياء عند الله قال الله تعالى” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند الله يرزقون”، وقد اختلف العلماء في حكم الصلاة على الشهيد:
- ذهب المالكية والشافعية والحنابلة وجمهور الفقهاء إلى أنه لا تجوز الصلاة على الشهيد واستدلوا بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما الذي قال: كان رسول صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من شهداء أحد في ثوب واحد، ثم يقول أيهم أكثر أخذا للقرآن؟ فالذي يشير الصحابة إليه يقدمه صلى الله عليه وسلم في اللحد، ثم يقول أنا شهيد على هؤلاء وأمر بدفنهم بدمائهم ولم يصل عليهم ولم يغسلهم.
- أما الإمام أبو حنيفة فقد ذهب إلى وجوب الصلاة على الشهيد، وذلك لأن الصلاة من علامات إكرام الميت والشهيد يكون أولى الناس بهذا التكريم.
فضل الصلاة على الميت
كل عمل صالح يفعله المسلم له به حسنة والحسنة بعشرة أمثالها وهذا وعد من الله تعالى لعباده والله يضاعف لمن يشاء، والصلاة على الميت من الأعمال الصالحة التي يكافئ الله عليها، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أنه قال: من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، ثم سئل صلى الله عليه وسلم عن معنى القيراط فقال صلى الله عليه وسلم: مثل الجبلين العظيمين.
وفي حديث آخر الذي روته أمنا عائشة رضي الله عنها، قال صلى الله عليه وسلم: من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من أجر كل قيراط مثل جبل أحد(بالقرب من المدينة المنورة)، ومن صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل جبل أحد، واتباع الجنازة والصلاة على الميت فيها تذكرة للمسلمين بأن لكل أجل كتاب، وأن الموت لا يعرف صغيرًا ولا كبيرًا، وهذا دافع قوى للعودة إلى الله تعالى والاعتكاف على عبادته.
الصلاة على الميت فى القبر
وقت الصلاة على الميت يكون بعد تغسيله وتكفينه وقبل دفنه، أما الميت الذي تم دفنه ولم يصل عليه فإن الصلاة عليه جائزة ومشروعة في الإسلام، والدليل على ذلك ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل عن رجلا أسود أو امرأة سوداء (يشك في ذلك) كان يقم المسجد (أي ينظفه)، فقالوا له قد مات يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم أفلا كنتم آذنتموني به (أى أخبرتموني) دلوني على قبره (أو قبرها ويقال أنها أم محجن) فذهب صلى الله عليه وسلم إلى قبرها وصلى عليه.
وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قبر قد دفن ليلا، فقال صلى الله عليه وسلم متى دفن هذا، فقالوا له البارحة يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم أفلا آذنتموني، قالوا دفناه فى ظلمة الليل فكرهنا أن نوقظك يا رسول الله، فقام صلى الله عليه وسلم وصفهم خلفه وصلى بهم، يقول ابن العباس رضي الله عنه كنت فيهم وصلينا عليه.
حكم الصلاة على الميت للنساء
يقول الله تعالى في الكتاب العزيز عند مخاطبة عباده” يا أيها الذين آمنوا اعملوا صالحا”، “إن الذين آمنوا وعملوا وعملوا الصالحات” فالخطاب في شكله يشير إلى المذكر دائما أما في مضمونه فالحديث موجه لكلا الجنسين الذكر والأنثى، ولكن يستخدم الخطاب للجمع المذكر من باب التغليب.
لذلك فكل حكم شرعي وأمر إلهي فهو موجه للمسلمين جميعا الذكور منهم والإناث، وعندما يكون الخطاب موجه للنساء فقط فهو أمر خاص بهم وحدهم مثل قوله تعالى “يا نساء النبي لستن كأحد من النساء” وقوله تعالى “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن”.
وبناءً على ما سبق فإنه لم يرد أي نص شرعي من القرآن الكريم أو السنة النبوية يمنع النساء من أداء الصلاة على الميت، لذلك يجوز لهن الخروج لأداء الصلاة في المسجد أو في بيتها، أما الخلاف فقد جاء في خروج النساء لتشييع الجنازة، فالبعض يرى أن خروجهن حرام لما ورد عن أم عطية رضي الله عنها أنها قالت “نهينا أن نتبع الجنائز ولم يعزم علينا”.
والبعض الآخر ذهب إلى كراهية خروجهن دون التحريم واستدلوا بالحديث الذي ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: كان الرسول صلى الله عليه وسلم في جنازة، فرأى عمر بن الخطاب امرأة فصاح بها، فقال له صلى الله عليه وسلم دعها يا عمر، فإن العين دامعة والنفس مصابة والعهد قريب”.
