كيفية أداء صلاة الجنازة وما هو حكمها ومكان صلاتها وفضلها بالتفصيل
تعرف على صلاة الجنازة وعلى ما هي كيفية أداء صلاة الجنازة وما هو حكمها ومكان صلاتها وفضلها بالتفصيل عبر موقع محيط، حث تعد صلاة الجنازة من الأمور التي أوجبها علينا الله سبحانه وتعالى، وهي أيضا من الأمور التي حثنا عليها النبي الكريم محمد (صل الله عليه وسلم) في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وذلك لما فيها من الفضل الكبير والأجر العظيم، ولصلاة الجنازة صفة معينة يجب أن يتم أدائها بها حتى تصح، فهي ليست مثل الصلوات الأخرى المفروضة، وفيما يلي سنتعرف على كيفية أداء صلاة الجنازة وعلى ما هو حكمها وفضلها ومكان صلاتها بالتفصيل.
كيفية أداء صلاة الجنازة
لقد إختلف جمهور الفقهاء في صفة وكيفية أداء صلاة الجنازة، وقد شمل هذا الإختلاف في الرأي إختلافهم في حُكم قول دُعاء الإستفتاح في صلاة الجنازة، وهو الدعاء الذي يكون بعد تكبيرة الإحرام.
كما تضمن إختلافهم كيفية أداء هذه الصلاة، وفيما يلي بيان شامل لأراء المذاهب الأربعة في هذا الموضوع بالتفصيل:
دعاء الإستفتاح في صلاة الجنازة
لقد إتفق جمهور الفقهاء على أن حكم قول دُعاء الإستفتاح في جميع الصلوات التي تحتوي على رُكوعٍ وسجودٍ، والتي تتمثل في صلاة الفرائض والسنن
وكذلك صلاة العيدين وغيرها العديد من الصلوات الأخرى هو سنّةٌ مؤكّدةٌ عن النبي (صل الله عليه وسلم).
وأما بالنسبة إلى الصلوات التي ليس فيها أياً من الرُكوعٌ أو السجودٌ كصلاة الجنازة، فقد إختلف جمهور الفقهاء في قراءة وقول دعاء الإستفتاح فيها، حيث جاء هذا الإختلاف على قولين، وفيما يلي بيان تفصيلي لهذين القولين:
المالكية والشافعية والحنابلة
لقد قال كل من المالكية والشافعية والحنابلة بأنه لا يعد قراءة دُعاء الإستفتاح في صلاة الجنازة من السنن المؤكدة التي جاءت عن الرسول (صل الله عليه وسلم).
حيث أنه لم يرد عن النبي (صلوات الله وسلامه عليه) أنه كان يقرأ دُعاء الإستفتاح في صلاة الجنازة، كما قالوا أن صلاة الجنازة يُسنّ ويستحب فيها التخفيف، وهو الأمر الذي يستدعي ترك قراءة دعاء الإستفتاح فيها.
الحنفية
لقد قال مذهب الحنفية إنه يُسنّ قراءة وقول دُعاء الإستفتاح في صلاة الجنازة، حيث قالوا بأنها صلاة غيرها من الصلوات الأخرى، وأنه يُسنّ قول دُعاء الإستفتاح في بداية كل صلاة.
لا تفوت فرصة التعرف على: فرائض الصلاة | ما هي فرائض الصلاة وما هي سننها بالتفصيل
أداء صلاة الجنازة
تتواجد الكثير من الأراء والأقول في كيفية أداء صلاة الجنازة، حيث إن لكلّ مذهبٍ من المذاهب الأربعة رأي خاص به في كيفية أدائها، وفيما يلي بيان مفصل لهذه الأراء:
الحنفية
لقد قال مذهب الحنفية بأن صلاة الجنازة تكون بقيام المُصلّي بالمحاذاة من صدر الميت، ثُم ينوي المُصلّي القيام بأداء الصلاة عليه بنية الطاعةً لله عز وجل.
ويُكبّر المُصلّي في صلاة الجنازة أربع تكبيرات، حيث تكون التكبيرة الأولى هي تكبيرة الإحرام مع رفع يديه، ثُم يقوم المُصلّي بقراءة دعاء الإستفتاح.
ثم يكبّر التكبيرة الثانية دون رفع اليدين، فيقوم بالصلاة على النبي بعدها، وبعد ذلك يأتي دور التكبيرة الثالثة، ثم يدعو بعدها للميت ولجميع المُسلمين والمسلمات، فقد ثبت عن الصحابي الجليل عوف بن مالك (رضي الله عنه)، أنّه قال:
(سمِعتُ رسولَ اللَّهِ (صلَّ اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ) يصلِّي علَى مَيِّتٍ فسمِعتُ في دعائِهِ وَهوَ يقولُ: اللَّهمَّ إغفرْ لَهُ وإرحمهُ، وعافِهِ وإعفُ عنهُ، وأكْرِم نُزَلَهُ، ووسِّع مُدَخلَهُ، وإغسلْهُ بالماءِ والثَّلجِ والبَردِ، ونقِّهِ منَ الخطايا كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ منَ الدَّنسِ، وأبدِلهُ دارًا خَيرًا مِن دارِهِ، وأهلًا خَيرًا مِن أهلِهِ، وزَوجًا خَيرًا مِن زَوجِهِ، وأدخِلهُ الجنَّةَ ونجِّهِ منَ النَّارِ، أو قالَ: وأَعِذْهُ مِن عذابِ القبرِ)
ثُم يُكبّر التكبيرة الرابعة ويُسلّم بعدها تسليمتين، التسليمة الأولى عن اليمين وينوي بهذه التسليمة السلام على من في يمينه.
والتسليمة الثانية عن اليسار وينوي بها السلام على من في يساره، ويجب الإنتباه أنه لا ينوي بهذه التسليمات السلام على الجنازة، ويجب أن تكون صلاة الجنازة سراً ما عدا التكبيرات منها.
المالكية
لقد قال مذهب المالكية أنه على المُصلّي أن يقف عند وسط الميت إن كانت رجلاً، وأن يقف عند منكبيها إن كان الشخص المتوفي إمرأة.
ثُم ينوي المُصلّي الصلاة على كل من حضر من أموات المُسلمين، ويُكبّر في هذه الصلاة أربع تكبيرات، وتكون التكبيرة الأولى وهي تكبيرة الإحرام.
ويجب في هذه التكبيرة رفع اليدين، ويجب العلم أن باقي التكبيرات في صلاة الجنازة بدون رفع اليدين، كما يجب على المُصلّي أن يدعو بعد كل تكبيرة من هذه التكبيرات.
ويبدأ المُصلّي في كُل دعاء بحمد الله سبحانه وتعالى والصلاة على رسوله (صل الله عليه وسلم)، وبعد إنتهاء المُصلّي من الدُعاء في التكبيرة الرابعة، عليه أن يُسلّم تسليمةً واحدة، وينوي بهذه التسليمة الخروج من الصلاة.
هذا ويُسنّ الإسرار بكل أركان الصلاة إلا للإمام؛ فيصح له الجهر بكلا من التسليم والتكبير حتى يسمعه المأموم.
لا تفوت فرصة التعرف على: مفهوم صلاة النوافل وأقسامها وأوقات صلاتها بالتفصيل
الشافعية
لقد قال مذهب الشافعية أن على المُصلّي أن يقف عند رأس الشخص المتوفي إن كانت ذكراً، وأن يقف عند عجزه إن كان الميت أُنثى.
ثُم ينوي أداء صلا الجنازة بقلبه، كما يجب أن ينطق بلسانه ويقول “نويت صلاة أربع تكبيرات فرض كفاية على من حضر من أموات المُسلمين“.
ثُم يقوم بالتكبير أربع تكبيرات في هذه الصلاة، رافعاً يديه مع كُل تكبيرة من تلك التكبيرات، ويجب أن يضع يديه على صدره في هذه الصلاة كما الحال في الصلوات الأخرى.
وعلى المُصلّي أن يقول بعد تكبيرة الإحرام الإستعاذة من الشيطان الرجيم بدون قراءة دعاء الإستفتاح، ثُم يقوم بقراءة سورة الفاتحة بدون قراءة سورة قصيرة بعدها.
وبعد أن يكبر المُصلّي التكبيرة الثانية يقوم بالصلاة على النبي (صل الله عليه وسلم) بالصلاة الإبراهيمية، وبعد التكبيرة الثالثة يقوم بالدعاء للميت بالأدعية التي تنفعه في آخرته.
وبعد التكبيرة الرابعة يجب على المُصلّي أن يقول “اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده“، ثم يقرأ المُصلّي بعد ذلك ما جاء في سورة غافر، حيث قال الله سبحانه وتعالى:
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)
وبعد ذلك يقوم المصلّي بالتسليم تسليمتين عن يمينه وعن يساره، وينوي بهما السلام على كل من على يمينه وعلى من على يساره.
الحنابلة
لقد قال مذهب الحنابلة في كيفية أداء صلاة الجنازة، أنه على المُصلّي أن يقف عند صدر الميت إن كان ذكراً، وأن يقف عند وسطها إن كانت إمرأة.
ثُم ينوي القيام بأداء صلاة الجنازة، ثُم يقوم بعد ذلك بتكبيرة الإحرام مع القيام برفع اليدين، فيقرأ بعد التكبيرة الأولى الإستعاذة من الشيطان الرجيم والبسملة، ثم يقرأ بعد كلا منهما سورة الفاتحة فقط.
ثُم يُكبّر بعد ذلك التكبيرة الثانية مع القيام برفع اليدين، ثم يقرأ بعدها الصلاة على النبي (صلوات الله وسلامه عليه) بصيغة الصلاة الإبراهيمية.
ثم يكبر التكبيرة الثالثة رافعاً فيها يديه ويقوم بالدعاء للميت بأدعية الرحمة والمغفرة، ثُم يقوم بالتكبيرة الرابعة مع رفع اليدين.
ويسكت المُصلّي بعدها قليلاً من غير قول شيء للإعتبار والموعظة، ثُم يُسلّم بعد ذلك تسليمة واحدة، ويجوز عند مذهب الحنابلة قول تسليمتين في نهاية الصلاة.
لا تفوت فرصة التعرف على: صلاة الإستخارة | كيفية صلاة الإستخارة وشروطها وأهميتها بالتفصيل
ما هو حكم أداء صلاة الجنازة
لقد إتّفق جمهور الفقهاء على أنّ حُكم صلاة الجنازة هو فرضٌ على الكفاية، وهو ما يعني إنه إذا قام بها بعضُ المسلمين سقطت عن الباقين منهم.
فقد ثبت عن إبن عباس (رضي الله عنه) أنّه سمع النبي (صل الله عليه وسلم)، يقول:
(ما من رجلٍ مسلمٍ يموتُ، فيقومُ على جنازتهِ أربعونَ رجلا لا يُشركونَ بالله شيئا إلا شفّعهُم اللهُ فيهِ)
هذا وقد ورد أيضاً عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، أنه قال:
(أنَّ رَسولَ اللَّهِ (صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ) كانَ يُؤْتَى بالرَّجُلِ المُتَوَفَّى، عليه الدَّيْنُ، فَيَسْأَلُ: هلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ فَضْلًا؟ فإنْ حُدِّثَ أنَّهُ تَرَكَ لِدَيْنِهِ وَفَاءً صَلَّى، وإلَّا قالَ لِلْمُسْلِمِينَ: صَلُّوا علَى صَاحِبِكُم).
حيث يدلّ الحديث الحديث الشريف السابق على أن الصلاة على الميت أو صلاة الجنازة ما هي إلا فرض كفاية وليست فرض عين.
وإلا لقام النبي (صل الله عليه وسلم) بالصلاة عليه دون الإكتفاء بقوله ذلك للصحابة الكرام، ولكنّ هذا الفرض قد يُصبح نفلاً في حقّ كل من لم يستطع الوصول في الوقت المناسب إلى الجنازة والصلاة على الميت.
وذلك ما دام هناك جماعة من المسلمين أسقطوا هذا الفرض الكفائي، ولكن يجب العلم أنه يُستحبُّ لِكُل شخصٍ قادر على التواجد والحضور وأداء صلاة الجنازة أن يحضر، وذلك للإكثار من البركة والأدعية للميت بالرحمة والمغفرة.
لا تفوت فرصة التعرف على: ما هو حكم صلاة العيد للرجال والنساء
ما هو مكان الصلاة على الجنائز
تعتبر صلاة الجنازة واجب على كل مسلم، حيث إن من حق المُسلم على أخيه المُسلم أن يقوم بالصلاة عليه إذا مات، كما يُسنّ أن تكون صلاة الجنازة في مكانٍ مُخصّصٍ لها خارج المسجد.
والأفضل أن تؤدى هذه الصلاة في المُصلّى، وذلك إتباعاً لفعل النبي (صلوات الله وسلامه عليه) عندما صلّى على النجاشي.
فقد جاء عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، أنه قال:
(أنَّ رَسولَ اللَّهِ (صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ) نَعَى النَّجَاشِيَّ في اليَومِ الذي مَاتَ فِيهِ، وخَرَجَ بهِمْ إلى المُصَلَّى، فَصَفَّ بهِمْ، وكَبَّرَ عليه أرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ)
ما هو فضل أداء صلاة الجنازة
لقد حثّنا النبي الأمين (صل الله عليه وسلم) على القيام بأداء صلاة الجنازة ورغّبنا بها، وذلك لما لها من فضائل عديدة تعود بالنفع على كلا من الميت والحي، ومن أهم وأبرز هذه الفضائل ما يلي ذكره:
يعود فضل أداء صلاة الجنازة على الميت يوم القيامة بشكل كبير، حيث إن الميت إذا قام أربعون رجلاً بالصلاة عليه، فإنهم بذلك يكونون له شُفعاء يوم القيامة، وذلك لقول النبي (صلوات الله وسلامه عليه):
(ما مِن رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ، فَيَقُومُ علَى جَنَازَتِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، لا يُشْرِكُونَ باللَّهِ شيئًا، إلَّا شَفَّعَهُمُ اللَّهُ فِيهِ)
إن الشخص الذي يُصلّي على الجنازة ويقوم بإتباعها حتى تُدفن، له حسنات وأجورٌ مثل جبل أُحد، فقد ورد عن النبي (صل الله عليه وسلم) أنه قال:
(مَنِ إتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إيمَانًا وإحْتِسَابًا، وكانَ معهُ حتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا ويَفْرُغَ مِن دَفْنِهَا، فإنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأجْرِ بقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ، ومَن صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أنْ تُدْفَنَ، فإنَّه يَرْجِعُ بقِيرَاطٍ)
بذلك نكون قد تعرفنا على كيفية أداء صلاة الجنازة وعلى ما هو حكم أداء صلاة الجنازة، كما تعرفنا على ما هو مكان الصلاة على الجنائز وعلى ما هو فضل صلاة الجنازة على كلا من الميت والحي بالتفصيل.