عملة فلسطين
منذ أكثر من 4000 عام، عرف الشعب الفلسطيني النقود وشهد تطورًا مستمرًا في نظامها عبر العصور المختلفة، بدءًا من العصور الأولى مع وجود الكنعانيين، وصولًا إلى الانتداب البريطاني، مرت العملات بتغيرات عديدة خلال العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية، في تلك الفترات، استُخدمت النقود أيضًا كقطع زينة تزين بها النساء الفلسطينيات، واستمرت هذه العادة حتى فترة متأخرة من العهد العثماني، وأصبحت جزءًا من تراث الشعب الفلسطيني، لنتعرف على عملة فلسطين على مدار العصور.
عملة فلسطين
تعتبر النقود من الوثائق التاريخية الهامة، ولها علم مخصص يُعرف بعلم “النميات”، يهتم هذا العلم بدراسة نوعية العملات وتاريخها والأمم التي صُكت فيها،
ويُفسر جوانب حضارتها، كما يكشف عن السمات الفنية للنقود وأبعادها الجغرافية ووزنها الاقتصادي والمعاني السياسية التي تحملها.
تعتبر العملات المعدنية الفلسطينية وسيلة قيمة لاستكشاف المدن والممالك التي كانت موجودة في العصور القديمة. فبفضل وجودها،
يمكننا الاستدلال على حقائق حقيقية عن تلك الفترات التاريخية وإعادة كتابة التاريخ بناءً على أسس صحيحة بعيدًا عن التضليل والتزوير،
وبناءً على ذلك، يمكن تقسيم مراحل النقود في فلسطين إلى أربعة فترات رئيسية، نتحدث عنها في السطور التالية.
لا تفوت أيضا فرصة متابعة؛ سعر الذهب في فلسطين اليوم
تطورات عملة فلسطين
قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، كان الجنيه الفلسطيني هو العملة المتداولة في فلسطين. خلال فترة الانتداب البريطاني بين عامي 1917 و1927،
استخدم الفلسطينيون الجنيه المصري. وبالتالي، أطلق عليهم لقب “المصاري” في لهجتهم العامية. بعد عام 1948، أصبحت الليرة الإسرائيلية العملة المستخدمة في مناطق الخط الأخضر.
في المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية، كان الدينار الأردني هو العملة الرئيسية، في حين كان الجنيه المصري هو العملة الرئيسية في قطاع غزة.
في عام 1980، أصدرت حكومة مناحيم بيغن تعليمات بإلغاء استخدام الليرة الإسرائيلية واعتماد الشيكل كعملة رسمية، واستمر الاستخدام الرسمي للشيكل حتى عام 1967.
عندما استمرت إسرائيل في احتلال باقي الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
تم فرض تداول الليرة الإسرائيلية على الفلسطينيين في الضفة إلى جانب الدينار الأردني، بينما استمر الفلسطينيون في قطاع غزة في استخدام الجنيه المصري.
في عام 1969، أقر الكنيست الإسرائيلي قانونًا يتعلق باستخدام وحدة النقد الشيكل بدلاً من الليرة، واستمر استخدام الليرة في الأوساط المالية والمصرفية حتى 24 فبراير/شباط 1980،
عندما أصدر وزير المالية سيمحا إيرليغ في حكومة مناحيم بيغن تعليمات بإلغاء استخدام الليرة الإسرائيلية واعتماد الشيكل كعملة رسمية. تم التخلي عن الليرة بسبب اكتشاف أنها لا تحمل اسمًا عبريًا، واستبدلت بالشيكل.
واستمرت وحدة النقد الشيكل في الاستخدام في إسرائيل بين عامي 1980 و1985، عندما استبدلت بوحدة نقد جديدة تحت اسم “الشيكل الجديد”،
ومنذ مايو/أيار 1998، أصبح الشيكل عملة قابلة للتداول عالميًا، ويتم تحكمه بنسبة تضخم سنوية تتراوح بين 2-3%.
قد يهمك أيضا التعرف على: معلومات عامة عن فلسطين | نبذة عن تاريخها وأهم مدنها 2025
عملة فلسطين الرسمية
العملة الرسمية للبلاد هي الدينار الأردني، وتعادل ألف فلس أو مائة قرش، و تتوفر العملة الورقية بفئات مختلفة، بما في ذلك 50 دينارًا، و20 دينارًا، و10 دنانير، و5 دنانير، ودينار واحد،
بالإضافة إلى ذلك، تتوفر عملات معدنية بفئات مختلفة، مثل نصف دينار، وربع دينار، و100 فلس، و50 فلسًا، و25 فلسًا، و 10 فلسات، و5 فلسات، أما فيما يتعلق بسعر الصرف، فإنه يتم تحويل كل دينار أردني إلى 1.42 دولار أمريكي.
الجنيه الفلسطيني قديما
تم إصدار الجنيه الفلسطيني، المعروف أيضًا بـ “Palestine pound” باللغة الإنجليزية، كعملة سابقة من قبل سلطة الانتداب البريطاني في فلسطين،
وذلك عن طريق مجلس النقد الفلسطيني التابع لوزارة المستعمرات البريطانية. كان الجنيه الفلسطيني العملة الرسمية في فلسطين التاريخية وإمارة شرق الأردن خلال الفترة من عام 1927 إلى 1948.
وفي الماضي، كان الجنيه المصري هو العملة السائدة في دولة فلسطين التاريخية وكذلك في إمارة شرق الأردن خلال فترة حكم الدولة العثمانية.
وبعد احتلال الجيش البريطاني لتلك المناطق في عام 1920، استمر تداول الجنيه المصري حتى قرار السلطات البريطانية في إصدار عملة مستقلة لتلك المناطق في عام 1927،
وذلك بدلاً من الجنيه المصري. وهكذا تم استحداث الجنيه الفلسطيني واستبداله بالجنيه المصري في تلك الأراضي.
تابع المزيد أيضا: ما هي قرى مدينة رام الله الفلسطينية
العملة في العهد القديم حتى بداية الفتح الإسلامي
تعود أقدم ظهور للنقود في فلسطين إلى العصور القديمة قبل الفتح الإسلامي، في تلك الفترة، كانت النقود تتخذ شكل قضبان وصفائح وحلقات لدى الكنعانيين القدامى،
ومع مرور الوقت، تطورت العملات المعدنية لتصبح أقراص متساوية الحجم وتحمل طابعًا رسميًا، عندما غزت الفرس فلسطين في القرن السادس قبل الميلاد،
بدأت المسكوكات الأولى التي استخدمت في فلسطين في الظهور، كانت تنقسم إلى فئتين رئيسيتين، الفئة الأولى كانت عبارة عن عملات ذهبية تسمى “دارك” بالاشتقاق من اسم ملك فارسي يدعى “دارا الأول”،
أما الفئة الثانية فكانت تسمى “سجلوس”، وهي كلمة يونانية مشتقة من الكلمة الآرامية “شقل”.
على الوجه الأمامي لكلا الفئتين، كان يتم نحت صورة للملك الفارسي وهو يرتدي التاج الملكي ويحمل النبلة على كتفه والقوس بيده اليمنى، أما على الوجه الخلفي،
فكان يظهر أثر السندان الذي تم استخدامه للضغط على تلك العملات، في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد، ظهرت مسكوكات فارسية أخرى مصنوعة من الفضة،
وكما في العملة الأولى، كانت تحمل صورة الملك الفارسي على الوجه الأمامي، أما على الوجه الخلفي، فكان يظهر المرزبان (الحاكم الفارسي) على صهوة جواد وهو يرتدي “التيارا” ويحمل رمحًا بيده اليمنى.
نظرًا لوجود علاقات تجارية بين ممالك فلسطين والممالك المجاورة خلال تلك الفترة، كان من الطبيعي ظهور عملات أخرى، فقد ازدهرت التجارة بين حكماء أثينا وساحل فلسطين،
وخلال الفترة بين القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد، ظهرت عملة نقدية يونانية مصنوعة من الفضة، وكانت تحمل على الوجه الأمامي صورة إلهة “أثينا” وهي ترتدي خوذة مزخرفة بالنباتات،
وعلى الوجه الخلفي للعملة، كان يظهر رسم بومة تتجه بجسمها إلى اليمين وبرأسها إلى الأمام، وخلفها كانت خصلة تمثل زيتون وهلالًا،
كما تحمل الجانب الأيمن من العملة الأحرف الثلاث الأولى من اسم أثينا، هذه هي بعض النماذج الأولية للعملات المعدنية في فلسطين خلال العهود القديمة حتى الفتح الإسلامي،
تعكس هذه العملات الثقافات والتجارب المتنوعة التي تأثرت بها المنطقة في تلك الفترة التاريخية وتمثل جزءًا هامًا من التراث الثقافي والتاريخي لفلسطين.