صلاة الحاجة بالتفصيل وكيفية أدائها وعدد ركعاتها
صلاة الحاجة هي صلاة يُصليها المسلم إذا كان لديه حاجة يريد أن يقضيها الله له، سواء كانت حاجة دنيوية أو أخروية، فقد وردت مشروعية صلاة الحاجة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: “من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من الناس، فليتوضأ وليحسن الوضوء، ثم يصلي ركعتين، ثم يحمد الله ويثني عليه، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يقول: (اللهم إني أسألك بموجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها ويسرتها بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين)”.
كيفية أداء صلاة الحاجة
أجمع فقهاء الدين الاسلامي على جواز أداء صلاة الحاجة وتم ذكرها من قبل المذاهب الأربعة في العديد من الكتب.
ولكن هناك اختلاف فقط في وصف الصلاة، وعن طريقة أداء صلاة الحاجة فإن المسلم يتوضأ وينوي الصلاة ثم يتوجه في اتجاه القبله ويصلي ركعتين بتسليمة واحدة يقرأ فيهما المصلي ما يشاء من قصار السور.
ثم بعد ذلك يتوجه المصلي إلى الله تعالى والثناء عليه والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم يسأل العبد حاجته من الله تعالى بالدعاء والتضرع وتوضيح الحاجة بشكل صريح ويدعو بما يشاء من خير الدنيا والآخرة.
وهناك حديث شريف يؤكد ذلك فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم “من توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى ركعتين بتمامهما أعطاه الله ما سأل معجلا ومؤخرًا” ومعنى أسبغ أي أحسن الوضوء.
اقرأ أيضًا: دعاء صلاة التراويح مكتوب
نص الدعاء في صلاة الحاجة
لاملجأ للمسلم في السراء والضراء سوى مناجاة ربه والدعاء والتضرع وطلب الحاجة والإلحاح في الدعاء فقد وعد الله تعالي بالاستجابة وإزالة الهم والحزن وفك الضيق ومنح العبد ما يحلم به سواء العمل أو الزواج أو الانجاب أو أي مسمى آخر.
ويطلب المسلم من ربه حاجته والدعاء بالخير في السجود والركوع وما بين الأذان والإقامة وفي صلاة قيام الليل وأوقات الشتاء
حيث تكون أبواب السماء مفتوحه لاستجابة الدعاء، وفيما يلي نوضح نص الدعاء الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الحاجة
“لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، أسالك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضى إلى قضيتها يا أرحم الراحمين”.
فقد روى الترمذي وابن ماجه عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله قال” من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضّأ، وليحسن لوضوء، ثمّ ليصل ركعتين، ثمّ ليثن على الله عزّ وجلّ.
وليصلّ على النّبي- صلّى الله عليه وسلّم- ثمّ ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين،
أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين “.
وروى عن عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالسًا مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- ورجل قائم يصلي، فلمّا ركع وسجد تشهّد ودعا، فقال في دعائه:
“ اللهم إنّي أسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلا أنت، المنّان بديع السّموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم إنّي أسألك،
فقال النّبي- صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابه أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى “.
اقرأ أيضًا: صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها
عدد ركعات صلاة الحاجة
تنوعت صيغ الدعاء الخاص بصلاة الحاجة في المذاهب الأربعة، وعن عدد ركعات صلاة الحاجة فإن هناك انقسام بين قوات المالكية والحنابلة والشافعية وبين الحنفية.
حيث يرى الحنفيه أن صلاة الحاجة أربع ركعات بينما يري المذاهب الأخرى أن صلاة الحاجة ركعتان.
شروط إجابة الدعاء
يدعو المسلم ربه ويتضرع في الدعاء مراراً وتكرارا حتى يستجيب الله عز وجل أو يدخر لذلك المسلم حسنات مقابل الدعاء أو يبعد عنه السوء أو المكروه فقد قال الله تعالى ” وقال ربكم ادعوني استجب لكم”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإمّا أن يدخرها في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء مثلها، قالوا: إذا نكثر قال: الله أكثر “، رواه أحمد والحاكم.
اقرأ أيضًا: ادعية صلاة التراويح
لماذا يؤدى المسلم صلاة الحاجة؟
يؤدي للمسلم صلاة الحاجة في أي وقت من اليوم وذلك لطلب الحاجة من الله عز وجل حيث يتم التوضأ والصلاة بخشوع وطلب الحاجة والإلحاح عليها مها كان مسمى ذلك الحاجة.
فهناك من يرغب في الحصول على عمل وهناك من يرغب في الحصول على المال الوفير أو التوفيق أو الشفاء العاجل أو تسهيل أمور الزواج أو الرزق الوفير أو الانجاب وأن يرزقهم الله البنات والبنين.
فلكل انسان في تلك الدنيا حاجة ملحة يرغب في إشباعها ولا يتمكن من فعل شيء شوي التضرع والدعاء حتى يستجيب الله عز وجل لنداء العبد الضعيف الذي لا ملجأ إليه سوى الصلاة وطلب تحقيق الأمال والأحلام المنتظره من الله.