اسماء سورة الفاتحة بالصور
يرجع سبب تعدد اسماء سورة الفاتحة إلي عظم قدرها من بين سور القرآن الكريم، ويكمن قدرها في معانيها، فعند قراءة سورة الفاتحة يحمد المسلم الله علي نعمه التي لا حصر لها ويثني عليه ويطلب منه النجاة من أهوال يوم القيامة، وتقرأ سورة الفاتحة في الصلاة ولا بد من تدبر معانيها واستشعار روحانيتها لما فيها من مناجاة الرب، ولسورة الفاتحة عدة اسماء كثيرة سنذكرها، ونذكر سبب تسميتها بهذه الاسماء، كما أننا سنذكر فضل هذه السورة، وأهميتها، ونتدبر معانيها.
اسماء سورة الفاتحة وسبب التسمية
تعدد اسماء الشئ يدل دائما على علو شأن المسمى، وقد ذكرنا أن سورة الفاتحة هي أعظم سورة نزلت على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لذلك تعددت اسماء سورة الفاتحة، كما أنها ركن من أركان الصلاة، قال الإمام القرطبي -رحمة الله عليه- أن سورة الفاتحة لها اثني عشر اسما، وإليكم بعض من اسماء السورة وهي:
- فاتحة الكتاب:
فاتحة الكتاب من اسماء سورة الفاتحة، وسميت سورة الفاتحة بفاتحة الكتاب لأنها أول سورة في المصحف، يفتتح بها كتابة القرآن الكريم، وقيل سميت بذلك لأنها أول سورة كتبها الله عنده في اللوح المحفوظ، ويقال أيضا أن سبب التسمية يرجع إلى أنها فاتحة الصلاة بعد تكبيرة الإحرام.
- أم القرآن أو أم الكتاب:
وسميت بذلك لأن لفظ (أم) الشئ يطلق على أصله، وسورة الفاتحة قد اشتملت على أصول العقيدة: الإلهيات والقضاء والقدر والمعاد والنبوات، وقيل سميت بلفظ (أم) لأنها أمَت السور أي تقدمت على السور، قال صلى الله عليه وسلم “من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج -ثلاثا- غير تامة”.
- الكافية:
الكافية من اسماء سورة الفاتحة، وسبب تسميتها هو أن سورة الفاتحة كافية بنفسها عن غيرها، أما غيرها من السور القرآنية غير كافية عنها، قال صلى الله عليه وسلم” أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها عوضا منها”.
- الوافية:
كان سفيان بن عيينة هو أول من أطلق على سورة الفاتحة اسم الوافية، وذلك لأن سورة الفاتحة لا تقبل التقسيم، بمعنى أنه يجوز قراءة جزء من السورة في الركعة الأولى والجزء الآخر في الركعة الثانية، أما سورة الفاتحة لا يجوز تقسيمها.
- الحمد:
من اسماء سورة الفاتحة الحمد، وذلك لأن السورة تبدأ بحمد الله والثناء عليه.
- الصلاة:
سميت بذلك لأن الصلاة لا تصح بدون قراءة فاتحة الكتاب، قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي “يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين”.
- الدعاء:
وذلك لأن المسلمين بقراءة سورة الفاتحة يدعون الله تعالى بالهداية والنجاة عند المرور على الصراط المستقيم، يقول الله تعالى “اهدنا الصراط المستقيم”، قال الرسول صلى الله عليه وسلم “يقول الله عز وجل: من شغلته القراءة عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين”.
- المناجاة:
سورة الفاتحة كلها مناجاة لله تعالى، كل آية فيها يرد الله تعالى على عبيده، ففي الحديث الشريف يقول الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، يقول الله تعالى: مجدني عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل”، فعلى المسلم التأني في قراءة الفاتحة ليستمتع بحلاوة مناجاة الله.
اقرأ أيضاً: فضل وأسرار سورة يس الحقيقية المجربه فعلاً
فضل سورة الفاتحة
سورة الفاتحة من السور المكية، أي أنها قد نزلت على سيدنا محمد صلى الله وسلم في مكة المكرمة، نزلت بعد سورة المدثر، وهي السورة الأولى في ترتيب المصحف، عدد آياتها سبع آيات، لذلك أحد اسماء سورة الفاتحة هو السبع المثاني قال الله تعالى “ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم”، ويقصد بلفظ المثاني: التكرار، لأن المصلي يكررها في كل ركعة في الصلاة، كما أنه يثني على خالقه، ويسلم أمره إلي الله ويزعم بألوهية الله تعالى رب العالمين، وقد ورد عن أبي سعيد بن المعلى أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعظم سورة في القرآن الكريم، فقال له صلى الله عليه وسلم” الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”.
من هم المغضوب عليهم والضالين في سورة الفاتحة
يطلب المسلمين في سورة الفاتحة ربهم أن يهديهم إلي الصراط المستقيم، فمن يمر عليه ويصل إلي الجنة فهو من الفائزين، يطلب المسلم أن يكون من الذين يمن الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين، ويرجون أن يكونوا في زمرة الأنبياء والرسل، ويعوذون بالله أن يكونوا من المغضوب عليهم والضالين.
- المغضوب عليهم
هم اليهود والدليل على ذلك أن الله تعالى ذكر اليهود فى القرآن الكريم وقال عنهم “فباءوا بغضب على غضب” سورة البقرة الآية 90.
- الضالين
هم النصارى لأنهم ضلوا الطريق بعد أن هداهم الله، والدليل على ذلك قول الله تعالى على النصارى في القرآن الكريم “قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا” سورة المائدة الآية 77.