ما هي كبائر الذنوب كما وردت في الإسلام تعرف عليها
ما هي كبائر الذنوب والكبائر مفردها كبيرة ومعناها في اللغة العربية الإثم، وهي الأمور المحرمة التي حرمها الله سبحانه وتعالي في كتابه العظيم، كما قرر لها عقوبة كبيرة في الدنيا والأخرة، وفي رأي بعض العلماء يترتب على من يقوم بها الحد، أو وعيد بالنار أو اللعنة في الدنيا، وعن حديث ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ”.
ما هي كبائر الذنوب
اختلف العلماء على تعريف كبائر الذنوب فبعضهم قال “بأنها الذنوب التي اختتمها الله بغضب ولعن أو عذاب في الأخرة”، ومنهم من قال أنها الذنوب التي وعد فاعليها بالنار وإقامة الحد عليهم”،
وقالوا “أنها الذنوب التي تُبين قلة إيمان فاعليها”، ومن تعريف القرطبي لكبائر الذنوب قال “هي كل ذنب عظيم أو كبره أو ذكر بحقه ووعيد بالعقاب، فهناك عدة أنواع لكبائر الذنوب.
ما هي كبائر الذنوب المتعلقة بالقلب؟
يوجد بعض الكبائر التي تتعلق بالقلب وهي أيضاً تنعكس على الجوارح ومنها:
الكفر أو الشرك بالله
الكفر بالله قد يكون قولاً أو فعلاً وهو نوعان الشرك الأكبر بأن يجعل الإنسان مع الله شريك أخر أو نداً له فيعبده كالنجوم والشمس والشجر وغيرها جاء ذكر ذلك في كتاب الله تعالي فقال “إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ”.
والشرك الأصغر رياء المؤمن بالأعمال وقال الله تعالي “إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ” ، وقال أيضاً “فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا”.
وهناك أيضاً بعض الأمثلة الأخرى التي تدل على الشرك والكفر بالله ومنها:
- الاستعانة بالأموات والكواكب والحجارة.
- الاستهزاء بالأنبياء وبالله تعالي والعياذُ بالله.
- عدم الإيمان بالملائكة وكتاب الله تعالي.
- الكفر باليوم الآخر.
- انكار وجود الصلاة والصوم.
قد يهمك أيضا التعرف على: ما هي الكبائر عند الله
الذنوب والكبائر المرتبطة بالجوارح
تعتبر الكبائر المرتبطة بالجوارح هي على الرغم من البقاء بالإيمان بالله إلا أن مرتكبيها يفقدوا المعني الحقيقي للإيمان:
التعليم بغرض دنيوي فقط
جعل الإسلام العلم في المراتب الأولي لأنه مفتاح لحسن عبادة الله ومعرفته حق المعرفة، لذلك يجب على الإنسان أن يتعلم وفي داخله نيه بخدمه ونفع الناس،
ولكن التعلم لغايات دنيوية فقط حتى يقول عنه الناس هذا عالم ووضحت السنة بأن ذلك من أعظم الكبائر، وورد ذلك في قول الرسول صلي الله عليه وسلم في هذا الخصوص فقال
“ورجلٌ تعلَّمَ العِلْمَ وعلَّمَهُ، وقَرَأَ القُرآنَ، فأُتِيَ بهِ فعَرَّفَهُ نِعمَهُ، فعَرَفَها، قال فما عمِلْتَ فيها؟ قال: تعلَّمْتُ العِلْمَ وعلَّمْتَهُ، وقَرَأْتُ فِيكَ القُرآنَ،
قال: كذبْتَ، ولكنَّكَ تعلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ عالِمٌ، وقرأْتَ القُرآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ فقدْ قِيلَ، ثمَّ أُمِرَ بهِ فسُحِبَ على وجْهِهِ حتى أُلْقِيَ في النارِ”.
الكذب على الله ورسوله
الكذب واحد من الخصال أو الذنوب المحرمة من الله عز وجل، ويزداد ذنب الكذب إن كان افتراء على الله ورسوله عند تحريم أو استحلال أمور محرمة من الله وهذا عن قوله “وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ”.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار”.
التولي يوم الزحف
التولي يوم الزحف هو هروب المواطنين في المعارك التي تكون ضد الأعداء والكافرين، ويعتبر ذلك من أعظم الكبائر لأنه يترتب عليه تفكك الجيش
وبالتالي ضعفه ومن ثم هزيمة الجيش الإسلامي ضد الأعداء، والتولي يوم الزحف واحدة من الكبائر التي ذكرها الرسول صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف.
لا تفوت أيضا فرصة مشاهدة: السبع الموبقات والسبع المنجيات والفرق بينها وبين الكبائر
كبائر الذنوب المرتبطة بالمعاملات
من الضروري على كل مسلم أن يتجنب ارتكاب الذنوب التي تتعلق بالمعاملات لما لها من نتائج سلبية ومحرمة على المجتمع، وأيضاً الغضب والعذاب من الله سبحانه وتعالي:
خداع وغش الرعية
توعد الله تعالي الأشخاص التي تقوم بخداع المسلمين أو غيرهم والاهتمام بمصلحته الشخصية عن مصلحتهم ووضح الرسول صلي الله عليه وسلم ذلك في حديث شريف فقال
“ما مِن أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ المُسْلِمِينَ، ثُمَّ لا يَجْهَدُ لهمْ وَيَنْصَحُ، إِلَّا لَمْ يَدْخُلْ معهُمُ الجَنَّةَ”، ووضحت السيدة عائشة ذنب من يقوم بالغش والخداع بحديث عن الرسول فقالت
“اللَّهُمَّ مَن وَلِيَ من أمرِ أُمَّتي شيئًا، فشَقَّ عليهم، فاشقُقْ عليه، ومَن وَلِيَ من أمرِ أُمَّتي شيئًا، فرفَقَ بهم، فارفُقْ به” والحديث يدعو المسلمين بأن يبذلوا قصاري جهده في توفير احتياجات الىخرين برفع الضرر والأذية عنهم.
أكل أموال المسلمين
حرم جميع الأديان من أكل مال المسلمين بالباطل دون احقيتهم لذلك وقال الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ”،
وكلمة الباطل هنا تعني سرقة أو سحب أموال الآخرين بالطرق التي حرمها الله تعالي سواء بالسرقة أو لعب القمار وغيرها من الطرق.
الربا
حرم الله الربا بالكثير من الطرق وتوعد فاعليها بالعذاب الشديد فقال سبحانه وتعالي
“الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فانتهى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فأولئك أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”
والربا هنا هي استغلال ظروف الأخرين وأخذ أموالهم بغير حق، من خلال زيادة المبلغ الخاص بالدائن وزيادة المبلغ عليه بحد يصل إلى الضعف مما يوقع صاحب الدين في ضائقة مالية كبيرة بمرور الوقت.
أكل مال اليتيم
حرص الله سبحانه وتعالي على توصيه الواصي على ماله اليتيم ضرورة أن يكون شخصاً أميناً ويرعي مال اليتيم وفقاً للقواعد التي حددها الله تعالي له،
حيث وصي الله تعالي الواصي بعدم إهدار مال اليتيم لمصلحته الشخصية أو دون علمه ووضح الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز فقال “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا”.
الكبائر المتعلقة بالأخلاق
وهي من أهم الكبائر الواجب اجتنابها والابتعاد عنها ومنها:
رمي المحصنات الغافلات
قذف المحصنات هنا يعني إتهام المسلمات العفيفات التي لا ترتكب الفواحش بما تقوم به غيرها من النساء الأخريات، ويعتبر واحد من الكبائر التي تعتدي على انتهاك عرض الأخرين، وهذا الضرر لا يتوقف على المرأه فقط وإنما يشمل أهلها وأبنائها وزوجها.
ما هي الكبائر السبع
- الشرك بالله أي الإيمان بوجود إله غير الله سبحانه وتعالي يشاركه بالملك.
- السحر وهو الذنب الذي حذر الله المسلمين منه لما يترتب عليه من أذية للنفس وللغير في حياتهم وأموالهم.
- قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق أي ظلماً وقهراً وتعتبر من أسوء وأكبر الذنوب وتوعد الله مرتكبيها بالنار والعذاب الشديد في الدنيا والأخرة.
- أكل الربا وأخذ أموالهم بالضعف ويترتب عليه تعرض المجتمع والأشخاص للفقر.
- أكل مال اليتيم بغير حق.
- التولي يوم الزحف.
- قذف المحصنات الغاليات.
ما هي كبائر الذنوب في الإسلام ذكرها الرسول صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف وقال
(اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ).