مدينة المهدية في العهد الفاطمي
مدينة المهدية في العهد الفاطمي
مدينة المهدية في العهد الفاطمي عبر موقع محيط، اهتمت الدولة الإسلامية على مر العصور بالعلوم والمدنية، وتحديدا في عهد الخلافة الأموية والعباسية والفاطمية، وتم إنشاء الكثير من المدن الرائعة والتي ما زال البعض منها موجود حتى وقتنا الحالي، وسنتحدث في هذا المقال عن مدينة المهدية.
مدينة المهدية في العهد الفاطمي
من المدن التي كانت موجودة في العهد الفاطمي، وتم اتخاذها كعاصمة للبلاد فترة من الوقت.
- الدولة الفاطمية كانت تمتلك أسطول بحري قوي، ولذلك كان لابد من اختيار موقع متميز للدولة التي ستكون عاصمة لها.
- تم بناء مدينة المهدية فوق نتوء صخري وهذا النتوء كان داخلا في البحر بما يقارب ١٤٠٠ متر، ولا يمكن الوصول لها إلا عن طريق ممر ضيق
- وكان من المستحيل السيطرة على تلك المدينة أو احتلالها عن طريق البر، واتضح ذلك في فشل عبيد الله المهدي الذي لم يستطع الدخول إلى مصر وقام بتأمين قواعده فقط.
- وهناك الكثير من العلامات التي تشير إلى أن الرومانيين قد سبقوا الفاطميين في تلك المدينة، ومن بين تلك العلامات بعض من النقوش والكتابات على بعض قطع الآثار.
- مدينة المهدية تلقب بذات الهلالين، وتعتبر المركز الإداري الخاص بولاية المهدية.
- تعتبر تلك المدينة من أشهر المدن الموجودة في تونس، ومساحتها تصل إلى ٦٤٥ كيلو متر مربع، ومتواجدة فوق الساحل الشرقي ففي تونس.
- وتم وصف المدينة على كونها برزخ ممتد إلى قلب البحر، ولذلك فهي محاطة بالماء من ٣ جهات، والمناخ بها معتدل طيلة العام.
- تم تصنيف تلك المدينة على كونها من اجمل المدن الموجودة حول العالم البحري ودول حوض البحر المتوسط.
- والفضل في ذلك يعود إلى الموقع الاستراتيجي للمدينة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وأصبحت في وقتنا الحالي وجها سياحية يأتي لها السياح من مختلف دول العالم.
- وتمتلك المدينة مكانة تاريخية وثقافية عريقة في التاريخ التونسي، وذلك بفضل ما يوجد بها من آثار ومعالم من العهد الفاطمي.
- ساهمت المدينة في تطوير القطاع السياحي في تونس بصورة كبيرة، بسبب المعالم التاريخية والثقافية والتاريخية، إضافة إلى وجود الكثير من الأنشطة.
شاهد أيضا: أسباب سقوط الدولة الفاطمية | أشهر 14 اسم لخلفاء الدولة الفاطمية
تاريخ بناء مدينة المهدية
عبد الله المهدي في سنة ٣٠٠ هجريا الموافق ٩١٣ ميلاديا قام بإعطاء إذن بارتياد موقع بكر، والبدء في تصميم المدينة وبعد الانتهاء من بناء المدينة تم تدشينها كعاصمة للدولة الفاطمية في يوم ٨ من شهر شوال لعام ٣٠٨ هجريا، الموافق ٢٠ من شهر فبراير لستة ٩٢١م.
الوصف المعماري لمدينة المهدية
تلك المدينة كانت مخبأ وملجأ، فتم تحصينها وتم إحاطتها بسور ذو كثافة عالية بلغ طوله ٨ متر، ولا يزال أثر هذا السور متواجد حتى وقتنا الحالي.
وكان هذا السور يعمل على سد مدخل البرزخ وهو عبارة عن مدخل يؤدي إلى المدينة عن طريق البر، وطول المدخل يصل إلى ١٧٥ متر، وكان قبله سور تمهيدي متقدم.
والدخول إلى المدينة يتم عن طريق باب حديدي وكان مزين ببعض من صور الأسود المصنوعة من النحاس الأصفر، وذلك عبر رواق معقود السقف
والمدينة كان بداخلها قصر يخص الإمام المهدي، إضافة إلى وجود قصر آخر لابنه وولي العهد القادم، كما كان يوجد مخازن أسفل الأرض تستخدم لتخزين الحبوب، مع مجموعة من الآبار.
كما كان يوجد مسجد في المدينة، ولكن فيما بعد نخره البحر وقامت البناءات الطفيلية التي علقت به بتشويهه مع مرور السنين، وأصبح هذا المسجد خرابا.
ولكن بعد ذلك تم ترميم المسجد وكان ذلك بإشراف من الباحثين، وتم تجهيز عاصمة جديدة في دار صناعة السفن، وفي الناحية الجنوبية للمدينة تم بناء ميناء محصن ومحمي.
قد يمكنك معرفة: تاريخ العصر العباسي هزيمة الصلبيين وسقوط بغداد
تاريخ مدينة المهدية
تعد تلك المدينة هي العاصمة الثانية للدولة الفاطمية داخل قارة أفريقيا، وتم اختيار تلك المدينة بسبب ما تتمتع به من مقومات إضافة إلى الموقع الجغرافي المتميز.
وكذلك فإن المدينة يحيط بها البحر من ٣ جهات، وذلك جعلها حضن منيع يتصدى بقوة لكافة الغزوات التي قد تتعرض لها الدولة الفاطمية من الخارج
وبعد ذلك أصبحت تلك المدينة مركز تجاري له أهمية كبيرة جدا على مستوى دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
ويعتبر التاريخ الخاص بتلك المدينة طيلة الفترة السابقة للدولة الفاطمية مجهول، وذلك بالرغم من وجود عدد كبير من الآثار الموجودة بها، وتشير تلك الآثار إلى أنها كانت مأهولة بالسكان منذ العصر اليوناني.
من الجدير بالذكر أن مدينة المهدية في العهد الفاطمي قد تعرضت للتخريب والدمار، وبعدها انتشرت الفوضى بدرجة كبيرة وذلك بعد خروج المعز لدين الله الفاطمي منها وانتقل إلى العاصمة الجديدة.
قد انتقل المعز لدين الله الفاطمي من مدينة المهدية إلى القاهرة في مصر وكان ذلك في سنة ٩٧٠م، وذلك بعد التعرض لحملات كثيرة من الاستعمار لم تستطيع مدينة المهدية تحملها.
دأب الصهناجيون قد سعى إلى الانتقام من الدولة الفاطمية، فبعد ذلك تم إرسال بعض من الحملات على يد القبائل الهلالية إلى مدينة المهدية، ومنذ ذلك الوقت عمها الدمار وانتشرت بها الفوضى.
الجدير بالذكر أنه كان هناك كثير من الحملات الاستعمارية المختلفة ضد مدينة المهدية في العهد الفاطمي، وكان ذلك من قبل الأساطيل الأوروبية المختلفة، وتم حرقها على يد الإسبان في عام ١٥٥٥م.
وفي النهاية مدينة المهدية في العهد الفاطمي من المدن التي تحملت لعدد كبير من الحملات الاستعمارية وظلت صامدة مدة كبيرة، ولكنها تدمرت بعد ذلك.