وصايا لقمان لابنه

وصايا لقمان لابنه التي تنوعت واختلف ما بين وصايا أصول العقيدة، والشريعة، والأخلاق وما نحو ذلك، وتحمل جميع الوصايا في طياتها العديد من المعاني الرائعة والحكم المتنوعة التي يستفاد منها الإنسان في حياته بشكل عام، كما يجب على المسلم أن يحرص على تطبيق تلك الوصايا في حياته، وأن يترك ما هو منهي منها حتى يضمن الفوز في الآخرة، وينال رضا الله عز وجل، فيدخل الجنة بإذن الله تعالى.

وصايا لقمان لابنه

يشتمل القرآن الكريم على العديد من الوصايا المختلفة التي اشتهر بها لقمان الحكيم والتي وصى بها ابنه، حتى يسير عليها في حياته فينال بها رضا الله عز وجل، ومن خلال ما يلي سيتم التعرف على وصايا لقمان لابنه بشكل أكثر توضيح:

وصايا لقمان لابنه المتعلقة بأصول العقيدة

أوصى لقمان الحكيم ابنه بالعديد من الوصايا الخاصة بالقيام بالعديد من الأعمال الصالحة في حياته، ومن بين وصايا لقمان لابنه المتعلقة بأصول العقيدة ما يلي:

• التوحيد وعدم الشرك بالله: وذلك في قوله تعالى (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)؛ فقد أمر لقمان ابنه بعبادة الله عز وجل، وعدم الإشراك لأن الشرك ظلم عظيم، عاقبته شديدة.
• التذكير بالحساب وعلم الله الواسع: وذلك في قوله تعالى (ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)، فذكر لقمان ابنه أن المرجع إلى الله عز وجل ولا مفر منه، وعلى المسلم أن يكثر من أداء العبادات، ويبعد عن الذنوب لأن الله تعالى يعلم سره ونجواه ولا يخفي شيء عليه.

وصايا لقمان لابنه المتعلقة بالأعمال الصالحة

قدم لقمان الحكيم لابنه العديد من الوصايا المختلفة الخاصة بالأعمال الصالحة التي يقوم بها في حياته، ومن بين وصايا لقمان لابنه المتعلقة بالأعمال الصالحة ما يلي:

• بر الوالدين: وذلك في قوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ*وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)؛ فيجب على الإنسان أن يبر بوالديه وأن يحسن إليهم، ولكن لا يطعهم في شركهم بالله.
• إقامة الصلاة: وذلك في قوله تعالى (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ)؛ أول ما بدأ لقمان تعليمه لابنه في الأعمال الصالحة إقامة الصلاة التي هي عمود الدين الإسلامي، وأمره أن يحافظ عليها حتى يتقرب إلى الله عز وجل.
• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وذلك في قوله تعالى (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ)
  التي لها دور كبير في المحافظة على حقوق الناس، وحفظ مصالحهم.
• الصبر: وذلك في قوله تعالى (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) فقد أوصى لقمان ابنه أن يصبر على المصائب والحوادث، كما أوصاه بالصبر عندما يتعرض للأذى في حياته.

شاهد أيضًا: اتق الله حيثما كنت وصايا الرسول ﷺ بالتفصيل 2025

وصايا لقمان لابنه المتعلقة بالعلاقة مع الناس

ذكرت العديد من الوصايا التي وردت على لسان الحكيم لقمان لابنه في علاقته مع الناس، ومن بين وصايا لقمان لابنه المتعلقة بالعلاقة مع الناس ما يلي:

• التنفير من الكبر وازدراء الناس: وذلك في قوله تعالى (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ)؛ أوصى لقمان ابنه بعدم احتقار الناس، والتكبر عليهم، أو النفور منهم لأي سبب كان.
• ترك الخيلاء والفخر: وذلك في قوله تعالى (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) نهى لقمان ابنه من التكبر في أي شيء مثل المشي أو ما شابه ذلك، كما نهاه أيضًا عن الفرح الشديد الذي يظهر للناس أنه شخص متكبر.
• الوقار والتوسط: وذلك في قوله تعالى (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) أمر لقمان ابنه أن يتوسط في مشيه فلا يمشي مسرعًا أو  يبطأ خطواته بشكل مبالغ فيه.
• أدب الحديث: وذلك في قوله تعالى (وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) أمر لقمان ابنه أن يقوم بخفض صوته أثناء الحديث لأن في ذلك وقار، وشبه الصوت العالي بصوت الحمير لأنه كان يعرف بقبحه.

شاهد أيضًا: احاديث اخر الزمان | ووصايا الرسول الكريم

ما هي أهم وصايا لقمان العشر لابنه

تعددت وصايا لقمان لابنه وورد ذكرها في سورة لقمان ذات الترتيب 31 من القرآن الكريم والتي تهدف إلى تهذيب النفس البشرية والارتقاء بها

وقد ذكرها الله في كتابه ليتعلم كافة المسلمين من حكم لقمان فهي تعتبر من أعظم الحكم والمواعظ التي تأتي في مواضعها.

التحذير من الشرك بالله تعالى

تعتبر هذه الوصية أولى الوصايا الإيمانية التي تحذر المسلمين من أن يشركوا مع الله أحد على اعتبار أن الشرك فيه ظلم للنفس البشرية

فقد قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }  حيث إن الشرك الأكبر يعمل على إخراج صاحبه من الإسلام ويوجب له الخلود في النار.

الوصاية بالوالدين

وهذه الوصية الثانية بعد الإيمان بالله وحده على اعتبار أن الوالدين هما العمودان الأساسيان في المجتمع اللذان ينبغي احترامهما وتقديرهما والأخذ بنصائحهما

طالما هي تصب في التهذيب والتحلي بالأخلاق الحميدة والبعد عن الشرك بالله  كما وقد وصى بالبر بهما عند الكبر والشكر لهما على اعتبار أنه شكر لله.

مراقبة الله وحفظ حدوده

الوصية الثالثة هي أن يراقب الإنسان الله في أعماله فأي عمل يقوم به الإنسان يعلمه الله مهما صغر أو كبر هذا العمل كما وسيحاسب الإنسان على كافة أعماله

فإن قدم خيرًا سيلقى خيرًا وإن قدم شرًا سيلقى شرًا مقابل له بالتالي يجب حفظ الحدود وعدم تجاوزها أو تخطيها لينال المسلم عظيم الثواب من الله.

إقامة الصلاة

فالصلاة هي عمود الدين وأول ما يحاسب عليه الإنسان يوم القيامة بالتالي ينبغي على المسلم أن يؤدي الصلوات الخمس في أوقاتها

ليتقرب بهذه العبادة من الله -سبحانه وتعالى- ولتنهاه صلاته عن عمل الفحشاء والمنكر والبغي بالتالي يجب أداؤها على أكمل وجه وإتمام شروطها وأركانها.

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

فالمعروف هو ما يستحسن من الأفعال وهو كافة ما تعرفه النفس من الخير وتطمئن إليه أما المنكر فهو كل ما حرمه الشرع بالتالي من الواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بإجماع الكتاب والسنة

فالدين النصيحة وليس على المسلم الذي يتقي الله أن يترك أخيه المسلم على عماه.

الصبر والإحسان في التعامل مع الناس

الصبر مفتاح الفرج ومن أعظم الصفات التي يتحلى بها المسلم القويم ويمكن تعريفه بأنه حبس النفس عن الجزع وله الكثير من الفوائد التي تعود على النفس البشرية

أما الإحسان فيكون بإتقان العمل الذي يقوم به المسلم ليتم على أكمل وجه فهو يعتبر من المراتب العالية بعد الإسلام والإيمان.

التحذير من الكبر والغرور

نصح لقمان ابنه أن لا يصعر خده للناس ولا يمشي في الأرض مرحًا أو مختال فخور فيتعالى ويتكبر على الناس ويظلمهم ويسلب حقوقهم

فيضرهم ماديا ويدمرهم معنويًا كما وذكره أن الإنسان مهما ارتفع لن يبلغ طول الجبال الشامخات وأنه مهما بلغ من القوة فلن يخترق الأرض الصلبة.

خفض الصوت

شبه لقمان الحكيم الصوت المرتفع بصوت الحمير وحث ابنه والمسلمين من بعده على خفض أصواتهم أثناء الحديث

وثبت فيما بعد في علم التنمية البشرية أن الصوت الهادئ يأسر قلوب الناس ويقربهم من بعضهم البعض بينما الصوت المرتفع يوحي بالعنف والسيطرة فيجعل الناس ينفرون من صاحبه.

الحث على التواضع

التواضع خلق رفيع يقرب الناس من بعضهم البعض وهو التنازل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه ويدل على طهارة النفس ونقائها فمن تواضع لله رفعه من منزلته إلى منازل أعلى

أما المتكبرين لا يحبهم الله ورسوله حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يدخلُ الجنَّةَ من كانَ في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من كِبْرٍ”.

الحث على آداب الحديث

فينبغي التلطف في الحديث وخفض الصوت واختيار الكلمات الغير مؤذية للآخرين لحفظ الود ودوام التواصل الإيجابي بين البشر

أما في حال خرق آداب الحديث ورفع الصوت الذي شبهه لقمان بصوت الحمير بالإضافة إلى جرح مشاعر الآخرين يؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية والنفور من هكذا أحاديث.