أعمال ليلة القدر والأحاديث الدالة على ذلك
اعمال ليلة القدر تعرف عليها من خلال موقع مُحيط، حيث تعد ليلة القدر خير من ألف شهر، وهي ليلة عظيمة لا تتساوى مع أي ليلة أخرى، فهي تنزل فيها الملائكة وتحدث فيها آيات كثيرة ويستجاب الدعاء، وهي الليلة التي نزل فيها القرآن الكريم، على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – ليخرج الناس من الظلمة إلى النور، وهناك أمور يستحب فعلها ليلة القدر المباركة ومن أدركها ولم يؤدها فقد حرم نفسه من خير عظيم.
ما هي أعمال ليلة القدر
يجب على كل إنسان مسلم أن يجتهد في طاعة الله وأن يحيي ليلة القدر مؤمنًا به ورجاء أجرها العظيم من الله تعالى، ويستحب القيام بالأفعال المعروفة بإسم أعمال ليلة القدر وهي:
من أعمال ليلة القدر قراءة القرآن الكريم
من أعظم الأمور التي يفعلها المسلم في شهر رمضان في هذه الليلة المباركة هي؛ المشاركة في القرآن الكريم والقراءة، والتأمل، والدراسة، فهذه الأفعال صفات النبي صلى الله عليه وسلم.
وعدّ أهل العلم تلاوة القرآن في رمضان من علامات الجود التي تضمنها الحديث الصحيح الذي رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- حيث يقول:
(كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وأَجْوَدُ ما يَكونُ في شَهْرِ رَمَضَانَ، لأنَّ جِبْرِيلَ كانَ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ في شَهْرِ رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عليه رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ)، وفي هذا يقول ابن حجر -رحمه الله-: “الحكمة فيه أن مدارسة القرآن تجدد له العهد بمزيد غنى النفس، والغنى سبب الجود”.
كان من ممارسات الصحابي الصالح أن يكون أكثر حرصاً في تلاوة القرآن في رمضان أكثر من غيره من الأوقات؛ ورد في عهد الإمام الشافعي أنه كان يختم القرآن الكريم خمسة وستون مرة في رمضان.
والإمام مالك، إذا جاء هلال شهر رمضان، أغلق كتبه، وترك المجالس العلمية، وتفرغ لقراءة القرآن الكريم والدراسة والنصح حتى يغتنم هذه الفرصة التي لا تتعوض إلا كل سنة مرة وينال ثوابها.
اقرأ أيضاً المزيد من: ادعية لليلة القدر تجعل دعاءك مُستجاب بأمر الله
أعمال ليلة القدر قيام الليل
حث الله -تعالى- على صلاة الليل واعتبرها شرفًا للمؤمن وتعظيمًا له، نظرًا لقرب العبد من الله – العلي – ستحمله مكافآت عظيمة.
ويساعده على التغلب على مشاكل الحياة، ومن المؤكد أن صلاة الليل ستتم في الأوقات المباركة، كشهر رمضان وليلة القدر، وصومه، فقال: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
كما صلّى الرسول -عليه الصلاة والسلام- صلاةَ قيام رمضان مع الصحابة الكرام عدّة أيّام، ثُمّ تركَها؛ خشية أن تُفرَض عليهم، أو خشية أن يعتقدوا أنّها لا تصحّ إلّا في المسجد، وظلَّ الناس يُصلّونها فُرادى حتى عهد عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الذي جمعَهم على إمامَين، وهما: أُبيّ بن كعب، وتميم الداريّ، ويُسَنّ للمُسلمين الاجتماع لقيام الليل في المسجد، وخاصّة في شهر رمضان بعد صلاة العِشاء.
أعمال ليلة القدر كثرة الذكر والدعاء
تضاعف الأجور في شهر رمضان، والله تعالى يجيب الدعاء فيه؛ ولهذا يستحب للمسلم أن يستغل الشهر الكريم بكثرة الأدعية، والإكثار من ذكر الله تعالى رجاءً رحمته ومغفرته، وتكفير السيئات، والاكثار في الذكر والسنة كلها أيضا.
الأذكار بعد الخمس صلوات، والنوم، والصباح والمساء، وأفضل الأذكار هي بقية الصالحات، كما وردت في قوله -تعالى-: (الباقيات الصالحات)، وهُنّ: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلّا بالله”.
تُعَدّ ليلة القَدْر من الأوقات التي يستجيبُ الله -تعالى- فيها الدُّعاء، وقد سألت عائشة -رضي الله عنها- النبيَّ -عليه الصلاة والسلام- ماذا تقول في ليلة القَدْر إن هيَ أدركتها، فقال:
(قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي)، في وقت الصيام يكون الدُّعاءُ مُستجاباً، وفي وقت الإفطار، وعند السجود للصلوات، ولهذا يُسَنّ الإكثار منه.
أعمال ليلة القدر الصدقة
- تكون الصدقة مستحبة في كل أيام رمضان، إلا أنها أكثر تأكيدا وأفضلها في العشر الأواخر منه، وتفضل على الأيام التي تسبقها، والإكثار من الصدقة إنّما هو اتِّباعٌ لقوله -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)؛
- ذلك لأن العمل الصالح فيه أفضل من العمل الصالح في ألف شهر منه في غيره – كما سبق – فيفضل استغلال هذا الثواب العظيم في زيادة الصدقة وإحسان الآخرين وإطعام المسكين.
يُمكنك إثراء معلوماتك من خلال: دعاء ليلة القدر مستجاب وأهم فضائل تلك الليلة
أعمال ليلة القدر الاعتكاف
يحسن الاعتكاف في باقي أيام السنة، إلّا أنّه يكون أفضل و آكداً في العَشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ لأنّ فيها الليلة العظيمة المباركة وهي ليلة القَدْر، وقد صحّ عن عائشة -رضي الله عنها-:
(أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ)،
الإعتكاف واجبة في النذر، ويجوز بدون صيام، لكنه أفضل بالصوم؛ وذلك لفضله الكبير العظيم، وقد شرع الله تعالى الاعتكاف في سائر الأمم السابقة قبل أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – واتفق الفقهاء على أن الاعتكاف سنة للمرأة، كما إنه سنة للرجال، وقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها-:
(أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ذَكَرَ أنْ يَعْتَكِفَ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ فَاسْتَأْذَنَتْهُ عَائِشَةُ، فأذِنَ لَهَا، وسَأَلَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أنْ تَسْتَأْذِنَ لَهَا، فَفَعَلَتْ).
الاعتكاف في أغراض كثيرة منها:
- تحرير القلب من الهم الدنيوي والانشغال بالخلق.
- الانشغال بطاعة الله تعالى، والاتصال به والخلوة به.
- ليكون ذكر الله تعالى ومحبته والتأمل في رضاه من أعظم طاعات المعتكف.
كما قد هدي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في ليلة القَدْر:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الطاعات والعبادات في شهر رمضان المبارك، لكنه كان أكثر اجتهاداً في أيام العشر الأواخر منه في غيره من العبادة.
فقد جاء عن عائشة -رضي الله عنها- في وَصفها له عند دخول العَشر الأواخر أنّها قالت: (إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ)،
قال ابن حجر إنّ هذا الحديث فيه دلالة على مُداومة القيام في العَشر الأواخر؛ رجاءَ خَتم الشهر بالخير، وكان من هَدي النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في العَشر الأواخر أنّه كان يعتكف، ويلزم المسجد؛ للعبادة، والطاعة، والانشغال بالذِّكر والدُّعاء؛ لإدراك ليلة القَدْر، وإدراك مغفرة الله -تعالى-، كما كان يوقظ نساءه؛ للقيام معه.
قد يهمك التعرف على: دعاء ليلة القدر مكتوب وأهم علامات تلك الليلة
أهمية قيام ليلة القدر
فضل الله تعالى ليلة القدر على باقي ليالي السنة، لما يتميز به من خصائص تميزه عن غيره ومنها ما يلي:
أنزلَ الله فيها القُرآن؛ لقول الله -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، وهذا يدل على كرامتها وعظمتها، فالعمل فيها يساوي عمل أكثر من ألف شهر في أي شيء آخر.
أي بأكثر من ثمانين سنة، والعمل في هذه الليلة يتضاعف؛ قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،
يفتح الله تعالى فيها أبواب الخير والمغفرة، ويضاعف الأجر، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن قيامها سبب في مغفرة الذنوب السالفة؛ ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال:
مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ.
يُمكنك الاطلاع على الآتي: دعاء ليلة القدر قصير جدًا وماهي علامات ليلة القدر
وإلي هنا سوف نكون قدمنا إليكم جميع الأعمال التي يقوم بها المسلم في ليلة القدر المباركة وباقي أيام شهر رمضان، وهي 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29 من رمضان.
وهي الليالي الفردية في العشرة الأواخر، ويجب علينا استغلال هذة الايام لكي ننال ثواب الله العظيم، ويغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر.