صلاة الاستخارة كيف تصلي وكيف تعرف نتائجها

0 2 دقائق

يتقرب المسلم إلى ربه بالصلاة والدعاء خاصة حينما يكون المسلم في حيرة من أمره بخصوص أمر جديد مستجد ويرغب في الاستخارة من الله عز وجل لكي يتم الاسترشاد بأي علامة توجه المسلم نحو اتخاذ ذلك القرار أم الرجوع فيه، حيث تتم صلاة الاستخارة قبل التقدم لوظيفة جديدة أو للخطبة والزواج أو للسفر وشراء منزل وسيارة، وقد يرغب الكثير من المسلمين في معرفة وفهم واستيعاب علامات قبول صلاة الاستخارة وكيف تكون نتائج الصلاة وكيف يتم الاستدلال عليها.

ما هي استخارة المسلم

حثنا الله عز وجل على التشاور قبل الإقبال على فعل أمر ما فقد قال في كتابه العزيز «وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ» فيما قال النووي :”والاستخارة مع الله، والمشاورة مع أهل الرأي والصلاح.

وذلك أن الإنسان عنده قصور أو تقصير، والإنسان خلق ضعيفًا، فقد تشكل عليه الأمور، وقد يتردد فيها فماذا يصنع؟” ورُوي أيضًا : «ما خاب من استخار، وما ندم من استشار».

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ:

اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ،

اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي

أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: “وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ»، وقوله «ظل يستخير الله تعالى شهرًا كاملًا».

إذا فإن الدين الإسلامي الحنيف يحثنا على التشاور والاستخارة قبل الإقبال على فعل شيء جديد بهدف النصح والإرشاد.

اقرأ أيضًا: كيفية صلاة العيد بالتفصيل

كيف تعرف نتيجة صلاة الاستخارة

هناك عدة دلائل يتم الاستناد إليها لكي يتم معرفة نتيجة صلاة الاستخارة، وتعد تلك الدلائل بمثابة ارشاد للمسلم من الله عز وجل وإنارة لبصيرته وتوضيح لنقاط يغفل عنها، وفيما يلي نوضح كيف نستدل على قبول صلاة الاستخارة:

الشعور بانشراح في الصدر وراحة نفسية وتيسير الأمور والإجراءات المتخذة لذلك الأمر الذي استخار فيه الله عز وجل ويعني ذلك الأمر القبول على فعل الشيء الذي استخار فيه الله تعالى.
الشعور بانقباض الصدر والخوف والقلق وعدم الارتياح وهذا مؤشر على رفض ذلك الأمر وعدم الإقبال عليه والنفور منه.
سؤال أهل العلم بخصوص الرؤيا التي تظهر في منام الشخص المستخير فقد تجمل أي دلائل على قبول ذلك الأمر أو رفضه حيث أن لكل رؤية تفسير منفصل ومتعلق بأحداث محددة ولا يجوز توحيد أو تثبيت المؤشرات والدلائل.
يكرر المستخير صلاته حينما يشعر بالاتزان النفسي والثبات فليس هناك ما يسعده أو يشرح قلبه وليس أيضًا هناك ما يزعجه وينفر منه.

اقرأ أيضًا: موعد صلاة العيد 2025

كيف تؤدى صلاة الاستخارة

فيما يلي نشرح كيف تؤدى صلاة الاستخارة بالترتيب:

الوضوء كوضوء الصلاة وطهارة البدن.
النية لأداء صلاة الاستخارة.
التوجه لأداء الصلاة.
صلاة ركعتين، ويُقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون، ويُقرأ في الركعة الثانية سورة الإخلاص.
التسليم في نهاية الصلاة.
الدعاء بحيث يبدأ المستخير بالثناء على الله -سبحانه- وحمده، ويصلّي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفضل صيغ الصلاة على النبي هي الصلاة الإبراهيمية التي تُقال بتشهّد الصلاة.

قراءة دعاء الاستخارة ونص الدعاء كالتالي «اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ» يسمّي حاجته، كأن يقول: اللهم إن كنت تعلم أن زواجي من فلانة بنت فلان، أو سفري إلى هذا البلد، أو غير ذلك.

ثم يكمل دعاءه ويقول “خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي..”، فإذا وصل إلى الشق الثاني من الدعاء فقال:

“وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ”، يفعل نفس الشيء ويسمّي حاجته ثم يكمل قوله: “شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي..”، إلى آخر دعاء الاستخارة.

وقت أداء صلاة الاستخارة

تجوز صلاة الاستخارة في أي وقت يرغب فيه المسلم في استخارة الله عز وجل أو قبل الإقدام على فعل أمر فحينها يتوجه إلى الله بطلب الاستخارة.

وذلك في أي وقت عدا أوقات الكراهة مثل الوقت بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس وفترة ما بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب،

ويفضل أن تؤدى صلاة الاستخارة في الثلث الاخير من الليل وذلك وفقاً الحديث الذي روى عن أبي هريرة قال:

«يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» رواه البخاري (1145)، ومسلم (758)

ويمكن تكرار صلاة الاستخارة عدة مرات حتى تظهر الدلائل واضحة أمام المسلم المصاب بحيرة من أمر ما وعجز عن اتخاذ قرار.