هل قراءة الإنجيل حرام
هل قراءة الإنجيل حرام، هذا سؤال يدور في ذهن كثير من الأشخاص، فالإنجيل معروف عند المسلمين بأنه كلام الله المنزل على سيدنا عيسى عليه السلام من أجل أن يعظ بني إسرائيل بعد أن تركوا ما دعاهم له سيدنا موسي، وأمرنا الله في القرآن الكريم أن نؤمن به كما ذُكر في سورة البقرة، وفيما يلي عبر موقع محيط سوف نتعرف على مزيد من التفاصيل.
هل قراءة الإنجيل حرام
من المعروف أن الإنجيل هو من الكتب التي أنزلها الله علي الأنبياء، فالله أنزل عليهم الصحف التي يعظهم ويذكرهم فيها، ويخبرهم عن أمور الماضي ويعرفهم أنه يوجد جنة ونار.
فالمسلم يجب عليه أن يؤمن أنها من عند الله، ولكن لا يجوز أن يقرأه ولا يستخدمه، لأنه قد تم تحريفه وتغيره، من قبل الأنصار واليهود، وقد جعلنا الله في غنى عنها بكتابنا المكرم وهو القرآن الكريم.
وقد رُوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه رأى في يد عمر شيئاً من التوراة فغضب، وقال: (أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ لقد جئتُكم بها بيضاء نقيةً، لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي) عليه أفضل الصلاة والسلام.
والمقصود هنا أن رسولنا الكريم ينصحنا وينهينا ألا نأخذ شيئًا لا من التوراة، ولا الإنجيل، ولا الزبور، ولا نتقن منه شيئًا، وإذا وجدنا منه شيئًا أن نحرقه أو ندفنه، فكل ما دخل عليه من التحريف من المنكر والباطل، فكي نسلم منه نحرقه أو ندفنه.
قد يهمك أيضًا: ترتيب سور القران الكريم
شروط قراءة الإنجيل
علمنا أنه لا يجوز للمسلم قراءة الإنجيل، ولكن هناك بعض العلماء وأهل العلم الذين لديهم غيرة على دينهم قرأوا فيه من أجل أن يردوا على اليهود والنصارى من كتبهم بالحجج والدلائل هنا لا ضرر من ذلك، لأن يفعلون ذلك خوفًا من الفتنة.
أهل العلم عندهم قدرة تؤهلهم إلى أن يعرفوا الباطل الذي أدخل على هذه الكتب ويأخذوا حذرهم منه، ويحذرون الناس خوفًا من الفتنة فلأشخاص العامة لا يجوز نهائيًا أن تنظر فيه.
ويستدل على ذلك بما رواه البخاري (3635) ومسلم (1699) من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما في قصة رجم اليهوديين اللذين زنيا “فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه اليهود بهما سألهم،
فقال: ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟ فقالوا: نفضحهم ويجلدون، فقال عبد الله بن سلام: كذبتم! إن فيها الرجم، فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم، فقرأ ما قبلها وما بعدها، فقال عبد الله بن سلام: ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم.
شروط قراءة الإنجيل
- يجب أن نكون على علم بأنه لا يوجد كتاب سماوي يتم التعبد لله من خلال قراءته، وليس هناك كتاب يعبد الناس به الله سوي كتاب واحد وهو القرآن الكريم.
- لا يجوز لأحد أن يقرأ في أي من التوراة أو الإنجيل، فلا هداية إلا بالقرآن، فلا نثق إلى ما في يد اليهود والنصارى، لما أدخلوه على الإنجيل من التبديل وتحريف الكلام.
هل يجوز الاقتباس من الإنجيل
تم التأكيد على أنه غير جائز شرعًا الاقتباس من الإنجيل ولا الشهادة به من أجل دعم رأي معين، حتى ولو كان ذلك الاقتباس لأمور عقائدية.
كما وضح أحد الداعية الإسلامية وأسمه الحاي بأن الإنجيل تم جمعة بعد خمسمائة سنة، من بعد أن رفع الله سيدنا عيسى للسماء،
مما جعله محرف ومزود عليه، ولذلك لا يجوز الاقتباس منه خوفًا من تعلق بعض الأشخاص بتلك الاقتباسات، فيجب أن نتبع مبدأ (لكم دينكم ولي دين).
هل يجوز الاستدلال بالإنجيل
لا يجوز الاستدلال بالإنجيل بأي حال، فتم تحريفه والدليل على ذلك أنه لا يوجد كتاب موحد للإنجيل بل يوجد أربع كتب منه، هذه الكتب يخالف كل منهما الآخر، وبالتالي فلا يمكن الاعتماد عليه.
قد وضع الله لنا كل ما ينفعنا للاستدلال به في القرآن الكريم، فلا نستدل بغيره، ففي القرآن ما يغنينا عن كل هذه الكتب لقوله تعالى:
( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ)، وقوله تعالى (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ).
ننصحك بقراءة: ما هو حكم قراءة القرآن الكريم للحائض
حكم قراءة الإنجيل عند الشيعة
يرى الشيعة بأنه يجب الامتناع عن قراءة كتب الإنجيل لما تم فيه من تحريف ومزج بين الباطل والحق، مما يؤدى إلى الفتنة والفساد،
وهذا ما نهانا عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد تم الإجماع من أهل العلم على أنه لا يجوز القراءة في الإنجيل.
تعرف على: من هم أهل الكتاب واهم المعلومات عنهم
بعد أن أوضحنا هل الإنجيل حرام، نختم مقالنا هذا بقول إن الدنيا قصيرة، وقبل أن نندم ويفوت الأوان يجب أن نحمد الله كثيرًا لنفوز بالجنة،
فالقرآن هو كتابنا الوحيد الذي يجب علينا عدم النظر إلى غيره، ويظل الإبحار فيه والتمتع بالنظر في كلماته والتمعن فيها معجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى، جعلنا الله وإياكم من أهل الجنة.