اختراع الكاميرا | تاريخ أول كاميرا في العالم
يعتبر اختراع الكاميرا واحد من أهم النقلات التكنولوجية التي حدثت على مدار التاريخ، حيث تم عن تريقها توثيق لأهم اللحظات والأحداث التاريخية مما سهل التعرف على تقاليد وأحدثت سابقة بشكل أوضح وأكثر دقة للأجيال التالية، ويمن من خلال عدسة الكاميرا التقاط صور الكائنات الحية المختلفة والمناظر الطبيعة، بالإضافة إلى توثيق اهم اللحظات قي حياة الإنسان، وفي هذا المقال سنتعرف بشكل مقرب على اختراع الكاميرا.
اختراع الكاميرا الفوتوغرافية
يمكن تعريف الكاميرا بأنها جهاز ذو عدسة يستخدم في التقاط لحظات حياتية معنية للإنسان أو الحيوانات أو الطيور، من خلال سطح حساس للضوء وتحتوي الكاميرات باختلاف أنواعها على خمس أجزاء أساسية.
يطلق على الجزء الأول اسم صندوق الكاميرا وتعتبر الوظيفة الأساسية له هي حفظ وحماية شريط الفيلم الخاص بالكاميرا الذي يتم عليه تخزين الصور الملتقطة؛ من التعرض للضوء الزائد لتجنب حدوث احتراق يؤدي إلى فقدان المحتوى.
يطلق على الجزء الثاني من مكونات الكاميرا اسم الفيلم وظيفته الأساسية التقاط الصور بشكل متتالي و تسجيل الصورة عليه
ويقع في داخل صندوق الكاميرا في مقابل العدسة، وتحتوي الكاميرا على متحكم الضوء والذي يكون عبارة عن ثقب أو بؤرة، قابلة للتعديل.
تعتبر العدسة أهم أجزاء الكاميرا وتعمل على تركيز أشعة الضوء التي يتم من خلالها تصوير اللقطات المختلفة، وتمتاز العدسة بكونها قابلة للتعديل والحركة للأمام أو الخلف؛
واخيرا تشمل الكاميرا على نظام العرض منفصل عن العدسات، ويعمل من خلال مرآة مثبتة في داخل صندوق الكاميرا.
أول كاميرا في التاريخ
يعود اختراع اول كاميرا في التاريخ إلى آلاف السنين الماضية والتي تم خلالها القيام بعدد كبير من المحاولات التي كانت نتيجتها الفشل،
ولكن ذلك لم يمنع اصحابها من إعادة التجربة مرة أخرى، وبدأت هذه المحاولات عند ملاحظة العالم الصيني شين كو انعكاس الصورة الناتج من المرآة المقعرة.
جاء بعد ذلك العالم يوهانس كيبلر الذي قام المبادئ البصرية الأولية للكاميرا ذات الثقب في عالم الفلك البصري، ومن خلال هذا المجهود أدرك علماء الفلك ضرورة التصوير فبدأت محاولاتهم لتصميم الكاميرات.
وتم إنتاج اول كاميرا في العام 1685 على يد فيلسوف الهندسة الألماني يوهان زاهن، وبقي تصميمه قيد العمل دون أي تعديلات لفترة طويلة قاربت القرن وبضع سنين، حتى قام المهندس الفرنسي جوزيف نيبس بإجراء التعديل عليها، وتم تسجيله كصاحب أول لقطة بعدسة الكاميرا.
وتم صناعة أول كاميرا للتصوير الفوتوغرافي الحقيقي في عام 1829 على يد العالم لويس داجير، والذي عمل بشكل متعاون مع العالم جوزيف نيبس وتمكنا من الحصول على حقوق أول اختراع الكاميرا في التاريخ.
كانت الكاميرا في بداية صناعتها كبيرة الحجم وجاء في بعض الكتب التاريخية أن حجمها كان يصل إلى حجم غرفة كاملة، واستمر العلماء في تطويرها حتى وصلت إلى الحجم الحالي في وقتنا الحاضر، وأصبحت سهلة الاستخدام وفي متناول الجميع.
لا تفوت فرصة مشاهدة: ما هي أفضل أنواع كاميرات مراقبة صغيرة
متى تم اختراع الكاميرا الملونة
بدأت فكرة التصوير بالألوان بعد عمليات بحث كبيرة تم في نهايتها التوصل إلى المادة التي يمكن استخدامها كبداية عن طريق تشارك خصائص لون الضوء وذلك على يد العالم ليفي هيل في عام 1851م.
لم تكن الصور ذات اللونين الأبيض والأسود تحظى برضا ليفي هيل فقام باستخدام تقنية الألواح فضية اللون في محاولة منخ للحصول على صورة ملونة، ونجحت التجربة لكنه لم يكشف عن طريقتها لأحد.
في العام 2007 تم العثور على كتاب لهيل يعود إلى العام 1859م شرح فيه الطريقة التي قام باستخدامها للحصول على الصور الملونة،
وقام العلماء بمراجعتها والتحقق من فاعليتها ولكنهما كانت معقدة صعبة الفهم بسبب عدم وجود قدر كافي من التقدم التكنولوجي في وقتها، وكانت اكبر مشاكل طريقة هيل أن ألوان الصور كانت تظهر بشكل باهت.
يعتبر العالم الفزيائي غابرييل ليبمان اول من تمكن من التقاط صورة ملونة واضحة نتيجة خبرته الفزيائية الكبيرة وحصل نتيجة.
لذلك على جائزة نوبل في الفيزياء، واستخدم غابرييل في هذه المرحلة مادة الزئبق للحصول على صور واضحة الألوان.
قد يهمك أيضا التعرف على: معرفة الايفون الاصلي من التقليد
مخترع الكاميرا العربي
يعتبر العالم العربي الحسن ابن الهيثم هو أول من قام باختراع الكاميرا وكان يطلق عليها اسم قمرة، ولم تقتصر اكتشافات ابن الهيثم على ذلك فهو يعتبر أيضا اول مكتشف لمبدأ التصوير من خلال تجربته الشهير في الغرفة المظلمة.
كانت فكرت الحسن ابن الهيثم تعتمد على استخدام غرفة مظلمة لا يدخل الضوء فيها الا من خلال ثقب صغير وضيق؛ يقوم هذا الثقب بعكس الصورة الموجودة في خارج هذه الغرفة على الحائط المقابل لها بشكل واضح.
ومن خلال فقد درس ابن الهيثم قواعد انكسار الضوء، وكان اول من قام بتجربة تشتّت الضوء إلى ألوان الطيف السبعة الأساسية،
وبناء على ذلك كتب أطروحته العلمية المكونة من سبعة أجزاء عن البصريات اطلق عليه كتاب المناظر الذي يعتبر من أكثر الكتب المؤثرة في علم الفيزياء المعاصرة وفهم الرؤية والضوء.
قد ساعد هذا الكتاب بعد ترجمته إلى عدد من اللغات مجموعة كبيرة من العلماء في العصر الحديث مثل العالم جروسيتيست في بناء تصور جديد عن الكون وعن مبادئ جمالية وهندسية جديدة وذات أبعاد ومنظور مختلف.
وفي النهاية فإن اختراع الكاميرا هو أحد الاختراعات التي لا يمكن لحد إنكار التغيير الكبير الذي تسببت فيه، وحتى وقتنا الحاضر ما زال المطورون يسعون إلى العمل على تطويرها وجعلها أكثر احترافية.