من هم الروم واهم المعلومات عن الإمبراطورية الرومانية وأبرز معارك الروم مع المسلمين
تعرف على من هم الروم وعلى ما هي الإمبراطورية الرومانية وما هو موقع الروم وما هي أبرز معارك الروم مع المسلمين عبر موقع محيط، حيث تعتبر مدينة روما القلب النابض للعالم الروماني القديم، وتعرف الإمبراطورية الرومانية بأنها إمبراطورية تميزت عن غيرها بعدة مميزات خاصة، حيث مكنتها تلك المميزات من حكم العالم القديم، وكان ذلك منذ أكثر من ألف وثمانمئة عام مضت، هذا وقد كانت جميع الأراضي التي تحيط بالبحر الأبيض المتوسط وغيرها العديد من المناطق الأخرى تنعم في ظل سيادة وحكم الحكومة الرومانية الموحدة بكل من السلام والنظام وسيادة القانون والرخاء، وفيما يلي سنتعرف على من هم الروم وعلى أهم المعلومات حول الإمبراطورية الرومانية.
من هم الروم
لقد نصت بعض كتب التّاريخ التي ذكرت بها كلمة الرّوم على أن الرّوم هم عبارة عن سلالة بشريّة يطلق عليها إسم بنو الأصفر، وهم في الأصل من نسل آرم بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم (عليهما السّلام)، وقد سمّوا بالرّوم نسبة إليه.
هذا وتتصف هذه الأقوام بشدّة البياض، لكنّ قد إختلط نسبهم بأهل الحبشة، وهو الأمر الذي أدى إلى أن يتنوع لون بشرة أولادهم بين السّواد والبياض، مما أدى إلى تسميتهم ببني الأصفر.
وفي الحقيقة يشمل هذا التفسير الناحية العرقية، حيث أن كلمة “الروم” تشمل في مضمونها مجموعة كبيرة من الناس الذين يشتركون مع بعضهم البعض في بعض السمات والصفات المعينة.
كما أنهم يتوارثون من بعضهم البعض ثقافة محددة ومخصصة بهم، حيث أنهم يتوارثونها عن آبائهم وأجدادهم، إذ تختلف ثقافتهم عن ثقافة كلا من الفرس والعرب.
وهم في الحقيقة قوم متفرّقون ومتوزعون في جميع بلاد الرّوم، فقد خرجوا مع هرقل وتوزّعوا وتفرقوا في جميع أنحاء بلاد الشّام، وقد كان لهم إمبراطوريّة ضخمة جدا.
ومن المعروف عن الروم أنهم قوم يعتنقون الديانة النصرانية بجميع طوائفها المختلفة التي تتمثل في كل من الكاثوليك والبروتستانت والأرثذوكس.
هذا وقد إستمرّ نسل الرّوم حتّى عصرنا ووقتنا الحالي، وهم حالياً يشملون ويتواجدون في كلّ بلاد الغرب، مثل بلاد أمريكا وغيرها.
ومن الجدير بالذكر أنه قد ذُكرت كلمة الرّوم في آيات القرآن الكريم، حيث سمّيت سورةٌ كاملة من سور القرآن الكريم الشريفة بإسمها.
هذا وقد كانت الرّوم تعرف بأنها أحد القوى العظمى المتواجدة في المنطقة بالكامل، وكان ذلك في بداية بعثة النبيّ الكريم محمد (عليه أفضل الصّلاة والسّلام).
وقد نزلت بعض الآيات الشريفة على النّبي (صل الله عليه وسلم) تُنبّؤه في مضمونها بإنتصار الرّوم على الفرس من بعد وقوع هزيمة.
وهذا ما ورد في أوائل الآيات في سورة الروم، حيث قال الله تعالى:
(الم ﴿۱﴾ غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿۲﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿۳﴾ فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿٤﴾ بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)
لا تفوت فرصة التعرف على: أهم المعلومات حول اللغة الرومانية
وقد كان جميع المسلمون في البداية يحبّون ويفضلون أن يروا الرّوم منتصرين وفائزين على الفرس، ويرجع السبب في ذلك إلى أنّ الرّوم هم في الأصل أهل كتاب، وهو الأمر الذي يجعلهم أقرب للمسلمين.
بينما كان جماعة وأهل الفرس من المشركين الذين يعبدون الأوثان والأصنام، بالإضافة إلى أنّ إنتصار وفوز الفرس على الروم كان يُفرح المشركين المتواجدين في مكّة، حيث أنهم كانوا يفرحون بذلك فرحاً شديداً.
وذلك بسبب إشتراك كلا من الفرس ومشركين مكة في نفس العقيدة الخاطئة والمنهج الضّال، ولذلك السبب فرح المسلمون بإنتصار وغلبة الرّوم عليهم.
وقد إشتهرت كلمة الروم وتم إطلاق هذه الكلمة على “الإمبراطورية الرومانية الشرقية”، أو “البيزنطية ” وكانت عاصمة هذه الإمبراطورية ” القسطنطينية ”.
وهي العاصمة التي بشرنا النبي (صل الله عليه وسلم) بفتحها وإنتشار الدين الإسلامي فيها على أيدي المسلمين، وهي أيضاً العاصمة التي قام هرقل بتولى حكمها في عصر النبوة.
وكانت هذه الإمبراطورية الكبيرة تحكم كلا من مصر والشام، وذلك قبل أن يقوم المسلمون بفتحها، هذا وقد مثلت الروم إمبراطورية “برومية” التي تتواجد في غرب أوروبا، وهي تعرف بإسم “إيطاليا” حالياً.
حيث تشكلت هاتين الإمبراطوريتين في وقت قصير ومن عرقيات متنوعة ومختلفة، فكانتا تضم كل من الأرمن والجرمن والسلاف وغيرهم، ولكن كل هذه الأعراق المختلفة قد إشتركوا في شيء واحد وهو إعتناقهم للديانة المسيحية.
وكانت في ذلك الوقت الإمبراطورية الرومانية تعادي الدين الإسلامي وتحاربه بشدة، حتى تمكنت الدعوة إلى الإسلام من الإنتصار، وحينها تأسست أول دولة إسلامية في هذه المدينة.
ثم بدأ الدين الإسلامي في الإنتشار بعد ذلك، وقد تمكن المسلمون بعد ذلك من فتح كل من مصر والشام وأيضاً وبلاد فارس، وكان ذلك في عهد الصحابي الجليل عمر بن الخطاب.
هذا وقد إستطاع السلطان العثماني محمد الفاتح بعد ذلك على تحرير العاصمة الرومانية (القسطنطينية) من الرومان وفتحها.
لا تفوت فرصة التعرف على: من هم الروم واهم المعلومات حول تاريخهم
ما هو موقع الروم
تقع دولة الروم التي تعرف حالياً بإسم (روما) في جنوب إيطاليا، إذ أنه تقع في جنوبي قارّة أوروبا، وبالتحديد بالقرب من ضفاف نهر التيبر، وهي على بعد حوالي 27 كيلومتراً من البحر التيراني الملقب بإسم (طرانة).
وقد تمّ تأسيس هذه الدولة قبل أكثر من 2700 سنة، فهي في الحقيقة تعتبر من أقدم وأعتق المدن والدول الأوروبية على الإطلاق، ومنذ أن تأسست هذه الدولة وهي مأهولة بالسكان بشكل متواصل ودائم.
وقد تطورت مع مرور الوقت لتصبح مدينة يسكنها عدد كبير من الأشخاص، حيث يصل عدد سكانها حالياً ما يقارب ثلاثة ملايين نسمة، هذا وتبلغ المساحة الأرضية الكلية لهذه المدينة حوالي 1502 كيلو متر مربع.
وتمتلك هذه المدينة خط عرض موازٍ مع مدينة نيويورك الأمريكية، هذا وتتواجد في هذه المدينة مدينة الفاتيكان، وهي المدينة التي قامت الحكومة الإيطالية بالإعتراف بها كدولة مستقلة، وكان ذلك في عام 1929 ميلادي.
وقد ظلت روما عاصمةً لدولة إيطاليا الموحّدة منذ عام 1871ميلادي حتى وقتنا الحالي، وذلك بعد أن أصبحت روما العاصمة الرئيسية للإمبراطورية الرومانية.
ومن الجدير بالذكر أنّ هذه الدولة تتمتّع بشكل كبير بإقتصاد قوي جداً يعتمد بشكل أساسي على كلا من السياحة والأنشطة الحكومية.
هذا وقد طوّرت هذه المدينة قاعدة كبيرة جداً من الصناعات المتنوعة بعد الحرب العالمية الثانية التي كانت ما بين عام 1939ميلادي- 1945ميلادي.
وأصبحت هذه المدينة فيما بعد تستضيف الكثير من الوكالات والشركات متعددة ومتنوعة الجنسيات، هذا ويوجد فيها الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية التي يعود تاريخها لفترات زمنية كثيرة ومختلفة من التاريخ الأوروبي.
لا تفوت فرصة التعرف على: شروط السفر من مصر الى رومانيا
نبذة عن الإمبراطورية الرومانية ودولة الروم
لقد كانت دولة روما تعتبر المركز الأساسي والرئيسي للإمبراطورية الرومانية، وقد أصبح حكام هذه الدولة أباطرةً بعد عهد أوغسطس.
هذا وقد إستمرت عملية توسع هذه الدولة حتى حكمت العديد من الدول الأوروبية، الغربية منها والجنوبية، كما أنها حكمت بعض الدول التي تتواجد في شمال أفريقيا، بالإضافة إلى بعض الأجزاء التي تقع في الشرق الأوسط.
وهو الأمر الذي جعلها تصبح مع مرور الوقت النقطة المركزية للثقافة، هذا وقد ساهم الإمبراطور الكبير قسطنطين بعمل بعض التغيرات التي أثّرت على روما تأثيراً قوياً، وكان ذلك في القرن الرابع الميلادي.
حيث قام هذا الإمبراطور بإعتناق الديانة المسيحية وبدأ على الفور ببناء العديد من الكنائس، بالإضافة إلى أنه قام ببناء مدينة القسطنطينية في الشرق، وقام بإتخاذ هذه المدينة عاصمة لإمبراطوريته الجديدة.
وقد تطوّرت دولة الروم مع مرور الوقت وعبر القرون من بلدة صغيرة جداً، والتي كانت تقع على نهر التيبر؛ إلى إمبراطورية ضخمة ضمّت بداخلها دولة إنجلترا، كما أنها ضمّت أيضا كل مناطق أوروبا التي تقع غرب نهر الراين.
بالإضافة إلى كل المناطق التي تقع جنوب نهر الدانوب، وقد ضمّت أيضاً معظم دول قارة آسيا التي تقع غرب الفُرات، كما ضمّت بداخلها أيضاً الكثير من الدول الأفريقية، وبعض الجزر التي تتواجد في البحر الأبيض المتوسط.
وقد تمكن الرومان من تحقيق العظمة في كل من المؤسسات العسكرية والإجتماعية والسياسية، فكان من المعروف على المجتمع الروماني بأنه تحكمه روح عسكرية قوية جداً.
وهو الأمر الذي يفسر كثرة الحروب المتواصلة التي خاضوها، ومن الجدير بالذكر أن روما قد ضمّت كافة الشعوب التي قامت بإحتلالها إلى كلا من نظامها السياسي والإجتماعي، وقد تمّ منح جميع حلفائها الجنسية الرومانية.
لا تفوت فرصة التعرف على: معلومات تفصيلية عن الدولة البيزنطية
ما هي معارك الروم مع المسلمين
لقد خاض المسلمون الكثير من المعارك مع الرّوم، وكانت كلّ هذه المعارك تعود بالنصر والعزّة للمسلمين، ومن هذه المعارك الشهيرة ما حدث في حياة النّبي محمد (صلوات الله وسلامه عليه)، ومنها ما حدث بعد وفاته.
وفيما يلي بيان ببعض هذه المعارك الشهيرة:
معركة مؤتة
لقد وقعت غزوة مؤتة بالتحديد في السّنة الثّامنة للهجرة، حيث وقعت هذه المعركة بعد أن قام النبي (صل الله عليه وسلم) بإرسال رسولاً إلى هرقل ملك الرّوم.
فقام الروم بقتل حامل رسالة النّبي (صلوات الله وسلامه عليه)، وهذا في الأصل أمر غير معهود، فأراد الرسول الكريم (عليه أفضل الصّلاة والسّلام) القيام بتأديبهم على ما فعلوا.
فقام بحشد ثلاثة آلاف مقاتل لهذا الأمر، وقام بتجهيزهم لملاقاة ومحاربة الرّوم، وأمّر عليهم الصحابي الجليل زيد بن حارثة، ثمّ جاء من بعده الصحابي جعفر بن أبي طالب، ثمّ أمّر عليهم عبد الله بن رواحة (رضيَ الله عنهم أجمعين).
ثمّ ساروا في طريقهم حتّى تمكنوا من الوصول إلى الرّوم في جنوب الأردن، وكان الروم قد جمعوا عشرة آلاف مقاتل بقيادة ملكهم وحاكمهم هرقل.
وقد كانت هذه المعركة غير متكافئة في بدايتها بسبب الفرق الكبير بين عدد المقاتلين، كما إستشهد القادة الثلاثة الذّين قام رسول الله (عليه أفضل الصّلاة والسّلام) بتعيينهم واحداً تلو الآخر.
فأمّر المسلمون الصحابي العظيم خالد بن الوليد (رضيَ الله عنه)، وهو الأمر الذي قلب كافة موازين المعركة، حيث كان يعرف خالد بن الوليد بدهائه.
فأمر بإنسحاب الجيش وقام بتغييّر تنظيمه، ثم عاد إلى الرّوم ليلاً، وقام بهزيمتهم هزيمة ساحقة، وكانت الغلبة في هذه المعركة للمسلمين على الرّوم.
معركة اليرموك
حدثت معركة اليرموك أثناء خلافة عمر بن الخطّاب (رضيَ الله عنه)، وكان ذلك في السّنة الرابعة عشرة للهجرة، وكانت هذه المعركة بقيادة الصحابي الجليل خالد بن الوليد (رضيَ الله عنه).
وكانت أعداد الرّوم في هذه المعركة تفوق أعداد المقاتلين المسلمين بأضعاف كثيرة، لكنّ إنتهت هذه المعركة بعون الله سبحانه وتعالى بهزيمة الرّوم ونصر المسلمين عليهم نصراً مؤزّراً، وقد غنم المسلمين من الروم الخير الكثير بسبب هذه المعركة.
معركة أجنادين
لقد دارت معركة أجنادين بين كلا من الرّوم والمسلمين، وكانت هذه المعركة بقيادة الصحابي الجليل عمرو بن العاص (رضي الله عنه).
حيث وقعت هذه المعركة في منطقة أجنادين التي تقع في فلسطين، بالتحديد في مكان يقع على قرابة من بيت المقدس، وقد إنتهت هذه المعركة بنصر المسلمين.
وهو الأمر الي جعل المسلمين يتمكنوا من فتح أجنادين، كما أنهم دخلوا بيت المقدس فاتحين.
ما هي نهاية الروم
لقد عرفت بلاد الرّوم بأنها كانت تشكّل عائقاً كبيراً أمام إنتشار الدين الإسلامي، فكان لا بدّ من خوض العديد من المعارك مع الروم.
حيث بدأ النبيّ الكريم محمد (صل الله عليه وسلم) بقتالهم في غزوتي مؤتة وتبوك، كما وقعت عدة معارك أخرى بين المسلمين والروم في زمن الخلفاء الرّاشدين.
وإستمرت هذه المعارك فيما بينهم حتّى إنتهت بطردهم بشكل نهائي من بلاد الحجاز، كما أنهم طردوا أيضاً من مصر ومن بلاد الشّام كلّها، ثم إنتشر الروم بعد ذلك في دول أوروبا وسكنوها.
بذلك نكون قد تعرفنا على من هم الروم وعلى ما هو موقع الروم، كما تعرفنا على نبذة سريعة ومختصرة عن الإمبراطورية الرومانية وعن أهم المعلومات والتفاصيل عن دولة روما، هذا بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على أهم المعارك التي وقعت بين كلا من المسلمين والروم وعلى نهاية الروم بالتفصيل.