ما هو النجم الثاقب الذي أقسم به الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم
تعرف على النجم الثاقب وعلى ما هو النجم الثاقب الذي أقسم به الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عبر موقع محيط، حيث أخبَرَنا الله عز وجل في الكثير من آيات القرآن الكريم الشريفة قبل ما يزيدُ عن ألف وأربعمائة عام، بالعديد من الحقائق العلميّة الكبيرة التي قام العلم بإكتشاف الكثير منها في عصرنا الحديث، كما أخبرنا الله جل جلاله وتقدست أسماؤه بحقائق كونية عظيمة تتعلَّق بنشأة الكون وتعرفنا بأصل العالم، وهو الأمر الذي أطلق عليه العلماء إسم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ومن صور الإعجاز العلمي الرائعة في القرآن الكريم النجم الثاقب، وفيما يلي سنتعرف على ما هو النجم الثاقب وعلى الإعجاز العلمي فيه بالتفصيل.
ما هو معنى الطارق
تعرف كلمة الطّارق بأنها إسم مشتقّ من الفعل الماضي طرق، كما يعرف هذا الإسم نحوياً بأنه إسم فاعل، والمعنى اللغوي للطّرق هو الدّق أو الضّرب بقوّة حتّى يتم سماع صوت لهذه الضّربات.
هذا ويشتقّ لفظ الطّارق من صفة الطّروق، وهي عبارة عن عادة إنتشرت قديما عند العرب، حيث كانوا يقومون بطرق أبوابهم بشيء يقوم بإحداث صوتاً مثل الحجر أو العصا.
وذلك إذا رجعوا وعادوا من أسفارهم أثناء فترة الليل وقاموا بالنزول إلى ديارهم، وقد كانوا يفعلون ذلك الأمر ليقوموا بتنبيه أهل البيت بمجيئهم، فأصبح فعل ولفظ الطّروق مرتبط بشكل كبير بالقدوم في وقت وفترة اللّيل.
هذا وقد توسّع إطلاق كلمة الطّارق على أي أشياء وصور خالية تقوم بالظهور في وقت الليل، كما يقال أنّ لفظ الطارق هو إسم جنس يطلق على أحد الكواكب الذي يظهر في وقت اللّيل، أو أنه هو ذات الكوكب الذي يسمّى بكوكب الصّبح.
وبذلك يتبين لنا أن كلّ ما هو آتٍ ليلاً يسمّى طارقاً، وقد أطلق الله جل وعلا لفظ الطّارق في القرآن الكريم في ما جاء في سورة الطارق على النّجم الذّي يقوم بالظهور في السّماء في وقت اللّيل.
فقد رُوي أنّ أبا طالب وهو عمّ رسول الله (صل الله عليه وسلم) كان يقوم بمجالسة إبن أخيه وإذ بنجم يضيء بشكل مفاجئ في السّماء.
ولمّا قام أبو طالب بالتساؤل عن ذلك النجم، أخبره رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) بأنّه نجم قد رمى به الله سبحانه وتعالى إلى السّماء.
فأنزل الله جل وعلا الآيات الشريفة التي تشير إلى هذا النجم وتبينه لنا، حيث قال:
(وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ* وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ)،
ثم فسّر الله عز وجل معنى كلمة الطّارق في السّورة القرآنية ذاتها بقوله عن الطّارق بأنّه هو:
(النَّجْمُ الثَّاقِبُ)
أي أنه هو النّجم شديد التّوهّج والسطوع والوضاءة في السّماء.
لا تفوت فرصة التعرف على: سورة الطارق | سبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم وشرح آياتها
ما هو النجم الثاقب
تعد الأجرام السماوية أحد صور عظمة الله وآياته البديعة وقدرته على خلق هذا الكون العظيم، حيث خلق الله سبحانه وتعالى تلك الأجسام والأجرام المادية في الغلاف الجوي.
كما أورد الله عز وجل ذكرها في بعض المواضع في القرآن الكريم، حيث وردت بعض السور والآيات الشريفة التي تحدثت عن تلك المعجزات الكونية.
ومن السور القرآنية التي حملت أسماء هذه المعجزات كل من سورة الشمس وسورة القمر وسورة النجم، كما تتواجد بعض الآيات القرآنية الكريمة التي أقسم الله سبحانه وتعالى فيها بتلك الأجسام السماوية.
وقد قام الله جل جلاله وتقدست أسماؤه بالقسم ليؤكد عظمة كلا من القسم والمقسوم عليه، ومما ورد في هذه الآيات القرآنية الشريفة القسم بالسماء والطارق والنجم الثاقب، حيث جاء ذلك القسم العظيم في سورة الطارق.
حيث قال الله سبحانه وتعالى في بداية سورة الطارق:
(وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ* وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ*النَّجْمُ الثَّاقِبُ)
وقد بدأ الله سبحانه وتعالى هذه السورة القرآنية الكريمة بقسمه المعظم بكلا من السماء والطارق، وذلك لما يتواجد من المعجزات الكبيرة في كلا منهما.
إذ أن السماء رفعها بغير عمد، وهي آية ومعجزة عظيمة وواضحة لجميع البشر، هذا وقد أقسم الله عز وجل بتعظيم الطارق في الآية الثانية من هذه السورة الشريفة.
ثم جاءت بعدها الآية الثالثة لتقوم بتعريف وتوضيح ماهية هذا الطارق، حيث قال الله جل وعلا عنه بأنه النجم الثاقب، هذا وقد أختُلف في تفسير معنى مصطلح النجم الثاقب.
حيث ورد معنى وتفسير هذا النجم في الكثير من كتب التفسير القرآنية بمعنى أنه النجم الذي يمتلك ضوء شديد وقوي وساطع جدا.
وهو الأمر الذي يمكنه من القيام بثقب طبقات السماء أو القيام بإختراقها بنوره الشديد، مما يؤدي إلى رؤية نوره الساطع والشديد من قبل كل من يقوم بالعيش على سطح الأرض.
لا تفوت فرصة التعرف على: ما هو الفرق بين النجم والكوكب
هذا وقد قال العلماء وأهل العلم عن النجم الثاقب بأنه إسم جنس يقوم بالإشارة إلى جميع النجوم المتلألئة والمضيئة في السماء.
حيث أوضحوا بأنهم يرون أن النجم الثاقب ليس إسم يختص به نجم واحد فقط على وجه التحديد، وإنما هو مصطلح يطلق على كافة النجوم الشديدة التوهج التي تتواجد في السماء.
وقد ورد أيضا في تفسير القسم الذي جاء في سورة الطارق بالنجم الثاقب، بأنه قد جاء للدلالة على قدرة وعظمة الخالق عز وجل الذي قام بخلق السماء والنجوم المضيئة، حيث أن هذه النجوم البديعة لطالما أبهرت جميع البشر.
حيث كانوا يستخدمونها قديما في الملاحة للتمكن من معرفة الطرق سواء كان ذلك في البحر أم البر، حيث قال الله سبحانه وتعالى في ذلك ما جاء في سورة الأنعام، حيث قال:
{وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلنُّجُومَ لِتَهتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَٰتِ ٱلبَرِّ وَٱلبَحرِ}
وهو الأمر الذي جعل البعض يقومون بعبادتها من دون الله جل وعلا، وهو ما ورد في قول الله عز وجل في سورة النحل، حيث قال:
{وَعَلَٰمَٰتٖ وَبِٱلنَّجمِ هُم يَهتَدُونَ}
ولذلك جاء القسم بتلك النجوم لتوضيح مدى قدرة الله القادر المقتدر على خلق هذه النجوم الساطعة العظيمة وغيرها.
لا تفوت فرصة التعرف على: سورة النجم | تعريفها وسبب نزولها وأهم مواضيعها
ما هو الإعجاز العلمي في النجم الثاقب
لقد تحدث العديد من العلماء والباحثون من علماء العصر الحديث عن الأوجه المتعددة التي تتواجد في الإعجاز العلمي في سور وآيات القرآن الكريم فيما يختص بموضوع النجوم.
حيث أوضح هؤلاء العلماء بأن النجم النيتروني أو النجم النباض أو هذه المجموعة من النجوم المعروفة بشكل كبير في علم الفلك، إنما هي مجموعة من النجوم التي تقوم بالدوران بصورة مستمرة حول محورها وبسرعة شديدة للغاية.
كما تقوم هذه النجوم بإصدار مجموعة كبيرة من موجات الراديو، وهي تلك الموجات التي تتحول فيما بعد إلى موجات صوتية يمكن سماعها.
هذا وقد أوضح هؤلاء العلماء أن صوت تلك الموجات يكون شبيه بصوت المطارق إلى حد كبير، وهو الأمر الذي يجعل هؤلاء العلماء يروا أن المقصود اللغوي من مصطلح النجم الطارق هي هذه النجوم.
كما أضاف علماء الفلك بعض المعلومات التي تؤكد الإعجاز العلمي لآيات القرآن الكريم، حيث قالوا أن من صفات هذه النجوم المتوهجة القدرة على القيام بإصدار إشعاع ضوئي هائل.
يكون هذا الإشعاع الضوئي الكبير ثاقبًا للسماوات، وهو الوصف الدقيق الذي يتماشى بشكل كبير مع وصف النجم الطارق بصفة الثاقب.
هذا وقد إجتهد علماء الفلك في التأكيد على وجود مجموعة من الأصوات التي تصدر من النجوم التي تقوم بالدوران حول محورها، حيث قام هؤلاء العلماء بتسجيل هذه الأصوات والقيام بعرضها على الكثير من المواقع العلمية العالمية.
هذا ويطلق علماء الفلك على هذه النجوم إسم النجوم النابضة، ولكنهم سرعان ما إكتشفوا بأن هذه التسمية التي أطلقوها على هذه النجوم لا تبدو دقيقة إطلاقا.
وقاموا بعد ذلك بإطلاق إسم المطرقة أو المطارق عليها، حيث عُرفت في علم الفلم بإسم المطارق العملاقة، وذلك لأن الصوت الصادر من هذه النجوم يشبه صوت المطرقة تمامًا.
ويؤكد هؤلاء العلماء على أن هذه النجوم الساطعة تقوم ببث الكثير من الإشعاعات التي تُعتبر الألمع والأكثر تلألؤاً من نوعها.
حيث أنها تصدر أشعة ساطعة وشديدة تبهر الأنظار، ولذلك قام الله سبحانه وتعالى بوصف النجم الواحد من هذه النجوم بأنه نجم “ثاقب”.
هذا وقد أوضح العلماء أيضا أن المعنى الحرفي المقصود من كلمة النجم الثاقب هو القدرة على إختراق وثقب أيّ شيء يواجهه ويقوم بمصادفته.
حيث أن هذا النجم له قدرة كبيرة تمكنه من إختراق الكرة الأرضية بالكامل، وذلك من قِبل مجموعة الموجات التي تصدر عن هذه النجوم النيوترونية أو النجوم التي تعرف بإسم المطارق الكونية.
ومن هنا يتجلى لنا الإعجاز العلمي العظيم المتواجد في قوله جل وعلا ”النَّجْمُ الثَّاقِبُ”، حيث تبين لنا من خلال التعرف على كافة المعلومات العلمية والفلكية بأنه أدق وأفضل وصف يمكن أن يصف هذه النجوم الساطعة التي تقوم بإصدار الموجات والطرقات بدقة شديدة.
ولذلك قام الله سبحانه وتعالى بالقسم بها حتى يؤكد مدى قدرته الكبيرة على خلق مثل هذه المعجزات الكونية والغيبيات.
لا تفوت فرصة التعرف على: كوكب الأرض | أهم المعلومات العامة حول كوكب الأرض وتكوينه وغلافه الجوي بالتفصيل
النجم الطارق الثاقب فلكيا
مع التطوُّر الكبير للعلم وتمكُن البشر من الوصول بعقولهم إلى حدِّ القدرة على رَصد حركات النجوم المتواجدة في السماء.
فقد أوضح التصوير الزمنيّ الذي إمتد لفترة زمنية طويلة تصل إلى عشر سنوات إنَّ نوع حركة النجوم التي تدول حول الثقب الأسود هي حركة مختلفة ومتباينة بين كل نجم وآخر.
ويكون ذلك بحسب بُعدِ المسافة بين هذه النجوم عن هذا الثقب، حيث يتواجد هذا الثقب في مراكز المجرات التي تتواجد في الكون.
كما يعرف هذا الثقب بأنه النواة الأساسيّة التي يجب تواجدها لبناء وتكوين هذه المجرات الكونية، ويتصف هذا الثقب بأنه ثقب هائل يقوم بإبتلاع كلا من الغاز والدخان من المجرة.
كما أنه يبتلع النجوم أيضًا، إذ أن حجم هذا الثقب يتجاوز أضعاف حجم النجوم، وكل هذه الحقائق العلمية تدل على الإعجاز العلمي العظيم لآيات وسور القرآن الكريم الشريفة.
حيث أن هذه العظمة الكبيرة وهذا النجم الثاقب وصفاته المتعددة لم يكن معروفًا للبشر في الفترة التي نزل فيها كتاب الله سبحانه وتعالى على رسوله الأمين (صلَّ الله عليه وسلَّم).
هذا وقد فسَّر كل من الصحابة الكرام والتابعون وأهل العلم هذه الآيات الشريفة وفقاً لما تقتضيه مقاصد ومعاني اللغة العربية.
حيث نقل ابن كثير رحمه الله، في قول الله عز وجل “الثاقب” قول ابن عباس (رضي الله عنه) الذي قال بأن معني كلمة الثاقب المضيء.
كما نقل قول السدي في معنى هذه الكلمة، والذي كان يقول بأن الثاقب هو من يثقب جميع الشياطين إذا أرسل عليها، هذا بالإضافة إلى أنه قد نقل قول عكرمة في معنى كلمة الثاقب، والذي قال فيه بأنه نجم مضيء ومُحرِق للشيطان.
وقد قال الطبري أيضًا في تفسير النجم الثاقب، بأن الله سبحانه وتعالى قد قال في سورة الطارق:
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ}
مخاطباً نبيّه محمد (صلوات الله وسلامه عليه) ويقول له وما أشعرك وأعلمك يا محمد ما هو الطارق الذي قد أقسمتُ به؟ ثم بين ذلك جلّ جلاله وتقدست أسماؤه، فقال هو النجم الثاقب، بمعنى النجم الذي يتوهَّج ويتوقد ضياؤه.
بذلك نكون قد تعرفنا على ما هو معنى الطارق وعلى ما هو النجم الثاقب، كما تعرفنا على ما هو الإعجاز العلمي في كلمة النجم الثاقب، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على صفات النجم الطارق الثاقب فلكيا بالتفصيل.